موقع النيلين:
2024-09-16@20:29:06 GMT

جيوبوليتيك وتداعيات دبلوماسية البرهان في الصين

تاريخ النشر: 8th, September 2024 GMT

جيوبوليتيك وتداعيات دبلوماسية البرهان في الصين:
سبقت زيارة البرهان للصين زيارات عديدة من جبريل إبراهيم وزير المالية ومالك عقار عضو السيادي.

ولكن ما ميز زيارة البرهان التي تاتي ضمن قمة أفريقية-صينية في غاية الأهمية- هي إنها أتت علي مستوي الرئاسة قابل فيها الرئيس الصيني وتم الإتفاق مع جهات صينية علي إستثمار صيني في قطاعات إستراتيجة شديدة الحساسية مثل الصناعات الدفاعية والطاقة والتعدين.


ولا بد أن الإدارة الأمريكية تراقب كل ذلك بقلق وشتشتة.

سبق أن جادلنا بان الإدارة الأمريكية لا مصالح محددة لها في السودان. وهي تحتقر الجنجويد ولكنها لا تعاديهم باكثر من التصريحات، وكل ما يهمها في السودان هو عدم دخول الصين وروسيا وايران إلي بحرنا أو الشروع في الإستثمار في مواردنا. وما دام هذا الثالوث بعيدا فان الإدارة الأمريكية تترك لحلفائها الاقليميين أمر السودان لان مصالح الشعب السوداني لا تستحق أن تعكر أمريكا صفو حلفاء يهمها أمرهم.

ولكن من المهم ملاحظة أن السلطة في أمريكا لا تحتكرها الإدارة، فهناك لوبيهات ثرية ومؤثرة وهناك صحافة لها أجندة وهكذا. لذلك فقد تبني فصل جنوب السودان اللوبي المسيحي الإنجيلي في تحالف مع لوبيهات تقاطعت معه في القضية وكان التاثير الناتج أهم من راي الإدارة والدولة العميقة .

رحلة البرهان علامة فارقة في الحرب السودانية. ما لا شك فيه إن تداعيات زيارة البرهان للصين ستقلق منام الإدارة الأمريكية وحلفائها الغربيين عموما. في السابق كانت كنتكات البرهان للصين وروسيا تفهم كحركات ساي هدفها إشعار الغرب بان البرهان لديه خيارات وعلي الغرب أن يرخي اللعب معه قليلا حتي لا يتوغل ولا أكثر من ذلك.

ولكن زيارة البرهان للصين والإتفاقات التي تمت ومذكرات التفاهم التي تم تداولها تشير إلي أن الموضوع دخل الحوش هذه المرة ولم يعد هرشات برهانية لإنتزاع فتات من أمريكا والغرب. ومن تعاطي بكين عمدا غير شك يتعاطي موسكو وطهران.

كما أن البرهان أثار حفيظة أمريكا أثناء الزيارة بتأكيده علي دعم السودان لوحدة وسيادة الصين وهذا يعني وقوفه مع بكين ضد محاولات تايوان للإستقلال من الصين.

ورغم انفراج علاقة السعودية مع أيران وروسيا وازدياد تبادلها التجاري مع الصين وجودة العلاقات السياسية معها، إلا أن المملكة لن ترتاح لأي وجود روسي أو أيراني في بحر السودان علي بعد أميال من أراضيها بما يزيد من فداحة الصداع الذي يسببه لها أنصار الله الحوثيين من اليمن.

هناك خياران أمام الإدارة الأمريكية للرد علي إتفاقات البرهان مع الصين. الخيار الأول هو محاولة إحتواء البرهان بتقديم تنازلات هامة تحسن موقفه مقابل أن يفرمل أو يبطئ من التوجه نحو الصين وحصره في جوانب لا تزعج أمريكا والغرب. الخيار الثاني هو محاولة التخلص من البرهان.

لا أدري ماذا ستختار الإدارة الأمريكية ولكن خيار التخلص من البرهان لا يبدو أنه سهل وحتي لو تم التخلص منه فهذا يعني صعود الجنجويد الذين لا تثق فيهم الإدارة الأمريكية بسبب علاقاتهم مع فاغنر وغياب الانضباط الذي يعني أن الجنجا لا يمكن الثقة فيهم كما أكتشف موسي هلال والبشير والبرهان فهم مجرد عصابة تميل حيث توجد غنائم مع أي راع قوي.
ولو ذهب البرهان فإن الضابط الذي سيخلفه سيواجه نفس المعادلة ونفس الخيارات في تناقضات نفس المشهد.

كما أن التعويل علي الجنجا والنوم في العسل معهم له كلفة سياسية وأخلاقية عالية في وجود صحافة عالمية ليس كل من فيها مدجن. فالتحالف مع الجنجا يفسد صورة المتحالف ويشوه صورته في العالم ويضعف من قوته الناعمة ويدمر سمعته حول العالم كما أكتشف الكثير من الذين تجنجوو.

رحلة البرهان – والحرب السودانية في مفترق طرق – تزامنت مع تصعيد عسكري بين مصر واثيوبيا أرسلت في سياقه مصر أكثر من عشرة ألف جندي للصومال لعرقلة حصول إثيوبيا علي ميناء في الأقليم المنفصل باسم أرض الصومال.

لا يتعلق الأمر بميناء تجاري فقط، إذ تخشي مصر حصول أثيوبيا علي قاعدة عسكرية علي بحر الصومال يعطيها قدرة علي عرقلة عمل قناة السويس وحرمانها من دخل يبلغ مليارات الدولارات وهذا بالتالي يضاعف من الكروت في يد أثيوبيا في الصراع حول سد النهضة وقسمة المياه.

ولكن التصعيد المصري مع أثيوبيا يعني إزدياد دعمها للبرهان ويعني إنها لن تستسغ أي تشدد أمريكي مع البرهان . وبما أن مصر حليف إستراتيجي في غاية الأهمية لامريكا فإن الإدارة الأمريكية لا يمكنها التجاهل التام لرغباتها.

مع ذلك، يصعب التكهن برد فعل السياسة الأمريكية معية حلفائها علي ما قام به البرهان في الصين وذلك نسبة لتعقد جيوبوليتيك المنطقة وضعف وتخبط السياسة الخارجية الأمريكية في الفترة الأخيرة بصورة أذهلت حتي المراقبين الحادبين.
الأيام ستخبر.

معتصم اقرع

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الإدارة الأمریکیة زیارة البرهان

إقرأ أيضاً:

يواجهون ظروفًا قاسية.. البرهان يتفقد النازحين في عطبرة

 

منذ اندلاع الحرب في الخامس عشر من أبريل 2023 يواجه المدنيون في السودان ظروفا مأساوية، إذ نزح داخليًا أكثر من عشرة ملايين مواطن أو إلى دول الجوار، وذلك وفقا لتقارير رسمية للأمم المتحدة

التغيير: عطبرة

تفقد رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان اليوم معسكر النهضة للنازحين في مدينة عطبرة بولاية نهر النيل.

ومنذ اندلاع الحرب في الخامس عشر من أبريل 2023 يواجه المدنيون في السودان ظروفا مأساوية، إذ نزح داخليًا أكثر من عشرة ملايين مواطن أو إلى دول الجوار، وذلك وفقا لتقارير رسمية للأمم المتحدة.

وفي أحدث تصريح لها، قالت المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان للدول العربية، ليلى بكر، إن الوضع في السودان هو من أبشع الأوضاع التي شهدَتها خلال مسيرتها المهنية في الأمم المتحدة الممتدة على مدار 30 عاما.

وأفادت المسؤولة الأممية بأنها زارت أحد ملاجئ النساء في منطقة ديم عرب في مدينة بورتسودان الذي كان من المفترض أن يستوعب بضع مئات من الأشخاص، لكنه يؤوي الآن أكثر من 2000 نازحة، مضيفة أن “هذه بيئة مزدحمة للغاية”.

وقالت: إن الآلاف من النساء مكتظات في ملجأ في بورتسودان، حيث ليس لديهن مياه نظيفة، ولا نظافة، ولا طعام كافٍ لوجبتهن التالية، ولا رعاية طبية لهؤلاء النساء النازحات.

ومنذ اندلاع الحرب قبل أكثر من عام فشلت أكثر من جولة مفاوضات لإيقاف القتال في السودان بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، وهما الفصيلان الرئيسيان المتقاتلان.

وشهدت مدينة جينف السويسرية آخر المحاولات الدولية برعاية أمريكية سعودية لتحقيق اتفاق “وقف إطلاق النار” بين القوات المسلحة بقيادة البرهان والدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، إلا أن المفاوضات انهارات بعد رفض الجيش الذهاب إلى جنيف ورهنه للتفاوض بتنفيذ بنود اتفاق جدة.

وبحسب بيانات للجان المقاومة والطوارئ السودانية، يواجه النازحون داخل مراكز الإيواء في المدن الآمنة شمال وشرق البلاد ظروفًا قاسية، تتعلق بالسكن والمأكل والمشرب وغياب الرعاية الصحية في ظل انتشار للأوبئة مثل الكوليرا والاسهالات المائية والملاريا.

 

 

 

الوسومالبرهان النازحين حرب السودان

مقالات مشابهة

  • قمة رئاسية ثلاثية تجمع البرهان مع رئيسي جنوب السودان وإريتريا في جوبا
  • البرهان يشارك بقمة ثلاثية في جوبا ومعارك في الخرطوم والفاشر
  • «البرهان» يغادر إلى جوبا في زيارة رسمية
  • كاتب الشرق الأوسط: فليمت السودانيون حفاظاً على السيادة الوطنية..!
  • ???? هل سيحمل البرهان العالم لتصنيف الدعم السريع منظمة إرهابية؟
  • البرهان إلى جوبا لحضور قمة ثلاثية حول تداعيات الحرب بالسودان
  • اليوم .. قمة ثلاثية مرتقبة بين سلفاكير و البرهان و أفورقي بجوبا
  • هل سيحمل البرهان العالم لتصنيف الدعم السريع منظمة إرهابية؟
  • يواجهون ظروفًا قاسية.. البرهان يتفقد النازحين في عطبرة
  • أمريكا تخوض حربا تجارية خاطئة مع الصين تؤثر على الوظائف.. كيف ذلك؟