تشفير المحادثات.. بين حماية الخصوصية وتهديد الأمن القومي
تاريخ النشر: 8th, September 2024 GMT
أصبح التشفير في السنوات الأخيرة عنصرا حاسما في حماية خصوصية الأفراد على الإنترنت، وخصوصا في الرسائل الإلكترونية وتطبيقات المراسلة.
وبينما يحمي التشفير الأفراد من الجرائم مثل سرقة الهوية أو المراقبة غير القانونية، فإن وكالات إنفاذ القانون والأمن الوطني تجادل بأن التشفير يجعل من الصعب، أو حتى مستحيلاً، على الأجهزة الأمنية التحقيق في الجرائم والتهديدات المتعلقة بالسلامة العامة، وفق موقع مركز سياسة الأمن السيبراني.
وفي تسعينيات القرن الماضي، واجه المبرمجون الذين طوروا أدوات التشفير في الولايات المتحدة صعوبة في تصدير هذه البرمجيات، حيث اعتبرت الحكومة هذه الأدوات كمواد خاضعة لرقابة مماثلة للأسلحة.
وكانت هناك مخاوف بشأن كيفية تأثير هذه التقنيات على الأمن القومي، ما أدى إلى قيود صارمة على تصدير البرمجيات التي توفر تشفيرًا قويًا.
لكن مع مرور الوقت، تغيرت الأمور بشكل ملحوظ، حيث انتصر دعاة الخصوصية، وتمكنت تقنيات التشفير من تحقيق انتشار عالمي، وفق تقرير لـ"الإيكونوميست".
ويستخدم الناس اليوم، أدوات التشفير بشكل واسع، بدءًا من الرسائل المشفرة بين المراهقين وصولاً إلى استخدامها من قبل العسكريين في مناطق النزاع مثل أوكرانيا.
وقد أدى ذلك إلى جدل بل "مواجهة" بين الحكومات والشركات التقنية بشأن التوازن بين الأمان وحقوق الأفراد.
وأحد أبرز التحديات التي تواجه التشفير هو طلبات الحكومات للوصول إلى محتوى الرسائل المشفرة.
فعلى سبيل المثال، طلبت السلطات الفرنسية مؤخرًا من بافيل دوروف، المدير التنفيذي لتطبيق "تيليغرام"، تقديم معلومات حول الرسائل المشفرة.
وبينما نفى دوروف ارتكاب أي مخالفات، فإن القوانين في بلدان مختلفة تتطلب من الشركات التقنية توفير طرق للوصول إلى المحتوى، ما يثير قلقًا بشأن إمكانية استخدام "الأبواب الخلفية" في التشفير.
وأكد دوروف في بيان، الجمعة، أن التطبيق يخطط لمراجعة سياسات مراقبة المحتوى، مشيرا إلى أنه كان يجدر على السلطات الفرنسية نقل شكواها إلى الشركة القائمة على "تيليغرام" دون اللجوء إلى اعتقاله.
وخضع دوروف، الأسبوع الماضي، لتحقيق رسمي في فرنسا فيما يتعلق باستخدام تيليغرام في جرائم مثل الاحتيال وغسل الأموال ونشر صور لاستغلال الأطفال جنسيا.
وكتب دوروف على تيليغرام يقول "99.999 بالمئة من مستخدمي تيليغرام لا علاقة لهم بالجرائم، لكن 0.001 بالمئة متورطون في أنشطة غير مشروعة يخلقون صورة سيئة للمنصة بأكملها، مما يعرض مصالح ما يقرب من مليار مستخدم للخطر".
وفي بعض البلدان، تواجه الحكومات صعوبة في التعامل مع هذه التقنيات، إذ اقترحت المملكة المتحدة تقنيات "معتمدة" لتحديد المحتوى غير القانوني، ولكن لم يتم اعتماد أي منها حتى الآن.
وفي الاتحاد الأوروبي، تم اقتراح نظام "Chat Control 2.0" الذي يجبر منصات الرسائل على مسح المواد المتعلقة بالاعتداء الجنسي على الأطفال، ما أثار جدلاً كبيرًا حول تأثير ذلك على خصوصية المستخدمين.
وفي الهند، تطلب الحكومة من تطبيقات الرسائل تنفيذ "قابلية التتبع" لتحديد مصدر الرسائل، مما أثار مواجهة مع "واتساب"، حيث تقول الشركة إن هذا الأمر يعرض التشفير للخطر، وقد تترك السوق الهندية إذا أصر المسؤولون على هذا الطلب.
وبينما تصر الشركات التقنية على الحفاظ على أمان التشفير، يواصل الخبراء في المجال تقديم حجج ضد أي تعديلات قد تضعف هذه التقنية.
في دراسة حديثة، قدمت مجموعة من الخبراء، بما فيهم ويتفيلد ديفي ورونالد ريفيست، حججًا تفصيلية ضد تقنيات المسح من جانب العميل، مشيرين إلى أن أي تدخل قد يعرض الشخص للخطر ويؤثر سلبًا على الخصوصية الفردية.
في النهاية، تظل معركة التشفير مفتوحة، حيث يتعين على الحكومات والشركات التقنية والمجتمع الدولي العمل معًا لإيجاد توازن بين الأمان والخصوصية.
يذكر أنه في العديد من الدول الاستبدادية، تم حظر التشفير أو تقييده بشدة، أما في معظم الديمقراطيات، فإن هناك تركيزا أكثر حول ما إذا كان يمكن التخفيف من قيود التشفير من عدمه.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
كرونولوجيا أكبر هجوم سيبراني على مؤسسات مغربية رسمية.. البداية من “تيليغرام” والشكوك تحوم حول قراصنة تونسيين وجزائريين
زنقة 20 | الرباط
في 8 أبريل 2025 سيتم إنشاء قناة على تطبيق تيليغرام بإسم “Jabaroot DZ” قدمت نفسها كمجموعة هاكرز جزائرية.
أول منشور لهذه المجموعة على التطبيق الروسي المشفر ، كان يهم اختراق موقع وزارة الشغل المغربية و الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي CNSS.
المجموعة قالت أنها قامت بالإستيلاء على بيانات الملايين من المغاربة و سربتها بالمجان، في منصات مختلفة ، في تطبيق تيليغرام و موقع خدمة مشاركة الملفات بشكل مجهول.
حسب مجموعة “Moroccan Hackers”، فإن قناة “جبروت” التي أنشئت على تطبيق تيليغرام ، قررت إعلان خبر اختراق مواقع مغربية رسمية على منتديات الهاكرز و ذلك لتسليط الضوء أكثر عن القضية ، خاصة و أن هذه المنتديات تراقبها الجهات الأمنية في مختلف دول العالم.
و هكذا نشرت المجموعة أول منشور في إحدى منتديات الهاكرز بإسم Jabaroot، و أعلنت فيه الاختراق الذي استهدف مؤسسات مغربية و تسريب أكثر من 6.5 جيغا من بيانات المغاربة.
و أوضحت “الهاكرز المغاربة”، أن أزيد من 28 ألف شخص قاموا بتحميل هذه البيانات المسربة والتي تتضمن أكثر من 53 ألف ملف PDF وملفات بإمتداد csv ، وتهم أكثر من 499 شركة مغربية، وبيانات شخصية لأكثر من 1.99 مليون موظف.
هذه البيانات الشخصية وفق توضيحات مجموعة “الهاكرز المغاربة” ، تتعلق برقم البطاقة الوطنية.. الإسم بالكامل..الإيميل..رقم الهاتف.. الشركات و أجور مستخدميها.. أرقام جوازات السفر.. أرقام الحسابات البنكية و معلومات أخرى.
وتكشف المجموعة المغربية ، أن الهاكر المسمى بـ Jabaroot ارتكب خطأ يطلق عليه الهاكرز إسم “Bad OpSec” و ذلك خلال نشره البيانات المسربة.
الـBad opsec هو اختصار لـ”Bad Operational Security” والتي تعني الأخطاء أو التصرفات التي تفضح شخصا أو تعرّي معلومات حساسة عنه بدون أن يشعر بذلك.
في اللحظة الأولى بحسب المجموعة المغربية، حينما بدأ الهاكر “جبروت” بنشر البيانات المسربة في قناته على تيلغرام لم ينشرها على حسابه Jabaroot Dz بل حولهم Forward من حساب آخر إلى قناة Jabaroot Dz.
وخلال التحويل ، تم الكشف عن إسم مستخدم الحساب الأول و الذي يحمل ترميز 3N16M4.
بعد ذلك لاحظ قراصنة مغاربة أن الحساب يقوم بحذف الرسائل الاصلية ويقوم بنشرها من جديد لكن دون تحويلها Forward إلى حساب آخر.
هنا سيتم الكشف عن أن ترميز 3N16M4 وببحث بسيط في غوغل سيقود الى شخص له إهتمام كبير بالتكنولوجيا وخريج جامعة ألمانية ويدعى Mzannar rachid.
الشخص الذي تحو حوله الشبهات يملك حسابا على الموقع المهني “لينكدن” يحمل صورته الشخصية ويقدم نفسه مهندسا في الأمن السيبيراني في شركة emproof في بوخوم في ألمانيا.
ترميز 3N16M4 قام إلى معلومات إضافية، تتعلق بمشاركة الشخص المتهم في مسابقات الهاكرز CTF وعثروا في سيرته الداتية أنه من تونس، وأن إسم 3N16M4 الذي يستخدمه في مسابقات الهاكرز يملكه هو فقط.
و بحسب المجموعة المغربية ، فإن لا شيئ مؤكد حتى الآن إلا أن جميع الشكوك تحوم حول هذا الشخص.