علماء ينجحون في جعل جلد الفئران شفافا!
تاريخ النشر: 8th, September 2024 GMT
نجح علماء من مؤسسة العلوم الوطنية الأمريكية وجامعة ستانفورد في الولايات المتحدة في جعل جلد الفأر شفافا.
وبشكل أكثر دقة، فإن استخدام التارترازين (E102)، وهو ملون طعام أصفر اللون. يستخدم بشكل خاص في M&M’s أو Doritos الصفراء، كشف عن الأوعية الدموية. والألياف العضلية، أو حتى تقلصات العضلات. حسبما ذكرت صحيفة واشنطن بوست وكوريير إنترناشيونال.
ووفقا للتجارب الموصوفة في مجلة ساينس، قام العلماء أولا بفرك الصبغة على بطن الفأر المحلوق. وكشفوا عن الكبد والأمعاء والمثانة من خلال جلده. وفي حالة أخرى. قاموا بوضع الصبغة على الجمجمة هذه المرة. وباستخدام تقنية التصوير البقعي بالليزر، تمكنوا من مراقبة الأوعية الدموية في دماغ الحيوان.
وتستند هذه النتائج المدهشة إلى المبادئ الفيزيائية. وتشير صحيفة الغارديان. إلى أنه عندما يمر الضوء عبر الأنسجة البيولوجية، فإنه يتفرق.
ويرجع ذلك إلى الهياكل الداخلية مثل الأغشية الدهنية ونواة الخلايا التي لها معاملات انكسار مختلفة.
وتحدد الصحيفة: «عندما ينتقل الضوء من معامل انكسار إلى آخر، فإنه ينحني، مما يجعل القماش معتمًا».
على العكس من ذلك، افترض الدكتور زيهاو أو وزملاؤه أن بعض الأصباغ قد تسمح لأطوال موجية معينة من الضوء. بالمرور عبر الجلد والأنسجة الأخرى بسهولة أكبر. عن طريق مطابقة مؤشرات الانكسار.
وتم التحقق من صحة الفرضية لأول مرة على شريحة من صدور الدجاج النيئة. والتي أصبحت شفافة بعد غمرها في محلول التارترازين. وعلى الحيوان كله الفأر.
تشخيص الأورام
يوضح الدكتور زيهاو أو: “الشيء الأكثر إثارة للدهشة في هذه الدراسة هو أننا نتوقع بشكل عام. أن جزيئات التلوين تجعل الأشياء أقل شفافية”.
وفي الوقت الحالي، لا يمكن بعد اختبار العملية على البشر.
وبما أن الشفافية تقتصر على عمق تغلغل الصبغة، فيجب استخدام الرقع أو الحقن بالإبر الدقيقة.
ولذلك سيتعين على الباحثين أولاً إثبات أن هذه التقنيات آمنة، خاصة إذا تم حقن الصبغة تحت الجلد.
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
تحت الضوء
#تحت_الضوء
د. #هاشم_غرايبه
نشرت قناة “يورونيوز” التي تبث من الإمارات بالعربية، مؤخرا تسجيلا صوتيا لما قالت إنه مكالمة أجراها عبد الناصر مع القذافي بتارخ الثالث من آب 1970، أي قبل أيام قليلة من إعلان عبد الناصر موافقته على “مبادرة روجرز”، المبادرة الأمريكية التي نصّت على وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أشهر وبدء المفاوضات بين مصر والكيان اللقيط.
أثار هذا التسجيل ضجة وسجالا بين دعاة الناصرية وعارضيها، ممن كانوا يعانون من القمع من أجهزته الاستخبارية، وهم من قدامى الإسلاميين والشيوعيين والبعثيين.
يظهر التسجيل صوت جمال عبد الناصر وهو يتحدث مع القذافي عن موقفه من القضية الفلسطينية قائلاً: “ملناش دخل بالقضية الفلسطينية إحنا عايزين سيناء بس”، موضحًا أنه لا يرغب في المجازفة بسلامة شعبه، ويفضّل اللجوء لحل سلمي شامل للصراع العربي- الإسرائيلي.
كما قال في تلك المكالمة إن “الحل يجب أن يضمن عودة جميع الأراضي العربية التي احتُلت عام 1967، إضافة إلى معالجة قضية اللاجئين”. كما عبّر عن غضبه من بعض الحكام العرب، متهماً إياهم بالتآمر لإسقاطه، وانتقد من وصفهم بالمزايدين على مصر، ملمحا الى النظام البعثي العراقي قائلاً: “إذا كان حد عايز يكافح ما يكافح، إذا كان حد عايز يناضل ما يناضل”.
نحن من عايشنا تلك الفترة، وكنا وما زلنا مستقلين عن التيارات المتحزبة، يجب أن نشهد بما رأينا وعلمنا، بغض النظر عن المهاترات بين مؤيدي الأنظمة ومعارضيها.
سميت تلك الفترة “مرحلة المد القومي”، وهومسمى لا يطابق الحال، وكان الأصح أن يسمى “المزايدة بالقومية”، فكل الأنظمة جاءت بناء على ذريعة توحيد الأمة التي جزأتها (سايكس بيكو)، وتحت شعار استعادة فلسطين.
لكن كان ذلك مجرد شعارات للستهلاك المحلي، فقد انقسمت تلك الأنظمة الى معسكرين: الأنظمة الجمهورية سمت نفسها بالتقدمية ادعاء بأنها باتخاذها القومية العربية منهج حكم ستحقق للشعوب التقدم والرخاء، وأطلقت على الأنظمة الملكية مسمى الرجعية، والتي ادعت انها تنتهج القومية العربية أيضا لكن ذريعة للثورة على الدولة العثمانية تحت راية بريطانيا، والتي اشترطت عليها قبول وعد بلفور وممانعة أية محاولة للعودة لصيغة الدولة الإسلامية الموحدة.
لذلك كان الغرب راضيا عن الطرفين، لأنهما كلاهما يمانعان إقامة منهج الله في الحكم، فأراحه ذلك من عناء محاصرة الفكر الإسلامي.
ولما ان تلك الحقبة سميت “المكارثية” التي اتسمت بمعاداة الشيوعية، وبتسعير الغرب حربا باردة مع المعسكر الشرقي، فقد وجدت الأنظمة الموالية للغرب أن مهادنتها الإسلاميين، ستساعدها في مناوءة الشيوعيين، وكان أهم استعمال لها تشجيع انضمام الإسلاميين الى المجاهدين الأفغان ضد الاحتلال السوفياتي.
وعندما سقط المعسكر الشرقي، وكان لا بد للغرب من اصطناع عدو جديد، لأن الرأسمالية تحتاج لإدامة الأزمات والحروب لأجل ازدهار الصناعات العسكرية، والاستثمار بإعمار ما تدمره الحروب، تحولوا الى استنهاض العداء التاريخي القديم مع الإسلام، فاصطنعوا الحرب على الإرهاب، وبالطبع تجندت الأنظمة العربية الموالية لها من جديد معها، فقلبت ظهر المجن لمن كانت تعتبرهم مجاهدين، لتطلق عليهم مسمى الإرهابيين.
في هذه المرة حدث أول توافق بين المعسكرين (التقدميين والرجعيين)، فتجند كلاهما تحت الراية الأمريكية في حربها على الإرهاب (الإسلام)، بعد أن وجد الطرفان أنه يشكل الخطورة الوحيدة على النظام القطري العربي.
هذا يفسر كيف أن القوى اليسارية التي كانت تعتبر نفسها تقدمية (القوميين والماركسيين)، انتقلت من العداء للمعسكر الرجعي الى موالاته وتأييده، وذلك يكشف أن (تقدميتها) ليست أصيلة مبدئية، بل هي نفعية وصولية.
بعد هذا العرض يمكننا فهم مضمون مكالمة قطبي المعسكر التقدمي (عبد الناصر والقذافي)، وزيف شعارات تحرير فلسطين التي كان مؤيدوهما يتخموننا بها طوال الوقت، فهذان الاصطفافان (التقدميين والرجعيين) ليسا متناقضين، فهما وجهان لعملة واحدة، سُكّت أصلا في معامل الغرب عام 1916 عندما كان يسعى للقضاء على الدولة العثمانية (آخر صورة للدولة الإسلامية).
صحيح أن هنالك فارق بين من اختار العمالة للغرب بإرادته ثمنا للكرسي العفن، ومن اختار الرضوخ له مكرها لأنه لم يأت للحكم لنجدة الأمة بل تحقيقا لنزعة الزعامة، لكن المنتج للطرفين كان واحدا.. ابقاء الأمة بعيدا عن بيتها الآمن .. الدولة الإسلامية.
قد لا يضيف مضمون التسجيل شيئا الى قناعاتنا، لكنه يسقط أوهام متبعي الشعارات الجوفاء.