لماذا صب ترامب غضبه على محاميه؟
تاريخ النشر: 8th, September 2024 GMT
أدت استراتيجية الرئيس السابق دونالد ترامب إلى تأجيل الكثير من مشاكله القانونية إلى ما بعد الانتخابات. لكنه لا يزال مهدداً بخسارة الأصوات، وأمواله أيضاً.
ربما لأنهم فشلوا حتى الآن في خفض الغرامات البالغة 88.3 مليون دولار لإي جين كارول
وصب دونالد ترامب غضبه على فريقه القانوني في مؤتمر صحافي عقده الجمعة، رغم أنه من الناحية الاستراتيجية، أثبت محاموه نجاحهم الكبير.وذكرت صحيفة "تايمز" البريطانية أن ترامب كان يواجه احتمال التعرض لأربع محاكمات جنائية مع خطر كبير بعقوبات احتجاز في الفترة التي سبقت الانتخابات. ولكن اليوم، يبدو أنه سيصل إلى يوم الاقتراع دون حاجة إلى مواجهة المحاكمة في أي من قضاياه الفيدرالية أو قضية التدخل في الانتخابات في جورجيا، بينما لن يُدان بسبب "أموال الصمت" قبل 26 نوفمبر (تشرين الثاني)، وقد يُرفض الحكم.
Yesterday, Trump lamented that he’s “disappointed in his legal talent.” If he’s disappointed now, wait until someone tells him about this deep dive into all the voting and election cases the GOP is losing. https://t.co/eImhVpTNSn
— Marc E. Elias (@marceelias) September 7, 2024تمثلت استراتيجية ترامب في التأخير، ورغم الفوضى المعتادة التي تحيط بأي فريق يرتبه الرئيس السابق، قدم محاموه ما هو أبعد بكثير مما بدا ممكناً قبل عام.
استطلاعاتوأظهرت استطلاعات الرأي التفصيلية في يونيو (حزيران) الضرورة السياسية لذلك. وأظهر استطلاع رأي لشركة إيبسوس لصالح مجلة "بوليتيكو" أن 32% من الناخبين المستقلين، قالوا إن إدانة مانهاتن جعلتهم أقل ميلاً لدعم ترامب، مقارنة مع 17% قالوا العكس.
HAHAHA: Trump just said he’s “disappointed” with his legal team while they are standing right behind him! Just casually throwing them under the bus on live TV. Sorry, Donald. It’s hard to defend a guilty man! pic.twitter.com/2ZZgU2AW59
— Harry Sisson (@harryjsisson) September 6, 2024ومع أن محنته القانونية عززت مكانته بين الناخبين الجمهوريين في الانتخابات التمهيدية للحزب، فإنه لا يستطيع تحمل المخاطرة بخسارة موقعه بين الناخبين المستقلي،ن إذا كان يأمل في النجاح في حملته لاستعادة البيت الأبيض.
وترى الصحيفة أن أحد الأسباب الرئيسية لنجاح ترامب القانوني هو أن المال ليس عائقًا، موضحة أن جميع قضاياه ممولة من أموال تبرع بها مؤيدوه، خاصة إلى لجنة العمل السياسي "أنقذوا أمريكا"، هيئة لجمع التبرعات التي أسسها ترامب بعد ستة أيام من انتخابات 2020. ووجد أحد التحليلات أن ما يقرب من ثلثي المساهمات كانت من الأمريكيين المتقاعدين.
وتضيف الصحيفة إن الوفرة في المال تمكن ترامب من استخدام طلبات المحاكمة لإيصال رسائل سياسية، بما فيها أن محاولات إبعاد القاضي خوان ميرشان عن قضية الأموال السرية بسبب تضارب المصالح لأن ابنته تعمل في شركة استشارات سياسية مع عملاء ديمقراطيين، لم تنجح لأن اللجنة الاستشارية في ولاية نيويورك للأخلاق القضائية رفضت ذلك بالفعل. لكن وكلاء ترامب مضوا قدماً، في حين ادعى ترامب بصوت عالٍ اضطهاده السياسي، واشتكى أكثر عندما فرض ميرشان أمراً بحظر النشر لمنع ترامب من مهاجمة عائلته.
ويتساءل الكاتب: "لماذا قال ترامب أمام محاميه يوم الجمعة إنه محبط منهم؟ ربما لأنهم فشلوا حتى الآن في خفض الغرامات التي تبلغ 88.3 مليون دولار التي يدين بها لإي جين كارول، في قضية التشهير المدني. هذه هي الفاتورة القانونية الوحيدة التي عليه أن يدفعها من جيبه".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الانتخابات الأمريكية ترامب
إقرأ أيضاً:
لماذا تريد أمريكا السيطرة على قطاع غزة؟
بعيدا عن سرديات شخصية ترامب، لابد من التوسع في رؤية التعاطي مع تصريحاته المتكررة عن قطاع غزة، والتي وصلت إلى رأي قاطع بأن إسرائيل ستسلم القطاع إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد الانتهاء من إجراءات تسليم الرهائن، والآن أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي بأن الجيش قد جهز خطة لتهجير أهالي غزة خارج القطاع.
تصريح ترامب ليس لأنه مطور عقاري أو مغامر سياسي كما يتناولها البعض بل هي قراءة عالية الصوت بدون ديكور سياسي عن أهم أهداف مخطط الشرق الأوسط الجديد، وسواء ترامب في الحكم أو رئيس آخر لن تتغير أهداف المخط في ذلك الشأن.
والسؤال المطروح، ما أهمية قطاع غزة داخل مخطط الشرق الأوسط الجديد؟ وقبل الإجابة عن ذلك السؤال، لابد أن نذهب إلى سؤال أهم آخر وهو ما أهداف مخطط الشرق الأوسط الجديد؟.
وللإجابة والتوضيح، لابد أن نضع كلا السؤالين داخل دائرة الصراع العالمي الحالي بين نظام إمبريالي غربي بقيادة أمريكا قائم وبدأ يتراجع، مقابل نظام يشق طريقه بهدوء وثقة بقيادة الصين وروسيا ومعهما مجموعة بريكس وطريق الحرير الصيني.
من هنا تتسع الرؤية للتعاطي مع تصريحات ترامب المتعددة والغريبة وغير المعنية بقوانين دولية ولا علاقات دبلوماسية، ومنها رغبته في جعل جزيرة غرينلاند التابعة لمملكة الدانمارك، وقناة بنما التابعة لجمهورية بنما جزءا من أميركا، كما أعلن نيته تغيير اسم خليج المكسيك إلى خليج أميركا.
فكل ما ذكره ترامب من أراضي ومواني يرغب في ضمها إلى أمريكا هي استراتيجية عمل تنوي أمريكا وحلفائها في النظام العالمي القائم القيام بها، لكي يستطيعوا الحفاظ والاستمرار في سيادة العالم أمام التحديات والتغييرات الكبيرة التي حدثت وستحدث للتأثير على مكانة هذا النظام.
ومن هنا الإجابة عن سؤال ما أهداف مخطط الشرق الأوسط الجديد؟ الغالبية تتناول الإجابة من منظور سياسي ديني ضيق مرتبط بتوسع وهيمنة إسرائيل علي المنطقة مع إقامة مملكة داوود المزعومة أو مسار طريق سيدنا إبراهيم، وذلك صحيح ولكن ليس كاف لأن أهداف مخطط الشرق الأوسط الجديد هو صناعة شرق أوسط جديد مختلف ديموغرافيًا وجيوسياسيًا، عن الذي كان قائم من قبل ليكون جسم سهل امتلاكه وتطويعه وتركيعه وسياقته والسيطرة عليه من النظام العالمي القائم بقيادة أمريكا، لمنع طريق الحرير الصيني من استخدام مساراته المرسومة في الشرق الأوسط وفي قناة السويس خصوصًا التي تمثل الشريان الأهم لذلك الطريق وستمنحه السيطرة علي أهم مناطق العالم، وعندها ستكون هناك كماشة روسية مصرية تحكم أروبا والشرق الأوسط وذلك مع مرتكز الطريق في جزيرة القرم والتي تعتبر بوابة تجارية هامة للكثير من دول أوروبا.
ولذلك جاءت المواجهة من أمريكا عن المخطط الذي أعلنت عنه على لسان رئيسها السابق بادين في كلمة على هامش قمة مجموعة العشرين لأكبر الاقتصادات في العالم المنعقدة في نيودلهي، سبتمبر 2023 أن هناك صفقة كبيرة تتمثل في ممر تجاري عبارة عن مشروع عملاق سيشمل الهند والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والأردن وإسرائيل والاتحاد الأوروبي وقد تحدث مسؤولين ومتخصصين أمريكيين وغربيين على أن ذلك الممر سيوفر بديلًا حقيقًيا لمشروع الحزام والطريق الذي أعلنت عنه الصين في وقت سابق.
ولذلك يلزم توفير مرتكز لوجستي وممر ملاحي لهذا الطريق لربطه بالاتحاد الأوروبي، من هنا الإجابة على السؤال ما أهمية قطاع غزة داخل مخطط الشرق الأوسط الجديد؟ سيتم إقامة مدينة ذكية من الجيل الرابع لتكون مرتكز لوجستي للطريق مع حفر قناة ملاحية إسرائيلية في القطاع " بن جورين " تعمل بأحدث النظم الإدارية لتكون إسرائيل هي من يربط الشرق بالغرب ومن تدير التجارة في المنطقة، والهدف من ذلك هو تقويض وحصار مصر داخل حدود جغرافية ضيقة وفصلها عن محيطها العربي بعد حصارها أفريقيا عن طريق إشعال الصراعات حول حدودها ومشكلة سد النهضة.
تلك هي الصورة الشاملة الكاملة للتعاطي مع تصريحات ترامب بخصوص قطاع غزة، والسؤال المطروح ماذا ستفعل مصر وما يجب أن تقوم به؟ الإجابة على هذا السؤال تذهب بنا إلى سؤال أخر هل هناك مساومات حدثت بين أمريكا وحلفائها من جانب والصين وروسيا من جانب أخر؟ شملت وضع مصر الجيوسياسي في تلك المساومات؟ أم القادم يحمل في جعبته كثيرا من الأحداث؟.