يمن مونيتور:
2024-09-16@21:15:04 GMT

في الغربة وقسوتها

تاريخ النشر: 8th, September 2024 GMT

في الغربة وقسوتها

يمن مونيتور/ضفة ثالثة

أو تدركون معنى الغربة وقسوتها؟

القسوة في أن تعيش خارج الوطن الّذي تتمنّى أن تتنفّس رحيق هوائه، وأن تلفحك شمسه النّاعمة، وتلتحفك سماؤه بنجومها اللّامعة، وتفترش الأرض سجّادة خضراء تزرع فيها جسدك، وتنتشي بعطر الصّنوبر والزّيتون والزّيزفون.

الأقسى من ذلك ألّا تستلقي على تلك السّجادة المزركشة بكل ألوان الحياة ليلًا، يداعبك الهواء الحنون عليك، تطوي رجليك، وتنظر إلى السّماء، وتروح تعدّ النّجوم، تلك الأمّ، وذاك الأب والأولاد يسيرون خلفهما في خطّ مستقيم.

قد يزيحون عنه أحيانًا مداعبة لهما، فالأولاد عادة يحاولون مداعبة أهلهم.

غدرت به الحياة كما غدرت بالكثيرين من الشّعب الفلسطيني الّذي ترك أرضه مرغمًا تحت خطّ النّار والموت والدّمار والإكراه، وعاش لاجئًا بعيدًا عن بيته وأرضه، لكنّه ظلّ مصمّمًا على التّشبّث بالوطن، بالأرض، بالحرّيّة. قاوم وحارب واعتقل، وعاد من جديد إلى الوطن بعد غربة طويلة عاشها في اللّجوء، وكأنّه شعر بأنّه سيكون بمأمنٍ حينما يلفّ تراب الوطن جسده، فاستُشهد، ضحك، ابتسم، وكأنّ عصفورة الحلم أخبرته بذلك.

نحن البعيدون نقول: من سيعيد رفاتنا إلى أرض الوطن؟ من سيحمل نعوشنا، ويلف بها الطّرقات حتّى نستنشق لآخر مرّة هواء الوطن؟

أبو علي مصطفى حقّق حلمه بعودته إلى الوطن، واستُشهد فيه، ولُفّ نعشه بعلم الوطن، وجال محمولًا على الأكف تعانق روحه السّماء، ويستنشق عطر الوطن، ونعم بدفء ترابه.

قد يعتقد كثيرون بأننا نحسده على استشهاده ذلك، نعم، نحن نحلم بمثل تلك الشّهادة، نروي تراب وطننا بدمائنا، يهتف لنا الهاتفون، نُلف بعلم الوطن، ويحتضننا ترابه.

كيف سنقول له وداعًا ذلك الوطن القريب البعيد؟ ونحن نعيش في الغربة الّتي تستقبلنا ونعيشها بمرارةٍ قاسية، كيف سيضم رفاتنا والأرض مغروسة بقنابل وألغامٍ بعدوٍّ يقطع المسافة بيننا بسور شائك مدبّب. ننظر إليه من ذاك الجنوب المجبول بدمنا ودم أهله. يقتلنا الحنين، والعجز في بلاد اللّجوء، تكبّلنا المسافات والشّرائط الشّائكة، ونحن ننتظر، نعدّ الدّقائق والسّاعات وحتّى الشّهور والسّنوات الطّوال الّتي تحملنا على أجنحة الرّيح نتهادى عليها، على أمل العودة، لكن ما تلبث أن تسقطنا في وكرنا المليء بكلّ أصناف الهموم والعذاب، لنستقرّ بين أسنان منشار يحزّ رقابنا. لا نموت، ولا نعيش، لكنّه يجعلنا ننتظر ببطء موتنا المنتظر، ونحن نقول: “من يعيد رفاتنا إلى الوطن؟”.

من عاشوا في الوطن وغادروه يدركون أنّ الوطن يسكننا ونحن على بعد مسافة منه، وأعيننا شاخصة في تلك الأماكن الّتي عرفناها ولم نرها.

أتخيّل طرقاته مع كلّ طلعة شمس، أحسب نفسي أسير على طرقاته، أداعب الهواء، وأمتشق الرّيح، وألقي التّحيّة على الشّمس النّاعسة، وعلى الباعة والأطفال والرّجال والعاملين، وعلى كلّ من تدب فيه الحياة بعد نومٍ طويلٍ. وفجأةً يوشوش في أُذْني عُصفورٌ صغير، فأصحو من حلمي وأدرك أنّني ما زلت أعيش في بلاد اللّجوء الّتي تلوكني بأسنانها الهمجيّة، تطحنني حتّى لا ترسو سفني في الوطن، وأتساءل بغُصّة تقتلني: “متى سأعود إلى أرض الوطن؟ متى سينتهي هذا الكابوس؟ متى سأصير إنسانةً كاملةً؟”.

أوليس البعد عن الوطن يسقط عنّا إنسانيتنا؟

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: الغربة القسوة

إقرأ أيضاً:

وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان يهنئان الرئيس المشاط بذكرى المولد النبوي

الثورة نت|

رفع وزير الدفاع والإنتاج الحربي اللواء الركن محمد العاطفي ورئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن محمد الغماري، برقية تهنئة إلى فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى القائد الأعلى للقوات المسلحة بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف 1446هـ فيما يأتي نصها:ـ

يطيب لنا في هذا اليوم العطر الذي يحتفل فيه شعبنا اليمني العظيم وجميع شعوب أمتنا العربية والإسلامية بيوم ميلاد خير الأنام وسيد الخلق أجمعين محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن نتقدم لسيادتكم باسم قيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة وكافة أبناء قواتنا المسلحة المرابطين في ربوع الوطن في البر والبحر بأسمى آيات التهاني وأطيب التبريكات بهذه المناسبة الدينية المباركة سائلين العلي القدير أن يديم على وطننا وأمتنا نعمة الأمن والاستقرار وعليكم دوام الصحة والعافية وأن يوفقكم في مهامكم الدينية والوطنية لما فيه الخير للبلاد والعباد.

فخامة الرئيس:

إننا ونحن نحتفل بهذه المناسبة الدينية العظيمة نستلهم من سيرة نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم الروح الجهادية والتضحية والعطاء والقيم النبيلة والأخلاق الفاضلة ونعمل جاهدين على التحلي بنهجه وأداء واجبنا الديني والوطني والأخلاقي وحماية الوطن وحفظ أمنه واستقراره خاصة وأننا نعيش مرحلة استثنائية مليئة بالتحديات تدعونا جميعاً للعمل من أجل البناء والإعداد للقوة لردع الأعداء من الأمريكان والصهاينة والمطبعين معهم وتعزيز قيم الأخوة في وجه المتغيرات السياسية والعسكرية التي تعصف ببلدنا وبالمنطقة بشكل عام.. ونحن ومن منطلق الواجب والمسؤولية الدينية والقانونية والعسكرية نعدكم بأننا حاضرون وجاهزون وعلى استعداد عال لتنفيذ توجيهات القيادة الثورية ممثلة بالسيد العلم المجاهد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله ورعاه.

فخامة الرئيس:

أياً كانت التحديات والمحن وأياً كانت المتغيرات فإن موقف بلدنا المستمد من ديننا وعقيدتنا ومن موقف قيادتنا الحكيمة لن يتزعزع، ونحن نؤكد لكم بأننا لن نتهاون في الدفاع عن وطننا ومقدساتنا وقضايا أمتنا، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، فمؤازرتنا لها ستستمر حتى يتحقق النصر بإذن الله تعالى وعلى الأعداء أن يستوعبوا جيداً بأن الروح الجهادية التي يتمتع بها شعبنا اليمني وجيشه الباسل ليست مجرد كلمات، بل هي متجذرة في أعماقنا، فنحن أحفاد الأنصار الذين ضحوا بحياتهم في سبيل الله وفي سبيل نصرة نبي الحق، وكل خطوة نتخذها تأتي بعد تخطيط ودراسة تفصيلية، وقد أعددنا للعدو مفاجآت لن يتخيلها أبداً وقواتنا بكل صنوفها وتشكيلاتها ستبقى على أهبة الاستعداد لحماية أوطاننا ومقدساتنا مستمدين العون والتأييد من الله سبحانه وتعالى، ونجدد عزمنا بأننا سنرد بقبضة من حديد ولن نتسامح أو ننسى وسنجعل عدونا يندم على يوم اعتدائه علينا وستكون دماؤنا أثمن ما ندفعه من أجل كرامتنا وسيادة وطننا.

في الختام، نهنئكم بهذه المناسبة الدينية العطرة، شاكرين لكم دعمكم الدائم الذي لا يضاهى في النهوض بمؤسستنا العسكرية وقدراتها القتالية في مختلف صنوفها وتشكيلاتها، مؤكدين لكم أننا باقون على العهد، وعلى درب شهدائنا الأبرار سائرون حتى تحقيق النصر.. وعلى العدو أن يأخذ تحذيراتنا بمحمل الجد لأن ما أعددنا له سيكون أثره كبير ووقعه مزلزل وقد حان الوقت لكي يدفع الأعداء ثمن حربهم العبثية بإذن الله وقوته وتأييده.

النصر لليمن.. والخلود للشهداء الأبرار والشفاء للجرحى.. والفرج القريب للأسرى

وكل عام وأنتم بخير…

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

مقالات مشابهة

  • مختار جمعة يوجه الشكر للسيسي: "سر يا ريس على بركة الله ونحن جنودك"
  • وزير الأوقاف السابق لـ الرئيس السيسي: "سير على بركة الله ونحن جنودك"
  • اتحاد معلمي كردستان يرد على تهديدات تستهدف انطلاق العام الدراسي الجديد
  • بنزيما: الجماهير كانوا رائعين ونحن قاتلنا من أجلهم .. فيديو
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. يا حَبيبي
  • لبيك يارسول الله
  • وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان يهنئان الرئيس المشاط بذكرى المولد النبوي
  • حديث الهبوط الناعم ونحن في محرقة الحرب
  • ريابكوف: الغرب قرر بالفعل ضرب العمق الروسي
  • الطالبي العلمي: بنكيران إنسان بدائي لم يصل إلى القرن الـ21