يمن مونيتور:
2025-04-01@12:38:34 GMT

في الغربة وقسوتها

تاريخ النشر: 8th, September 2024 GMT

في الغربة وقسوتها

يمن مونيتور/ضفة ثالثة

أو تدركون معنى الغربة وقسوتها؟

القسوة في أن تعيش خارج الوطن الّذي تتمنّى أن تتنفّس رحيق هوائه، وأن تلفحك شمسه النّاعمة، وتلتحفك سماؤه بنجومها اللّامعة، وتفترش الأرض سجّادة خضراء تزرع فيها جسدك، وتنتشي بعطر الصّنوبر والزّيتون والزّيزفون.

الأقسى من ذلك ألّا تستلقي على تلك السّجادة المزركشة بكل ألوان الحياة ليلًا، يداعبك الهواء الحنون عليك، تطوي رجليك، وتنظر إلى السّماء، وتروح تعدّ النّجوم، تلك الأمّ، وذاك الأب والأولاد يسيرون خلفهما في خطّ مستقيم.

قد يزيحون عنه أحيانًا مداعبة لهما، فالأولاد عادة يحاولون مداعبة أهلهم.

غدرت به الحياة كما غدرت بالكثيرين من الشّعب الفلسطيني الّذي ترك أرضه مرغمًا تحت خطّ النّار والموت والدّمار والإكراه، وعاش لاجئًا بعيدًا عن بيته وأرضه، لكنّه ظلّ مصمّمًا على التّشبّث بالوطن، بالأرض، بالحرّيّة. قاوم وحارب واعتقل، وعاد من جديد إلى الوطن بعد غربة طويلة عاشها في اللّجوء، وكأنّه شعر بأنّه سيكون بمأمنٍ حينما يلفّ تراب الوطن جسده، فاستُشهد، ضحك، ابتسم، وكأنّ عصفورة الحلم أخبرته بذلك.

نحن البعيدون نقول: من سيعيد رفاتنا إلى أرض الوطن؟ من سيحمل نعوشنا، ويلف بها الطّرقات حتّى نستنشق لآخر مرّة هواء الوطن؟

أبو علي مصطفى حقّق حلمه بعودته إلى الوطن، واستُشهد فيه، ولُفّ نعشه بعلم الوطن، وجال محمولًا على الأكف تعانق روحه السّماء، ويستنشق عطر الوطن، ونعم بدفء ترابه.

قد يعتقد كثيرون بأننا نحسده على استشهاده ذلك، نعم، نحن نحلم بمثل تلك الشّهادة، نروي تراب وطننا بدمائنا، يهتف لنا الهاتفون، نُلف بعلم الوطن، ويحتضننا ترابه.

كيف سنقول له وداعًا ذلك الوطن القريب البعيد؟ ونحن نعيش في الغربة الّتي تستقبلنا ونعيشها بمرارةٍ قاسية، كيف سيضم رفاتنا والأرض مغروسة بقنابل وألغامٍ بعدوٍّ يقطع المسافة بيننا بسور شائك مدبّب. ننظر إليه من ذاك الجنوب المجبول بدمنا ودم أهله. يقتلنا الحنين، والعجز في بلاد اللّجوء، تكبّلنا المسافات والشّرائط الشّائكة، ونحن ننتظر، نعدّ الدّقائق والسّاعات وحتّى الشّهور والسّنوات الطّوال الّتي تحملنا على أجنحة الرّيح نتهادى عليها، على أمل العودة، لكن ما تلبث أن تسقطنا في وكرنا المليء بكلّ أصناف الهموم والعذاب، لنستقرّ بين أسنان منشار يحزّ رقابنا. لا نموت، ولا نعيش، لكنّه يجعلنا ننتظر ببطء موتنا المنتظر، ونحن نقول: “من يعيد رفاتنا إلى الوطن؟”.

من عاشوا في الوطن وغادروه يدركون أنّ الوطن يسكننا ونحن على بعد مسافة منه، وأعيننا شاخصة في تلك الأماكن الّتي عرفناها ولم نرها.

أتخيّل طرقاته مع كلّ طلعة شمس، أحسب نفسي أسير على طرقاته، أداعب الهواء، وأمتشق الرّيح، وألقي التّحيّة على الشّمس النّاعسة، وعلى الباعة والأطفال والرّجال والعاملين، وعلى كلّ من تدب فيه الحياة بعد نومٍ طويلٍ. وفجأةً يوشوش في أُذْني عُصفورٌ صغير، فأصحو من حلمي وأدرك أنّني ما زلت أعيش في بلاد اللّجوء الّتي تلوكني بأسنانها الهمجيّة، تطحنني حتّى لا ترسو سفني في الوطن، وأتساءل بغُصّة تقتلني: “متى سأعود إلى أرض الوطن؟ متى سينتهي هذا الكابوس؟ متى سأصير إنسانةً كاملةً؟”.

أوليس البعد عن الوطن يسقط عنّا إنسانيتنا؟

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: الغربة القسوة

إقرأ أيضاً:

تفقد أحوال الجرحى والمرضى في مستشفى الثورة بإب

الثورة نت/

تفقد محافظ إب عبدالواحد صلاح اليوم، أحوال الجرحى والمرضى بهيئة مستشفى الثورة العام بإب .

واستمع في الزيارة، إلى شرح من رئيس هيئة مستشفى الثورة الدكتور عبدالغني غابشة حول طبيعة ومستوى الخدمات الطبية المقدمة لهم.

وتبادل المحافظ التهاني مع الجرحى والمرضى بمناسبة عيد الفطر السعيد مقدما لهم مبالغ مالية رمزية..مشيدا بتضحيات الجرحى في سبيل الدفاع عن الوطن وأمنه وسيادته في مواجهة قوى العدوان والاستكبار العالمي.. مؤكدا أن تضحياتهم إلى جانب زملائهم من أبطال الجيش أفشلت كل المؤامرات الهادفة تمزيق النسيج الاجتماعي والنيل من سيادة الوطن وأمنه واستقراره.

ولفت إلى أن ما بذله الجرحى من تضحيات وطنية مخلصة في جبهات العزة والكرامة والانتصار للوطن ودحر قوى العدوان ومرتزقته وتثبيت دعائم الامن والاستقرار سيظل محل تقدير الجميع.

من جانبهم عبر الجرحى عن إمتنانهم وتقديرهم لهذه الزيارة التي تجسد حرص القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى على تملس أوضاعهم.

إلى ذلك قام المحافظ صلاح ومعه مدير أمن المحافظة العميد هادي الكحلاني بزيارة عيدية لقوات الأمن العام والأمن المركزي وشرطة النجدة وشرطة المرور و تبادلا معهم التهاني بمناسبة عيد الفطر .

ونوه المحافظ صلاح بدور الأجهزة الأمنية في الحفاظ على الأمن والسكينة العامة.. مؤكدا أن انضباطهم في مقار أعمالهم خلال إجازة العيد يعكس الحس الوطني الذي يتمتعون به وحرصهم على تعزيز الأمن والاستقرار وحماية الممتلكات العامة والخاصة، وإفشال المؤامرات التي تستهدف الوطن وأمنه واستقراره.

ولفت أن محافظة إب ستظل بفضل وعي أبنائها ويقظة الكوادر الأمنية قادرة على الحفاظ على روابط الأخوة والنسيج الاجتماعي مهما حاول العدو جرها للفوضى.

وأهاب بالجميع التقيد بالخطة الأمنية الخاصة بإجازة العيد وتنفيذ المهام المسندة للأجهزة والوحدات الأمنية والعسكرية والتصدي بحزم لأي أعمال مخلة بالأمن والاستقرار .

مقالات مشابهة

  • للوطن حق.. قبل النشر!
  • عروض الصوت والضوء تستقبل زوار قصر الوطن
  • الداخلية ترسم البهجة على أسر الشهداء في العيد| فيديو
  • فى أول أيام عيد الفطر.. الداخلية توزع الهدايا على أسر الشهداء| صور
  • الغويل: ليبيا تستحق منا أن نحافظ على ثرواتها
  • تفقد أحوال الجرحى والمرضى في مستشفى الثورة بإب
  • ماذا قال شيخ المطارنة في تجليس البابا تواضروس؟
  • قافلة عيدية للمرابطين في الجبهات من أبناء صعفان
  • الأمين العام لحزب الله يؤكد: “المقاومة حق مشروع ونحن على العهد يا قدس”
  • الشيخ نعيم قاسم: المقاومة حق مشروع ونحن على العهد يا قدس