منافسة الصين لأمريكا في تطبيقات “تشات” تصطدم بالقيود الحكومية
تاريخ النشر: 8th, September 2024 GMT
خلق الذكاء الاصطناعي مجالاً جديداً للمنافسة المحتدمة بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين التي لحقت بالركب من خلال الإعلان عن إطلاق تطبيق المحادثة (Chat Xi PT).
وأعلنت أكبر هيئة تنظيمية للإنترنت في الصين عن نموذج لغوي كبير (LLM) يمكنه الإجابة على الأسئلة، وإنشاء التقارير وتلخيص المعلومات، والترجمة بين اللغتين الصينية والإنجليزية، وهو نموذج طوَّره معهد أبحاث الفضاء السيبراني التابع لإدارة الفضاء السيبراني الصينية، ويرتكز على الفلسفة السياسية للرئيس “شي جين بينج”، وموضوعات الفضاء السيبراني الأخرى التي أقرتها الحكومة الصينية، ووصفته بأنه نظام ذكاء اصطناعي “آمن وموثوق”.
ووفقاً لورقة بحثية أعدها مركز إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية في أبوظبي، يأتي إنشاء نظام الذكاء الاصطناعي التوليدي الجديد عقب جهود مكثفة بذلها المسؤولون الصينيون لنشر أفكار حول السياسة والاقتصاد والثقافة، باستخدام كافة الوسائل التقليدية والتكنولوجية، وفي حين أن الإصدار النهائي للنموذج على نطاق أوسع لا يزال غير مؤكداً.
كيفية الاستخدام
ويعد الطرح الصيني امتداداً لمحاولات الصين المستمرة للتحكم في كيفية استخدام الصينيين للذكاء الاصطناعي، وصياغة المحتوى الذي يُعرَض من خلال تلك التقنيات. ومن ثم، شددت إدارة الفضاء السيبراني الصينية على أنها تُشرِف على جودة المحتوى الذي يُولِّده روبوت الدردشة (Chat Xi PT) ويعتمد على قاعدة معرفية منسقة من البيانات التي تم إنشاؤها ومعالجتها محلياً، وليس مفتوح المصدر؛ ما يضمن أمانة وموثوقية البيانات بالاعتماد على نماذج لغوية معدة مسبقاً ومعتمدة من الحكومة، ويخضع حالياً للاختبار الداخلي، ولا يمكن الوصول إليه إلا من قِبَل مستخدمين معينين عن طريق الدعوة.
التوازن
وقال “إنترريجونال” إن الصين ترغب في التحكم في الوعاء الفكري الذي تُستقَى منه المعلومات، واستخدام الذكاء الاصطناعي أداةً في تحقيق أهدافها، بجانب رغبتها في تحقيق قدر من التوازن بين الضوابط الصارمة التي تفرضها البلاد على المجال العام، وبين تعزيز تطوُّر الذكاء الاصطناعي وخلق منافسين محليين للتكنولوجيا الأمريكية.
ويتماشى هذا الإصدار المحدود لتطبيق المحادثة مع استراتيجية بكين لتسخير الذكاء الاصطناعي لتحقيق النمو الاقتصادي مع فرض لوائح صارمة للأمن السيبراني.
وتجسد مبادرة رئيس مجلس الدولة “لي تشيانج” في مارس 2024 لدمج الذكاء الاصطناعي في القطاعات التقليدية هذا النهج؛ حيث شدد على أهمية الذكاء الاصطناعي باعتباره محركاً مهماً لتطوير قوى إنتاجية جديدة عالية الجودة، وضرورة تحقيق اختراقات رئيسية في مجالات مثل قوة الحوسبة والبيانات والخوارزميات للسماح للذكاء الاصطناعي بتمكين الصناعات المختلفة بشكل أفضل.
قيود وتحديات
وأوضح “إنترريجونال” أن الشركات الصينية العاملة في مجال الذكاء الاصطناعي تواجه العديد من القيود والتحديات، سواء كانت قيوداً خارجيةً ممثلة في القيود الأمريكية التي وُضِعت على مدى العامين الماضيين لمنع تصدير رقائق الذكاء الاصطناعي المطورة إلى الصين – وذلك لمحاولة إبطاء تطوير بكين هذه التكنولوجيا الحديثة، واستخدامها في الأغراض العسكرية – أو القيود التنظيمية الداخلية التي تفرضها الصين على تطوير تطبيقات المحادثة المدعومة بالذكاء الاصطناعي؛ حيث يجب أن تتوافق مع الضوابط التنظيمية الحكومية وإطار ورؤية بكين.
ومن ثم، يُمثِّل إطلاق تطبيق المحادثة الجديد المدعوم بقاعدة بيانات تشرف عليها السلطات الصينية، خطوةً على طريق إفساح الطريق أمام تلك الشركات للابتكار في تطوير نماذج تطبيقات المحادثة الخاصة بها.
نمو سريع
وأشارت ورقة “إنترريجونال” البحثية إلى أن قطاع الذكاء الاصطناعي في الصين يشهد نمواً سريعاً؛ في الوقت الذي يسعى فيه إلى تضييق الفجوة مع الشركات الأمريكية في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي؛ حيث بدأت الصين تُسرِّع الموافقات على خدمات الذكاء الاصطناعي مع بداية عام 2024، حيث حصل 117 نموذجاً لغوياً جديداً على موافقات من إدارة الفضاء السيبراني الصينية.
وشهدت تطبيقات المحادثة الصينية القائمة طفرة في أعداد المستخدمين؛ فعلى سبيل المثال، نجح تطبيق “إيرني بوت” (Ernie Bot) – وهو برنامج دردشة آلي طورته شركة “بايدو”، في جذب أكثر من 200 مليون مستخدم حتى أبريل 2024 ما عزز المنافسة مع بعض تطبيقات مثل (Kimi) الذي طورته شركة (Moonshot AI)، ورغم ذلك لا يزال تطبيق (ChatGPT) الأمريكي في المقدمة من حيث الشعبية العالمية، الذي سجَّل 1.8 مليار زيارة تقريباً حتى مارس 2024.
تداعيات رئيسية
وذكر “إنترريجونال” أنه وعلى الرغم من القيود المفروضة على تطبيقات المحادثة الصينية، فإن بعضها قد يمثل بدائل مناسبة للتطبيق الأمريكي. وهناك دلائل على أن الهيئات التنظيمية الصينية تعمل على تخفيف القيود المفروضة على الذكاء الاصطناعي للسماح لروبوتات المحادثة بأن تكون أكثر قدرةً على المنافسة على مستوى العالم، وإعطاء الشركات مساحة للابتكار، إلا أنه على المدى الطويل، قد تتسع الفجوة بين تطبيقات المحادثة الأمريكية والصينية؛ حيث تواجه الشركات الصينية مشكلة أكبر تتمثل في الافتقار إلى شرائح الذكاء الاصطناعي المطورة.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی الفضاء السیبرانی
إقرأ أيضاً:
“المستحيل الذي تحقق”.. الناصر: 100 مليار دولار استثمارات غاز “الجافورة”
كشف رئيس أرامكو وكبير الإداريين التنفيذيين المهندس أمين الناصر، أن مشروع تطوير حقل “الجافورة” يُعد درة التاج بين حقول الغاز الصخري وأكبرها في الشرق الأوسط ، وهو المستحيل الذي تحقق، بإجمالي استثمارات أكثر من 100 مليار دولار خلال الـ 15 عامًا المقبلة، متوقعًا أن يُسهم بنحو 23 مليار دولار سنويًا في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة.
وأكد في كلمته بـ “منتدى الأحساء 25” أن المشروع يعزز مكانة المملكة كأحد أهم منتجي الغاز في العالم، برفع الطاقة الانتاجية بأكثر من 60% بحلول عام 2030 ، بمعدل نحو 2 مليار قدم مكعبة قياسية يوميًا من غاز البيع ، مشيرا إلى اكتمال تطوير المرحلة الأولى من مشروع مدينة الملك سلمان للطاقة “سبارك” واستقطاب أكثر من 60 مستثمر محلي وعالمي بقيمة تجاوزت 12 مليار ريال واجمالي يفوق 40 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة، وقد بدأت عدة مصانع التشغيل الفعلي وأخرى قيد البدء، لافتًا إلى أن جميع عمليات أرامكو لخدمات الحفر والدعم اللوجستي لجميع حقول النفط والغاز في المملكة تدار اليوم من مدينة “سبارك“.
ونوّه الناصر بمحافظة الأحساء وتاريخها العريق وأرضها الطيبة وأهلها الفضلاء، وأكد أنها “جزء أصيل من تاريخ أرامكو .. وأرامكو جزء من تاريخ الأحساء” ، مشيرًا إلى توسع أرامكو السعودية خلال السنوات الأخيرة في إطلاق مشاريع عملاقة ومبادرات نوعية تعزز من فرص الاستثمار وتوليد فرص عمل في الأحساء، وتُسهم في زيادة الناتج المحلي وتنشيط الدورة الاقتصادية.