الوطن:
2025-03-04@03:38:09 GMT

خالد ميري يكتب: في صدارة القوة الناعمة

تاريخ النشر: 8th, September 2024 GMT

خالد ميري يكتب: في صدارة القوة الناعمة

أن تتصدر مصر القوة الناعمة في أفريقيا، وبفارق كبير عن المركز الثاني، هو الواقع الذي نعيشه والذي تفرضه دروس الجغرافيا وحصص التاريخ.

بعد أحداث 2011 تراجعت مصر كثيراً بقواها الناعمة والصلبة، لتخرج علينا إثيوبيا بالبدء في بناء سد النهضة ولتتحول القاهرة لمرتع لكل وسائل الإعلام الإقليمية والدولية. مصر الكبيرة تحولت إلى مُستقبِل للأخبار والدعاية والإعلام والفنون، ولو من جنوب شرق آسيا.

المطامع كانت تفوق الخيال.. وجاءت ثورة يونيو 2013 لتبدأ مصر في استرداد قواها كاملة، وخلال 11 عاماً فقط حدثت المعجزة، استعادت مصر قوتها الصلبة بجيش وطنى قوى بين الأقوى عالمياً.. وانطلقنا نصنع ونبنى ونزرع ونستهدف 100 مليار دولار صادرات.

أما ما حدث في مجال القوة الناعمة فكان إعجازاً لا يقل عن النجاح الباهر لقوانا الصلبة.. استرددنا عرشنا الذى نستحق على رأس القوى الناعمة الأكثر تأثيراً أفريقياً وقطعاً إقليمياً.. نتيجة شارك في صياغتها كل الدول أعضاء الأمم المتحدة وفقاً لمنهجية علمية وقواعد واضحة لتمنحنا حقاً يفرضه الواقع ويراه البعيد قبل القريب.

الحقيقة أن الشركة المتحدة لعبت الدور الأهم في الوصول لهذا النجاح الكبير والمستحق.. لو بدأنا بالإعلام سنجد إعلامنا المسموع والمقروء والمرئى عاد قوياً راسخاً واصلاً للجميع والأهم مؤثراً.. قناة القاهرة الإخبارية الإقليمية احتلت مكانها في الريادة سريعاً، وقنواتنا المتعددة في كل المجالات لها جمهور لا تغفله العيون، والإذاعة عادت ترفرف على جناح النجاح بعد سنوات من التراجع بل والغياب، والصحافة الورقية، رغم ما تعانيه من أزمات على مستوى العالم، ما زالت موجودة بقوة وما زالت الأقدر على جذب الإعلانات والأكثر موثوقية لدى القراء، والمواقع الإلكترونية، يتصدرها «الوطن» و«اليوم السابع»، تصل لكل بقاع الأرض وتجذب مليارات المتابعات.. وحتى في السوشيال ميديا لدينا شباب قادر على أن يتصدر التريند في المنطقة وأن يجذب اهتمام الجميع.. القاهرة منبع الخبر وأصله والكل يسير خلفها.

أما الفنون المختلفة من السينما للمسرح للمسلسلات للأغانى والموسيقى، فما حدث كان الأصل الذى عاد بريقه.. نجحت الشركة المتحدة والفن المصرى في أن يعود للصدارة وبجدارة، فهذا المكان الذى يستحقه.. ومن يبحث عن النجاح لا يحققه إلا عندما يستعين بالمبدعين المصريين في كل المجالات.. القوة الناعمة لا منافس لها أفريقياً وإقليمياً، وهذا قدرنا.

حتى كرة القدم والرياضة فرضت نفسها بجدارة، والأهلى ببطولاته وجماهيريته والزمالك بشعبيته، ونجومنا المحترفون يتصدرهم أبوصلاح العالمى جذبوا الاهتمام وترقبهم العيون مع كل حركة وسكون.

الثقافة عادت لتتوهج، والتاريخ يحكى قصته ببراعة، والسياحة تتدفق رغم آلام المنطقة كلها حولنا.

عودتنا لصدارة الوجود والتأثير بالقوة الناعمة لم تكن مجرد حلم.. كانت منهج عمل تواصل ليل نهار رغم صعوبة المنافسة وسطوة المال، لكن الاحترافية في الإدارة والمواهب الطبيعية فرضت نفسها، فلا يصح إلا الصحيح.. بالميزانيات المتاحة تمكنت العقول اللامعة والمواهب الحقيقية أن تفرض نفسها وتعود لمكانها الطبيعى في الريادة والصدارة.

واثق أن ما تحقق من نجاح، والذى لم يكن أبداً بالصدفة بل بالعمل الجاد ليل نهار، سيتواصل بلا توقف، فقدرنا أن نكون على القمة، لكن المحافظة على مكاننا الطبيعى تتطلب جهداً لا يتوقف وعملاً مدروساً محكماً لا يمل ولا يكل.. فالمنافسة شرسة، لكن رجالنا ومواهبنا قادرون على مواصلة كتابة فصول النجاح، من القارة السمراء والإقليم إلى كل العالم.

استمرار الدكتور أشرف صبحى وزيراً للشباب والرياضة لم يكن ضربة حظ.. كان اعترافاً بما قدَّمه الرجل ويواصل تقديمه من إنجازات شبابية ورياضية.. عندما يتخيل البعض أن الوزير لا يواجه مشكلات عاتية مستعصية يفاجأون في لحظات بالدنيا تتغير والمشكلات تختفي ليحل النجاح والاستقرار مكانها.

يتحمل الرجل مهمة ثقيلة وغالية لوطن يبنى مستقبله ويضع الأولوية لبناء الإنسان.. والاهتمام بالشباب يحتل الصدارة، والرياضة مصدر للسعادة والنجاح والقوة الناعمة، يعرف الرجل الذى لا تغيب ابتسامته صعوبة المهمة، لكنه يؤمن بقيمة العمل وحده وقدرته على تحقيق النجاح والوصول للأهداف حتى لو رأى البعض أنها مستحيلة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مصر إثيوبيا سد النهضة القوة الناعمة القوة الناعمة

إقرأ أيضاً:

قراصنة العصر الحديث.. الهاكر الذى اخترق ناسا وهو بعمر 15 عامًا

في عالم تحكمه التكنولوجيا، هناك من يتخفّى في الظلام، يترصد الثغرات، ويحول الشفرة الرقمية إلى سلاح فتاك.

هؤلاء هم قراصنة العصر الحديث، الذين لا يحتاجون إلى أقنعة أو أسلحة، بل مجرد سطور برمجية قادرة على إسقاط أنظمة، وسرقة مليارات، وكشف أسرار حكومية خطيرة.

في هذه السلسلة، نكشف أخطر عمليات الاختراق الحقيقية، كيف نفّذها القراصنة؟ وما العواقب التي غيرت مسار شركات وحكومات؟ ستكتشف أن الأمن الرقمي ليس محكمًا كما تظن، وأن الخطر قد يكون أقرب مما تتخيل… مجرد نقرة واحدة تفصل بينك وبينه!

الحلقة الثانية -طفل عبقري أم مجرم إلكتروني؟

في عام 1999، جلس جوناثان جيمس، وهو مراهق يبلغ من العمر 15 عامًا فقط، أمام جهاز الكمبيوتر في غرفته الصغيرة بولاية فلوريدا.
لم يكن أحد يعلم أن هذا الطفل، الذي بالكاد أنهى دراسته الإعدادية، سيصبح خلال أشهر قليلة أول قاصر في تاريخ الولايات المتحدة يُدان بجرائم إلكترونية فدرالية.

كل ما احتاجه كان كمبيوتر بسيط، اتصال إنترنت، وكود برمجي قام بكتابته بنفسه.
لكن هدفه لم يكن مجرد اختراق أي موقع عادي بل كان يخطط لاختراق وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" ووزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"!

كيف بدأ الهجوم؟

لم يكن جيمس مجرمًا بالمعنى التقليدي، بل كان مهووسًا باكتشاف الثغرات الأمنية.
كان يقضي ساعات طويلة في تحليل أنظمة الحماية، يبحث عن الأخطاء، ويجرب طرقًا لاختراقها.
وفي إحدى الليالي، توصل إلى طريقة للتسلل إلى شبكة وكالة ناسا السرية، باستخدام حصان طروادة (Trojan Horse)، تمكن من زرع برمجية خبيثة داخل أحد خوادم الوكالة، مما منحه وصولًا غير مصرح به إلى ملفات فائقة السرية. خلال أسابيع، أصبح بإمكانه رؤية كل ما يحدث داخل أنظمة ناسا، بل واستطاع سرقة شفرة برمجية سرية بقيمة 1.7 مليون دولار، كانت تُستخدم في تشغيل محطة الفضاء الدولية!

كشف الاختراق

في البداية، لم تلاحظ ناسا أي شيء غير طبيعي، لكن بعد عدة أسابيع، بدأت بعض الأنظمة في التعطل بشكل غير مبرر.
وعندما تحقق خبراء الأمن السيبراني، كانت المفاجأة الصادمة:
-كان هناك اختراق عميق لأنظمة الوكالة، لكن المهاجم لم يترك وراءه أي أثر تقريبًا!
-تم اختراق 13 جهاز كمبيوتر في مركز ناسا، وتم تنزيل أكثر من 3,300 ملف حساس.
-تم سرقة شيفرة تشغيل محطة الفضاء الدولية، مما أثار مخاوف من إمكانية تعطيلها عن بُعد.

بسبب خطورة الهجوم، اضطرت ناسا إلى إغلاق أنظمتها بالكامل لمدة 21 يومًا لإعادة تأمين الشبكة، وبلغت الخسائر الناجمة عن هذا الإغلاق 41,000 دولار.


عندما علمت السلطات الأمريكية بأن هناك من تمكن من التسلل إلى أهم أنظمة الفضاء الأمريكية، تم استدعاء مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، الذي بدأ عملية تعقب رقمية لمعرفة هوية المهاجم.

في النهاية، بعد أشهر من التحقيقات، تمكن الخبراء من تتبع الاتصال الرقمي إلى منزل صغير في فلوريدا.
وعندما داهم رجال FBI المكان، لم يجدوا أمامهم سوى فتى مراهق يجلس أمام جهاز الكمبيوتر في غرفته!

تم القبض على جوناثان جيمس، الذي اعترف فورًا بأنه كان وراء الاختراق.
نظرًا لصغر سنه، لم يُحكم عليه بالسجن، لكنه وُضع تحت الإقامة الجبرية وتم منعه من استخدام الإنترنت تمامًا.

لكن القصة لم تنتهِ هنا بعد سنوات، وفي عام 2007، وقع اختراق إلكتروني استهدف عددًا من الشركات الكبرى، بما في ذلك "T.J. Maxx"، حيث سُرقت بيانات 45 مليون بطاقة ائتمانية. اشتبهت السلطات بأن جيمس ربما كان على صلة بهذه الجريمة، رغم عدم وجود أدلة قاطعة.

وفي عام 2008، وُجد جوناثان جيمس ميتًا داخل منزله، بعد أن أطلق النار على نفسه ترك وراءه رسالة قال فيها:
"لا علاقة لي بهذه الجرائم، لكنني أعلم أن النظام لن يكون عادلًا معي. لذا، أختار أن أنهي حياتي بنفسي."







مشاركة

مقالات مشابهة

  • وزير الشباب والرياضة يشهد مراسم إجراء قرعة عباقرة الصحاب الموسم الخامس
  • من الصيد إلى الشطرنج.. الترفيه والرياضة في قصور الخلافة العباسية
  • قراصنة العصر الحديث.. الهاكر الذى اخترق ناسا وهو بعمر 15 عامًا
  • رئيسة المفوضية الأوروبية: على أوروبا أن تعيد تسليح نفسها بشكل عاجل
  • وزارة الشباب والرياضة تنظم لقاءً حواريًا لتعزيز المشاركة السياسية
  • هربت من النيران بإلقاء نفسها من الطابق الرابع.. ماذا حدث داخل شقة سيدة بولاق؟
  • حرب المعادن الأوكرانية مستمرة.. بعد توتر العلاقة بين ترامب وزيلينسكى.. السؤال الذى يشغل العالم لماذا تجعل واشنطن اتفاقية التعدين عنصرًا حاسمًا فى عملية السلام مع روسيا؟
  • "أشغال شقة جدًا" يحتضن أول ظهور للنجمة السودانية إسلام مبارك بالدراما المصرية
  • خادمة نيجيرية .. فنانة سودانية شهيرة تشارك في مسلسل «أشغال شقة جدا»
  • ‎ لقد “انتهت اللعبة “في العراق:-فلن ينفع الترقيع!