الفريق أول ركن هاشم عبد المطلب: يوم اعتقالي حاول الدعم السريع اغتيال البرهان
تاريخ النشر: 8th, September 2024 GMT
(نجوم في الحرب)
سلسلة حوارات يجريها:
محمد جمال قندول
رئيس هيئة الأركان المشتركة السابق الفريق أول ركن هاشم عبد المطلب لـ(الكرامة) (1-2) :
يوم اعتقالي حاول الدعم السريع اغتيال البرهان..
أفشلنا شراء المتمرد حميدتي لـ (250) مدرعة
الجنجويد أقدم من الإنقاذ
كنت معترضًا على تشكيل الدعم السريع ولم أتعاون في تجنيده.
أتوقع نهايةً قريبة للحرب بعكس ما يتوقع الناس..
هذه (….) هي السيناريوهات المتوقعة للحرب
حميدتي وجد من يدعمه سرًا وجهرًا
معنويات العدو منهارة وسلوكه الميداني يبشر بنصر كبير..
كنت في (….) عند اندلاع الحرب
ربما وضعتهم الأقدار في قلب النيران، أو جعلتهم يبتعدون عنها بأجسادهم بعد اندلاع الحرب، ولكنّ قلوبهم وعقولهم ظلت معلقةً بالوطن ومسار المعركة الميدانية، يقاتلون أو يفكرون ويخططون ويبدعون مساندين للقوات المسلحة.
ووسط كل هذا اللهيب والدمار والمصير المجهول لبلاد أحرقها التآمر، التقيتهم بمرارات الحزن والوجع والقلق على وطن يخافون أن يضيع.
ثقتي في أُسطورة الإنسان السوداني الذي واجه الظروف في أعتى درجات قسوتها جعلني استمع لحكاياتهم مع يوميات الحرب وطريقة تعاملهم مع تفاصيل اندلاعها منذ البداية، حيث كان التداعي معهم في هذه المساحة التي تتفقد أحوال نجوم في “السياسة، والفن، والأدب والرياضة”، فكانت حصيلةً من الاعترافات بين الأمل والرجاء ومحاولات الإبحار في دروبٍ ومساراتٍ جديدة.
ضيف مساحتنا لهذا اليوم رئيس هيئة الأركان السابق الفريق أول ركن هاشم عبد المطلب، فماذا قال:
اليوم الأول للحرب أين كنت؟
بدايةً.. الحمد لله على ما أراد الله والصلاة والسلام على رسول الله.. وقبل الإجابة، لا بد من تحية احترام وتقدير وحب لهذا الشعب الذي ظل يضرب الأمثال ويؤكد أبدًا أنه شعب قوي مؤمن.. وقفة والتفاف الشعب بهذا الصبر وتلك التضحيات هي أول أسباب النصر الذي نراه قريبًا.. وهنا لا بد من تحية قوات الشعب المسلحة وكل من حمل السلاح من قوات نظامية أخرى، هيئة العمليات والشرطة والمجاهدين، وكل من ذاد عن هذا الوطن.. (ويجب أن يعود هذا الاسم).. قوات بذلت وقدمت الأرواح والدماء رخيصةً وحمايةً لهذا الشعب العظيم ونسأل الله أن يتقبل الشهداء وعاجل الشفاء للجرحى والمصابين ونسأله أن يعود كل الأسرى سالمين غانمين.
لحظة اندلاع الحرب كنت في القاهرة والتي وصلتها قبل أشهر من الحرب مستشفيًا.
كيف تلقيت نبأ الحرب؟
لم أتفاجأ بالحرب لأنها بالنسبة لي كانت متوقعة (حتى الناس الما عندهم خبرة في العمل العسكري) -المواطن العادي-كان يتوقع الحرب، وهناك تجارب كثيرة فى العديد من الدول مشابهة للسودان، يعني وجود أي قوة موازية للجيش وغير منضبطة او مدربة تدريبا كاملت تسبب فى ما حدث، وأذكر أنه حتى في أيام الاعتصام كان هنالك مناوشات وتصادم بين قوات الدعم السريع وبعض أفراد القوات المسلحة، وبالتالي الحرب كانت متوقعة بالنسبة لي وللكثيرين من الضباط، بل وبعض الذين لا علاقة لهم بالقوات المسلحة كانوا يتوقعون الحرب والغدر فهناك الكثير من المؤشرات كانت تؤكد قيام هذه الحرب.
حينما اندلعت الحرب هل كان كل أفراد أُسرتك معك؟
كان معي بعضهم وبعضهم في الخرطوم شهدوا الأشهر الأولى من الحرب.
تجربة الحرب بالنسبة للسودانيين؟
يجب أن يتم الاستفادة من هذه التجربة وهناك الكثير من الدروس المستفادة من هذه التجربة المريرة، (عشان كدا تاني الناس تفتح عينها وما تتهاون في كل ما يهدد الأمن الوطني سواء من الداخل أو الخارج، ويجب وضع القوانين الرادعة لحفظ حقوق السودانيين)، وهناك الكثير من الأمور المهمة التي يجب العمل فيها بحزم وتفعيلها للحفاظ على أمن هذا الوطن.
نشأة الجنجويد في دارفور تاثيرها فى ما حدث، وهل كانوا نواة لتطور الدعم السريع؟
نشأة الجنجويد أقدم من الإنقاذ نفسها، أما النواة فليس بهذا المعنى وهذا يحتاج إلى صفحاتٍ (نعِد بها). حميدتي في بداية صنعه لم يكن بهذا الطموح ولكن بعد إتاحة الفرصة له بالتوسع تنامى وبعد أن تضخم توقعنا منه ذلك خاصةً أنه وجد من يشجعه ويدعمه سرًا وجهرًا.
كيف تقرأ السيناريوهات المتوقعة للمعركة بحكم خبرتك العسكرية الطويلة؟
بالنسبة للسيناريوهات المتوقعة: واضح جدًا الانهزام الكبير للدعم السريع مع تفوق القوات المسلحة وقد يكون في البداية كان هنالك نقص في اليات القتال ولكن الآن من الواضح جدًا أنّ الجيش متفوق في كل النواحي.
القوات المسلحة وهيئة العمليات وقوات الشرطة والأمن والمجاهدين سطروا معركةً تاريخية وهي فعلًا معركة “كرامة”، وأتوقع نهاية قريبة جدًا وأسرع مما يتوقع الناس، ونؤكد أنّ المعركة في نهايتها وبنصر كبير يشفي قلوب السودانيين. لقد ابتُلي الشعب السوداني وكان قدر الامتحان.
معنويات العدو المنهارة وسلوكه في الميدان يبشر بهزيمته الكبيرة وانتصار ساحق للشعب السوداني الأبي.
ثمة أسرارٌ لم تكشف عن حقبة ما بعد التغيير ومن ضمنها العداء الذي كان بينك وبين المتمرد حميدتي؟
العداء بيني وبين المتمرد حميدتي قديم وأنا لم أصنعه، وأنا صراحةً كنت معترضًا حتى على تشكيل الدعم السريع ولم أتعاون في تجنيده، ورفضت من قبل تدريب أفراد منهم في 2013 ، ومنها بدأ العداء ثم تلا ذلك ممارسات الميليشيا في الأبيض وآخرها بعد التغيير عندما علمنا بأنّ حميدتي ينوي شراء 250 قطعةً مدرعة، وأنا وآخرون وقفنا ضد هذا الأمر وأفشلنا ذلك.
متى شعرت بخطورة الدعم السريع؟
شعرت بخطورة الدعم السريع مبكرًا.
الأسباب والدواعي؟
منذ أن تضخم المتمرد حميدتي كنت مستشعرًا لخطورة الأمر وكنا ندخل في صدام كثيرً، وأذكر أنه في يوم اعتقالي كانت هنالك محاولة لاغتيال البرهان من قبل الدعم السريع ولكن كشفتها الاستخبارات العسكريّة وأحبطت ذلك، ومحاولة اغتيال رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان في بيت الضيافة يوم تمرد الدعم في 15 أبريل لم تكن الأولى.
نواصل..إنضم لقناة النيلين على واتساب
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: المتمرد حمیدتی الفریق أول رکن الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
البرهان واردوغان.. تحديات الحرب والاعمار
البحث عن شراكات حقيقية فى المجالات الاقتصادية والعسكرية
البرهان واردوغان.. تحديات الحرب والاعمار..
تقرير_ محمد جمال قندول- الكرامة
أجرى رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة مباحثاتٍ ثنائيةٍ مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، وذلك على هامش مشاركته مؤتمر “أنطاليا الدبلوماسي”.
وقاد البرهان وفدًا رفيعًا للمشاركة في مؤتمر أنطاليا في نسخته الرابعة، حيث ضمّ وزير الخارجية السفير د. علي يوسف الشريف، ومدير جهاز المخابرات العامة الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل، ومدير منظومة الصناعات الدفاعية الفريق أول ميرغني إدريس.
برامج التعاون
اللقاء الرئاسي استعرض العلاقات (السودانية – التركية) وسبل تعزيزها ودعمها، فضلاً عن التطواف في مجالات التعاون المشترك.
الرئيس البرهان أعرب عن تقديره لمواقف تركيا الداعمة للسودان في المحافل الإقليمية والدولية، والحفاظ على سيادته ووحدة أراضيه، ودعمها المستمر للشعب السوداني، وتقديم المساعدات الإنسانية له إبان الأزمة السودانية.
ويقول الخبير والمحلل السياسي د. الكباشي البكري: إنّ مشاركة الرئيس البرهان في مؤتمر أنطاليا تأتي في إطار الانفتاح الدبلوماسي الكبير لعلاقات السودان الخارجية والدولية، بعد الواقع الذي أنتجته حرب أبريل 2023، وترتيب دولاب العلاقات الخارجية، وذلك عقب الانتصارات الكبيرة التي حققتها القوات المسلحة، والتبصير وإيصال الرسائل في كافة المحافل الدولية والإقليمية بالجرائم الكبيرة التي تقوم بها ميليشيات الدعم السريع المتمردة باستهداف المدنيين وتصفيتهم لهم على أُسسٍ عرقيةٍ، وفضح الدعم الذي تتلقاه هذه الميليشيا من دول مثل دولة الإمارات.
ويضيف البكري أنّ لقاء رئيس مجلس السيادة بالرئيس أردوغان على هامش القمة من أهم اللقاءات، خاصةً وأنّ العلاقات بين البلدين ترتبط بعمق استراتيجي وتاريخي وروابط كبيرة بين الشعبين.
ويشير محدّثي لضرورة أن تتضافر الجهود بالدفع وذلك باتفاقيات وبرامج التعاون المشترك في شتى المجالات، بما يمكن أن تلعبه دولة مثل تركيا في إعادة إعمار ما دمرته الحرب في السودان، والاستفادة من دولة مثل تركيا كحليفٍ استراتيجي في إحداث اختراق دبلوماسي دولي وإقليمي في ملفات السودان الخارجية.
العلاقات الثنائية
وكان الرئيس رجب طيب أردوغان قد أكد حرص تركيا على مواصلة الدعم للسودان، ودعم كل الجهود التي من شأنها تحقيق الأمن والاستقرار والسلام في السودان، مشيداً بتميز العلاقات الثنائية بين البلدين، مؤكداً عزمه على الدفع بها إلى آفاق أرحب لتحقيق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين.
بدوره، علّق المحلل السياسي خالد الفحل وقال إنّ تحركات الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة إلى تركيا، تأتي في إطار تعزيز العلاقات الثنائية، وتقديرًا لمواقف تركيا الداعمة للمؤسسات الدولية الشرعية، ورفض أي تدخلات خارجية، ولتأكيد قدرة القوات المسلحة باستكمال تحرير البلاد من الميليشيات التي انحصرت في جيوب دارفور، وكردفان، والانتقال والتمهيد إلى الانتقال لمرحلة ما بعد الحرب وضمان مشاركة تركيا في مرحلة إعادة الإعمار. وأضاف الفحل: تتميز العلاقات المشتركة بخصوصية وشراكات اقتصادية، قدمت من خلالها تركيا كثير من المساعدات عبر الوكالة التركية للتعاون والتنسيق “تيكا” التي ظلت تقدم مساعدات ومشاريع متعددة في مختلف ولايات السودان.
وأثنى الفحل على مواقف تركيا مع السودان، التي تشهد تطورًا بالرغم من التحديات التي يواجهها السودان، داعيًا إلى ضرورة تطويرها عبر بناء شراكات حقيقية تسهم في ترقية المصالح المشتركة بين الدولتين في مختلف المجالات الاقتصادية والعسكرية.