عودة بلا أطفال أو نساء.. فلسطينيون وسط أنقاض قريتهم بالضفة بعدما دمرها مستوطنون
تاريخ النشر: 8th, September 2024 GMT
فر مجتمع فلسطيني بأكمله من قريته الصغيرة بالضفة الغربية في الخريف الماضي، بعد التهديدات المتكررة من مستوطنين إسرائيليين لديهم تاريخ من العنف.
وقضت المحكمة العليا في إسرائيل هذا الصيف، بحق السكان النازحين من خربة زنوتة في العودة، تحت حماية القوات الإسرائيلية.
لكن عودتهم إلى الديار كانت حلوة ومرة، ففي الفترة التي تركوا فيها القرية، تم تدمير جميع المنازل تقريبا، بالإضافة إلى عيادة صحية ومدرسة، إلى جانب تدمير شعور المجتمع بالأمن في الأراضي الصحراوية النائية، حيث كانوا يزرعون ويرعون الأغنام لعقود من الزمن.
وحتى الآن، اختار حوالي 40 بالمئة من سكان المنطقة السابقين عدم العودة، بينما ينام نحو 150 شخصا عادوا إلى القرية خارج أنقاض منازلهم القديمة.
فرحة منقوصةقال السكان إنهم عازمون على إعادة البناء والبقاء، حتى في الوقت الذي يحاول فيه مرة أخرى مستوطن إسرائيلي خاضع للعقوبات، ترهيبهم لإجبارهم على المغادرة، وكذلك رغم أمر قضائي يمنعهم من أي أعمال بناء جديدة.
وقال فايز سليمان تل، رئيس مجلس القرية وأحد أوائل العائدين لتفقد القرية: "هناك فرحة، لكن هناك بعض السلبيات".
عود مُرة لسكان خربة زنوتة بالضفة الغربيةوطالما عانى أهالي قرية خربة زنوتة من مضايقات وعنف من قبل مستوطنين، لكن بعد الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر، الذي أشعل فتيل الحرب في غزة، قالوا إنهم تلقوا "تهديدات صريحة بالقتل" من إسرائيليين يعيشون في موقع غير مرخص أعلى التل، يسمى "مزرعة ميتاريم".
ويدير هذه البؤرة الاستيطانية ينون ليفي، الذي فرضت عليه الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي وكندا عقوبات، بسبب تهديده لجيرانه الفلسطينيين.
ويقول القرويون إنهم أبلغوا الشرطة الإسرائيلية بالتهديدات والاعتداءات، لكنهم أضافوا أنهم "لم يحصلوا على مساعدة تذكر".
وخوفا على حياتهم، قاموا في نهاية أكتوبر الماضي، بجمع كل ما استطاعوا حمله وغادروا.
أوقات "الازدهار".. أسباب تزايد نفوذ المستوطنين في الأراضي الفلسطينية زاد نفوذ المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية منذ اندلاع الحرب في غزة، مع توسع الأنشطة الاستيطانية وتوغلهم في عملية صناعة القرار والمؤسسات الأمنية المختلفة.ورغم أن عنف المستوطنين كان في تصاعد حتى قبل الحرب، في ظل حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو اليمينية المتشددة، فقد تصاعد أكثر منذ السابع من أكتوبر.
ووفقا للأمم المتحدة، نزح أكثر من 1500 فلسطيني بسبب عنف المستوطنين منذ ذلك الحين، ولم يعد سوى عدد قليل منهم إلى ديارهم.
عودة بلا أطفال أو نساءتمثل خربة زنوتة مثالا نادرا بين البدو الفلسطينيين، ومن غير الواضح ما إذا كانت أي جماعة نازحة أخرى حصلت على إذن من المحكمة بالعودة، منذ بداية الحرب.
ورغم أن السكان يتمتعون بالحماية القانونية من أعلى محكمة في إسرائيل، فإنهم لا يزالون مضطرين إلى مواجهة ليفي وغيره من الشباب من بؤرة "مزرعة ميتاريم" الاستيطانية، الذين يحاولون ترهيبهم، وفق فرانس برس.
وقال الراعي فايز السمارحة (57 عاما)، إنه عاد إلى خربة زنوتة قبل أسبوعين، ليجد أن "منزله هُدم من قبل مستوطنين بالجرافات".
وأضاف أن رجال عائلته انضموا إليه في إعادة قطعانهم من الماشية، لكن الظروف في القرية خطيرة، مستطردا: "لم يعد الأطفال والنساء أيضا. أين سيبقون؟ تحت الشمس؟".
عاد سكان خربة زنوتة إلى منازلهم بعد حكم قضائي نادرولفت السمارحة إلى أن مستوطنين "يأتون إلى القرية كل يوم جمعة وسبت، ويصورون المواطنين".
وتظهر مقاطع مصورة التقطها نشطاء بمجال حقوق الإنسان، حصلت عليها وكالة أسوشيتد برس، مستوطنين يتجولون في خربة زنوتة الشهر الماضي، ويلتقطون صورا للسكان في وجود الشرطة الإسرائيلية.
وتقول جماعات حقوق الإنسان إن المستوطنين في الضفة الغربية، مثل ليفي، "من خلال تهجير القرى البدوية الصغيرة، قادرون على تجميع مساحات شاسعة من الأراضي، وإعادة تشكيل خريطة الأراضي المحتلة، التي يأمل الفلسطينيون في تضمينها في وطنهم كجزء من أي حل قائم على الدولتين".
عقوباتومحنة خربة زنوتة تشكل أيضا مثالا على الفعالية المحدودة للعقوبات الدولية، كوسيلة للحد من عنف المستوطنين في الضفة الغربية.
وقد فرضت الولايات المتحدة مؤخرا عقوبات على منظمة "هاشومير يوش"، وهي منظمة تمولها الحكومة وترسل متطوعين للعمل في مزارع الضفة الغربية، سواء كانت قانونية أو غير قانونية.
وأرسلت منظمة "هاشومير يوش" متطوعين إلى موقع ليفي الاستيطاني، حسب منشور على فيسبوك في 13 نوفمبر.
إسرائيل "تعيد رسم الضفة الغربية" بالمستوطنات خلال أكثر من 19 شهرا في السلطة، وسعت حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الائتلافية بشكل كبير من بصمة إسرائيل في الضفة الغربية المحتلة، مما أدى إلى تسريع حملة طويلة الأجل من قبل حركة المستوطنين في البلاد لإحباط إقامة دولة فلسطينية، وفق تقرير لصحيفة "واشنطن بوست".وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، الأسبوع الماضي، إنه "بعد أن أجبر جميع سكان خربة زنوتة الفلسطينيين، البالغ عددهم 250 شخصا، على المغادرة، قام متطوعو منظمة هاشومير يوش بنصب سياج حول القرية لمنع السكان من العودة".
ولم تستجب "هاشومير يوش" ولا ليفي لطلب التعليق من أسوشيتد برس على عمليات الاقتحام للقرية منذ عودة السكان.
لكن ليفي زعم في مقابلة مع أسوشيتد برس أُجريت في يونيو الماضي، أن "الأرض كانت ملكه"، واعترف بالمشاركة في طرد الفلسطينيين، رغم أنه نفى "القيام بذلك بعنف".
وقال في ذلك الوقت: "شيئا فشيئا، تشعر أثناء قيادتك على الطرق أن الجميع يقتربون منك.. إنهم يبنون في كل مكان، أينما يريدون. لذا فأنت تريد أن تفعل شيئا حيال ذلك".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: فی الضفة الغربیة المستوطنین فی
إقرأ أيضاً:
الاحتلال ينفذ اقتحامات بالضفة ويشتبك مع مقاومين بنابلس وطولكرم
نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحامات في بلدات ومواقع بالضفة الغربية، واشتبكت مع مقاومين في نابلس وطولكرم، في حين اتهمت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) إسرائيل بإلحاق أضرار بمكتب الوكالة في مخيم نور شمس شمالي الضفة.
ففي نابلس، دهمت قوات الاحتلال عدة أحياء في المدينة، ونفذت اعتقالات طالت عددا من المواطنين.
واستهدف مقاومون بوابل من الرصاص آليات الاحتلال المنسحبة من الجبل الشمالي باتجاه وسط مدينة نابلس.
وفي قلقيلية شمالي الضفة الغربية، اعتقلت قوات الاحتلال مواطنا بعد دهم منزله.
واقتحمت مركبات عسكرية قلقيلية من مدخلها الشرقي، واعتلى جنود الاحتلال الإسرائيلي عددا من العمارات وانتشر القناصة على أسطحها، قبل تنفيذ حملة اقتحامات ومداهمات لمنازل وبنايات سكنية.
تغطية صحفية| مصادر محلية: الاحتلال يحاصر منزلاً فلسطينياً خلال اقتحامه بلدة اليامون غرب جنين. pic.twitter.com/NS9PzzOBC5
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) November 1, 2024
وسيّرت قوات الاحتلال دورياتها في عدد من شوارع مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية بعد اقتحامها المدينة وانتشارها في عدة أحياء منها.
وأطلقت قوات الاحتلال الرصاص الحي باتجاه فلسطينيين في مخيم العروب شمال الخليل.
وفي جنين، أفادت مصادر محلية للجزيرة بأن قوات خاصة إسرائيلية اقتحمت منزلا في بلدة اليامون، وذكرت المصادر أن قوات الاحتلال دفعت بتعزيزات عسكرية إلى البلدة.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت استشهاد 4 فلسطينيين في طولكرم، 3 منهم خلال العملية العسكرية في مخيم نور شمس شرقي المدينة، في حين اغتالت الوحدات الخاصة رابعا في مخيم طولكرم.
ودفعت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية إلى مخيم نور شمس لتندلع اشتباكات مسلحة وانفجارات استمرت حتى انسحاب جيش الاحتلال.
من جانب آخر، قالت كتيبة طولكرم، التابعة لسرايا القدس، إن عناصرها فجروا عبوة في ناقلة جند، واشتبكوا مع أفرادها في مخيم نور شمس.
ونعت كتائب القسام حسام الملاح الذي قالت إنه استشهد في عملية اغتيال بمدينة طولكرم.
اتهامات الأونروامن جانب آخر، قال مفوض وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني إن جرافات إسرائيلية ألحقت أضرارا بمكتب الوكالة في مخيم نور شمس أمس الخميس.
وذكر لازاريني، في منشور على منصة إكس، أن أضرارا شديدة لحقت بالمكتب، وأنه لم يعد صالحا للاستخدام.
وأصدر الجيش الإسرائيلي بيانا نفى فيه مسؤوليته عن أي ضرر لحق بالمبنى، وقال إن "الادعاء بأن جنود جيش الدفاع الإسرائيلي دمروا مكاتب الأونروا في نور شمس كاذب".