الثورة /محمد الروحاني
يوما بعد أخر تتكشف الحقائق وتظهر الأجوبة التي ظلت لسنوات لغزا محيرا لليمنيين ومنها لماذا مخرجات العملية التعليمية بهذا الضعف؟ ولماذا أغلب طلاب الثانوية في اليمن لا يستطيعون القراءة والكتابة ومن المسؤول عن ذلك.
وبعد كل هذه السنوات تأتي اعترافات عناصر خلية التجسس الأمريكية الإسرائيلية لتجيب على هذه الأسئلة وتكشف عن مؤامرة كبرى تديرها الاستخبارات الأمريكية بتعاون جواسيسها وعملائها في الداخل الذين جندتهم المخابرات الأمريكية وأوصلتهم لتولي قيادات في كليات التربية بالجامعات ووزارة التربية والتعليم من وزراء ووكلاء ومشرفين لتطوير المناهج والذين بواسطتهم استطاعت المخابرات الأمريكية التدخل في تأليف المناهج وضرب العملية التعليمية وأضعافها عن طريق مشاريع تديرها الوكالة الأمريكية للتنمية ومنظمات أخرى مرتبطة بالمخابرات الأمريكية ومنها مشروع استثمار التعليم ومشروع تحسين جودة التعليم التي كان ظاهرها المساعدة في تحسين جودة التعليم وباطنها إضعاف العملية التعليمية في اليمن وضربها.
وبحسب اعترافات الجاسوس محمد المخلافي فانه في اطار استهداف العملية التعليمية التي بدأت منذ ثمانينات القرن الماضي فقد تم إبلاغه في العام 90 م بلقاء لمبتعثي الوكالة في السفارة الأمريكية، وأن أحد الأمريكان ذكر له أن الوكالة الأمريكية لديها دعم لتأليف كتب موحدة للصفوف الثلاثة الأولى في ثلاث مواد من ضمنها مادة اللغة العربية التي هي تخصصه.. مشيرا إلى أن عملية تأليف الكتب من (1 – 3) كان المنفذ الـ EDC في الأردن، ومنظمة الـ EDC هي أمريكية ومتعاملة مع المخابرات الأمريكية، وأيضاً خليل عليان الذي كان يمثلها هو أيضاً من ضمن المتعاونين مع المخابرات الأمريكية.
الجاسوس محمد المخلافي قال في اعترافاته انه تعرف في العام 1991 على عبد الحميد العجمي والذي كان يتابع مع خليل عليان سير عمليات التأليف وإعطاء التوجيهات في كيفية سير العمل في هذه الكتب”.. مبينا أن العجمي هو الذي صارحه بالعمل مع المخابرات الأمريكية وأنه يعمل لصالحها وأن المعلومات التي سيقدمها له سيقدمها للمخابرات الأمريكية.
ولفت الجاسوس المخلافي إلى أنه عندما بدأنا أول مشروع لتأليف الكتب من (1 – 3) كان الهدف مساعدة الوزارة على تأليف كتب موحدة لكن الأهداف الخفية أن هذه الكتب التي ستؤلف ستكون بطريقة لا تؤدي إلى تمكن المتعلمين من إتقان عملية القراءة، وأدى هذا إلى إيجاد كتاب اعتمد بدرجة أساسية على أخذ موضوعات من الكتب التي كانت مستخدمة في الشمال أو في الجنوب أو من الدول العربية لكن لم تكن منظمة وفق بنية منهجية.. مؤكدا أن النتيجة كانت مجرد توليف موضوعات ليس فيها بنية ترابطية صحيحة تؤدي إلى تعلم صحيح وجيد.. وقال” هذه أبرز الأضرار في هذا الكتاب أنه لم يكن بنية مترابطة، ما اضطر الفريق لاعتماد الطريقة التي كانت مستخدمة في الكتابين في الشمال والجنوب والكتاب الذي في الشمال ألّفه خبير مصري والوكالة كان لها دور في إرسال هذا الخبير وتأليف هذا الكتاب حتى تسير الأمور وفق ما يريدون وهو إيجاد جيل لا يتمكن من تعلم القراءة”.
وفي هذا السياق ذكر الجاسوس عامر الأغبري، أنه في العام 2004 تم التنسيق له من قبل المخابرات الأمريكية لتوظيفه في مشروع تحسين التعليم الأساسي التابع والممول من الوكالة الأمريكية، ويشرف عليه ضابط الاستخبارات الأمريكي “جون رالي”.
وقال” بدأوا بلقاء مع السفير ومدير المشروع الأمريكي “جون رالي” وفريق الوكالة الأمريكية وفريق من وزارة التربية والتعليم من قطاع المناهج ومن قيادة الوزارة لمراجعة الاستراتيجية السابقة، وتم استدعاء السفراء الألماني والبريطاني، والهولندي، وطلبوا أن يأتوا أيضا بالخبراء اليمنيين في هذا المجال حيث حضروا تقريبا ستة إلى جانب خمسة سفراء والسفير السعودي، وفعلا طرحت الاستراتيجية مكتوبة باللغة الإنجليزية من قبل الأمريكان كيف نطور التعليم”.
وتطوير التعليم يتم كالتالي:
– أولا بتغيير المناهج بشكل عام بحسب الاستراتيجية المقدمة.
– الاستراتيجية تقول: إضعاف التعليم من قبل الكادر المحلي.
– إضعاف التدريب.
– إضعاف الإشراف التربوي.
– إيجاد بيئة طاردة للطالب.
– إدخال المصطلحات الجنسية في المناهج.
– إدخال الرموز الأجنبية والأعياد والمناسبات الخارجية على أساس تكون كرموز قادة.
– إلى جانب خلق مناهج تصعب على الطالب فهمها في المراحل الأولى.
– عمل مراجعة شاملة للمواد الدينية وخاصة في التوحيد والقرآن على أساس إزالة الآيات القرآنية التي تعمل على حسب ما يقولون على “إثارة النزاعات الدينية”.
– إلى جانب تطوير المصطلحات الجغرافية وعدم ربط الطالب اليمني بالأحداث التي تربطه بالسير وبالذات عدم ذكر الغزوات التي كانت تحصل ضد اليهود.
– إلى جانب أيضا تغيير الاستراتيجية في عملية المواد العلمية والقرائية.
وعلى ضوئها بدأت عملية التطوير الكامل للمناهج بشكل عام من (1 – 12) وزارة التربية والتعليم تتعاقد مع خبير الذي هو عنصر أمريكي تم تأهيله في الولايات المتحدة في قياس المناهج أو في تطوير المناهج أو في القياس والرصد وهو يعمل على تغيير المناهج، ويشكل فريق من عنده، ويأخذ بعض العناصر المطعمة من وزارة التربية والتعليم، وفريق آخر من خارج التربية ويظل يعمل أربعة إلى خمسة أشهر في تغيير المادة بالكامل.
استهداف مناهج العلوم والرياضيات:
وفي إطار استهداف المناهج أشار الجاسوس مجيب المخلافي، إلى أن مشروع “تيمس” هو مشروع دولي تدعمه بشكل أساسي الوكالة الأمريكية للتنمية، وسعت لإدخال هذا النشاط إلى اليمن.. مبينا أنه تم إجراء اختبارات تيمس لعيّنة من الطلاب اشتركوا في المسابقة الدولية للعلوم والرياضيات، وكان مستوى اليمن في هذه الاختبارات متدن.
ولفت إلى أنه ومن خلال نتائج الدراسات التي تتم على هذه الاختبارات تم إرسال فرق من الوزارة إلى الأردن على أساس انه بدأت مرحلة تطوير مواد العلوم والرياضيات بدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية عبر مشروع تطوير التعليم الأساسي.. مبينا أنه تم إعداد مناهج تعتمد على الجانب التطبيقي بمعنى منهج العلوم بحاجة إلى معمل بحيث يستطيع الطالب أن يلاحظ التفاعلات التي تتم ما بين المواد والخروج بمادة أخرى.
وأشار الجاسوس المخلافي، إلى أن المدارس في اليمن غير متوفر فيها هذه المعامل لذلك عندما نزلت المناهج الجديدة حصلت ضجة كبيرة من المعلمين كونهم لم يستطيعوا التعامل معها، ومن أولياء الأمور كونهم لم يستطيعوا أن يقدموا الدعم لأبنائهم في هذا الجانب.
وقال” تم تطوير هذه المناهج التي تسمى المناهج التطبيقية في العلوم والرياضيات والتي تعتمد في الأصل على أن المدرسة لا بد أن يكون فيها معمل، ونحن معنا بحدود 17000 أو 18000 مدرسة في الجمهورية اليمنية و99 بالمائة من هذه المدارس لا يوجد فيها معامل ولا يوجد معنا ورش مركزية أو محلية لإنتاج المواد ومتطلبات المعامل”.. مشيرا إلى أن الأثر انعكس على الطالب وعلى ولي الأمر وعلى المعلم.
وأكد أن الهدف الذي سعت إليه الوكالة الأمريكية من خلال تطوير المناهج المدرسية بطريقة غير متوازنة هو إخراج جيل غير ملم أو غير قادر على أن يطور البلاد على المدى البعيد لأن مادة العلوم ومادة الرياضيات هي الأساس الذي على أساسه تُبنى العلوم والتكنولوجيا والمؤسسات التقنية والمصانع في البلاد وهي التي تنمي الابتكار والاختراع لدى الأطفال
وفي السياق أوضح الجاسوس عامر الأغبري، أنهم شكلوا كتلة التعليم المحلية التي تشمل الوكالة الأمريكية، منظمة الجي آي زد الألمانية، الديفيد البريطانية، سيف شيلدرين، اليونيسف، الغذاء العالمي، الصندوق الاجتماعي للتنمية، وهدفها الرئيس المصادقة على أي تطوير للمناهج أو حذف أو إدخال معلومات جديدة فيها، وفي التدريب وكل المجالات.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: المخابرات الأمریکیة الوکالة الأمریکیة العملیة التعلیمیة التربیة والتعلیم التی کان إلى جانب فی هذا إلى أن
إقرأ أيضاً:
من المصارعة إلى التعليم.. هذه مرشحة ترامب للوزارة التي يريد إلغاءها
اختار الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، ليندا ماكمان، الرئيسة السابقة لاتحاد المصارعة العالمية الترفيهية "دبليو دبليو إي"، لتولّي حقيبة التعليم، الوزارة التي يعتزم إلغاءها والتي يدور حولها نزاع شرس بين التقدميين والمحافظين.
وقال ترامب في بيان إنّ ماكمان هي "مدافعة شرسة عن حقوق الوالدِين"، مضيفا "سنعيد التعليم إلى الولايات المتحدة، وليندا ستقود هذا الجهد".
ومنذ فوزه في الانتخابات التي جرت في الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر، بدأ الرئيس السابق الذي سيتسلم السلطة مجددا في 20 كانون الثاني/ يناير، بتعيين كوادر إدارته المقبلة، وقد اختار لملء بعض المراكز أسماء فاجأت كثيرين.
وفي بيانه اعتبر ترامب أنّه "بصفتها وزيرة للتعليم ستكافح ليندا بلا كلل" من أجل منح كل ولاية أميركية مزيدا من الحريات التعليمية و"تمكين الآباء من اتخاذ أفضل القرارات التعليمية لعائلاتهم".
وتشهد الولايات المتحدة انقساما حادا حول موضوع التعليم إذ ترفض الولايات التي يقودها جمهوريون نشر المبادئ التي يدافع عنها الديموقراطيون من مثل حقوق المرأة والأقليات وحقوق المثليين.
وماكمان، سيدة الأعمال البالغة من العمر 76 عاما، سبق لها وأن شغلت منصب وزيرة شؤون الشركات الصغيرة وذلك في مستهل ولاية ترامب الأولى، وتحديدا بين العامين 2017 و2019.
وتعتبر هذه المرأة أحد أركان الحلقة الضيقة لترامب الذي اختارها أيضا لتكون أحد قادة فريقه الانتقالي الذي سيتولى السلطة من الديموقراطيين.
ولا تتردّد ماكمان في وصف ترامب بـ"الصديق"، وهي مانحة رئيسية للحزب الجمهوري وقد ساهمت ماليا في دعم ترشيح ترامب للسباق الرئاسي منذ 2016، أولاً في الانتخابات التمهيدية الحزبية ومن ثم في الانتخابات الوطنية.
وهذه السيدة متزوجة من فينس ماكمان، وريث اتحاد المصارعة العالمية الترفيهية "دبليو دبليو إي".
وهذا الاتحاد هو شركة عملاقة تأسّست في خمسينيات القرن الماضي، قبل أن تصبح ماكمان في 1993 رئيستها ومن ثم مديرتها العامة في 1997.
واستقالت ماكمان من هذه المنظمة في 2009 لتجرب حظها في عالم السياسة.
أمام زوجها فقد بقي على رأس الاتحاد حتى كانون الثاني/يناير الماضي حين اضطر للاستقالة بعد أن تقدمت موظفة سابقة بشكوى ضده بتهمة الاعتداء جنسيا عليها.