اكتشاف عامل هام ومذهل قد يؤثر على استطالة العمر لدى البشر
تاريخ النشر: 8th, September 2024 GMT
وحدد الفريق بروتينا (جينا)، يُعرف باسم OSER1، يمكن أن يطيل العمر، حيث قالت البروفيسورة لين جويل راسموسن، المعدة الرئيسية للدراسة: "إنه بروتين موجود في حيوانات مختلفة، مثل ذباب الفاكهة والديدان الخيطية ودودة القز، وفي البشر أيضا".
وقال شيكان لي، المعد الأول للدراسة: "قمنا في البداية بفحص بروتينات طول العمر المحتملة الموجودة في العديد من الكائنات الحية، بما في ذلك البشر.
واكتشف الباحثون OSER1 عندما درسوا مجموعة أكبر من البروتينات التي ينظمها عامل النسخ الرئيسي FOXO، المعروف بـ"مركز تنظيم طول العمر".
وأوضح لي: "وجدنا أن التلاعب بتعبير 10 جينات، يغيّر طول العمر. وقررنا التركيز على أحد هذه الجينات التي أثرت على طول العمر بشكل أكبر، وهو OSER1".
وعندما يرتبط الجين بعمر أقصر، يزداد خطر الشيخوخة المبكرة والأمراض المرتبطة بالعمر.
لذلك، فإن معرفة كيفية عمل OSER1 في الخلايا والنماذج الحيوانية قبل السريرية، أمر حيوي لمعرفتنا الشاملة بالشيخوخة البشرية والصحة البشرية بشكل عام.
ويتابع لي: "نحن نركز حاليا على الكشف عن دور OSER1 في البشر، لكن الافتقار إلى الأدبيات الموجودة يمثل تحديا.
هذه الدراسة هي الأولى التي تثبت أن OSER1 هو منظم مهم للشيخوخة وطول العمر.
وفي المستقبل، نأمل في تقديم رؤى حول الأمراض المرتبطة بالعمر وعمليات الشيخوخة التي يؤثر عليها OSER1".
ويأمل الباحثون أيضا أن يوفر تحديد وتوصيف OSER1 أهدافا دوائية جديدة للأمراض المرتبطة بالعمر، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والأمراض العصبية التنكسية.
نُشرت الدراسة في مجلة Nature Communications
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: طول العمر
إقرأ أيضاً:
أكذوبة "الإنسان العالمي"
كيف لنا أن نقتبس من إجابة سقراط شعاعاً معرفيّاً
في حلم هو أقرب للرؤيا، رأى أنه يسافر إلى أمة أخرى غير أمته في أقصى الأرض، وقد تغير جواز سفره الأصلي من ناحية الشكل، حيث امتدّ طولاً، وظل ثابتاً عرضاً، ولكنه لم يفقد جواز سفره الأصلي، فقد حملهما معاً، وبقي التعريف به موزعاً بين الإثنين، وبهما تم التعرف عليه، وتعريف نفسه أيضاً على طول رحلته، حيث كان يرافقه صحفياً شاباَ، وعد أن يذهب إلى مسافة أبعد.. إلى أرض عوالمها لا تزال مجهولة، سعْياً لمزيد من المعرفة.تساءل، حين أيقظه الحلم قبل أن يصل إلى نهايته في الثالثة فجراً، تكدّر لأنه لم يتمّه، ولم يعرف نهايته، وحاول تفسيره، ولكنه لم يكن بتأويل الأحلام من العالمين، غير أنه توجَّس خيفة من ظنه القائل: "إنه رسالة تغيير مقبلة من عالم الغيب إلى برزخ ما قبل عالم الشهادة"، لكنه لم يعد إليه بعد ذلك على غير عادته في السنة الأخيرة من عمره، حيث كانت الأحلام تطارده، رفقة أحبَّة من الأموات، حتى غدوا في الأيام الأخيرة أكثر حضوراً من الأحياء، وهو ما كان يخيفه، لأنه لم يُنْهِ بعد التزامات كبرى تتعلق بحقوق الغير.
لم يكن بالنسبة له مُهمّاً أن يتذكر ما رأى في الحلم إلا أمراً واحداً وهو الحديث عن"الإنسان الكوني"، ضمن خطاب رائج يقصد به "الإنسان العالمي"، الذي يكون متخلصاً من عبء الأديان والثقافات والأوطان، وواضعاً عن نفسه أغلال القوانين والنظم والجغرافيا وأوزار الحروب، لكنه بالتأكيد لن يحمل حكمة سقراط ـ منذ القرن الخامس قبل الميلاد ــ الذي قال: "أنا لست أثينيّاً ولا يونانيّاً، أنا مواطن عالميّ"، وذلك إجابة عن سؤال وُجّه إليه ـ لا ندري إن كان من الخاصة أو من العامة ـ من أنت يا سقراط؟.
يرى البعض ممن أدركتهم فلسفة سقراط خلال تعاقب الأزمنة؛ وخاصة في عصرنا الحالي أن "إجابة سقراط جاءت منسجمة مع تفكيره ومبادئه الفلسفية والأخلاقية"، وهم محقون في ذلك إلى حدّ بعيد، ولكن كيف لنا أن نقتبس من إجابة سقراط شعاعاً معرفيّاً، ومرجعية نستند إليها اليوم في قراءة وتحليل واقعنا العالمي، أو تكون لنا القدرة على تحويلها إلى خطاب، ثم فعل، يصدران عن كثير من البشر في حياتنا المعاصرة، خاصة المستضعفين منهم، أولئك الذين يهزهم الشوق، وتغريهم الأماني بقوة بعد ضعف، وبحرية بعد استعباد، وبغنى بعد فقر؟
قد نجد الإجابة على المستوى النظري بخصوص البشر في تحقيق صفة "الكونيّة" في ذلك الخروج الظاهر للإنسان المعاصر ـ خاصة في الدول المتخلفة ـ من قوقعته الثقافية الصغيرة، وتجاوز جميع الانتماءات العرقية والوطنية والدينية الضيقة، وأحياناً يصل إلى درجة التمرد على ثقافته الأصلية وتطويع نفسه لثقافة أخرى يراها أفضل في إتاحة الحرية والكسب المادي والعيش بسلام، حتى لو كانت في الماضي عدائية له.
قد تمثل اختيارات البشر في بحثهم عن سبل الخروج من المحلية ـ الوطنية إلى ما أصبح يعرف بالكونية أو العالمية ـ القائمة على فكرة عدم التفريق بين الدول والثقافات والأعراق ـ هروباً ليس فقط من الأوطان والبشر، ولكن من الذات أيضاً.
الهروب من الذات والثقافة والوطن والقوم والأمة، يمثل أكذوبة كبرى ووهماً لما يطلق عليه "الإنسان العالمي"، لأن الاختيارات هنا تقوم على فكرة "صراع الأمم"، ما يعني أنه لا وجود لثقافة كونية واحدة، وإنما هناك اختلاف يؤدي إلى التعارف بين البشر والألسن والثقافات والأديان، ربما يتيح لنا فرصة الاختيار، أو تبديل واقع بآخر قد يكون أسوأ، ناهيك عن أن ذلك يعدّ اختياراً فردياّ، يرى فيه صاحبه؛ من حيث يدري أو لا يدري، أن السعي إليه هدفاً خاصّاً، لا صلة له بالكونيَّة.