موقع 24:
2024-12-18@17:51:41 GMT

"مسرحية بلا مسرح"..و"مفاوضات بلا أفق"

تاريخ النشر: 8th, September 2024 GMT

'مسرحية بلا مسرح'..و'مفاوضات بلا أفق'

مرة بعد أخرى تعود مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى نقطة الصفر، كأننا أمام عرض ارتجالي بلا نص معروف، أو أفق منظور.

بتعبير الدبلوماسي المصري العتيد الدكتور محمود فوزي: "أرى أمامي مسرحية بلا مسرح، أصوات وأضواء وحركة ممثلين دون أن يكون هناك نص يضبط الحركة، أو بوصلة تقول لنا ماذا يحدث؟.. ثم ماذا بعد؟".


كان ذلك توصيفاً ساخراً من موقعه كنائب لرئيس الجمهورية عندما بدأت ما أُطلق عليها "عملية السلام" إثر حرب أكتوبر 1973، حسبما روى لي الأستاذ محمد حسنين هيكل.
الأجواء تتكرر على نحو هزلي هذه المرة.
الفارق بين الحالتين هو نفسه الفارق بين وزيري خارجية الولايات المتحدة الأمريكية هنري كيسنجر، وأنتوني بلينكن.
كلما بدا أن هناك تقدماً في المفاوضات تضع حداً للمأساة الإنسانية المروعة في غزة، تتبدى أسباب وذرائع جديدة لإفشالها جولة بعد أخرى.
في كل مرة تنسب الإدارة الأمريكية مسؤولية الإفشال إلى الجانب الفلسطيني، وتُعفي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من أي مسؤولية رغم مواقفه المعلنة، التي تناهض التوصل إلى أي اتفاق.
حسب أنتوني بلينكن فإن هناك خطة جديدة لإنهاء الحرب بصفقة تبادل للأسرى والرهائن تحظى 90% من نصوصها بالتوافق عليها، قبل أن يضيف أن هناك نقطتين جوهريتين معلقتين في المفاوضات الدائرة حالياً، أولهما محور فيلادلفيا، والثانية الأسرى المشمولين بالصفقة حتى يكون بوسع إسرائيل ترتيب أولوية الإفراج عن رهائنها وأسراها والاعتراض في نفس الوقت على أي اسم في قوائم الإفراج الفلسطينية.
على مدى جولات تفاوض متعاقبة لم يتطرق نتانياهو إلى محور فيلادلفيا، وطالب بالسيطرة العسكرية الإسرائيلية عليه بذريعة منع تهريب السلاح من سيناء إلى غزة.
لماذا الآن؟، هذا سؤال ضروري.
إفشال المفاوضات داعٍ أول، وغياب الردع داعٍ ثانٍ.
إنه خرق صريح ومباشر لاتفاقية "كامب ديفيد" وبروتوكولاتها الأمنية، التي تمنع التمركز العسكري في ذلك المحور دون ترتيبات مسبقة، أو موافقة عليه من الطرف الآخر.
بقدر مماثل بدا الاحتلال الإسرائيلي لمعبر رفح البري من الناحية الفلسطينية خرقاً لاتفاقيات وتفاهمات دولية واعتداء سافراً على اتفاقيتين دوليتين، رغم وجود تحفظات جوهرية عليهما: «كامب ديفيد» و«أوسلو».
المعنى السياسي المباشر أن مصر لم تعد وسيطاً في المفاوضات، إذ أنها طرف مباشر وأمنها القومي على المحك.
في مؤتمرين صحافيين متتاليين، أولهما بالعبرية والآخر بالإنجليزية، بدا نتانياهو مأزوماً بفداحة إثر مقتل 6 من الأسرى الإسرائيليين.
لاحقته اتهامات واسعة حمّلته مسؤولية مقتلهم وجرت تظاهرات غاضبة في تل أبيب دعت إلى عقد صفقة تبادل للأسرى والرهائن دون إبطاء.
حاول دون جدوى إعادة صياغة أهدافه من الحرب، تقويض قدرات حماس أولاً، وعودة الرهائن ثانياً، وألا تعود غزة مرة أخرى مصدر تهديد للأمن الإسرائيلي ثالثاً.
تخلى واقعياً عن هدف إنهاء حماس بعدما ثبت استحالته، قلّص وعوده بإرجاع جميع الرهائن إلى بيوتهم بالضغط العسكري وحده. الأمن له الأولوية حتى لو عادوا جميعهم في توابيت.
ولمح مجدداً إلى إعادة احتلال غزة، دون أن يقولها مباشرة خشية رد الفعل الدولي.
لم يجد أمامه للدفاع عن نفسه غير اصطناع تناقض بين عودة الرهائن والأمن الإسرائيلي، والتحرش المتكرر بمصر، تجاوز كل حد واعتبار، وهو ما يستحق الرد عليه بالأفعال، لا بالأقوال وحدها.
أقل رد ممكن هو تعليق اتفاقية "كامب ديفيد" على ما لوّحت به مصر سابقاً.
بقوة الحقائق لا تحتمل إسرائيل ذلك، إذ يتم النظر إلى هذه الاتفاقية كأهم حدث في تاريخ الدولة العبرية بعد تأسيسها، كما قالت وقتها صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، ولا تحتمل مصر التجاوز بالإهانة والاستخفاف دون ردع مناسب.
بكل حساب جيواستراتيجي فإن الإدارة الأمريكية ليست بوارد أن تسمح بانهيار جوهري في استراتيجيتها بالشرق الأوسط.
لسنا في موقف ضعف، رغم كل الأزمات الداخلية والإقليمية.ولا إسرائيل المنهكة عسكرياً والمأزومة داخلياً في مركز قوة.
نتانياهو نفسه كشف منذ شهرين أنه سيعارض أي اتفاق، كان ذلك قبل طرح ذريعة "محور فيلادلفيا".
حسب مسودة الاتفاق المقترحة تبدت أفكار أمريكية غير مقنعة وغير متماسكة للالتفاف على تلك الذريعة، كالتفرقة بين الأجزاء المكتظة وغير المكتظة بالسكان في ذلك المحور، أو فكرة إنشاء قوات دولية لا تشارك فيها الولايات المتحدة.
في اللحظة الحالية تبدو الإدارة الأمريكية لأسباب انتخابية أكثر حماساً عن أي مرة سابقة للتوصل إلى اتفاق، لكنها لنفس الأسباب تبدو أضعف من أن تمارس ضغوطاً حقيقية على إسرائيل للتوصل إلى صفقة.
الحقائق تعلن عن نفسها والكلام التفاوضي يدور بنفس الدائرة، كأنه مقصود أن يقال إن هناك مفاوضات وهناك أمل في وقف الحرب وعدم تمددها إلى حرب إقليمية لا تقتضيها المصالح الأمريكية.
لا نتنياهو مستعد للمضي في أي تسوية، إذ إنها تعني مباشرة خسارة منصبه، ولا المقاومة الفلسطينية مستعدة بنفس الوقت أن تخسر كل شيء، أو أن تضفي شرعية على احتلال غزة مجدداً، أو أن يعود نتانياهو لمواصلة حرب الإبادة والتجويع بعد أن تكون قد تخلت عن أقوى أوراقها، ورقة الأسرى والرهائن.
ما يحدث بالضبط انفلات قوة تطلب إبادة شعب بأسره في غزة والضفة الغربية معاً، تتجاوز القانون الدولي، تدمر البني التحتية لجعل الحياة مستحيلة والتهجير القسري ممكناً.
التصعيد عنوان رئيسي لا يمكن تجاهل تبعاته رغم أجواء المسرحة في مفاوضات بلا أفق.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية غزة وإسرائيل

إقرأ أيضاً:

الأمل في الشباب.. أشرف زكي يتحدث عن مسرحية «صالون»

أكد أشرف زكي، نقيب المهن التمثيلية، حماسه الشديد لعرض مسرحية "الصالون"، مشيرًا إلى أن الأمل دائمًا في الشباب، حيث يُقدم هذا العمل مجموعة من الشباب وجيلًا جديدًا من الفنانين.

مابولولو يفوز بجائزة أفضل هدف في حفل الكاف لعام 2024"المصريين": كلمة الرئيس السيسي للإعلاميين رهان جديد على وعي المواطنين

وأضاف أشرف زكي، خلال لقائه مع الإعلامي عمرو الليثي في برنامج "واحد من الناس"، المذاع عبر قناة الحياة مساء اليوم الإثنين، أنه يسافر إلى المحافظات ويتابع جميع الفنانين والأعمال الفنية هناك، إيمانًا منه بالشباب ودورهم الكبير في بناء المستقبل.

ويستضيف الإعلامي عمرو الليثي، في حلقة الليلة من برنامجه، الفنان أشرف زكي وفريق عمل مسرحية "الصالون"، وهم: الدكتورة دينا أمين مخرجة العرض، نور قبطان مؤلفة العرض، مريم أشرف زكي، عمر جمعة، حنين الدمرداش، محمد الليثي، مريم طموم، ملك الليثي، حسين شبانة، وعمرو تامر. تُعرض الحلقة في تمام الساعة العاشرة مساءً.

ويتحدث الفنان أشرف زكي عن عشقه للمسرح، وعن أهميته ودوره ورسالته، بالإضافة إلى دعمه وحماسه للفرق الشابة الموهوبة، وكيف يمكن تقديم هذه التجارب الفنية الشبابية على نطاق أوسع لتحقيق أهدافها واكتشاف مواهب جديدة في مجال التمثيل.

وتتحدث الدكتورة دينا أمين، مخرجة العمل، عن تفاصيل المسرحية، وكيف خرجت إلى النور، وعن الرسالة التي يحملها العرض، بالإضافة إلى الروح الإيجابية والتعاون السائد بين فريق العمل.

أما نور قبطان، مؤلفة المسرحية، فتتناول قصة المسرحية، وتجيب عن سؤال حول مصدر فكرة العمل وكيف جمعت كل هذه الشخصيات المختلفة في مكان واحد وهو "الصالون".

ومن بين أبطال العرض، الفنانة مريم أشرف زكي، التي تتحدث عن تجربتها في التمثيل وعشقها للمسرح، ومدى أهمية هذه التجربة في بدايتها الفنية. كما تكشف عن رأي والدها وملاحظاته قبل أن تقف على خشبة المسرح.

ويتحدث أيضًا الفنان محمد الليثي عن تجربته مع المسرح والفرق بينه وبين العمل في السينما والتلفزيون، حيث سبق له تقديم العديد من الشخصيات الدرامية والسينمائية.

ويُشارك باقي فريق العمل في الحديث عن كواليس وأسرار المسرحية، التي نالت إشادة النقاد واستحسان الجمهور.

مقالات مشابهة

  • لن نقصف أي موقع قد يكون فيه..نتانياهو يعد والدة أمريكي محتجز في سوريا
  • وزير الخارجية: هناك محددات يجب الإتفاق عليها قبل الدخول في مفاوضات مع الإمارات
  • نتانياهو: قواتنا باقية في جبل الشيخ على الحدود السورية
  • مفاوضات غزة - الفجوات ما زالت كبيرة واتفاق قريب غير متوقع
  • ملحوظات تمهيدية حول «مقعد على الرَّصيف»
  • نتانياهو وكاتس يزوران قمة جبل الشيخ السوري: عين إسرائيل على دمشق وحكامها الجُدد
  • رداً على تقارير إعلامية..مصر تنفي زيارة نتانياهو إلى القاهرة
  • الأمل في الشباب.. أشرف زكي يتحدث عن مسرحية «صالون»
  • رغم تعارض التصريحات.. حكومة الاحتلال تزعم التقدم في مفاوضات الأسرى
  • مسرحية «الباشا» في موسم الرياض.. كوميديا ونجوم في عرض لا يُفوت