لبنان ٢٤:
2024-09-16@21:02:41 GMT

ما يصدّقه اللبنانيون وما لا يصدّقونه

تاريخ النشر: 8th, September 2024 GMT

ما يصدّقه اللبنانيون وما لا يصدّقونه

يريد اللبنانيون أن يصدّقوا أنهم يعيشون في بلد متكامل المواصفات كبقية بلاد العالم، حيث إن لا أحد فوق القانون، من كبير القوم حتى صغيرهم.   ويريدون أن يكون لأولادهم مستقبل آمن غير الماضي المتوتر الذي حرمهم هناءة العيش على مدى ما يقرب الخمسين عامًا لم تكن فيها الحياة سهلة، بل محفوفة بكل أنواع الأخطار والحروب على مختلف أشكالها.

  ويريدون أن يحلموا ببناء دولة يتساوى فيها الجميع بحقوقهم وواجباتهم، فلا يكون فيها ابن ست وابن جارية أو مواطن درجة أولى وآخر درجة ثانية وثالثة ورابعة.   ويريدون أن يمارسوا حقّهم الطبيعي في انتخاب ممثليهم في الندوة البرلمانية ليقوموا بواجباتهم الدستورية، ومن بين أهم هذه الواجبات انتخاب رئيس للجمهورية.   من حقّهم أن يجلس على كرسي بعبدا رئيس انقاذي، وأن يحكم بالعدل والحكمة، وأن يكون جامعًا لا مفرّقًا.   من حقّ كل لبناني أن يصل إلى عمله بأمان وسلام ومن دون "سمّات بدن".   من حقّهم الطبيعي أن تؤّمن له مؤسسة الكهرباء التيار 24 ساعة على 24.   من حقّ كل لبناني ألا ينافسه في مجال عمله أي انسان لا يحمل الهوية اللبنانية، أو على الأقل أن تكون إقامته شرعية، وأن يستحصل على إجازة عمل من وزارة العمل.   من أبسط الحقوق المفترض أن تكون طبيعية ألا يحمي حدود الوطن بجهاته الثلاث سوى جيشه الوطني.   هي خواطر خطرت على بالي على أثر محادثة شيقة مع أحد الأصدقاء، الذين زاروا كندا، أجرينا معًا مقارنة بين لبنان والبلاد التي استقبلت آلاف اللبنانيين، الذين اندمجوا في المجتمع الكندي بسرعة وتأقلموا مع ما تفرضه السلطات الكندية من قوانين وتشريعات، فكانوا السبّاقين في الالتزام بتطبيقها، بل أصبحوا مثالًا يحتذي به حتى الكنديون أنفسهم.   هي مقارنة لم تكن متكافئة ولا موضوعية. وقد أقرّ الرأي بأن أي بلد في العالم لو مرّ عليه ما مرّ على لبنان من حروب ومآسٍ وويلات وظروف صعبة لما استطاع أن يصمد في وجه كل تلك العواصف الهوجاء سنة واحدة وليس خمسين سنة كما فعل اللبنانيون، الذين جالدوا وصبروا وعضّوا على الجراح والجروح.   ومن بين الأمور التي توافقنا عليها هي أن "العيشة" في لبنان، على رغم كل ما فيه من نواقص، "غير شكل". فلبنان بمساحته الجغرافية الصغيرة، وهو بحجم مدينة مونتريال وضواحيها، لا يحتاج إلى الكثير من الجهد لكي يصبح من بين أهم دول العالم تقدّمًا وازدهارًا ورقّيًا. فلا ينقصه أي شيء مما هو متوافر في غيره من البلدان باستثناء أن فيه من توالى على المسؤولية العامة لم يكن همّهم بناء دولة، بل بناء ما يثبّت زعاماتهم العشائرية، والقبلية، والعائلية، والاقطاعية.   اتفقنا أنا صاحبي الذي يشاطرني الكثير من الأفكار والقناعات على أن مصيبة لبنان الكبرى، إضافة إلى قلة مسؤولية من تولوا المسؤولية على مدى سنوات طويلة، هي موقعه الجغرافي المحاذية حدوده الجنوبية لدولة عدّوة طامعة بأراضيه ومياهه، ودولة شقيقة على حدوده الشمالية والشرقية اعتبرت قيادته لبنان في فترة من الفترات خطأ جغرافيًا وتاريخيًا. وكما أن حدوده الجنوبية هي عرضة لتهديدات عدوانية يومية، فإن حدوده الشرقية والشمالية مشرّعة أمام كل أنواع التهريب من خلال معابر غير شرعية وغير خاضعة لرقابة القوى العسكرية اللبنانية المكفوفة اليد.   ما ينقص لبنان لكي يكون في مصاف الدول المتقدمة والمتطورة قليل، ولكنه في الوقت ذاته كثير. وهذا القليل – الكثير يتطلب أولًا وآخرًا إرادة وعزم لدى مسؤولي الأحزاب والطوائف، الذين يختلفون على "جنس الملائكة" فيما أسوار وطنهم مهدّدة بالسقوط في كل لحظة.   هذا ما يصدّقه اللبنانيون. وهذا ما لا يصدّقونه أيضًا.  
   المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

هل يكون فرانسيس البابا الأخير؟.. خبير بشؤون الفاتيكان يجيب

شدد مؤرخ الكنيسة والبابوية جيوفاني ماريا فيان، على عدم قدرة أي بابا صاحب سيادة في المستقبل من ممارسة سلطته كما فعل بابا الفاتيكان الحالي  البابا فرنسيس، وذلك خلال مقابلة أجرتها معه مجلة "لوبوان" الفرنسية حول كتاب جديد له عن "الكرسي الرسولي"، من المتوقع أن يصدر خلال أيام قليلة.

ولفتت المجلة الفرنسية، إلى فيان وهو المدير السابق للجريدة اليومية الرسمية للفاتيكان، يعد واحد من أفضل خبراء الفاتيكان، موضحة أنه كتابه الجديد غاص في قلب بابويتي بنديكت السادس عشر وفرانسيس، من منظور تاريخ المسيحية الطويل.

وقال الكاتب الإيطالي ردا على سؤال المجلة حول ما إذا كان عنوان كتابه الجديد "البابا الأخير" الذي يشير به إلى فرنسيس، يعتبر عنوانا استفزازيا، إنه "ملاحظة نهاية حقبة".

وأضاف أن "بنديكتوس السادس عشر، توقع هذا بالفعل في عام 2016 وقال: لم أعد أنتمي إلى العالم القديم، لكن في الواقع العالم الجديد لم يبدأ بعد".


وأشار إلى أن "فرانسيس هو بلا شك آخر الباباوات السياديين كما عرفناهم على مدى القرنين الماضيين. ومعه بلغت البابوية ذروة ممارسة سلطتها منذ تأكيد العصمة البابوية. يعود تاريخ هذه العقيدة إلى عام 1870، عندما فقد البابا دولته. ومثلما لم يفعل أي من أسلافه، أعلن فرانسيس أولويته من خلال إعادة التأكيد على سيادة البابا من أجل التغلب على المعارضة الداخلية في الكنيسة"

و"الأكثر من ذلك، في القانون الأساسي الأخير للفاتيكان، والذي يعود تاريخه إلى عام 2023، يؤكد أن سلطته الزمنية تأتي من حقيقة أنه خليفة الرسول بطرس. ولم يسبق لأي بابا أن استمد سلطته كرئيس للدولة من منصبه كأسقف لروما. وبذلك يؤكد الفاتيكان أنه دولة دينية"، وفقا للكاتب الإيطالي.

واعتبر فيان، أن "البابا فرانسيس يمارس سلطته بسلطة كبيرة، وحتى باستبدادية، إلا أنه يحمل صورة البابا المتواضع ويقدم نفسه على هذا النحو. لكنه في الواقع، يمارس سلطته بالكثير من الاستبدادية. وهكذا يطرح على طاولة عمل المجمع المسائل التي سبق أن قررها مسبقاً. على سبيل المثال، يدعو إلى النقاش حول الشماسية النسائية أو عزوبة الكهنة، مع التأكيد على أنه لن يتغير شيء معه"

وشدد على أن البابا فرانسيس "أقل كثير من تقاسم السلطة"، مشيرا إلى أن "روما حاولت دائما الحفاظ على الجدلية بين الأداء الملكي والزمالة الضرورية. تم كسر هذا التوازن مع فرانسيس. فهو لا يفتح أي نقاش حقيقي، خاصة في مجال أخلاقيات علم الأحياء".


وأجاب الكاتب الإيطالي على سؤال حول ما إذا كان فرانسيس سيظل محافظا بشأن هذه الأخلاقيات، بالقول إنه "على الرغم من أنه مرحب به للغاية ويعرف أن الولايات لن تجعل قوانينها تتماشى مع الأخلاق الكاثوليكية، إلا أنه ضد الإجهاض، وضد القتل الرحيم، وضد الأيديولوجية المتعلقة بالجنسين. إنه بابا تقليدي إلى حد ما".

وأشار في معرض حديثه عن مثال على وجهة نظره التقليدية تجاه الكاثوليكية، إلى أن فرانسيس "يتحدث عن الشيطان كثيرا"، لافتا إلى أن "وسائل الإعلام لا تنشر حديثه عن الشيطان لأنه لا يتناسب مع الصورة النمطية التي ننشرها عن البابا المعاصر".

واعتبر الكاتب، أن بابا الفاتيكان "ينظر إلى العالم وكأنه ينظر إلى أمريكا اللاتينية. وبالتالي، فهو لا يتعاطف مع الولايات المتحدة، التي يُنظر إليها على أنها قوة استعمارية. وهو يدعي أن أوكرانيا تتعرض للاستشهاد، لكنه لم يذكر مطلقا اسم المعتدي الروسي".

مقالات مشابهة

  • توفر نظام التشغيل iOS 18.. قد لا يكون هاتفك iPhone متوافقًا معه
  • هل يكون فرانسيس البابا الأخير؟.. خبير بشؤون الفاتيكان يجيب
  • عاجل: يحيى السنوار يبعث ”رسالة خاصة” إلى ”عبدالملك الحوثي” وهذا ما جاء فيها
  • شاهد بالصور.. تفاصيل الزواج الأسطوري لرجل أعمال سوداني بالقاهرة.. تكلفة الزواج بلغت 300 ألف دولار والفنان المصري حمادة هلال والسلطانة أبرز المطربين الذين تغنوا في الفرح
  • سجل إجرامي حافل.. من يكون المشتبه به في محاولة اغتيال ترامب الجديدة؟
  • لوبوان: هل يكون فرانسيس البابا الأخير؟
  • طالع هابط : مواطنون يتعذر عليهم الحصول على قطع أراضيهم بسبب تراكم النفايات فيها بالجلفة
  • مستشار السوداني: هذه ليست المرة الأولى يواجه فيها العراق انخفاض النفط
  • ديلور: “الذين لم يُؤمنوا بي منحوني قوّة سأضعها في خدمة المولودية”
  • أبرز النجوم الذين تعرضوا للنصب عن طريق المنتجين(تقرير)