سودانايل:
2024-09-16@21:52:31 GMT

تراجع الذهنية السودانية خلال الحرب !

تاريخ النشر: 8th, September 2024 GMT

تراجع الذهنية السودانية بعد الحرب وسيطرة السلوك الهمجي على حياتنا , خلال السنوات الأخيرة، شهد السودان تحولاً كبيراً في بنيته الاجتماعية والثقافية، خاصة بعد اندلاع الحرب الأهلية التي أججت العنف والفوضى في البلاد. هذا التحول لم يكن مقتصراً فقط على الدمار المادي أو السياسي، بل امتد ليشمل تراجعًا ملحوظًا في الذهنية السودانية وتغيراً جذرياً في السلوك المجتمعي.

المثقف، الذي كان في يوم من الأيام رمزًا للوعي والتغيير، تراجع دوره بشكل لافت، وانحسر تأثيره وسط سيطرة السلوك الهمجي على الحياة العامة.
المثقف بين الأمس واليوم
في الماضي، كان المثقف السوداني يشغل مكانة مرموقة في المجتمع، يُنظر إليه باعتباره ضمير الأمة، والمسؤول عن توجيه الرأي العام نحو مستقبل أفضل. كان الأطباء والمدرسون والكتاب قادة الفكر، وهم من كانوا يقودون حوارات التغيير والتطوير. لكن مع تعاقب الأزمات وتفاقم الحرب، فقد المثقف دوره الريادي. تراجع حضوره الاجتماعي والسياسي، وأصبح محاصراً في دائرة ضيقة من التأثير، متخلياً عن مسؤولياته تجاه المجتمع.
هذا التراجع لم يكن بسبب قصور في المثقف نفسه، بقدر ما هو نتاج لعدة عوامل متشابكة. الحرب خلقت واقعاً جديداً، حيث لم تعد الثقافة أو الفكر أو الإبداع تُقدَّر بنفس الطريقة التي كانت تُقدَّر بها في السابق. انزوت الفكرة، وانكمشت القدرة على التفكير النقدي، لتحل مكانها أنماط من الفوضى والعنف الهمجي.
سيطرة السلوك الهمجي
مع تفكك البنى المجتمعية التقليدية بفعل الحرب، ظهرت أنماط جديدة من السلوك تهيمن عليها الفوضى والعنف. في غياب القانون وضعف المؤسسات، طفت على السطح القيم الغوغائية، وأصبحت لغة القوة والسلاح هي المهيمنة. في هذا السياق، انتشرت موجات من السلوك الهمجي في التعامل بين الأفراد والجماعات. تفاقمت هذه الحالة مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أصبحت منصة للفوضى الفكرية والتلاعب بالعقول، وظهر قادة رأي جدد لا يمتلكون إلا القدرة على إثارة الغرائز والشحن العاطفي.
أسباب تراجع المثقف السوداني , من الأسباب الرئيسية لتراجع المثقف السوداني , هي انهيار النظام التعليمي: الحرب دمرت البنية التحتية للتعليم وأضعفت قدرة النظام التعليمي على تخريج كوادر قادرة على التفكير النقدي والمساهمة في الحياة العامة.
الضغط الاقتصادي: هجرة الكثير من العقول السودانية بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، والتي بدورها حرمت البلاد من الكفاءات القادرة على تقديم حلول للأزمات.
ضعف المؤسسات الثقافية: تفكك المؤسسات الثقافية التي كانت في الماضي توفر منصات للحوار والتفكير، وتراجع دور النقابات المهنية والمؤسسات الأكاديمية.
تأثير الحرب على الذهنية السودانية
الحرب لا تقتصر آثارها على الجانب المادي فقط، بل تمتد لتشمل الجانب النفسي والعقلي. في ظل الحرب، تم تشكيل عقلية جديدة تقوم على الصراع والقوة. غابت القيم التي تقوم على الحوار والتسامح، وتم استبدالها بثقافة العنف والإقصاء. فقدان المثقف لدوره أفسح المجال لتلك العقلية الهمجية، حيث أصبح الصوت الأعلى هو صوت من يملك القوة، وليس من يملك الحجة أو الفكرة.
ضرورة إعادة الاعتبار للثقافة والتعليم
إذا كان هناك أمل في استعادة السودان لمكانته الثقافية والفكرية، فإن الحل يبدأ من إعادة الاعتبار للثقافة والتعليم. لا يمكن للسودان أن يستعيد عافيته بدون دور فعّال للمثقفين والمفكرين، والذين يجب أن يعودوا للواجهة ويشاركوا في رسم مستقبل البلاد. يجب أن يكون هناك استثمار حقيقي في التعليم، وإعادة بناء المؤسسات التي تدعم الفكر الحر والإبداع. كما يجب أن يتم منح المثقف المكانة التي يستحقها، وأن يُدعم دوره كصاحب رأي مؤثر في الحياة العامة.
الحرب في السودان لم تدمر البنى التحتية فقط، بل امتدت آثارها لتشمل العقلية السودانية نفسها، التي تحولت من الحوار والتفكير إلى العنف والفوضى. المثقف الذي كان في الماضي رمزًا للتغيير والتقدم، انسحب إلى الخلف، مفسحًا المجال لسلوكيات همجية هيمنت على المجتمع. الحل يكمن في العودة إلى العلم والثقافة، واستعادة المثقف لدوره المحوري في توجيه المجتمع نحو مستقبل أفضل.

زهير عثمان

zuhair.osman@aol.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: تراجع ا

إقرأ أيضاً:

Boubyan Mind Games فعالية مميزة وجديدة لتنمية القدرات الذهنية

نظم بنك بوبيان فعاليته المميزة “تحدي بوبيان للألعاب الذهنية” Boubyan Mind Games، والتي شهدت مشاركة واسعة من عملائه وغيرهم من زائري مجمع الافنيوز، قدم خلالها البنك جوائز وهدايا فورية وقيمة وسط تفاعل المشاركين من مختلف الفئات العمرية.

وقال الاختصاصي في إدارة الاتصالات والعلاقات المؤسسية في البنك فيصل الخضر “يهدف بنك بوبيان دائماً إلى إيصال رسائل إيجابية من خلال برنامجه للمسؤولية المجتمعية وتفاعله الاجتماعي مع مختلف الشرائح لخلق قيمة مؤثرة، وهو ما قدمناه من خلال فعالية Boubyan Mind Games لتنمية المهارات الذهنية وتعزيز القدرة على الانتباه والتحفيز على التركيز الإبداعي.

وأوضح أن Boubyan Mind Games عبارة عن مجموعة من الألعاب والألغاز اليدوية، يتطلب حلها التركيز العالي والتفكير خارج الصندوق بطريقة مختلفة ليتمكن المُشارك من حل اللعبة بأسهل الطرق في أقصر وقت، مشيراُ إلى أن المشاركة جاءت على ثلاثة مستويات مختلفة تبدأ بالسهل وتنتهي بالأكثر صعوبة.

وأضاف الخضر أن كل مُشارك تمكن من حل معضلة لغز اللعبة في أقل وقت، حصل على جائزة فورية قيمة من بنك بوبيان إلى جانب تأهله للدخول في سحب على جوائز نقدية قيمة، تشجيعاً على ممارسة الألعاب الهادفة إلى رفع القدرات الذهنيــــة للصغار والكبــــار وترفع مستويات التحدي بينهم.

وأوضح “شهدت الفعالية مشاركة واسعة من مختلف الفئات العمرية في الوقت الذي تمكن فيه الكثير من المشاركين من حل اللعبة خلال وقت محدد، حيث كانت فرصة مثالية لهم لاختبار درجة تركيزهم وتمكُنهم من التفكير بطريقة إبداعية ليحظوا بأوقات ممتعة حافلة بالتنوع والمفاجآت.

وأكد الخضر أن بوبيان يحرص دائماً على تبني أنشطة وفعاليات اجتماعية متنوعة من شأنها تفعيل التواصل مع عملائه أو الجمهور بصفة عامة لترك بصمة مجتمعية مميزة وهادفة تؤكد ريادته على المستوى المجتمعي.

فعالية Boubyan Mind Gamesمشاركة قوية من مختلف الفئات المصدر بيان صحفي الوسومالقدرات الذهنية بنك بوبيان

مقالات مشابهة

  • تأثير الحرب السودانية على التراث الثقافي: نهب المتاحف والمواقع الأثرية
  • Boubyan Mind Games فعالية مميزة وجديدة لتنمية القدرات الذهنية
  • متى تنخفض أسعار البطاطس والطماطم؟.. الشُعبة تجيب
  • الشباب والرياضة تهنئ إبراهيم الخولي ببرونزية العالم في التنس للإعاقات الذهنية
  • عاجل | أبو عبيدة: نبارك العملية النوعية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية واستهدفت موقعا عسكريا قرب تل أبيب
  • بورصة فلسطين.. تراجع مؤشر القدس بنسبة الربع واستثمارات جديدة رغم الحرب
  • شاهد بالصورة والفيديو.. نساء سودانيات يتفاعلن في الرقص بشكل هستيري على أنغام “عقد اللولي” خلال حفل للجالية السودانية بالولايات الأمريكية
  • وسط استمرار إغلاق الموانئ .. استمرار تراجع صادرات النفط الليبية
  • كسلا: انعقاد المؤتمر الرابع للجمعية السودانية لمكافحة التسمم الدموي
  • أستاذ علوم سياسية: الحرب في غزة تلقى معارضة كبير في الداخل الإسرائيلي