لبنان ٢٤:
2024-09-16@21:53:15 GMT

عودة: ماذا يجني المعطلون من التعطيل؟

تاريخ النشر: 8th, September 2024 GMT

عودة: ماذا يجني المعطلون من التعطيل؟

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس الياس عودة، قداسا في كاتدرائية القديس جاورجيوس في بيروت.

بعد الإنجيل قال في عظته: "سمعنا في إنجيل اليوم آية تعبر عن خلاصة الإنجيل بأسره، وعن كرازة الرب يسوع بكمالها. قال الرب: «لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية» (يو 3: 16).

هذه الآية هي جوهر رسالة الرب يسوع، أي محبة الإنسان وخلاصه. تقسم هذه الآية إلى قسمين: الأول يتحدث عن مدى محبة الله للإنسان، والثاني عن نتيجة هذه المحبة. القسم الأول: «لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد» يشير إلى أن محبة الله لا تقتصر على مجموعة مختارة من الناس، بل تمتد لتشمل البشرية جمعاء، بغض النظر عن العرق أو الجنس أو الحالة الإجتماعية. إنها محبة شاملة تتجاوز كل الحدود. نتيجتها أن الله «بذل ابنه الوحيد». يشير هذا إلى حقيقة أن الرب يسوع، ابن الله، قد أتى إلى العالم ليخلص البشرية. جاء الرب يسوع إلى الأرض ليعيش حياة كاملة، إذ أخذ الطبيعة البشرية بكمالها، ما عدا الخطيئة، وعلم الناس عن محبة الله، ومات في النهاية على الصليب ليخلص البشرية من خطاياها، قبل أن يقوم ويقيم الجميع معه".

أضاف: "الجزء الثاني من الآية: «لكي لا يهلك كل من يؤمن به» يؤكد على أهمية الإيمان بالرب يسوع، الذي هو مفتاح الخلاص. الإيمان بالرب يسوع يعني الإعتراف بأنه ابن الله، وأنه أمات الموت بموته على الصليب. كل الذين يؤمنون بالرب يسوع لن يهلكوا، أي إنهم لن يعانوا من الإنفصال الأبدي عن الله، بل ستكون لهم الحياة الأبدية. هذه الحياة الأبدية هي هدية تمنح للذين يؤمنون بالرب يسوع. إنها ليست مجرد حياة تدوم إلى الأبد، لكنها حياة «حيث لا وجع ولا حزن ولا تنهد»، مليئة بالفرح والسلام. إنها حياة نعيشها في علاقة وثيقة مع الله. تبرز لنا هذه الآية محبة الله فتذكرنا بأنها ليست مشروطة أو محدودة، بل تمتد إلينا جميعا، بغض النظر عن أخطائنا الماضية أو الظروف الحالية. إنها محبة تعطى مجانا، بلا قيود. كذلك تشدد الآية على أهمية الإيمان، وتذكرنا بأن الخلاص لا يكتسب من خلال الأعمال الصالحة أو الإنجازات الشخصية فقط، بل من خلال الإيمان بالرب يسوع. هذا ما يسميه الرسول بولس: «الإيمان العامل بالمحبة» (غل 5: 6).

وتابع: "هذا الإيمان عاشه القديسان يواكيم وحنة فأنجبا والدة الإله التي كانت مثالا للإيمان العميق بالرب. نحن نعيد اليوم لميلاد سيدتنا والدة الإله، المؤمنة التي لم تشك أبدا بكلام الرب رغم الصعوبات التي عرفت بأنها ستواجهها بسبب قراراتها النابعة من إيمانها. لا يذكر العهد الجديد شيئا عن طفولة مريم العذراء ولا عن مولدها أو رقادها، لأن هدف الأناجيل هو البشارة بالرب يسوع، الإله المتجسد، وبالتدبير الخلاصي من أعمال وتعاليم. لكن التقليد الكنسي الذي حفظ مكانة خاصة لوالدة الإله، يذكر أن ولادتها تمت بتدخل إلهي مباشر، كما حصل مع عدد من الأشخاص في العهد القديم. نرتل في ترنيمة العيد: «ميلادك يا والدة الإله بشر بالفرح كل المسكونة، لأنه منك أشرق شمس العدل المسيح إلهنا». تتفق هذه الترنيمة مع إنجيل اليوم من جهة الدلالة على أن المحبة الإلهية شاملة الجميع وليست إنتقائية أو لجماعة ضد أخرى. ميلاد والدة الإله فتح لنا طريق الخلاص لأنها ستلد الرب المخلص الذي يعتق آدم وكل ذريته من الموت والخطيئة. ميلاد العذراء فرح لكل المسكونة، ليس لأنها ولدت بإرادة الله بما يفوق الطبيعة من زوجين عاقرين بل لأنها مفتاح الملكوت والسلم إليه. مع ميلاد العذراء، نبدأ رحلتنا نحو الملكوت، ومع قبولنا بتجسد ابن الله وإيماننا به، نعلن قبولنا للملكوت. هذا هو الرجاء والوعد بالحياة الأبدية اللذان يتحدث عنهما إنجيل اليوم".

وقال: "إذا كان ربنا وخالقنا قد أحب الإنسان إلى حد افتدائه، فبذل ابنه الوحيد ليخلصه، فكيف لإنسان أن يحتقر أخاه الإنسان أو يهمله أو يظلمه أو يسيء إليه؟ وكيف لحاكم أن يتغاضى عن مشاكل المواطنين وهو من شاء تولي المسؤولية، ومن يمتلك القدرة؟  ألا يجدر بالحاكم والزعيم وكل قائد نصب نفسه في موقع المسؤولية، أن يلتفت إلى شؤون إخوته ويعمل من أجل خيرهم وإذا لزم الأمر افتداءهم؟ وأن يلتفت إلى شؤون وطنه ويعمل بصدق من أجل جعله جنة لساكنيه، مفتديا الوقت، غير ملتفت إلى الصغائر والضغائن. في السياسة اللبنانية لم يعد للوقت قيمة ولم يعد الإنسان محور الحياة بل المصلحة. يسرقون أعمار اللبنانيين وأحلامهم ويهدرون أموالهم ويفككون إداراتهم ويضعفون مؤسساتهم ويعطلون الإستحقاقات لأسباب يعرفونها.  ماذا يجني المعطلون من التعطيل؟ وماذا يفيد رهن الرئاسة بالمصالح الصغيرة، أو إدانة الآخرين والتعالي عليهم وتعييرهم بالإنتماء أو العدد أو الإنحراف؟ ألا يؤذي هذا البلد كله وناسه؟ هل أجمل من التلاقي حول قضية نبيلة؟ وهل أنبل من قضية الوطن ومصلحته؟"

وختم: "علينا أن نتذكر أن هذه الحياة الأرضية ليست المبتغى، وأن لنا هدفا هو أن نملك مع الله في الفردوس، كما فعلت العذراء بإيمانها وطاعتها ومحبتها وتخليها عن أناها من أجل خير البشر، والتي تقف أمامنا مثالا حيا وقدوة نقتدي بها لنفوز بالحياة الأبدية والكنز الثمين الذي لا يفنى".

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الحیاة الأبدیة ابنه الوحید الرب یسوع محبة الله

إقرأ أيضاً:

7 معلومات عن الإذاعية الراحلة سمية إبراهيم.. صاحبة برنامج «طلائع الإيمان»

عبر أثير إذاعة القران الكريم دخلت إلى قلوب ملايين المصريين، فمن لم يستمع إلى صوتها الرقيق في البرنامج الرمضاني «صوموا تصحوا» الذي قدمته لسنوات طويلة، وتميزت ببدايتها الرائعة للحلقات «الإنترو»، ومن لم يتابع برنامج «طلائع الإيمان» أو سمع صوتها في «القاموس الإسلامي» الذي قدمته مع الإذاعي عمر سلامة، وغيرها من المسيرة الحافلة بالبرامج الدينية الهادفة، قبل أن تغرب شمس الإذاعية القديرة سمية إبراهيم فجر اليوم، لتترك طلائع الإيمان لمن يخلفها في تقديمه.

معلومات عن الإذاعية سمية ابراهيم

سنوات طويلة من العطاء في إذاعة القرآن الكريم، تكاد لا تصدق عند سماعها أن هذه السيدة في الستينات أو السبعينات من عمرها، حتى رحلت فجر اليوم الإذاعية سمية إبراهيم تاركة خلفها إرثًا ضخمًا في بيتها «الإذاعي» ونعاها زملائها في حزن شديد، فمن هي؟ وفق ما عرضته الصفحة الرسمية لـ إذاعة القران الكريم، والإذاعي فؤاد حسان.

الإذاعية سمية إبراهيم اسمها الحقيقي سمية عطوة.

لها شقيقة تعمل في منصب إداري اسمها ضياء عطوة.

قدمت لسنوات طويلة برنامج «طلائع الإيمان».

برنامج «القاموس الإسلامي» قدمته مع الإذاعي عمر سلامة.

في 2017 شاركت في تقديم برنامج «مجلة الأسرة»، مع الإذاعيتين زينب يونس، ووفاء إبراهيم، وكان يذاع في تمام 10:15 مساء الأربعاء من كل أسبوع عبر إذاعة القران الكريم.

كان برنامج «مجلة الأسرة» يضم عدة فقرات متنوعة فيما يتعلق بالأسرة، بأسلوب جذاب سريع، شارك في إعداد وتقديم العدد الأول من المجلة سمية إبراهيم، زينب يونس، علياء الحكيم، سحر فاروق، منى عبدالهادي.

 

كما قدمت برنامج «صوموا تصحوا»، برنامج «الحج معالم ومناسك» وبرنامج رسائل «الرسول إلى الملوك والأمراء».

نعي الإذاعة لـ سمية إبراهيم

ونشرت إذاعة القرآن الكريم بيانا نعت خلاله الإذاعية الراحلة سمية إبراهيم، عبر حسابها الرسمي على «فيس بوك» جاء فيه، «تنعى إذاعة القرآن الكريم من القاهرة وجميع العاملين فيها الإذاعية القديرة سمية إبراهيم، سائلين الله عز وجل أن يتغمدها بواسع رحمته وأن يجعل عملها في إذاعة القرآن الكريم على مدار سنين طويلة قدمت فيها برامج نافعة ومادة دينية ثرية في ميزان حسناتها.. نسألكم الدعاء لها بالرحمة والمغفرة».

مقالات مشابهة

  • في ذكرى المولد النبوي.. حواجز محبة لـتيار المستقبل
  • بعد ‏الاعتداءات على بلدتي بليدا ‏وكفرشوبا.. ماذا استهدف حزب الله؟
  • في حال اندلاع حرب مع لبنان.. على ماذا يراهن نتنياهو؟
  • 7 معلومات عن الإذاعية الراحلة سمية إبراهيم.. صاحبة برنامج «طلائع الإيمان»
  • خرجات بنكيران ضد خصومه السياسيين..الشعبوية والألقاب القدحية تتصدر خطابه
  • عودة: دعوتنا اليوم حمل صليب المحبّة واتباع الربّ بلا خجل أو تململ
  • يمن الإيمان يحتفل بنبيه العدنان
  • بيانٌ إسرائيليّ جديد يخصّ لبنان.. ماذا فيه؟
  • ماذا استهدف حزب الله في مزارع شبعا؟
  • استعدادات المسلمين لمولد النبي محمد (ص) 2024: يوم خاص يجمع الإيمان والمحبة