سيلان الأنف.. عرض قد يشير إلى مشكلة صحية خطيرة
تاريخ النشر: 8th, September 2024 GMT
يؤكد خبراء صحة أن سيلان الأنف المستمر قد يكون مؤشرا على حالة صحية تؤدي إلى الوفاة، إلى إذا لم يتم علاجها في الوقت المناسب، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.
وتحدثت الصحيفة عن قصة عاملة توصيل طعام تدعى شيميكا رودريغيز، عانت من سيلان أنف مستمر لعدة أشهر، حيث ذهبت إلى عيادتين بالقرب من شقتها في حي بروكلين بمدينة نيويورك طلبا للمساعدة، لكن الأطباء أعطوها في البداية دواء للحساسية وبعد ذلك مضادات فيروسية، دون أن تستفيد.
وبعد 3 أشهر من العلاج غير المجدي مع تلك العقاقير، كان السيلان من فتحة أنفها اليسرى قد بدأ بالازدياد بشكل شبه مستمر، ومع ذلك اعتقدت أن الأمر سيتحسن مع الوقت بعد أن تتعافى من "العدوى الفيروسية".
لكن لاحقا انتابتها مخاوف بشأن أن يكون الامر أكثر خطورة، خاصة أن السيلان الذي لم يؤثر على فتحة أنفها اليمنى كان سائلا شفافا ولم يكن يشبه المخاط.
وأوضحت أنها كانت تشعر كأنها "تغرق" عندما تستلقي على ظهرها، موضحة أن السائل كان يدخل إلى حلقها، وأنها كانت بحاجة مستمرة لاستخدام المناديل الورقية.
وبفضل بحث أجراه شريكها عبر الإنترنت، توصل إلى أن السيلان المستمر من إحدى فتحتي الأنف قد يكون عرضا لمرض يدعى "تسرب السائل الدماغي النخاعي القحفي"، الذي من أعراضه تسرب سائل شفاف من الأنف أو الأذن، وفقا لموقع "مايو كلينك" الطبي.
ووفقا لنفس الموقع، فإنه يوجد نوعان مختلفان من تسربات السائل الدماغي النخاعي، أولهما تسربات السائل الدماغي النخاعي الفقري، والثاني تسربات السائل الدماغي النخاعي القحفي، وهو الذي أصيبت به رودريغيز.
ويحدث تسرب السائل الدماغي النخاعي الفقري في أي مكان من العمود الفقري، وأكثر أعراضه شيوعا هو الصداع.
أما تسرب السائل الدماغي النخاعي القحفي فيحدث في الجمجمة، ويسبب غالبًا ظهور أعراض مثل تسرب سائل شفاف من الأنف، أو الأذن، أو فقدان السمع أو الإحساس بطعم معدني في الفم أو التهاب السحايا.
ولاحقا راجعت المرأة الطبيب تشارلز تونغ، المتخصص في علاج الأنف والجيوب الأنفية وإجراء عمليات قاعدة الجمجمة، والذي أكد بعد إجراء الفحوصات المناسبة، إصابتها بـ"تسرب السائل الدماغي النخاعي القحفي".
وقالت رودريغيز إن تونغ اتصل في اليوم التالي من ظهور نتائج الاختبارات، لإخبارها بأنها ستحتاج إلى عملية جراحية لإصلاح التسرب.
وتابعت: "لم أكن أريد إجراء عملية جراحية"، مستدركة أنها لم تكن على استعداد للعيش مع خطر التسرب غير المعالج، حيث تذكرت ما حدث مع عمتها، التي كانت في الخمسينيات من عمرها، وعثر عليها جثة هامدة في شقتها في يونيو 2023.
واكتشفت الأسرة فيما بعد أن تلك العمة كان قد جرى تشخيص إصابتها بتسرب السائل النخاعي عام 2015، لكنها رفضت العلاج، وبالتالي يعتقدون أن ذلك المرض تسبب في وفاتها.
وأجرت رودريغيز عملية جراحية، تضمنت سد التسرب باستخدام أنسجة مأخوذة من تجويف أنفها، حيث أمضت حوالي أسبوع في المستشفى وعدة أشهر للتعافي في المنزل.
وقالت إن التجربة علمتها أن تكون يقظة بشأن صحتها، مضيفة: "إذا رأيت أي شيء غير طبيعي في جسدك، فاستشر طبيبك لتحصل على الفحوصات المناسبة".
ويقدر تونغ أنه عالج ما بين 50 و100 مريض يعانون من تسرب السائل النخاعي في السنوات الثماني التي مارس فيها المهنة.
وعلى عكس رودريغيز، قال إن المرضى يقللون أحيانًا من أهمية التشخيص، ويترددون في إجراء الجراحة، معتبرين خطأ أنه "مجرد سيلان في الأنف".
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
بعد وفاة "طالبة طب" بسبب امتحان.. رئيس قسم الأنف والأذن بطب المنوفية: الطالبة المتوفية لم تنقص سوى درجة واحدة
بعد الإعلان عن وفاة "طالبة طب" في مصر اليوم، والتي تدعى إيمان مصطفى دياب، الطالبة بالفرقة الخامسة، فقد سادت حالة من الحزن والذهول أوساط طلاب كلية الطب بجامعة المنوفية شمالي مصر، وذلك بعد وقت قصير من أدائها امتحان مادة الأنف والأذن والحنجرة، والتي اشتكت من صعوبته.
وأثار خبر وفاة "طالبة طب" في المنوفية حالة من الجدل الواسع بين طلاب كلية الطب عبر منصات التواصل الاجتماعي والأوساط الأكاديمية، وقد وصل الأمر أن زملاء الطالبة إيمان اتهموا أحد الأساتذة بممارسة ضغوط نفسية كبيرة عليهم، ما دفعهم إلى تقديم شكوى رسمية ضده، والتي لا تزال قيد التحقيق من قبل إدارة الجامعة.
بدأ زملاء الطالبة إيمان في روي القصة منذ البداية قائلين أن الطالبة إيمان دياب دخلت امتحان مادة "الأنف والأذن والحنجرة"، لكنها فوجئت بصعوبة الأسئلة التي وصفها زملاؤها بـ"الامتحان التعجيزي"، حيث اعتبر الطلاب أن الامتحان كان شديد الصعوبة وتجاوز مستوى الطالب المتوسط، والأسئلة كانت تتجاوز أيضا مستوى المنهج المقرر.
وبحسب شهادات زملائها، تفاقمت حالتها النفسية بعد الامتحان، حيث دخلت في حالة اكتئاب حاد، تدهورت على إثرها حالتها الصحية بشكل سريع، وأصيبت إيمان بنزيف في المخ، لتنقل على الفور إلى مستشفى بركة السبع العام، ثم إلى مستشفى شبين الكوم التعليمي، حيث أعلن الأطباء وفاتها بعد أيام من العلاج.
ووجه زملاء الطالبة اتهامات مباشرة لأستاذ المادة، مشيرين إلى أنه مارس ضغوط نفسية إضافية عليهم أثناء الامتحان، ونقلت إحدى صديقات إيمان في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي تفاصيل مؤلمة، حيث قالت إن الأستاذ دخل قاعة الامتحان وعلق ساخرًا: "عشان تبقوا تسمعوا تسجيلات الدكتور إياه"، مصحوبًا بضحكات امتزجت بالاستهزاء، ثم انصرف تاركًا الطلاب في حالة من الإحباط أمام ورقة أسئلة وصفوها بأنها "غامضة وخارج المنهج".
وأضافت الصديقة أن إيمان كانت دائمًا تتأثر نفسيًا بالامتحانات الصعبة، لكن هذه المرة كانت الصدمة أكبر، حيث أصيبت بثقل في اللسان والجسد، ورفضت تناول أي أدوية تزيد من سيولة الدم دون إجراء أشعة، خوفا من تدهور حالتها.
في سياق متصل، كشف شقيق الطالبة المتوفاة، إيمان دياب، عن تفاصيل مؤثرة عبر منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كتب متأثرًا بوفاتها، مشيرًا إلى أنه حملها مولودة، وتابع تفوقها، ثم اضطر لحملها جثة وزفها إلى قبرها، وفاجأ الشقيق الجميع بنشر مذكرات شقيقته، التي وثقت فيها تعرضها للقهر النفسي من بعض أساتذة الكلية، مستنكرة ما وصفته بـ"غطرستهم في التحكم بمصير الطلاب"، وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي هذه المذكرات على نطاق واسع، معتبرين أنها تمثل وثيقة جديدة تكشف أسباب تدهور حالتها النفسية ومن ثم وفاتها.
وعلق الدكتور أيمن على عبد الفتاح رئيس قسم الأنف والأذن بطب المنوفية، على واقعة وفاة الطالبة إيمان مصطفي التي توفيت بسبب صعوبة امتحان مادة أنف وأذن، مؤكدا أن الطالبة تم حجزها بالمستشفى بعد مرور 8 أيام من امتحان الأنف والأذن الذي وصفه الطلاب بالتعجيزي، معلقا: 'إننا كأساتذة جامعية بكلية طب المنوفية لا نستهزأ بأي طالب خاصة وأننا نتباهي جميعا ً بأبنائنا الطلاب وأنهم من طب المنوفية'.
وأضاف رئيس قسم الأنف والأذن بطب المنوفية، أن عدد طلاب قسم الأنف والأذن 1080 طالبا، مشيرا إلى أن المفاجأة تكمن في أن الطالبة رحمه الله عليها حاصلة على درجة 32 من أصل 33 درجة بالامتحان، أي أنها لم تنقص في الامتحان سوي درجه واحدة فقط، مؤكدا أن 40% من الطلاب حصلوا على درجة امتياز في الامتحان الذين وصفوه بالتعجيزي و45% حصلوا على جيد جدا و15% حصلوا على تقدير جيد ولم يرسب سوي 25 طالبا فقط من أصل 530 طالب أدوا الإمتحان معها.
وأشار رئيس قسم الأنف والأذن بطب المنوفية، أنه لا يوجد أي تتدخل في النتيجة نهائيا أو رفع الطلاب لعدم الرسوب أو غيره، مؤكدا أن النتيجة ظهرت قبل حدوث أي شيء، معلقا: 'أنا أقدر جدا التعاطف الذي حدث من الجميع مع الطالبة المتوفية ولكن الظلم ظلمات'.
وأكمل رئيس القسم حديثه: 'الطب ليس حكراً على أحد، اللي يسمع من أي مكان ومن أي طبيب كان سيحصل على الدرجة النهائية لأن الطب واحد وهو نفس المادة على مستوى 27 جامعة، لأن الأستاذ الجامعي ليس له كتاب من البداية لأن الطب في كل مكان هو نفسه'.