الأستاذ الصحفي فتحـي الضـو عن الحرب العبثية الدائرة ومآلاتها والسيناريوهات التي يمكن أن تحدث حال إستمرارها
تاريخ النشر: 8th, September 2024 GMT
الأستاذ فتحي الضو:
في ندوة بأيوا ستي عن الحرب ومآلاتها والسيناريوهات المحتملة
* في الندوة التي أقامتها الجمعية السودانية الأميريكية لخدمات المجتمع بأيوا سيتي أمس الأول تحدث الأستاذ الصحفي فتحـي الضـو عن الحرب العبثية الدائرة ومآلاتها والسيناريوهات التي يمكن أن تحدث حال إستمرار الحرب .
قال إن الحرب هي إمتداد للسياسة بطريقة أو أخري,كما قال المفكر الألماني كارل كلاوزفيتز ولكن الحرب الدائرة الآن هي حرب الجنرالات , حرب تغبيش الوعي وإبعاد الناس المتضررين بالحرب عما يحدث فيها, قال إنها حرب من صنع الجبهة الإسلامية لأنها فقدت السلطة التي أدمنتها طوال الثلاثين سنة الماضية وما زالت تتربص بها , يقول البعض إن هذه الحرب قسمت المجتمع السواني, وهذا غير صحيح, فهي حرب الأغلبية الساحقة مقابل أقلية فلولية من بقايا النظام البائد عسكريين ومدنيين.
و كذلك هناك سؤال غبي يطرح دائما أنت مع الجيش أم الدعم السريع ؟ رد بقوله : أنا لم أستشر في هذه الحرب فلماذا استشار في تعريفها ، الثابت عندي انني ضد هذه الحرب . وقال الضو إن ثورة ديسمبر المجيدة ثورة سلمية شهد بها العالم اجمع وعلي النقيض منها جاءت الحرب, ولكن الثورة مازالت قائمة وجذوتها لم تنطفي وإن إستهدفت الحرب إستمراريتها.
ويجب أن لانغض الطرف عن الطرفين في هذه الحرب فهما شركاء في إشعالها بتقديرات نسبية في الانتهاكات التي حدثت وان ذلك حسابه آت لا ريب فيه وليس هناك تبرئة لاي كائن قبل ان تنصب موازيين العدالة والى حين ذلك قال إن , الطرفين سواء في جرم هذه الحرب العبثية برعاية الحركة الاسلامية حاملة الوزر الأكبر . * وتحدث فتحي الضو عن ان البلاد تتجاذبها ثلاثة كتل: الكتلة الظلامية وهي معروفة بكتلة أنصار النظام السابق . والكتلة الرمادية وقوامها القوات المسلحة وبعض القوي السياسية الخاملة. والكتلة البيضاء أوالكتلة العذراء ,وهي كتلة الشباب الذين فجروا ثورة ديسمبر المجيدة وهي التي ستقود البلاد مستقبلا طال الزمن او قصر , والتي نأمل فيها خيرا كثيرا . الواقع السـواني اليوم فيه فرز كبير للكيمان , الكتلة الظلامية هي التي أدخلـت الهوس الديني منذ 1983م, وهي التي تسعي للعودة للسلطة . أما الكتلة الرمادية فهي التي تطمح في السلطة دوما,بتغبيش الوعي وظلت تتخلي عن واجباتهاوأدعت إن لها الأحقية في السلطة . ومن الأسئلة التي تعمد لتغبيش الوعي السؤال القائل من الذي أطلق الرصاصة الأولي, وهو سؤال ليس له معني , الأثنان شاركا في ذات الجرم كما قلنا , هذه أسئلة تطرحها عناصر الجبهة الإسلامية ليدخلوا الناس في " حجوة أم ضبيبنة " !! وتطرق إلي الحروب التي خاضها السودان تاريخيا منذأمد بعيد وحتي عصرنا الحاضر من حـروب الممالك والسـلطنات وحرب الإبادة التي حدثت في العام 1885م وحروب دارفور الأخيرة والحرب التي فصلت الجنوب.. وتمني الضو أن تنتهي هذه الحرب وتخرج بمشروع وطني , والفشل في بناء مشـروع وطني يقـع علي عـاتق النخب التي فشلت في ذلك, ولم تحسـن إدارة التنوع الثقافي والعرقي .. فصار التنوع نقمة عوضا أن يكون نعمة .
* تحدث عن مبادرات السلام وإحتمالات التدخل الدولي, فقال هناك سيناريوهات عديدة وما يحدث الآن هو سناريو "الفناء الذاتي" أو محاولات توازن الضعف , وهو السيناريو المستمر الآن, وقد تأتي مرحلة يتغلب فيها أحدهم علي الآخر . * السيناريو الآخـر هو التدخل المباشـر, وإحتمالات توسع دائرة الحـرب دوليا وإقليميا خاصة وأن منطقة البحرالأحمر منطقة ملتهبة فحوالي 13 في المائة من التجارةالدولية تمر عبر البحر الأحمر . * أما السيناريو الذي أطلقت عليه " التدخـل الرشيد " فهو سيناريو الفصل السـابع الذي يمكن أن تعتمده الأمم المتحدة بمؤشرات بدأت من يوم امس , رغم أعتراض الصين وروسيا مع انه سيناريو مجرب في السودان رغم اعتراض البلدين المذكورين لان لغةٍ المصالح هي التي تسد. وقد تناولـته في كتابي (الطوطم) قبل الحرب حينما تساءلت هل تندلع الحرب الاهلية في السودان ونقلت ما قالته باربارا وولتر في كتابها عن الحروب الأهلية في العالم,قالت إن هناك "32"عامل من عوامل إشعال الحرب الأهلية في العالم, وجدت إن ثلثي ما قالت كان موجودا في السودان .
* فإذا ماصارت حرب السودان مهددة للمجتمع الدولي لن تشاور أحد في التدخل الدولي. المعترضون علي الفصل السابع تحت مزاعم السيادة الوطنية يقول الضو الحقيقة لا سيادة مع الدم المنهمر !! إذا لم يتم ذلك بإرادتك, سيتم جبرا . الأنحياز للفصل السابع يأتي في غياب المبادرات وخاصة الوطنية , الجهود السعودية الأميريكية ليست مبادرة مكتملة الأركان لمعالجة كارثة وطن يزحف نحو التلاشي.. , وأنعدام الجهود الوطنية وغياب الأحزاب السودانية حتي في أضعف الأيمان,مثل البيانات التي صارت شحيحة . وليست هناك جهود تبزل لوقف الحرب .
* تطرق الضو بعد ذلك للآثار السالبة للحرب علي البلاد وعلي الشخصية السودانية المتسامحة وقال اخشى ان تكون هذه الصفحة قد طويت!!. * أدار الندوة الأستاذ أسامة عبد الجليل , بينما رحب بالحضور الأستاذ محمد جورية رئيس الجالية , وشارك عدد كبير في الحوار الذي أعقب حديث الأستاذ فتحي الضو مع بروز أصوات من سدنة النظام السابق بصورة غوغائية تصدى لها بعض الحاضرين واستنكروها وتجاهلها المتحدث.
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: هذه الحرب هی التی
إقرأ أيضاً:
السودان يغرق في الظلام.. هجوم جديد يفاقم أزمة الكهرباء
سكاي نيوز عربية – أبوظبي/ انقطع التيار الكهربائي بشكل كامل في عدد من ولايات السودان الجمعة، بعد تعرض محطة كهرباء سد مروي الواقعة على بعد 350 كيلومترا شمال العاصمة الخرطوم لهجوم جديد باستخدام الطائرات المسيرة، مما يفاقم أزمة الإمداد الكهربائي التي تعاني منها أكثر من نصف مناطق البلاد.
وكان قطاع الكهرباء من أكثر قطاعات البنية التحتية تضررا بالحرب، حيث تعرضت خلال العامين الماضيين معظم خطوط الإمداد ومحطات إنتاج الكهرباء لأضرار كبيرة مما أثر سلبا على الإنتاج الزراعي والصناعي والخدمات الصحية.
وتشير تقديرات إلى خسائر مباشرة في البنية التحتية تتراوح ما بين 180 إلى 200 مليار دولار، وغير مباشرة تفوق 500 مليار دولار، أي نحو 13 مرة من ناتج السودان السنوي البالغ متوسطه نحو 36 مليار دولار.
ومن المتوقع أن تستغرق عملية إصلاح ما دمرته الحرب من بنى تحتية سنوات طويلة في ظل اقتصاد منهك تراجعت إيراداته بأكثر من 80 بالمئة.
وتسبب القصف الجوي والبري في أضرار هائلة بالبنية التحتية للكهرباء، كما تعرضت معظم شبكات وخطوط الإمداد لعمليات نهب واسعة.
وأكد مهندس متخصص في مجال التخطيط الحضري لموقع "سكاي نيوز عربية" أن نحو 90 بالمئة من شبكات ومنشآت الكهرباء الأساسية تعرضت لأضرار متفاوتة.
وقال المهندس الذي طلب عدم ذكر اسمه إن أكثر من 50 بالمئة من سكان السودان وقعوا في دائرة العجز الكهربائي بعد الحرب مقارنة مع نحو 20 بالمئة قبل اندلاع الحرب.
انعكاسات خطيرة
وقد انعكس الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي في معظم مناطق البلاد سلبا على أداء الكثير من القطاعات الحيوية مثل الصناعة والصحة والزراعة.
وبعد تراجع في إنتاج الحبوب قدرته منظمة الزراعة والأغذية العالمية "الفاو" بنحو 46 بالمئة في الموسم الماضي، تتزايد المخاوف من أن يؤدي استمرار نقص الكهرباء إلى تراجع أكبر في الإنتاج الزراعي خلال الموسم الحالي حيث يعتمد معظم المزارعين في البلاد على الإمداد الكهربائي في ري محاصيلهم.
وتعتبر هذه المرة الخامسة التي تتعرض فيها منشآت كهرباء سد مروي لضربات بطائرات مسيرة منذ اندلاع القتال في السودان في منتصف أبريل 2023.
وتسببت الهجمات في أضرار كبيرة بمحولات كهرباء السد التي تسهم بنحو 40 بالمئة من مجمل الإمداد الكهربائي في البلاد.
وأعلن الجيش في بيان تصديه لهجوم بطائرات مسيرة على منطقة سد مروي، متهما قوات الدعم السريع بتنفيذ الهجوم، لكن لم يصدر بيان رسمي من قوات الدعم السريع حتى الآن.
وقال بيان مقتضب على الصفحة الرسمية للشركة السودانية لتوزيع الكهرباء إن الهجوم تسبب في خروج تام لأغلب المحطات التحويلية في معظم أنحاء البلاد، مشيرا إلى أن فريقا من المهندسين يجري عمليات فحص لمعرفة حجم الضرر.
نقص حاد
وجاء الهجوم الأخير في ظل نقص في الإمداد الكهربائي يقدر بنحو 60 بالمئة، حيث ظلت معظم مناطق البلاد تشهد تقطعا مستمرا منذ اندلاع الحرب.
وتعتبر محطة توليد كهرباء خزان مروي هي أكبر منشآت التوليد المائي الست العاملة في البلاد، والتي تنتج ما بين 70 إلى 75 بالمئة من مجمل إنتاج الكهرباء الحالي في السودان، الذي يقدر حاليا ما بين 1100 إلى 1200 ميغاواط؛ أي أقل بأكثر من 60 بالمئة من مجمل حجم الاستهلاك، الذي يتراوح ما بين 2900 إلى 3000 ميغاواط.
وتزايدت حدة الانقطاعات خلال الأسابيع الأخيرة بسبب عمليات صيانة طالت عددا من المنشآت من بينها خطوط ربط الكهرباء الناقلة من إثيوبيا، بحسب تقارير صحفية.