في أعقاب الزلزال الذي دمر المدينة التركية بشكل يفوق الخيال.. هكذا ستتم إعادة بناء أنطاكيا
تاريخ النشر: 8th, September 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— استمر الزلزال الذي ضرب أنطاكيا في تركيا لفترةٍ قصيرة فحسب، ولكن بالنسبة لسكان المدينة، تداعياته ليست قابلة للقياس.
ولقي أكثر من 50 ألف شخص حتفهم، ونزح ملايين آخرون عندما هز زلزالان بقوة 7.8 و7.5 درجة المنطقة الجنوبية للبلاد وشمال سوريا في 6 فبراير/شباط من العام الماضي.
وقدرت منظمة الأمم المتحدة أنّ تكلفة إعادة بناء المنطقة ستكلف أكثر من مئة مليار دولار.
وكانت أنطاكيا، وهي عاصمة مقاطعة هاتاي، واحدة من أكثر المدن تضرراً في تركيا، فأفادت التقارير تضرر نحو 80% من المباني بشكلٍ لا يمكن إصلاحه.
وكان الدمار "يفوق الخيال"، على حدّ تعبير نيكولا سكارانارو من شركة " Foster + Partners" المعمارية.
ونَشَرت الشركة الشهر الماضي مخططها الرئيسي الخاص لإعادة بناء المدينة، وإنعاشها، ووقايتها في وجه الزلازل، والفيضانات، والكوارث الطبيعية الأخرى في المستقبل.
تم تكليف شركة "Foster + Partners" المعمارية بتصميم مخطط لإنعاش مدينة أنطاكيا التركية بعد تعرضها لزلزال مُدمِّر في عام 2023.Credit: Foster + Partnersوتقع المدينة عند سفح جبل حبيب النجار في وادي نهر العاصي، وبما أنّها قريبة من النهر، يعني ذلك تفاقم التأثير المدمر للزلازل بسبب ظاهرة يطلق عليها اسم "تسيّل التربة"، والتي تُفقِد التربة صلابتها.
ولطالما شكلت الفيضانات خطرًا على سكان أنطاكيا مع وجود مساحات شاسعة من المباني على طول ضفاف نهر العاصي.
وكان أكثر من 45 ألف ساكن على مساحة 2.5 مليون متر مربع معرضًا لخطر التأثّر بالفيضانات حتى قبل زلزال العام الماضي، وفقًا لتقديرات الشركة المعمارية، مع ارتفاع احتمالية الحوادث وسط أزمة المناخ.
القدرة على الصمود مشهد من الدمار في المدينة.Credit: Sameer Al-Doumy/AFP/Getty Imagesكان ضمان القدرة على الصمود في وجه التهديدات المتكررة في محور الاعتبارات عندما كلّف مجلس التصميم التركي، وهي منظمة غير حكومية، الشركة المعمارية بقيادة اتحاد دولي من الفِرَق لتطوير استراتيجية لإعادة بناء المنطقة بعد ستة أشهر من وقوع الزلزال.
وستكون العمارة وتصميم الشوارع بمثابة خط الدفاع الأول ضد تأثير الزلازل، بما في ذلك المباني المتراصة التي من المفترض أن تتكيف مع النشاط الزلزالي بشكلٍ أكبر مقارنةً بالهياكل الكبيرة والطويلة على شكل حرف "L"، التي انتشرت في أنطاكيا سابقًا.
تم الكشف عن المخطط في يوليو/تموز من عام 2024.Credit: Foster + Partnersومن شأن "المجمعات السكنية الكبرى" في الأحياء، المستوحاة من تلك الموجودة في برشلونة، تعزيز المناطق الخالية من السيارات بشكلٍ يضمن توفر مسارات متعددة في أعقاب كارثة، سواءً لخدمات الطوارئ أو لهرب السكان.
كما أضاف سكارانارو أنّ المساحات الخضراء يمكن أن تلعب دورًا أساسيًا في الوقاية من الفيضانات، مع تحديد مساحات كبيرة من الأراضي التي لا يُسمح بإعادة البناء عليها على طول النهر.
وبدلاً من ذلك، ستشغل واجهة نهرية وحدائق هذه المناطق عالية الخطورة، وستعمل كـ "منطقة عازلة" طبيعية تمتص مياه الفيضانات.
بناء الثقة سيشمل المخطط تشييد مساحات خضراء وحدائق للمجتمعات المحلية.Credit: Foster + Partnersبدأت عملية البناء أثناء العمل على المخطط الرئيسي، وتتوقع شركة الاستشارات الهندسية " Buro Happold" أن يستغرق إنعاش المدينة بأكملها 10 سنوات.
ومع ذلك، يأمل مصممو المخطط الرئيسي أن يتم أخذ العِبَر قبل فترة طويلة من وضع الحجر الأخير للمشروع.
تُعد القدرة على الصمود في وجه الفيضانات أمرًا أساسيًا للمخطط.Credit: Foster + Partnersويود الاتحاد المسؤول عن التخطيط وضع "مخطط تعاوني جديد لتنشيط المدن المنكوبة" في جميع أنحاء العالم، وهو نهج يضع المناخ في عين الاعتبار أولاً.
وقال سكارانارو: "لسوء الحظ، أثناء قراءة الأخبار، هناك العديد من الكوارث الطبيعية المماثلة التي تحصل.. فكيف يمكننا تنفيذ هذا المستوى من الصمود قبل حدوث شيء ما؟".
ووسط كل هذه المحادثات حول إعادة إنعاش المدينة، والميزات الجديدة، كان الحفاظ على "روح" أنطاكيا هدفًا رئيسيًا.
كان من المهم للمخطط أن يحافظ على "روح" أنطاكيا أيضًا.Credit: Foster + Partnersالمصدر: CNN Arabic
إقرأ أيضاً:
كيف علق مغردون على حديث ترامب عن ساحل غزة المذهل وموقعها الرائع؟
وخلال حديثه للصحفيين من المكتب البيضاوي أثناء توقيعه على أوامر تنفيذية في أول أيام ولايته الثانية، قال ترامب ردا على سؤال بشأن استمرارية اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة "لست واثقا، هذه ليست حربنا، بل حربهم"، مشيرا إلى الوضع المأساوي في القطاع، ووصفه بأنه "موقع هدم ضخم".
وأضاف أن إعادة إعمار غزة يجب أن تتم بطريقة مختلفة، مؤكدا أنه "يمكن القيام ببعض الأمور الجميلة هناك"، واصفا الساحل بأنه مذهل، والموقع رائع.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4ترامب "غير واثق" من استمرار اتفاق غزة ومبعوثه يعتزم زيارة القطاعlist 2 of 4ما طبيعة السلام الذي يريده ترامب في المنطقة؟ محللان يجيبانlist 3 of 4أبو مرزوق: حماس مستعدة لبدء حوار مع الولايات المتحدةlist 4 of 4يديعوت أحرونوت: 3 قضايا غير قابلة للتفاوض بالنسبة لإسرائيلend of listوأشار ترامب أيضا إلى إمكانية مساهمة إدارته في إعادة إعمار القطاع، مما اعتبره البعض محاولة لإعادة تسليط الضوء على ثروات غزة ومواردها الطبيعية.
وربط مغردون بين تصريحاته وبين تصريحات سابقة لصهره جاريد كوشنر الذي تحدث عن ثروات غزة البحرية، واقترح نقل سكانها إلى الصحراء لتسهيل عمليات الاحتلال الإسرائيلي.
تعليقات غاضبة وساخرةورصد برنامج شبكات (2025/1/21) جانبا من التفاعلات على منصات التواصل الاجتماعي، فعلقت مروة أحمد قائلة "هو الصراحة يلي فيه بتميزه، حكى عن سبب حربهم على غزة، الموقع الخيالي والطقس والبحر، يعني ما بحب يكذب، بدهم غزة بس باءت محاولتهم بالفشل".
أما علي فكتب بتحدٍ "شو رأيك تترك غزة وأرضها وشاطئها وبحرها لأهل غزة يعمروها وتخليك في حرائق لوس أنجلوس ومشاكل بلدك".
إعلانمن جهته، أشار معاذ متوكل إلى الأبعاد الاقتصادية لتصريحات ترامب، وكتب "قال إن القطاع له شاطئ رائع وأماكن جيدة على البحر"، في إشارة إلى تغيير هوية القطاع بإقامة شركات وفنادق إسرائيلية، مشددا على أن غزة تعوم فوق بحر من النفط، وهو مطمع للكيان منذ عقود.
وفي سياق مختلف، كتبت ريهام حمود تعليقا مليئا بالأسى "منظر غزة بيوجع القلب، غزة بحاجة لإعادة الإعمار، غزة وأهلها بحاجة للحياة، لأن يعيشوا بسلام مثل بقية شعوب الأرض، الخراب اللي في الأرض بينسيك فرحة وقف إطلاق النار".
ووفقا لتقارير أممية، فإن أكثر من 50 مليون طن من الركام الناتج عن الحرب تحتاج إلى 21 عاما لإزالتها، بتكلفة تقديرية تبلغ 1.2 مليار دولار.
أما إعادة بناء ما دمرته الحرب فتتطلب نحو 40 مليار دولار، وستستغرق عملية إعادة بناء الوحدات السكنية المدمرة نحو 80 عاما، مما يعكس حجم الدمار الذي تحدث عنه ترامب بشكل غير مباشر.
21/1/2025