سودانايل:
2025-03-04@18:31:40 GMT

“فيتو” لله! -الفرفره

تاريخ النشر: 8th, September 2024 GMT

"فيتو" لله! -الفرفره-

و الحرب من بشاعاتها تغني عن الكلام و "نقطه".
*

نستذكر قائد مليشيات فاغنر "طباخ بوتين" و بعد أن كان ذراع جيشها الضاربة بقواته في حربهم مع الأوكران أعلن التمرُّد على قادة الجيش "وليس الصديق الرئيس بوتين" بعد إكتشافه استغلال قواته وقوداً فيها من قبل قادة الجيش الأحمر دونما اسنادهم بالمال و السلاح و العتاد فهددهم بفضح فسادهم بل و رفع التهديد بالوصول إليهم في مكاتبهم ليقتلعهم عنوة فأصدر تعليماته لتجتاح قواته متحركة تجاه العاصمة! و لم يتعرض لها أحد!!
أمر اعتبرته السلطة هناك و الكرملين "خيانة عظمى" و عدَّه بوتين "طعنة في الظهر" و من صديق ثم
نتذكر تسلسل الأحداث بعدها من تراجعه و خروجهم إلى روسيا البيضاء "بإستضافة رئيسها" لهم على كره شعبه و خوفهم منهم ثم ظهوره في أفريقيا قريباً منا ثم النهاية الصامته له أسم مذكور في طائرة خاصة سقطت و في سماء روسيا!!
و هكذا قام الزعيم الروسي و "رجل الاستخبارات" المخضرم بإنهاء تهديد و "طموح" الزعيم الطباخ صديقه و معاقبته أيضاً و في هدوء قد يحسد عليه و صمت دونما ضجيج و لا شر لا حرب! و الأهم أن طبعاً "لا أدلة و لا دليل" عليه.


*

في السودان تتشابه القصص و الحكايا لكن مع سوء الخاتمة النهاية! مليشيات صنعها البشير عمر و شرعها برلمان كيزانه ثم جاء و أكرمها البرهان أصعدها إلى الحكم و سلَّمها الدولة تمرَّدت في "اختلاف خاص" بينهم و بمن صنعهم -جميعاً- قبلها و شاركهم -جميعاً- بعدها في تجسيد لعدواة بعد "شرِّ صداقة" و على اقتسام السلطة فأشعلوا حرب استباحة السودان و شعبه و تدميرهم و تقتيلهم و تهجريهم!
ليخرج أمرها عن سيطرة الجميع فيها!
تصريحات قادة الجيش و وعودهم من النصر القريب و أمثالها و بعد أيام الحرب التي الكل يشهد عليها لم تعد تغ
سوى كأصحابها عند شعب السودان وزناً!
فالفشل لا يحتاج أن يُعرَّف و الحرب مازالت مشتعلة.
*

سفر "الجنرال" إلى الصين يشابه أسفار البشير في أيامه الأخيرة و كان أغربها إلى "بشار جزار سوريا"!
الصين و غيرها أن كان يرتجى منها فائدة لما حدثت الحرب فكيف أن تستمر ليومها هذا!
العجز و قلة الحنكة و الحيلة الذي أقعد قادة الجيش عن حتى القدرة على التفاوض مع دعكم من فرض القوة على الدول و الأنظمة التي تقف و تدعم المليشيات في الحرب التي بينهم و التي ضحيتها كان و مازال السودان و شعبه هو الذي كان متوقع كتوقع أن يتم -"إنقاذاً" لشعب السودان-"أولاً" - تدويل قضيتهم و السماح بالتدخل العسكري و إن كان على كره له من تجاربنا نحن و غيرنا معه!
فالجيش لم يستطع حسم الحرب عسكرياً و لا "مخابراتياً" -مجازاً- و لا بالوصل إلى حل بالتفاوض سياسياً يوقفها!
*

لنتذكر كعظة؛ أن أخيراً تحرك السيسي!
و بعد تدمير غزة و استباحتها و احتلالها و قبلها "سد النهضة" فحرب السودان قفز إلى الصومال المنسيَّة ليشعل مهدداً و من هناك مع الصهاينة و أعوانهم في المنطقة و الأقليم حرباً!
تبدو القصة و كأنها فصول مبعثرة متفرقة لا رابط بينها!
لكن الحقيقة قد تكون في تسلسل الأحداث نفسها فمن هانت عليه نفسه هان على الناس.
*

البرهان يطلب دعم الصين في ماذا؟
و يلتقي الأثيوبي و الأريتري هناك على ماذا!
و وزير خارجيته يأمل في بل يعد بفيتو" من أصدقائهم -الصين و روسيا- لإيقاف أي أمر تدويل لتدخل عسكري!
*

علَّ البرهان كان عليه التوجه -و مازال- مباشرة إلى أبوظبي فتشاد و من هناك كان ليعلن أنه توصل "معهما" إلى حل يوقف الحرب هنا! فالأفعى ستظل تعيش إن لم يقطع الرأس منها.
*

تواجد كبار من ضباط قيادات الجيش المحالين للمعاش كسفراء للسودان في دولتي مصر و جنوب السودان أمر يحمل السؤال. كأمر زيارة الجنرال معروف و "الرسالة اليتيمة" التي حَمَّلها له "نظام سيسي مصر" لقادة الجيش و الكيزان من خلفهم و حولهم و قبله زيارة رجل مخباراتها!
لكن البحث عن الإجابة عن تلك الأسئلة قد لا يكون له فائدة إن كان "الوقت انتهى" حتى الإضافي و الضائع منه!
*

حرب السودان "جريمة قائمة" متكاملة الأركان بينة الأدلة و شهودها شعب السودان و العالم كله. حرب نتجت عن الحقد و الشهوة و الطمع مع الغباء و الحماقة و العجز!
حرب لابد من أن تقف "الآن" و قبل اليوم.
و لابد من محاسبة جميع من أجرم فيها.
فهل سيتحرك قائد "ما" في الجيش لإيقافها أم سيُصدِّقون كبرهانهم ابتسامة الصين و وعودها و اتفاقياتها معهم مع أمل أن تجودا عليهم الصين و روسيا- في خيبتهم و حربهم بحمايتهم بالفيتو!

تحرك.. فشعبك إن لم تقتله حربكم قتله المرض و الطقس و التهجير و الانتظار و الجوع.

محمد حسن مصطفى

mhmh18@windowslive.com
/////////////////////////

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: قادة الجیش

إقرأ أيضاً:

قراءة تفكيكية في كتاب “التصوف والسياسة في السودان” للدكتور عبد الجليل عبد الله صالح

حين أرسل إليّ الصديق العزيز، الأستاذ صلاح شعيب، هذه النسخة الإلكترونية من كتاب "التصوف والسياسة في السودان"، وجدت نفسي مأخوذًا منذ اللحظة الأولى بموضوعه. كنا قد خضنا نقاشًا مطولًا حول التصوف في السودان ودوره في السياسة، وعندما وصلني الكتاب، شرعتُ في قراءته بشغف عجيب، مدفوعًا برغبة في الغوص في هذا التداخل المعقد بين الروحي والسياسي في تاريخ السودان. ومنذ الصفحات الأولى، بدا لي أن الكاتب يطرح رؤى تتطلب قراءة تفكيكية تتجاوز السطح النصي إلى بنيته العميقة، محاولًا تحليل الخطاب الكامن وراءه.
يقدم الكتاب تحليلًا موسعًا للتفاعل بين التصوف والسياسة في السودان، بدءًا من دولة الفونج (1504) وحتى الفترة الانتقالية (2022). يعتمد المؤلف على سرد تاريخي يُظهر كيف شكلت الطرق الصوفية، مثل السمانية والختمية والقادرية، قوة اجتماعية وسياسية، لا سيما في مقاومة الاستعمار وبناء الهوية الإسلامية. لكن رغم شمولية الإطار الزمني، يمكن ملاحظة تركيز الكاتب على الفترات الإسلامية المبكرة دون التعمق الكافي في التحولات الحديثة، مثل دور الصوفية في مواجهة الأنظمة العسكرية، خاصة في عهد النميري وبعد انقلاب 1989. كما أن الكتاب لم يتوسع في تحليل تأثير العولمة والحركات السلفية على تراجع النفوذ الصوفي، وهي عوامل كان من شأنها أن تثري النقاش حول طبيعة التحولات الصوفية في العصر الحديث.
يُجادل الكتاب بأن الصوفية لم تكن "دمى في يد الأنظمة"، بل كانت ضمانة لحماية الدين من الاستغلال السياسي. ويستشهد المؤلف بمواقف شيوخ الصوفية الذين رفضوا الانخراط في الصراعات السياسية المباشرة، مع الحفاظ على دورهم كوسطاء اجتماعيين. لكن هنا يظهر التناقض في الطرح، حيث يناقش الكاتب أيضًا تحالف بعض الشيوخ مع الأنظمة العسكرية، مثل حكومة الإنقاذ، لكنه يفسر ذلك كـ"استثناء" ناتج عن استغلال السلطة لهم. غير أن هذا التفسير يبدو قاصرًا، إذ لم يتناول الكاتب آليات هذا الاستغلال بشكل معمق، كما لم يحلل كيف قاومت الطرق الصوفية هذا النفوذ السياسي، أو إن كانت بالفعل قد نجحت في تحييد نفسها عنه.
على مستوى المنهجية، يعتمد المؤلف على مزيج من المصادر الأولية، مثل المقابلات مع شيوخ الصوفية، والمصادر الثانوية كالأدبيات التاريخية. هذا الأسلوب يضفي طابعًا توثيقيًا على الكتاب، لكنه في ذات الوقت يطرح تساؤلات حول الحياد البحثي، إذ أن المقابلات مع الصوفيين قد تعكس تحيزًا ذاتيًا، بينما يغيب في الكتاب صوت المعارضين أو النقاد الخارجيين. كما أن غياب المراجع الأرشيفية الداعمة، مثل الوثائق الحكومية أو المراسلات التاريخية، يجعل بعض الاستنتاجات بحاجة إلى تدعيم إضافي.
يرى الكاتب أن التصوف يشجع التعددية ويرفض الإقصاء، مشيرًا إلى أن كل شيخ يمتلك طريقته الخاصة في التعبد والممارسة. ويذهب أبعد من ذلك بمقارنته مع الليبرالية، حيث يُصور المسيد أو الزاوية كنموذج مصغر لدولة المواطنة التي تذوب فيها الانقسامات القبلية. هذه المقاربة تفتح أفقًا جديدًا لفهم التصوف، لكنها قد تكون مبالغًا فيها. فبعض الطرق الصوفية تعاني من مركزية شديدة في السلطة الروحية للشيخ، وقد تكرس الانقسامات بين مريديها بدلًا من إذابتها. كما أن فكرة "التصوف الليبرالي" تتعارض مع الممارسات الصارمة لبعض الطرق، حيث لا يزال بعض الشيوخ يفرضون طقوسًا متشددة لا تترك مجالًا كبيرًا للفردانية أو التعددية الفكرية.
عند مناقشة علاقة الصوفية بالأنظمة العسكرية، يفند الكتاب الادعاء بأن الطرق الصوفية كانت دائمًا حليفة لهذه الأنظمة، مشيرًا إلى أن هذا الاستقطاب السياسي أضر بسمعتها في بعض الفترات. يوضح كيف استخدمت حكومة الإنقاذ الصوفية كأداة لتقويض الأحزاب التقليدية، مثل الأمة والاتحادي. لكن رغم أهمية هذه الإشارة، فإن التحليل يظل ناقصًا، إذ لم يناقش الكاتب الأسباب الهيكلية التي جعلت الصوفية عرضة للاستغلال، مثل ضعف التنظيم المؤسسي للطرق الصوفية واعتمادها على الزعامات الفردية، مما سهّل على الأنظمة السياسية استقطاب بعض رموزها.
على مستوى الإسهامات، يبرز الكتاب دور الصوفية في بناء السلام الاجتماعي، حيث استخدمت الطرق الصوفية كوسيط في حل النزاعات القبلية، وساهمت فيما يمكن وصفه بـ"الدبلوماسية الشعبية" من خلال نشر الإسلام بطريقة سلمية في مناطق متعددة. لكن في المقابل، يغيب عن الكتاب تحليل الصوفية في جنوب السودان، رغم وجود ممارسات صوفية هناك قبل انفصال الجنوب. كما أن البعد الاقتصادي لم يحظَ بالاهتمام الكافي، رغم أن بعض الطرق الصوفية كانت تسيطر على شبكات اقتصادية واسعة، مما أثر على علاقتها بالسلطة والمجتمع.
إعادة قراءة النص من زاوية تفكيكية تكشف أن الكتاب ليس مجرد سجل تاريخي محايد، بل هو خطاب يحمل رؤية ضمنية عن التصوف ودوره في السودان. ثمة تردد واضح بين تقديم التصوف كفاعل مستقل عن السياسة، وبين الاعتراف بأنه كان جزءًا من اللعبة السياسية في فترات متعددة. هذا التوتر بين الرؤيتين يعكس تناقضًا لم يُحسم بالكامل داخل النص، وهو ما يجعل القراءة النقدية ضرورية لفهم مآلاته الفكرية. لكن هذا ليس بالعيب أو النقصان من قيمة هذا السفر، بل هي ملاحظات وتأملات قارئ يحاول فهم دقائق الأشياء، ويبحث عن مقاربة نقدية تضيء النص من زوايا متعددة.
يبقى الكتاب، رغم هذه الملاحظات، إضافة مهمة للمكتبة السودانية، حيث يفتح بابًا واسعًا للنقاش حول علاقة الدين بالسياسة. لكنه في نهاية المطاف ليس نصًا مغلقًا، بل نص قابل لإعادة التأويل، وهو ما يجعله محفزًا لحوارات أعمق حول التصوف والسياسة، ليس فقط في السودان، بل في العالم الإسلامي عمومًا.

zuhair.osman@aol.com  

مقالات مشابهة

  • قراءة في نص “تأسيس” نيروبي: الأصولية العلمانية
  • ترامب يوقف التمويل الاتحادي عن الكليات والمدارس التي تسمح باحتجاجات “غير قانونية”
  • موسى هلال: “حكومة نيروبي” المنفية تمثل المنفيين
  • مكاسب الجيش في العاصمة… هل تُنهي حرب السودان؟ توقعات بأن تنتقل المعارك منها إلى غرب البلاد
  • السودان: هل تنهي مكاسب الجيش في العاصمة الحرب؟
  • “النقل” تُعلن فرض عقوبات وغرامات مالية للشاحنات الأجنبية المخالفة التي تُمارس نقل البضائع داخل المملكة
  • قراءة في نص “تأسيس” نيروبي: الأصولية العلمانية (2-2)
  • قراءة تفكيكية في كتاب “التصوف والسياسة في السودان” للدكتور عبد الجليل عبد الله صالح
  • أفغانستان ترد على ترامب: المعدات العسكرية التي تركتها اميركا هي “غنائم حرب”
  • “اغاثي الملك سلمان” يوزّع 960 سلة غذائية في السودان