«المصري الديمقراطي»: القائمة النسبية تخلق أجواء تنافسية وتعددية حزبية أمام المواطن (حوار)
تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT
قالت مها عبدالناصر، نائب رئيس الحزب المصرى الديمقراطى، عضو مجلس النواب، إن نظام الانتخاب بالقائمة النسبية هو الأمثل لتمثيل كافة فئات المجتمع تحت قبة البرلمان، وأوضحت فى حوارها مع «الوطن» أن القائمة النسبية تخلق تعددية حزبية أمام المواطن لاختيار ممثليه، فوجود عدة قوائم فى الصورة الانتخابية يعزز الحياة الديمقراطية، ويخلق تنوعاً فى الأفكار ووجهات النظر فى الحياة السياسية.
وأشارت إلى أن جميع قرارات العفو الرئاسى التى صدرت مؤخراً لعبت دوراً مهماً فى نجاح جلسات الحوار ورفعت من حماس القوى الوطنية المعارضة للمشاركة فى الجلسات.
ما سبب تأييدكم لنظام الانتخاب بالقائمة المطلقة؟
- نحن كحزب «مستقبل وطن» نؤمن إيماناً قاطعاً بأن القائمة المطلقة هى الضمان الأمثل والأجدر لتمثيل كافة فئات الشعب المصرى تحت قبة البرلمان وتحقيق التوازن السياسى المنوط به فى دستور 2014، الذى وافق عليه المصريون بالأغلبية. والذى ينص على ضرورة تمثيل الفئات المختلفة مثل الشباب والمرأة والمصريين فى الخارج وذوى الهمم والأقباط تمثيلاً عادلاً ومتوازناً فى المجلس، بمعنى أن نظام الانتخاب بالقائمة المطلقة يتيح لنا كأحزاب ترشيح كل هذه الفئات والخبراء والمتخصصين الذين تتطلبهم اللجان النوعية بالبرلمان، إضافة إلى أصحاب القاعدة الشعبية بالأرياف والنجوع بكافة المحافظات. إضافة إلى أنها تجمع الأحزاب المؤيدة والمعارضة تحت مظلة واحدة على أن يحتفظ كل حزب بأجندته الخاصة ومواقفه تجاه الحكومة دون أن يطغى طرف على آخر، فبمجرد دخول المجلس والجلوس تحت قبة البرلمان يسلك كل حزب توجهه وطريقه الخاص به.
وإذا تحدثنا عن نظام الانتخاب بالقائمة النسبية، نجد أنها لا تتلاءم مع المناخ السياسى المصرى بشكل كبير، لأنه فى حال تطبيقها سيكون من الصعب إدخال الخبراء والمتخصصين والعلماء الذين تحتاج إليهم لجان البرلمان، نظراً لالتزامات الكوتة التى نص عليها الدستور.
لكن مجلس الشيوخ لا يرتبط نظام انتخابه بـ«الكوتة».. فلماذا لا يكون الانتخاب فيه بالقائمة النسبية؟
- مجلس الشيوخ تختلف طبيعة عمله بنسبة كبيرة عن مجلس النواب، حيث يغلب عليه بنسبة كبيرة الدور التشريعى، الذى يتطلب وجود خبراء وأكاديميين ومتخصصين وفقهاء لمناقشة الملفات المعنية بها لجان المجلس، والذين تتيح القائمة المطلقة وجودهم وتمثيلهم بنسبة كبيرة، بخلاف نظام الانتخاب بالقائمة النسبية الذى يضيع الفرصة عليهم ويسمح لغيرهم بالمثول داخل المجلس.
ما تعليقك على جلسات الحوار الوطنى الماضية والمناقشات التى شهدتها الجلسات العامة؟
- الحوار الوطنى حوار سياسى اقتصادى مجتمعى من الدرجة الأولى، وبادرة طيبة من القيادة السياسية لمعالجة قضايا المجتمع شتى دون أى إقصاء أو نقصان، وجمع شمل المجتمع تحت راية واحدة ترسخ مفهوم الجمهورية الجديدة التى تبنى بسواعد المصريين، وذلك بعد أن استطاعت الدولة أن تشيد عدداً من المشروعات القومية وتثبت أركانها بدعم الجيش والشرطة والقضاء والصحافة على مدار السنوات الماضية. وطريقة المناقشات داخل اللجان تتسم بديمقراطية ممتازة للغاية، وشهد الجميع اختلاف الآراء ووجهات النظر تجاه القضايا المطروحة دون أن يخمد صوت أو يهدر رأى، حيث نتناقش نحن كقيادات حزبية مؤيدة ومعارضة قبل انعقاد الجلسات وبعد الانعقاد للتوصل إلى حلول علاجية للقضايا المطروحة فى أجواء يغلب عليها الطابع الديمقراطى دون تشتت أو تعصب.
لم نجد تضييقاً بجلسات «الحوار» الأخيرة والمتحدثون عبروا عن آرائهم دون خطوط حمراء أو قيودما ردك على الأقاويل التى تتردد بأن الحوار الوطنى شكلى وليس جاداً؟
- استمعت إلى كلمات ترجح أن الحوار الوطنى حوار غير جاد، لكن الحقيقة غير ذلك تماماً، والدليل المناقشات التى شهدتها الجلسات، حيث شاهدنا تنوعاً فى الآراء دون إخماد لصوت أو إهدار لأحد، واشتملت جلسات الحوار على كافة أساليب الديمقراطية دون قيود فى الحديث ودون وضع أى خطوط حمراء، حيث يعبر كل فصيل عما يريد وما تحمله أجندته فى أجواء متحضرة وديمقراطية، الأمر الذى يؤكد أن الحوار الوطنى حوار جاد وجاء ليجمع شمل المجتمع المصرى تحت كلمة واحدة.
ما سبب مطالبة «المصرى الديمقراطى» بالقائمة النسبية ورفض «المطلقة» فى الانتخابات التشريعية القادمة؟
- نظام الانتخابات بالقائمة النسبية يضمن تمثيل كافة فئات المجتمع تحت قبة البرلمان، كونها تضمن تمثيل القوائم وفقاً لعدد الأصوات التى حصلت عليها فى السباق الانتخابى، بخلاف القائمة المطلقة التى تضرب أصوات الناخبين، لأن القائمة التى تحصل على 50%+1 تحظى بالفوز بكل المقاعد وتهدر 49% من الأصوات.
لكن البعض يرى أن القائمة المطلقة تتيح تمثيل كافة الأحزاب فى إطار واحد؟
- أرى أنه ليس هناك مبرر لأن تكون الأحزاب المؤيدة والمعارضة فى نظام انتخابى صارم يتمثل فى القائمة المطلقة واتباع النظام الانتخابى بالقائمة النسبية يجعل هناك تعددية فى القوائم المرشحة على مقاعد المجلس، ما يخلق أجواء تنافسية ديمقراطية كبيرة وتتيح الفرصة أمام الأحزاب لأن تطرح برامجها على مرشحيها.
ما رأيك فى طرح فكرة النظم الانتخابية على طاولة الحوار الوطنى؟
- طرح موضوع النظم الانتخابية على طاولة الحوار الوطنى أمر فى غاية الضرورة كونه يمثل الحياة الديمقراطية بالمجتمع المصرى بشكل كبير، حيث يعد التمثيل النيابى الباب الأول لمدخل الديمقراطية التى تحيط بالمجتمع، فمن خلاله يختار الشعب ممثليه المنوطين بالدور النيابى لهم أمام الحكومة.
كيف تابعت الجلسات العامة التى انعقدت خلال الأيام الماضية؟
- جلسات الحوار الوطنى التى انعقدت خلال الفترة الماضية فتحت الأفق أمام الأحزاب والقوى الوطنية لتتلاقى بعضها البعض فى أجواء ديمقراطية، خاصة أن الحوار يتضمن مناقشة كافة القضايا المجتمعية من خلال محاوره الثلاثة، السياسى والاقتصادى والاجتماعى، وظهر خلال الجلسات الماضية أمام الملأ تبادل كامل لوجهات النظر والآراء تجاه الملفات المطروحة.
هل كان هناك أى نوع من أنواع التضييق بجلسات الحوار العامة؟
- لم يكن هناك أى تضييق بجلسات الحوار التى انعقدت خلال الفترة الماضية، وجميع المتحدثين كانوا يعبرون بطلاقة وحرية عن آرائهم دون أى خطوط حمراء أو قيود، وشهدنا لقاءات مستمرة قبل بدء الجلسات وبعد انتهائها بين القوى الحزبية المؤيدة والمعارضة والتى كانت تتناول آراء مختلفة دون أى رجعية أو سقف محدد.
هل أسهمت قرارات العفو الرئاسى فى دفع عجلة الحوار؟
- لا يوجد أدنى شك فى أن قرارات العفو الرئاسية التى صدرت خلال الفترة الماضية بحق سجناء الرأى والتعبير، أسهمت بشكل كبير فى دفع عجلة الحوار الوطنى إلى الأمام، وشجعت جميع القوى الوطنية المعارضة على المشاركة بجلسات الحوار والإدلاء بآرائهم فى القضايا المطروحة.
كما أن التوجيهات الرئاسية مع المفرج عنهم من قبل لجنة العفو الرئاسى والاستماع إلى متطلباتهم والعمل على إزالة العقبات الحياتية التى تواجههم عقب خروجهم من السجن، سواء كان فى البحث عن فرصة عمل أو العودة لوظائفهم الأصلية، تعد بادرة طيبة من القيادة السياسية. ونأمل أن تصدر المزيد من قوائم العفو الرئاسية خلال الفترة المقبلة بحق سجناء الرأى والتعبير حتى نغلق هذا الملف بشكل نهائى.
انتخابات المحلياتننتظر خلال الفترة الحالية صدور قانون لتلك الانتخابات لنبدأ فى التجهيز لها، لكننا نعمل داخل الحزب بشكل مستمر على منح محاضرات فى علوم السياسة من خلال أساتذة أكاديميين وخبراء ومتخصصين، وذلك بهدف رفع الوعى السياسى للأعضاء وتدريبهم على القيادة والتمثيل النيابى، خاصة الأعضاء الذين لم يسبق لهم خوض أى انتخابات، ويتطلب تأهيلهم بشكل كاف ليكونوا الأجدر بالمسئولية التى تسند إليهم. كما أن وجود المجلس الشعبى المحلى يسهم بشكل كبير فى حل المشكلات المجتمعية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: المجالس النيابية المحليات الانتخابات العفو الرئاسى جلسات الحوار خلال الفترة بشکل کبیر
إقرأ أيضاً:
قيادات حزبية: تقرير واشنطن بوست بشأن الخطة العربية لغزة انتصار لرؤية مصر
القيادة السياسية المصرية قدمت نموذجًا فريدًا في التعامل مع أزمات المنطقةمصر تتصدر المشهد السياسي في المنطقة باعتبارها ركيزة أساسية لتحقيق الأمن والاستقرار الإقليميمصر ستظل دائما هي القلب النابض للأمة العربية والإسلامية أمين عام تحالف الأحزاب المصرية: على الولايات المتحدة النظر بإنصاف لمصالح طرفي الصراعنائب رئيس حزب المؤتمر: خطة مصر بشأن إعمار غزة تعكس تأثير التحركات المصرية المدعومة عربيا ودوليا في إعادة صياغة مسار القضيةرئيس حزب “الاتحاد”: مصر نجحت في تحقيق اختراق حقيقي بملف التسوية بالشرق الأوسطرئيس حزب مصر أكتوبر: الخطة المصرية بشأن غزة تعكس قناعة متزايدة داخل دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة بجدية و واقعية الرؤية المصريةأكدت قيادات حزبية أن إشادة صحيفة "واشنطن بوست" بالخطة العربية لغزة، التي قدمتها مصر في القمة العربية الأخيرة، تعد انتصارًا كبيرًا وهامًا وحاسمًا للتحركات المصرية المدعومة عربيًا وإسلاميًا وأوروبيًا.
وأوضحت أن تقرير الصحيفة الأمريكية يعكس أيضا رؤية مصر الثاقبة لتحقيق استقرار المنطقة.
وقالت القيادات الحزبية - في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم السبت - إن القيادة المصرية برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي، قدمت نموذجًا فريدًا في التعامل مع أزمات المنطقة برؤية متزنة وعميقة، ما جعل مصر تتصدر المشهد السياسي في المنطقة باعتبارها ركيزة أساسية لتحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي.
وأضافت أن هذه الإشادة تعكس قناعة متزايدة داخل دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة بجدية وواقعية الرؤية المصرية تجاه التعامل مع الأزمة في قطاع غزة، مشيرة إلى أن تقرير "واشنطن بوست" يشير إلى إمكانية تحويل الأزمة إلى فرصة للتجديد الإقليمي، حيث يُمكن للتوازن بين إعادة الإعمار وحماية الحقوق أن يشكل نموذجاً يحتذى به في عملية بناء السلام الشامل والدائم.
وقال الدكتور عمرو سليمان المتحدث الرسمي باسم حزب "حماة الوطن"، إن ما ذكرته "واشنطن بوست" حول الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة المدعومة عربيا وإسلاميا على أنها الخطة العقلانية الوحيدة على الطاولة، يعد اعترافا يعني الكثير لجهود القيادة السياسية والدبلوماسية المصرية، حيث أن هذه الخطة لم تكن محض رأي شخصي أو إرهاصات أو خيالات، ولكنها قائمة على العلم والدليل والإدارة الرشيدة.
وأضاف أن هذه الخطة تعني الكثير للدولة وللدبلوماسية المصرية والتي على رأسها وزير خارجية وفريق عمله بالخارجية المصرية، منوها بأن مصر قد قالت كلمتها بمنتهى الوضوح منذ أن أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي في بداية الأزمة في أكتوبر 2023 رفضه التام للتهجير وأنه لا مفر من إقامة دولة فلسطينية على حدود 4 يونيو 1967 وأن حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية في أرضه ستظل محفوظة.
وأكد أن مصر قالت لا بقوة للعالم أجمع أنه هذه القضية لن تموت وأن قضية الشعب الفلسطيني بالنسبة لمصر قضية استراتيجية وقضية حياة، وبناء على ذلك لم يكن تقرير "واشنطن بوست" تقريرا قائما على أي نوع من العاطفة أو المحاباة بل كان تقريرا واقعيا عن مدى فاعلية الدور المصري.
وأوضح سليمان أن تقرير "واشنطن بوست" يدعونا للوقوف خلف قيادتنا السياسية والفخر بما تفعله فهذه لحظات تسجل للتاريخ أن مصر ستظل دائما هي القلب النابض للأمة العربية والإسلامية وأن هذا قدرها وهذا القدر يستدعي أن تكون كبيرة على الدوام خاصة تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي.
من جانبه.. رحب تيسير مطر أمين عام تحالف الأحزاب المصرية عضو مجلس الشيوخ بتناول الصحافة الأمريكية للخطة العربية لغزة التي طرحتها مصر في القمة العربية الأخيرة وأيدتها الدول العربية والإسلامية، فضلا عن الدعم الأوروبي، واصفًا هذا الطرح بـ "المنصف والعقلاني" والذي يتسق مع الواقع الذي يؤدي بالضرورة لإحلال السلام ونبذ العنف.
وأكد أن الخطة المصرية التي لاقت ترحيبًا دوليًا، وعلى نطاق واسع، استهدفت وضع حل لجذور الأزمة الحالية وتقديم رؤية متكاملة للحياة ما بعد الحرب على غزة ولاسيما في ضوء المعطيات التي تشير إلى أزمة حقيقية داخل قطاع غزة، ووضع أطر بديلة للإعمار بعيدًا عن التهجير.
وقال إنه على الولايات المتحدة أن تنظر بإنصاف لمصالح طرفي الصراع، وتسعى لحلحلته بما يحقق النفع للفلسطينيين والإسرائيليين، على حد سواء، لافتًا إلى أن النظرة الأحادية أفقدت ثقة دول المنطقة والمجتمع الدولي الثقة في الرؤية الأمريكية.
وأضاف "علينا أن نستغل حالة الزخم الدولي الدائرة حول القضية الفلسطينية، وأن نضع حدًا لهذا الصراع التاريخي، عبر حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة على حدود 4 يونيو 1967".
وأوضح أننا أمام فرصة تاريخية تقتضي صدق الرؤية للأطراف الدولية الفاعلة للجلوس على مائدة المفاوضات وحل تلك الإشكالية من جذورها وهو ما سيسهم في حلحلة تلك النزاعات وإحلال السلام، لكي يعيش الفلسطينيون والإسرائيليون، جنبًا إلى جنب، بعيدًا عن الصراع الدموي المستمر.
وتابع قائلا "طالما مصر كانت على الدوام داعية إلى السلام ومطالبة بضرورة احترام الإرادة الفلسطينية في إقامة دولتهم، فإنه آن الأوان أن نستمع للرؤية المصرية في هذا الصدد، وإلا فإن الحلول الوقتية لن تؤدي إلى نتائج حقيقية، وسرعان ما نعود إلى نقطة الصفر ودائرة الصراع مرة أخرى".
وأكد ضرورة أن يتبنى المجتمع الدولي، الرؤية المصرية وأن يكون لديه رغبة صادقة في عودة الحق الفلسطيني الذي انتزع منه منذ عقود طويلة، ونحن على يقين بأن التوافق المصري الأمريكي سيؤدي حتمًا إلى حل القضية الفلسطينية، في ظل التفاهم في الرؤى بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس دونالد ترامب.
بدوره.. قال الدكتور رضا فرحات أستاذ العلوم السياسية نائب رئيس حزب "المؤتمر" إن تأكيد صحيفة "واشنطن بوست" على أن الخطة العربية التي طرحتها مصر بشأن غزة هي الخيار العملي والعقلاني الوحيد على الطاولة، يعكس بوضوح مدى تأثير التحركات المصرية المدعومة عربيا وإسلاميا ودوليا في إعادة صياغة مسار القضية الفلسطينية.
وأضاف أن "واشنطن بوست"، التي تعد إحدى المنصات الإعلامية الأقرب إلى دوائر صنع القرار الأمريكي، لا يمكن أن تتبنى هذا الطرح دون أن يكون هناك إدراك حقيقي داخل مؤسسات الإدارة الأمريكية بأهمية المبادرة العربية التي قادتها مصر، وضرورة التعامل معها بجدية.
وأكد أن مصر استطاعت أن تحول التحدي إلى فرصة، وتفرض رؤيتها كخيار واقعي لإنهاء الصراع في غزة، وإرساء أسس سلام شامل في الشرق الأوسط، منوها بأن الرؤية التي تتبناها القاهرة تعكس فهما عميقا لمعادلات الأمن والاستقرار في المنطقة، وهو ما بدأت الدوائر الأمريكية تدركه بشكل واضح؛ الأمر الذي دفع "واشنطن بوست" إلى الدعوة للتعاطي مع المقترح المصري بجدية.
وأوضح أن تجاهل الطرح العربي أو التباطؤ في التعامل معه لن يكون مجرد خطأ سياسيا بل سيشكل تهديدا مباشرا لنفوذ الولايات المتحدة ومصالحها الاستراتيجية في الشرق الأوسط، حيث سيؤدي استمرار الصراع لاضطرابات تهدد استقرار الإقليم بأكمله، فقد حان الوقت لفتح ملف التسوية الشاملة، وإيجاد حل نهائي يحقق الأمن والاستقرار لجميع الأطراف.
ولفت إلى أن الإدارة الأمريكية تدرك أن أي مسار للسلام لن ينجح دون دور محوري لمصر، التي تمتلك الخبرة والرؤية العميقة لإدارة الأزمات الإقليمية وأن حلم ترامب بالحصول على جائزه نوبل للسلام لن يتحقق إلا من خلال تبني رؤية عادلة تفضي إلى تسوية متوازنة تضمن حقوق الفلسطينيين وتحقق الأمن للإسرائيليين، بما يؤدي لاستقرار الشرق الأوسط وازدهار شعوبه.
وأشار فرحات إلى أن القيادة المصرية تلعب دورا محوريا في صياغة مستقبل المنطقة، مستندة إلى رؤية ثاقبة تلقى احتراما واسعا لدى المؤسسات السياسية في العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة، فإن البناء على هذه المبادرة سيكون مفتاح تحقيق سلام دائم يحقق مصالح الجميع ويضمن استقرار الشرق الأوسط لعقود قادمة.
من ناحيته،صرح المستشار رضا صقر رئيس حزب "الاتحاد"، بأن مصر نجحت في تحقيق اختراق حقيقي بملف التسوية بالشرق الأوسط وهو ما ظهر بوضوح في تغير المواقف داخل دوائر صنع القرار الأمريكية.
وقال إن الموقف الذي أبدته "واشنطن بوست" يعكس اقتناعًا متزايدًا بضرورة التعامل بجدية مع الطرح المصري المدعوم عربيًا وإسلاميًا وأوروبيًا، لافتا إلى أن الأزمة التي نشأت بسبب محاولات تهجير الفلسطينيين خلقت فرصة مهمة لمصر لطرح رؤية متكاملة تحقق استقرار المنطقة، وهو ما بدأت المؤسسات الأمريكية في استيعابه.
وأكد أن اللحظة الحالية تفرض على المجتمع الدولي التحرك نحو تسوية شاملة تعيد الاستقرار.. مشددا على أن أي مساعٍ لتحقيق السلام، حتى الطموحات المتعلقة بجوائز دولية مرموقة، لن يكتب لها النجاح إلا عبر رؤية عادلة تضمن حقوق الفلسطينيين وتحقق توازنًا ينعكس إيجابيًا على أمن المنطقة وتنميتها.
وأضاف أن القيادة المصرية تدرك تعقيدات المشهد، وهو ما جعل رؤيتها تلقى قبولًا متزايدًا، محذرا من أن أي مغامرات غير محسوبة ستؤدي إلى تداعيات خطيرة تهدد آمال الشعوب في التنمية والرفاهية، مما يستوجب تبني حلول مستدامة تحفظ مصالح الجميع.
من جهته.. قال حسام علي نائب رئيس حزب "الوعي"، إن مصر دائما هي صوت العقل والحكمة والقانون وتعكس مواقفها الدولية وعيا بالقانون الدولي والإنساني ودائما ما تشكل حصن الحق والمنطق والعدل.
وأضاف أن تقرير "واشنطن بوست" يُسلط الضوء على رؤية إعادة إعمار غزة بشكل يحترم الحقوق الفلسطينية في البقاء على أرضها ويرفض أي خطة للتهجير، هذه المقاربة تُبرز توازنًا دقيقًا بين الحاجة الملحة لإعادة بناء البنية التحتية والعيش الكريم وبين حماية الهوية الوطنية والحقوق الأساسية للفلسطينيين وهذا هو دأب مصر وخطها السياسي منذ أن كان هناك قضية وطنية فلسطينية.
وأوضح أن التجاوب مع الخط المصري، فرصة لإعادة رسم معالم السلام في المنطقة، إذا يُمكن لهذا النهج أن يُقلل من التوترات ويضع أسسًا لمفاوضات جادة بين مختلف الأطراف، كما أن الدعم الدولي لهذا المسار يعزز من فرص نجاحه في تحقيق نتائج ملموسة تعود بالنفع على الشعب الفلسطيني وتساهم في استقرار المنطقة بشكل عام.
كما أكدت الدكتورة جيهان مديح رئيس حزب "مصر أكتوبر"، أن إشادة صحيفة "واشنطن بوست" بالخطة العربية لغزة، التي قدمتها مصر في القمة العربية الأخيرة، تعكس قناعة متزايدة داخل دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة بجدية وواقعية الرؤية المصرية تجاه التعامل مع الأزمة في قطاع غزة.
وقالت إن صحيفة "واشنطن بوست"، التي تعد منبرًا مؤثرًا يعكس توجهات الإدارة الأمريكية، أكدت أن الخطة المصرية لغزة هي الخيار العملي والعقلاني الوحيد القابل للتنفيذ على أرض الواقع، ما يعد دليلًا على إدراك عميق من قبل المؤسسات الأمريكية لثقل الدور المصري وأهميته في تحقيق السلام والاستقرار بالمنطقة.
وأضافت أن القيادة المصرية، ومن رحم الأزمة التي خلقتها المحاولات المشبوهة لتهجير الفلسطينيين، نجحت برؤية ثاقبة في تحويل هذه الأزمة إلى فرصة حقيقية لإقرار السلام في الشرق الأوسط، مؤكدة أن هذه الخطة تمثل خارطة طريق واضحة لإعادة إعمار غزة وضمان استقرار الأوضاع بما يحفظ حقوق الفلسطينيين ويمنع تصعيد الأوضاع.
وأوضحت أن عدم التجاوب مع الطرح المصري والخطة العربية بشأن غزة يمثل تهديدًا مباشرًا لنفوذ ومصالح الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط، ما يستوجب تعامل الإدارة الأمريكية بجدية مع هذه الخطة التي تمثل السبيل الأمثل لتحقيق الأمن والاستقرار.
كانت الخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة المدعومة عربيا وأوروبيًا، التي تم طرحها في القمة غير العادية التي عقدت في القاهرة، جاءت على 3 مراحل، وتتضمن بناء 200 ألف وحدة من المنازل المدمرة، ووجود قوة حفظ سلام دولية في غزة برعاية الأمم المتحدة، وإنشاء صندوق للاستثمارات في غزة والبنية التحتية وإنشائها.