الأمم المتحدة: السودان يواجه أزمة الجوع الأكثر مأساوية في تاريخه
تاريخ النشر: 8th, September 2024 GMT
الأمم المتحدة أكدت الحاجة إلى المزيد من الدعم والوصول الآمن غير المقيد لدعم الاستجابة لأزمة الجوع في السودان.
التغيير: وكالات
قالت الأمم المتحدة، إن “السودان يواجه أزمة جوع هي الأكثر مأساوية في تاريخه، حيث وصلت المجاعة إلى أجزاء من ولاية شمال دارفور غربي البلاد”.
وكان تقرير لجنة مراجعة المجاعة بالتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، أظهر أن الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع والمستمر منذ 15 ابريل 2023م، أعاق بشدة وصول المساعدات الإنسانية ودفع بمخيم زمزم للنازحين في ولاية شمال دارفور إلى براثن المجاعة.
وقالت الأمم المتحدة في منشور على منصة (X)، إن مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا) بالتعاون مع الشركاء يقدمون مساعدات عاجلة منقذة للحياة للسودانيين، حيث وصلت المجاعة إلى أجزاء من ولاية شمال دارفور غربي البلاد.
وأكدت أن هناك حاجة إلى المزيد من الدعم والوصول الآمن غير المقيد لدعم الاستجابة لأزمة الجوع.
من جانبه، قال برنامج الأغذية العالمي، إن استمرار حرب السودان لأكثر من 500 يوم يُعرض نصف السكان للجوع الشديد، في أول مجاعة مؤكدة بالعالم منذ 2017م.
وأضاف في منشور على منصة (X)، أنه “ليس هناك وقت لنضيعه، ولا يزال الوصول الإنساني والتمويل أمرين بالغي الأهمية”.
https://x.com/UN/status/1832388848782803264?t=sYg4Usv8DfOBZlBI0XXY-w&s=08
وفي 1 أغسطس الماضي، أعلن برنامج الأمم الإنمائي عن وقوع مجاعة في مخيم زمزم الذي يأوي نصف مليون نازح، لكن السُّلطات السودانية نفت وقوعها وأرجعت نقص الغذاء في مخيمات النزوح إلى الحصار المفروض من الدعم السريع على الفاشر.
وطالبت الأمم المتحدة مراراً، بالعمل الفوري لوقف اعتداءات الدعم السريع في الفاشر وفتح الممرات الآمنة لإيصال المساعدات الإنسانية لمحاربة المجاعة خاصة في معسكر زمزم.
وكان رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في السودان محمد رفعت قال في وقتٍ سابقٍ، إن الجوع وصل مستويات كارثية، حيث يعيش جميع النازحين تقريبا في جميع أنحاء السودان أي نحو 97% منهم، في مناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي الحاد أو ما هو أسوأ، وتوقع أن يواجه نحو 25.6 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي الشديد مع انتشار الصراع واستنفاد آليات التكيف.
الوسومالأمم المتحدة الجيش الدعم السريع الفاشر المجاعة المنظمة الدولية للهجرة برنامج الأغذية العالمي مخيم زمزم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية ولاية شمال دارفورالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الأمم المتحدة الجيش الدعم السريع الفاشر المجاعة المنظمة الدولية للهجرة برنامج الأغذية العالمي مخيم زمزم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية ولاية شمال دارفور ولایة شمال دارفور الأمم المتحدة الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
مدير «أطباء بلا حدود»: أزمة السودان الإنسانية كارثية
قال المدير العام لمنظمة «أطباء بلا حدود» ستيفان كورنيش إن الاحتياجات الإنسانية في السودان باتت أكثر إلحاحاً، وأن هناك الآلاف من المدنيين المحرومين من الغذاء والرعاية الصحية، وكثيرون منهم فقدوا أرواحهم أو نزحوا، أو أنهم محاصَرون في ظروف مروِّعة.
مدير «أطباء بلا حدود»: أزمة السودان الإنسانية كارثية
كورنيش قال لــ«الشرق الأوسط» إنهم تعرضوا لـ80 هجوماً العام الماضي
بورتسودان: الشرق الأوسط: وجدان طلحة
قال المدير العام لمنظمة «أطباء بلا حدود» ستيفان كورنيش إن الاحتياجات الإنسانية في السودان باتت أكثر إلحاحاً، وأن هناك الآلاف من المدنيين المحرومين من الغذاء والرعاية الصحية، وكثيرون منهم فقدوا أرواحهم أو نزحوا، أو أنهم محاصَرون في ظروف مروِّعة. وأضاف، في مقابلة مع «الشرق الأوسط»، أن الأزمة الإنسانية في السودان «كارثية» وستتفاقم أكثر، وإذا لم يجرِ اتخاذ إجراءات حاسمة فسيكلِّف هذا فقدان ملايين الأرواح، في حين لم يتخذ المجتمع الدولي وصُناع القرار إجراءات هادفة للضغط على الأطراف المتحاربة من الدخول في مفاوضات سلام، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى الأشخاص الأشدّ حاجة.
وأشار إلى أن الاحتياجات الصحية والإنسانية في تصاعد مستمر، في خِضم قتال عنيف يدور في عدة مناطق بالسودان، مع تسجيل حالات طوارئ صحية متعددة في وقت واحد. ورأى كورنيش أن الحرب أثّرت على الصحتين البدنية والعقلية بشكل مأساوي، وألحق النزاعُ والنزوح القسري خسائر فادحة بصحة الناس ورفاهيتهم.
وقال إن منظمة الصحة العالمية قدَّرت أن ما بين 70 و80 في المائة من المرافق الصحية بالعاصمة الخرطوم وولايات الجزيرة وكردفان ودارفور تضررت بشدة، وما تبقَّى منها يعمل في ظروف صعبة. وأضاف أن النساء الحوامل والأطفال حديثي الولادة يعانون وفيات يمكن الوقاية منها، لكنها تحدث بسبب عدم كفاية الرعاية قبل الولادة، وخدمات الولادة غير الآمنة، وانتشار سوء التغذية بين الأمهات على نطاق واسع.
وأوضح مدير «أطباء بلا حدود» أن القتال العشوائي ونهب المرافق الصحية ونقص الموظفين والإمدادات وضعف الاستجابة الدولية تسببت في انقطاع الخدمة وتعطُّل العمل في كثير من المرافق، في الوقت الذي يحتاج فيه الناس إلى هذه الخدمة أكثر من أي وقت مضى. وذكر أن المنظمة «تعرضت لأكثر من 80 هجوماً، في العام الماضي، وبعد أن فشلت جميع التدابير الممكنة لحماية المرافق الصحية، لم يبقَ لنا خيار سوى اتخاذ القرار الصعب بتعليق الأنشطة في بعض المرافق».
حالات الاغتصاب
وأفاد مدير المنظمة بأن العنف الجنسي أصبح عنصراً ثابتاً في الحرب، ما يزيد من حِدة التهديدات التي يواجهها المدنيون «بشكل صادم»، خصوصاً في ظل نقص الرعاية الطبية والصحة النفسية لضحايا العنف الجنسي.
وأشار إلى أن المنظمة كانت قد أجرت مسحاً ميدانياً، خلال الفترة من يوليو (تموز) إلى ديسمبر (كانون الأول) 2023، في مخيمات اللاجئين السودانيين بشرق تشاد، أظهر أن مِن بين 135 ناجية من العنف الجنسي عالجتهن «أطباء بلا حدود»، تعرضت 90 في المائة منهن للاعتداء على يد مسلَّحين.
وقال كورنيش إنه على الرغم من أن سوء التغذية يمثل مشكلة مزمنة في السودان، فقد أدت الحرب إلى تفاقم الوضع بشكل جذري، وسيعاني الناس قدراً أكبر من الجوع في موسم الجفاف. وأشار إلى أن 6.24 مليون شخص يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وفق تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وأن 700 ألف شخص تقريباً يواجهون ظروفاً أشبه بالمجاعة، خصوصاً في إقليميْ دارفور وكردفان، غرب البلاد.
الإرادة السياسية
ورأى كورنيش أنه مع اقتراب الحرب من نهاية عامها الثاني، فإن غياب الإرادة السياسية لإنهاء الحرب جعل الملايين من السودانيين في حاجة ماسّة إلى المساعدة، وحضَّ المجتمع الدولي الإنساني على أن يوجه مزيداً من الاهتمام والموارد نحو السودان لتوسيع نطاق الاستجابة الإنسانية السريعة.
وبشأن التحديات التي تواجه عمل المنظمة، قال كورنيش: «مع وجود مناطق تحت الحصار وفرض قيود على الوصول والعقبات البيروقراطية، كان من الصعب على المنظمة والجهات الفاعلة الأخرى أن تكون قادرة على الاستجابة بشكل مناسب». وأضاف أن «حوادث مهاجمة ونهب المستشفيات، أو منع القوافل أو إطلاق النار عليها، حرَمَتنا من الضمانات اللازمة للعمل بأمان في بعض المناطق، كما حدَّت من قدرة الناس على الوصول إلى المساعدات والرعاية المُنقذة للحياة، ويظل هذا الأمر تحدياً ومصدر قلق كبيراً».
وقال: «عملنا بجِد لتأمين تمويل إضافي من أجل ضمان قدرتنا على توسيع نطاق استجابتنا، وقمنا بهيكلة تمويل إضافي بقيمة 50 مليون يورو للمساعدة في توسيع نطاق الاستجابة؛ بغية تلبية الاحتياجات خلال الأشهر الأخيرة. وتلقينا 35 مليون يورو من مؤسسة (آيكيا) لمساعدتنا في تلبية الاحتياجات. كما حشدنا جهوداً مختلفة لجذب الانتباه إلى الأزمة، بما في ذلك الحملة العامة (تحدث عن السودان)».