كتب محمد شقير في "الشرق الاوسط":   يقف النواب الأربعة الذين خرجوا أو أُخرجوا من "التيار الوطني الحر" على مسافة واحدة من الاصطفافات السياسية في البرلمان التي حالت دون انتخاب رئيس للجمهورية، وأدت إلى تمديد الشغور الرئاسي الذي يدخل حالياً شهره الثالث والعشرين، وذلك سعياً وراء خلق ديناميكية داخلية مسيحية وطنية تُحدث خرقاً في المشهد الرئاسي المقفل يفتح الباب أمام إخراج انتخابه من التأزم من خلال قيام تحالف وطني يجمعهم بعدد من النواب المستقلين؛ لأن هناك ضرورة للتلاقي على طريق تشكيل تحالف وطني لإنقاذ لبنان -كما تقول مصادرهم لـ"الشرق الأوسط"- من الانهيار وإعادة تكوين السلطة بصفتها ممراً إلزامياً لانتظام المؤسسات الدستورية بدءاً بتسهيل انتخاب الرئيس.

  فـ"الرباعي"، المؤلّف من نائب رئيس المجلس النيابي إلياس بوصعب، والنواب: آلان عون، وإبراهيم كنعان، وسيمون أبي رميا، مهّد الطريق أمام لقاء تحالف وطني في البرلمان ونُقل عن البطريرك الماروني بشارة الراعي عدم ارتياحه للحصار السياسي المفروض على انتخاب الرئيس، محملاً الاصطفافات السياسية داخل البرلمان مسؤولية عدم إحداث خرق في انسداد الأفق الذي يعطّل انتخابه، نظراً إلى عدم تلاقيها في منتصف الطريق، بدلاً من إبقاء الرئاسة أسيرة التسويات الخارجية، في حين إدارات البلد ذاهبة إلى مزيد من الانحلال. وحسب المعلومات فإن تحرّك "الرباعي" يلقى كل تأييد من الراعي، ليس لأن النواب الأربعة يتحرّكون تحت سقف التلاقي مع البطريرك حول الثوابت الوطنية والسيادية التي عبر عنها فحسب، وإنما لأن تحركهم يُسهم في خلق قوة نيابية ضاغطة من شأنها أن تعيد خلط الأوراق داخل البرلمان، لعلها تؤدي إلى فك الحصار السياسي بانتخاب رئيس للجمهورية، خصوصاً أن المطلوب من النواب أن يساعدوا أنفسهم لاستقدام الدعم الخارجي لتسهيل انتخابه، بدءاً بإدراج إنجاز الاستحقاق الرئاسي على جدول أعمال المجتمع الدولي في ضوء الحديث عن استعداد سفراء اللجنة "الخماسية" لدى لبنان لمعاودة تحركهم. لذلك أعد "الرباعي" خطة، هي بمثابة خريطة طريق للانفتاح على الكتل النيابية والنواب المستقلين، يتطلّع من خلالها -كما تقول مصادره- إلى قيام تحالف نيابي وسطي على أساس التوافق على قواسم مشتركة، تسمح بإحداث خرق يعبّد الطريق أمام انتخاب الرئيس من دون الانغلاق على الكتل النيابية، أكانت منتمية للمعارضة أو "محور الممانعة"، "لئلا ندور، بوصفنا نواباً، حول أنفسنا ونراوح مكاننا، في حين المطلوب الانفتاح، للتفاعل إيجاباً، ولو من باب الاختلاف معها، لعلنا نتوصل إلى تضييق رقعة الخلاف". ولفتت المصادر إلى أن "الرباعي" سيتحاور مع النواب المستقلين وأبرزهم: نعمت أفرام، وميشال الضاهر، وغسان سكاف، وأديب عبد المسيح، وجميل عبود، بوصفها خطوة أولى على طريق قيام تجمع نيابي وسطي، وإن كان يطمع بتوسيع دائرة اتصالاته، لتشمل الزملاء من المسلمين. وقالت إن الخطوة التالية تقضي بالتحاور مع الكتل، أكانت في المعارضة أو في "محور الممانعة"، بالإضافة إلى "اللقاء الديمقراطي" الذي كان أطلق مبادرته على قاعدة التوافق على رئيس بالتشاور مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، لأن هناك استحالة في التوصل إلى تسوية، من وجهة نظره، من دون التفاهم معه.   وكشفت المصادر أن لا مشكلة لدى "الرباعي" تقف حاجزاً في وجه التواصل مع "التيار الوطني"، وقالت إن النواب الأربعة لا يبادلونه العدائية، بخلاف ما أظهره رئيسه النائب جبران باسيل "منذ اللحظة الأولى لانفصالنا عن (التيار)".   كذلك، قالت المصادر: "ندير ظهرنا ونتطلّع للأمام، وكنا آلينا على أنفسنا في اجتماعنا مع البطريرك الراعي عدم الدخول في الأسباب التي أدت إلى خروجنا أو إخراجنا من التيار الذي كنا من الأوائل في تأسيسه برعاية مؤسسه الرئيس ميشال عون". وأكدت المصادر أن "الرباعي" يتوخّى من تحركه قيام أوسع تحالف نيابي لوقف تعطيل انتخاب الرئيس، وهو لا يضع "فيتو" على أي مرشح، بمن فيهم قائد الجيش العماد جوزف عون، لأن الترشيح متروك للحوار، وصولاً للتوافق على اسم يحظى بالتأييد المطلوب من النواب، وبالتالي لن يستثني أي فريق من التواصل معه. ورداً على سؤال، شددت المصادر على أن الثنائي الشيعي مشمول بالتواصل معه ومن غير الجائز استبعاده لتفادي الانجرار إلى صراع المحاور.   وقالت المصادر إن التواصل مع بري قائم، في حين يصر الحزب على عدم التدخل في خلاف "الرباعي" مع باسيل، وهو ينصرف حالياً إلى الوضع المشتعل في جنوب لبنان، وهذا ما ينسحب أيضاً على رئيس البرلمان الذي يكتفي بمواكبة تداعيات ما حصل داخل "التيار". وفي هذا السياق علمت "الشرق الأوسط" من مصادر شيعية أن علاقة الحزب بـ"التيار" عادية، وتكاد تكون محكومة بالبرودة على خلفية مواقف باسيل حيال مشاركة الحزب، بمساندة "حماس"، التي لا تدعوه للارتياح.    

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: انتخاب الرئیس

إقرأ أيضاً:

رئيس البرلمان الإيراني: إذا هاجمتنا أمريكا فلن تكون قواعدها في المنطقة بمأمن

طهران "رويترز": قال رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف اليوم إن طهران ستضرب قواعد الولايات المتحدة وقواعد حلفائها في المنطقة إذا مضت واشنطن ونفذت تهديدها بتحميل إيران تداعيات عسكرية ما لم يتم التوصل لاتفاق نووي جديد.

وذكر قاليباف "إذا تعرض الأمريكيون لحرمة إيران فسيكون ذلك مثل شرارة في مستودع بارود قد تفجر المنطقة بأكملها".

وقال قاليباف في كلمة ألقاها على الهواء مباشرة خلال يوم القدس السنوي الذي يصادف آخر جمعة من شهر رمضان "في ذلك الوقت، لن تكون قواعدهم وقواعد حلفائهم في مأمن".

ووصف خامنئي رسالة ترامب بالخادعة، وصرح وزير الخارجية عباس عراقجي أمس الخميس بأن المحادثات ستكون مستحيلة ما لم تغير واشنطن سياسة "أقصى الضغوط". وأضاف عراقجي أن إيران درست رسالة ترامب بدقة وأرسلت "ردا مناسبا" عبر سلطنة عمان.

ونقلت وسائل إعلام رسمية عن عراقجي القول الجمعة إن رسالة ترامب، وإن تضمنت تهديدات، فإنها تركت الباب مفتوحا أمام الدبلوماسية. دون أن يقدم المزيد من التوضيح بهذا الشأن.

وخلال ولايته الأولى من 2017 إلى 2021، انسحب ترامب من الاتفاق النووي الذي جرى إبرامه عام 2015 بين إيران والقوى العالمية وتضمن فرض قيود صارمة على أنشطة طهران النووية في مقابل تخفيف العقوبات.

مقالات مشابهة

  • العلمي: أحجار من بناية البرلمان بدأت تتساقط... وخصصنا مليارا و600 مليون للإصلاح
  • رئيس دفاع النواب يهنئ الرئيس السيسي والمصريين بحلول عيد الفطر المبارك
  • رئيس قوى عاملة النواب يهنئ الرئيس السيسي وشعب مصر بمناسبة عيد الفطر
  • النائبة منال نصر: الصعيد أصبح قبلة المستثمرين في عهد الرئيس السيسي
  • العلمي: ليس صحيحا أن النواب لا يشتغلون... لأول مرة بلغنا 6150 تعديلا على مشاريع القوانين
  • قبل عرضها على النواب.. 679.1 مليار جنيه أجور العاملين بالدولة في الموازنة
  • رئيس البرلمان الإيراني يهدد باستهداف القواعد الأمريكية
  • رئيس البرلمان الإيراني يُحذّر: سنستهدف القواعد الأمريكية إذا تعرضنا لهجوم
  • رئيس البرلمان الإيراني: إذا هاجمتنا أمريكا فلن تكون قواعدها في المنطقة بمأمن
  • البرلمان ينتظر تعديلات الحكومة.. موعد صدور قانون العمل رسميا