أدى إغلاق فروع المصارف في غزة ووقف تدفق العملة الجديدة منذ بداية الحرب إلى أزمة حادة في تداول العملة، حيث يستخدم السكان نفس الأوراق النقدية البالية منذ ما يقارب العام.

هذه الأزمة عقّدت النشاط التجاري الهش وفتحت المجال لانتشار العملة المزيفة.

وفي ظل هذه الظروف، ظهرت مهنة جديدة تُعرف بـ"تنظيف الأوراق النقدية" في غزة.

فمقابل رسوم بسيطة، يمكن لسكان القطاع تنظيف أوراقهم النقدية البالية لإعادة استخدامها.

فقط في غزة بسطة لتصليح العملات الورقية.... pic.twitter.com/isBshzBS3N

— luay..لــؤي ???? (@lu3ay2) September 5, 2024

وبحسب صحيفة "يدعوت أحرنوت" الإسرائيلية، تبلغ تكلفة تنظيف ورقة بقيمة 100 شيكل، 4 شواكل (نحو 1.20 دولار أميركي)، وورقة بقيمة 20 شيكل تكلف 2 شيكل (نحو 0.60 دولار أميركي)، وورقة بقيمة 200 شيكل تُنظّف مقابل 5 شواكل (نحو 1.50 دولار أميركي).

كما طوّر البعض طرقاً لإصلاح الأوراق التالفة وتجديدها باستخدام مواد تنظيف خاصة. 

وتُعيد الأسواق في غزة تداول الأوراق القديمة والممزقة من فئات 100 و20 شيكل.

وفي تصريحات للإعلام المحلي، قال بائع الخضار محمد غازي: "الأوراق النقدية تُستخدم كثيراً حتى تتعفن، وأرفض قبولها"، وهو الوضع الذي يجعل العديد من سكان غزة في حاجة ماسة إلى نقود صالحة.

من جانبه، أوضح محمود عبد النبي، العامل في محل صرافة، أنه "ينظف الأوراق القديمة بالماء والصابون، ويتركها لتجف في الشمس، ثم يعيدها للعملاء".

وأضاف "أغسل بين 10 آلاف و15 ألف شيكل يومياً".

من جانبه، حذر التاجر، منير السيد، من العواقب الاقتصادية التي تواجه غزة، لا سيما في شمال القطاع حيث تكاد تكون الأنشطة التجارية معدومة.

وقال وفق ما نقلته نفس الصحيفة: "الحل الوحيد هو إعادة فتح المصارف التي أُغلقت منذ بداية الحرب، واستبدال الأوراق النقدية البالية، وضخ أوراق نقدية جديدة في السوق".

يُذكر أن السحوبات من أجهزة الصراف الآلي في غزة، أصبحت تفرض رسوماً تتراوح بين 10 و20 في المئة.

وقبل الحرب، كان هناك نحو 20 مكتب صرافة في مدينة غزة وحدها، تدير العديد منها أو تفرض عليها حركة حماس، التي تحكم القطاع، الضرائب.

أزمة سيولة حادة تضرب القطاع منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023

وكانت هذه المحلات تتعامل بعملات متنوعة، بما في ذلك الشيكل الإسرائيلي والدينار الأردني والدولار الأميركي والجنيه المصري، مع تحديد الأسعار بناءً على الطلب في السوق.

يذكر أن الحرب المستمرة في غزة منذ ما يقرب من عام، تسبّبت  بدمار هائل وأزمة إنسانية كارثية في القطاع الذي يناهز عدد سكانه 2,4 مليون نسمة.

واندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس ردا على الهجوم الذي نفذته الحركة الفلسطينية على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.

وأدى ذاك الهجوم إلى مقتل نحو 1199 شخص، معظمهم مدنيون، وفق أرقام إسرائيلية رسمية. كما تم اختطاف 251 شخصا في ذلك اليوم، لا يزال 103 منهم محتجزين في غزة، بينهم 33 أعلن الجيش موتهم.

وأدى القصف والعمليات البرية الإسرائيلية على القطاع  إلى مقتل ما لا يقل عن 40939 شخصا، وفقا لآخر أرقام لوزارة الصحة التابعة لحماس. وتؤكد الأمم المتحدة أن غالبية القتلى هم من النساء والأطفال.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الأوراق النقدیة فی غزة

إقرأ أيضاً:

غزة.. ارتفاع حصيلة الحرب إلى 41182 قتيلا

أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، يوم السبت، أن حصيلة الحرب الإسرائيلية على القطاع، المستمرة منذ 11 شهرا، ارتفعت إلى 41182 قتيلا على الأقل.

وقالت الوزارة في بيان إن 64 شخصا على الأقل قتلوا خلال الساعات الـ48 الماضية.

وأشارت إلى أن عدد الجرحى الإجمالي ارتفع إلى 95280 في القطاع منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر.

يأتي هذا فيما أعلنت وكالة الأنباء الفلسطينية، يوم السبت، عن مقتل 5 أشخاص وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي قرب مدرسة تؤوي نازحين شمال غرب مدينة غزة.

وقالت مصادر محلية، إن 5 فلسطينيين قتلوا وأصيب آخرون بجروح خطيرة، في قصف طائرات إسرائيلية لمنطقة "أرض الشنطي" قرب مدرسة دار الأرقم شمال غرب مدينة غزة.

وقصفت الطائرات الإسرائيلية مرفقا لتعبئة الوقود غرب المدينة.

كما استهدفت إسرائيل بشكل متكرر المناطق الشرقية لعيادة وكالة "الأونروا" والمناطق المحاذية لشارع أبو جلال في مخيم المغازي وسط القطاع.

وتعثرت حتى الآن جميع المقترحات لوقف حرب غزة التي تقترب من إتمام عام، وتتبادل إسرائيل و"حماس" الاتهامات بإفشال المفاوضات التي تتوسط فيها الولايات المتحدة ومصر وقطر.

وقد تسببت الحرب في دمار واسع النطاق وتشريد حوالي 90 بالمئة من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، في كثير من الأحيان عدة مرات.

مقالات مشابهة

  • لبيد: جبهات الحرب يمكنها الانتظار لكن الأسرى بغزة لا ينتظرون
  • قائمة بأسماء شهداء الإبادة الجماعية بغزة ضمت أكثر من 34 ألفا
  • أين وصل مقترح واشنطن الجديد لوقف الحرب بغزة؟.. الخارجية الأمريكية تجيب
  • حمدان يؤكد ان اليوم التالي للحرب بغزة يجب أن يكون فلسطينياً
  • الحرب على غزة مستمرة.. ولكن!
  • قيادي بحماس يؤكد قدرة الفصائل الفلسطينية على مواصلة القتال بغزة
  • عائلات المحتجزين بغزة: استمرار نتنياهو في الحكم يعني أن الحرب لن تنتهي
  • عائلات المحتجزين الإسرائيليين: الحرب لن تنتهي بوجود نتنياهو في الحكم
  • غزة.. ارتفاع حصيلة الحرب إلى 41182 قتيلا
  • آثار تعذيب على أجساد فلسطينيين أفرج عنهم الاحتلال بغزة