إيران تتوصل إلى تقنية صواريخ كروز أسرع من الصوت.. هل يجب أن تخشى إسرائيل؟
تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT
أعلنت إيران، التوصل إلى تقنية تصميم وتصنيع صواريخ كروز (المجنحة) أسرع من الصوت، ما دفع البعض للتساؤل عما إذا كانت إسرائيل، وحتى بعض المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط، قد تكون الآن في خطر أكبر.
هكذا يخلص تحليل لصحيفة "جيروزاليم بوست"، وترجمه "الخليج الجديد"، في معرض حديثه عن "الجيل الجديد من صواريخ كروز الإيرانية، الذي يخضع حاليا للاختبار، وسيبدأ فصلا جديدا في القوة الدفاعية الإيرانية".
ووفق وكالة "تسنيم" الإيرانية، فإن "صواريخ كروز" الإيرانية كانت تستخدم محركا صاروخيا لتوفير تسارع أولي، ثم محركات نفاثة محلية الصنع تسمى "طلوع" لمرحلة دفع حركته.
وهو ما يعلق عليه التحليل بالقول: "قبل تشريح ما قدمته الجمهورية الإسلامية بالضبط، وكيف يغير قواعد اللعبة أم لا، فإن أول شيء يجب أن نلاحظه هو أن العبارة الرئيسية هنا هي (صاروخ كروز) بدلاً من (أسرع من الصوت)".
وتضيف: "الصاروخ الأسرع من الصوت ليس مميزًا تمامًا، والهدف الجديد في تهديد الخصوم بسرعة، هو الفرط الصوتي".
ومنذ التسعينيات، تمتلك إيران صواريخ باليستية يمكنها ضرب إسرائيل ومنافسيها السنة في الشرق الأوسط وأجزاء من أوروبا الشرقية.
اقرأ أيضاً
بعد الباليستي.. وكالة: إيران توصلت إلى تكنولوجيا لإنتاج صواريخ كروز فرط صوتية
ولهذا السبب، عملت إسرائيل بجد لتطوير أنظمة دفاع جوي للصواريخ الباليستية، وأبرزها سلسلة أنظمة الدفاع "Arrow".
وبالمثل، عملت الولايات المتحدة جاهدة للدفاع ضد هجمات الصواريخ الباليستية من الاتحاد السوفيتي في الماضي، وربما روسيا أو الصين أو كوريا الشمالية في الوقت الحاضر.
وبعبارات بسيطة، تطير الصواريخ الباليستية على شكل قوس في الغلاف الجوي للأرض، قبل أن تعود للأسفل لتضرب هدفها، هذا يعني أن الكثير من الرادار الأمريكي والإسرائيلي يركز على البحث عن الضربة من الأعلى.
في المقابل، تطير صواريخ كروز إلى أسفل كثيرًا، ولديها مسار طيران أكثر استقامة وأقصر إلى هدفها، كما يمكن إطلاقها من السفن في البحر، مما يمثل نوعًا إضافيًا من التهديد.
والسبت الماضي، قالت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية إن "أنواع مختلفة من الطائرات المسيرة وعدة مئات من صواريخ كروز والصواريخ الباليستية التي يتراوح مداها بين 300 وألف كيلومتر من بين الأنظمة والمعدات، أضيفت إلى قدرات بحرية الحرس الثوري".
وحينها، ذكر قائد بحرية الحرس الثوري علي رضا تنكسيري للتلفزيون الحكومي، أن الصواريخ الجديدة تتمتع بدقة أفضل ومدى أطول.
وأضاف: "يمكن لصواريخ كروز أن تهاجم عدة أهداف في وقت واحد ويمكن تغيير الأوامر بعد الإطلاق".
اقرأ أيضاً
بعد نشر مقاتلات أمريكية بالخليج.. إيران تعلن تزويد بحريتها بصواريخ كروز
وتمتلك طهران منذ فترة صواريخ كروز، لكنها كانت حتى الآن أسرع من سرعة الصوت (أبطأ من ماخ واحد) وأقصر مدى، وهذا يعني أنه من غير المرجح أن يصلوا إلى إسرائيل، وسيكون من الأسهل صدهم، حتى بالنسبة لدفاعات القدس التي كانت أقل تجهيزًا للدفاع ضد تهديدات الطيران المنخفض.
ولكن تحليل "جيروزاليم بوست"، يطرح سؤالا عما إذا كان آيات الله قد زادوا من تهديداتهم بالطيران على علو منخفض لتكون بعيدة المدى وتطير بشكل أسرع، حتى في الوقت الذي لم تركز فيه الدولة اليهودية بالضبط المزيد من الطاقة على الدفاع ضد صواريخ كروز بشكل عام.
ويضيف: "في الوقت الذي تحاول فيه إيران تطوير صاروخ تفوق سرعته سرعة الصوت، لا يمكن أن يطير بسرعة أكبر فقط، ويصعب الدفاع ضده بسبب السرعة، ولكن يمكنه أيضًا المناورة أكثر للتغلب على الدفاع الجوي القياسي".
وفي بعض النواحي، يشكل صاروخ كروز الأسرع من الصوت تهديدًا لإسرائيل أكثر، لأن الجيش الإسرائيلي يقسم طاقاته بالفعل في مناطق متعددة للدفاع ضد التهديدات الحالية، وسيكون هذا تهديدًا جديدًا آخر سيتعين عليه معالجته، وفق التحليل ذاته.
ولدى إسرائيل طبقات دفاع جوي أخرى إلى جانب "Arrow 3"، من القبة الحديدية، إلى مقلاع "ديفيدز"، إلى استخدام الطائرات بشكل دفاعي لإسقاط التهديدات القادمة.
ولكن في المقام الأول، تم تصميم طبقات الدفاع الجوي هذه لإسقاط إما صواريخ أبطأ وأقصر مدى أو لإسقاط الصواريخ الباليستية متوسطة المدى، التي تتحرك على طول مسار يشبه القوس.
اقرأ أيضاً
دعت أمريكا التدخل.. صحيفة إسرائيلية تتهم إيران بمواصلة سلوكها غير القانوني في مياه الخليج
لذلك قد تتمكن طبقات متعددة من الدفاع الجوي الإسرائيلي من إسقاط صاروخ كروز أسرع من الصوت، ولكن لم يتم بناء أي من الطبقات العديدة في إسرائيل خصيصًا لذلك (لمجرد وجود عدد أقل من التهديدات القائمة على صواريخ كروز حتى الآن).
ويشير التحليل إلى أنه "قد تكون بعض هذه الطبقات قادرة على إيقاف صاروخ كروز إيراني أسرع من الصوت، مع كون (ديفيدز سلينج) هو المرشح الرئيسي".
وإسقاط صاروخ كروز الأسرع من الصوت سيكون أصعب من إسقاط صواريخ كروز الحالية الأبطأ، والتي تقل سرعة الصوت.
أما النبأ السار حسب التحليل ذاته، هو أن صاروخ كروز الأسرع من الصوت، لم يتم نشره بعد، لكنه لا يزال في مراحل الاختبار، كما أن مزاعم إيران بشأن قدراتها الصاروخية غالبًا ما تكون مبالغًا فيها.
ويقول التحليل: "شهدت الدول غير الديمقراطية مثل روسيا، التي لا تتمتع بصحافة حرة لكبح نيرانها، انفجار العديد من مزاعمها حول صواريخ لا تقبل المنافسة، عندما كان عليها في الواقع مواجهة الواقع ، كما هو الحال مع موسكو التي تقاتل أوكرانيا".
ويضيف: "يمكن أن يكون الشيء نفسه صحيحًا، بشأن صاروخ كروز الأخير الأسرع من الصوت في إيران".
اقرأ أيضاً
تهديد صامت.. صاروخ خرمشهر الجديد يمكن إيران من ضرب إسرائيل والقواعد الأمريكية بالمنطقة
ويتابع: "ربما أرادت الجمهورية الإسلامية القيام بنوع من الموجات المضادة بعد تقارير عن وصول أكثر من 3000 بحار ومشاة البحرية الأمريكية على سفينتين أمريكيتين في البحر الأحمر لردع إيران من مهاجمة السفن التجارية في مضيق هرمز".
وكان الأسطول الأمريكي الخامس، أعلن الإثنين الماضي، عن نقل أكثر من 3 آلاف بحار إلى الشرق الأوسط في إطار خطة لتعزيز التواجد العسكري في المنطقة، حيث أكدت واشنطن أنها تهدف الى ردع إيران عن احتجاز السفن وناقلات النفط.
لكن الأخبار السيئة، حسب التحليل، هو التحذير الذي صدر في 2021، عن رئيس معهد العلوم والأمن الدولي ديفيد أولبرايت، من أنه إذا حصلت إيران على أسلحة نووية، فمن المحتمل أن تطلقها ليس فقط باستخدام الصواريخ الباليستية الأرضية، ولكن عن طريق السفن.
ويضيف: "إذا كانت طهران قد اكتسبت هذه القدرة في الواقع، فسيكون أكثر تهديدًا لمواجهة صاروخ كروز نووي أسرع من الصوت من صاروخ كروز النووي دون سرعة الصوت (لن يتم التعامل مع أي من التهديدين على محمل الجد)".
ويتابع: "هذا يعني أن إسرائيل بحاجة إلى مراقبة هذا التطور الأخير، وقد تحتاج إلى العمل من أجل معالجة القضية على المدى الطويل".
قبل أن تختتم: "لكن السماء لن تسقط هذه الصواريخ في أي وقت قريب".
اقرأ أيضاً
إيران تختبر صواريخ كروز في خليج عمان.. رسالة لمن؟
المصدر | جيروزاليم بوست - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: إسرائيل إيران صواريخ كروز أسرع من الصوت البحرية الإيرانية مواجهة الأسرع من الصوت أسرع من الصوت صواریخ کروز صاروخ کروز اقرأ أیضا تهدید ا
إقرأ أيضاً:
واشنطن بوست: إسرائيل مستعدة لضرب منشآت إيران النووية
نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين قولهم، إن إسرائيل مستعدة لقصف المنشآت النووية الإيرانية سواء بدعم أميركي أو من دونه إن لم توافق طهران على التخلي عن تلك المنشآت.
ووفق مسؤول أميركي تحدث لواشنطن بوست، فإن مدة التأخير التي ستلحق بالبرنامج النووي الإيراني في حال وقوع ضربة إسرائيلية ستكون 6 أشهر في أحسن الأحوال.
وحسبما ذكر المسؤول فإن أحد أسباب إصرار إسرائيل على توجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية هو خوفها من إمكانية تقدم طهران سرا نحو تخصيب اليورانيوم بنسبة 90 بالمئة اللازمة لصنع قنبلة نووية.
وكشفت تقارير استخباراتية أميركية، الخميس، أن إسرائيل تدرس تنفيذ ضربات جوية واسعة النطاق على المنشآت النووية الإيرانية هذا العام، مستغلة ضعف طهران، وفقا لما نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين مطلعين.
ووفقا لتقييم استخباراتي، أُعدّ في الأيام الأخيرة من إدارة الرئيس السابق جو بايدن، فإن إسرائيل تخشى تضييق نافذة الفرص لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي، مما قد يدفعها للضغط على إدارة الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب لدعم الضربات المحتملة.
وأفاد التقرير بأن إسرائيل تعتبر إدارة ترامب أكثر استعدادا للانضمام إلى أي هجوم مقارنة بالإدارة السابقة، خاصة وأن أي استهداف للمواقع النووية الإيرانية، المحصنة تحت الأرض، سيحتاج إلى دعم عسكري أميركي وإمدادات ذخائر.
ويوم الخميس قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، إن أعداء طهران ربما يكونون قادرين على استهداف منشآتها النووية لكنهم لن يستطيعوا منعها أو سلب قدرتها على بناء مواقع نووية جديدة.