الملكة رانيا: الازدواجية تجاه حرب غزة أفقدت الثقة بأخلاقيات عالمية
تاريخ النشر: 8th, September 2024 GMT
إيطاليا – أكدت الملكة رانيا، عقيلة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، امس السبت، إن “المعايير الغربية المزدوجة” تجاه الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ساهمت في “فقدان الثقة” بقواعد ومعايير أخلاقية عالمية.
وقالت الملكة رانيا، أن “شعوب العالم تستحق نظاما عالميا يمكن الوثوق فيه”.
جاء ذلك خلال كلمة لها، في الدورة الخمسين من منتدى أمبروسيتي الاقتصادي الدولي في مدينة سيرنوبيو الإيطالية، وفق بيان صدر عن مكتبها، تلقت الأناضول نسخة منه.
ويعقد المنتدى كل عام بداية سبتمبر/ أيلول في سيرنوبيو على ضفاف بحيرة كومو.
وأكدت الملكة على أن “المعايير الغربية المزدوجة تجاه الحرب الإسرائيلية على غزة ساهمت في فقدان الثقة بقواعد ومعايير أخلاقية لطالما افترضنا أنها تحكم عالمنا”.
ودعت المجتمع الدولي إلى “دعم القانون الإنساني الدولي”، حسب البيان نفسه.
وقالت الملكة رانيا: “تستحق شعوب العالم نظاما عالميا يمكنها الوثوق فيه، (نظام) خالٍ من التعصب والثغرات الأخلاقية والبقع العمياء”.
وأضافت أن “الغالبية ينظرون إلى حرب إسرائيل على غزة، فيرون ازدواجية صارخة للمعايير (…) أو الأسوأ من ذلك: تخلٍ واضح عن أي معايير بالمُطلق”.
وأشارت الملكة الأردنية إلى أن “جميع سكان غزة تقريبا يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، ويتضور الأطفال الفلسطينيون جوعا، حيث تُعيق إسرائيل الوصول إلى المساعدات الإنسانية”.
وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 135 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل إسرائيل الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
وقالت الملكة رانيا: “لعقود قبل 7 أكتوبر 2023، تعرض الفلسطينيون لاحتلال ساحق وإجرامي، فللفلسطينيين الحق أيضا في العيش بسلام وأمان، ورغم ذلك، مازلنا نراوح مكاننا”.
وتساءلت: “هل يتوقع العالم من أي شعب غربي أن يتحمل حياة مشابهة في ظل احتلال وعنف؟!”
وقالت الملكة إن “هذا الظلم أصبح مقبولا ومبررا على مرأى ومسمع المجتمع الدولي في فلسطين”.
وتابعت: “هل يقول العالم أن أمن إسرائيل أهم من أمن أي دولة أخرى، وبالتالي لا يُعتبر أي إجراء محظورا في سبيل ذلك؟!”
واعتبرت الملكة رانيا، أن “هذا الانتقاص من قيمة حياة الإنسان لا بد أن يُسمى بمُسماه: عنصرية ضد الفلسطينيين”.
وشددت على أنه “لا يمكن لهذا الفشل أن يستمر”.
وأكدت على أن “ازدواجية المعايير تتعدى كونها نفاقا، فهي تجرد من الإنسانية ووحشية، وإن لم تكن هذه عنصرية، فلا أعلم ما هي!”
وقالت الملكة إن “تطبيق القانون الإنساني الدولي بشكل انتقائي والاستخفاف بالمحاكم الدولية وقراراتها هو حقبة جديدة من الاختلال العالمي”.
ومضت: “لذلك يجب علينا رفض المعايير المزدوجة والمطالبة بالمساءلة وإيجاد طريق مشترك للسلام، لخلق ذلك المستقبل الذي يستحقه الفلسطينيون والإسرائيليون… ونستحقه جميعا”.
وطرحت عقيلة العاهل الأردني عدداً من المبادئ الأساسية “غير القابلة للجدل، والتي يمكن أن تمثل أساساً مشتركاً من أجل سلام مشترك دائم وعادل”.
وفي السياق ذاته، أشارت إلى أنه “لا يمكن تحقيق السلام من خلال إجبار الطرف الأضعف على قبول شروط غير متكافئة، فللفلسطينيين كما للإسرائيليين حق متساوي في الأمن وتقرير المصير”.
وأردفت: “حتى تسود العدالة، لا بد من المساءلة”.
ولفتت الملكة رانيا، إلى أن “النقيض للمساءلة هو الإفلات من العقاب، وذلك الشعور بالحصانة لا يُولد بين ليلة وضحاها”.
واستطردت: “عند غياب المحاسبة يصبح الحديث عن القانون الدولي والعدالة وحقوق الإنسان خطابا أجوف”.
وأكدت الملكة أن “الأمن الحقيقي ليس مكسبا لطرف واحد على حساب الآخر، والسلام العادل يجعل الأمن متبادلا”.
وبينت أنه “على مدى عقود من الزمن، سعت إسرائيل إلى ضمان سلامة مواطنيها عبر حرمان الفلسطينيين من حقهم في ذلك، وهذا المسار غير قابل للاستمرار فانعدام الأمن لأي من الطرفين لا يخدم الطرف الآخر”.
وقالت: “يجب حظر الأصوات شديدة التطرف من المشاركة في الحوار”.
واختتمت الملكة رانيا، حديثها بالقول: “لا يمكن للمستقبل أن يكون رهينة لأولئك الذين يدعون للمجاعة والإبادة والتهجير الجماعي… الذين يُشِيدون بالعقاب الجماعي ويدافعون عما لا يُعقل تبريره”.
الأناضول
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الملکة رانیا وقالت الملکة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تعلن اعتراض مسيّرة أطلقت من الشرق
أعلن الجيش الإسرائيلي -اليوم السبت- اعتراضه طائرة مسيّرة أطلقت من جهة الشرق تجاه مستوطنات في النقب الغربي (جنوب) بمحيط قطاع غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنّه "إثر صفّارات الإنذار التي دوّت قبل قليل في غفولوت وتالمي إلياهو وعين هبسور (قرب قطاع غزة) للتحذير من تسلل طائرة مسيرة، اعترض سلاح الجو الإسرائيلي طائرة عبرت إلى الأراضي الإسرائيلية من جهة الشرق".
وتقع المستوطنات الثلاث المذكورة في منطقة المجلس الإقليمي أشكول بالنقب الغربي، ضمن مناطق محيط غزة.
وسبق أن أعلنت "المقاومة الإسلامية في العراق" مسؤوليتها عن هجمات عديدة مماثلة، غيرأن إذاعة الجيش الإسرائيلي ذكرت أن المسيرة أُطلقت على الأرجح من اليمن.
فشلوفي سياق آخر، أعلن الجيش الإسرائيلي -صباح السبت- فشله في اعتراض صاروخ باليستي أُطلق من اليمن تجاه منطقة تل أبيب-يافا، مما أسفر عن سقوطه في ملعب داخل منطقة سكنية مخلفا 20 إصابة طفيفة، مع تضرر عشرات الشقق بالمنطقة، وفق صحيفة هآرتس العبرية.
وأعلنت جماعة الحوثي مسؤوليتها عن إطلاق الصاروخ تجاه وسط إسرائيل.
وقال المتحدث العسكري للحوثيين يحيى سريع، في بيان متلفز، إن الجماعة قصفت هدفا عسكريا في مدينة يافا المحتلة بصاروخ باليستي فرط صوتي ردا على القصف الإسرائيلي لليمن والمجازر المستمرة في قطاع غزة.
إعلانونشرت إذاعة الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو يظهر المحاولات الفاشلة لاعتراض الصاروخ.
وتضامنا مع غزة بمواجهة حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة على القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي أدت إلى استشهاد وإصابة أكثر من 152 ألف فلسطيني، باشرت جماعة الحوثي منذ نوفمبر/تشرين الثاني من العام نفسه، باستهداف سفن شحن مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر بصواريخ ومسيّرات.
كما يشن الحوثيون هجمات بصواريخ ومسيّرات على إسرائيل، بعضها استهدف تل أبيب، وتشترط لوقف هجماتها إنهاء حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة.