ترامب من ويسكونسن: إسرائيل لن يكون لها وجود إذا انتخبت هاريس
تاريخ النشر: 8th, September 2024 GMT
جدد المرشح الجمهوري دونالد ترامب السبت في ولاية ويسكونسن هجماته على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس قبل ثلاثة أيام من أول مناظرة تلفزيونية بينهما.
وقبل أقل من شهرين من يوم التصويت، يواجه المتنافسان بعضهما الثلاثاء في مناظرة على قناة "إيه بي سي"، وهو حدث مرتقب بشدة بعد الأداء الكارثي للرئيس الأميركي، جو بايدن في مناظرته مع ترامب في 27 يونيو والذي دفعه إلى الانسحاب وترشيح نائبته.
في الأثناء، توجه ترامب السبت إلى موسيني في قلب ولاية ويسكونسن بشمال الولايات المتحدة، وهي الولاية التي فاز بها الملياردير الجمهوري في 2016 لكن بايدن استعادها منه بفارق ضئيل في 2020.
وأمام حشد من مناصريه في موسيني ألقى الرئيس السابق، كعادته، خطابا حادا وأحيانا مروعا حول بلد تقوده في نظره ديكتاتورية يسارية، من دون أن يخوض في برنامجه الخاص.
واتهم ترامب "نظام هاريس-بايدن" بأنه "استورد قتلة ومعتدين على الأطفال ومغتصبين متسلسلين من كل أنحاء العالم واستخدم القضاء لسجن خصومه السياسيين"، من دون أن يثبت مزاعمه.
ووضع الرئيس السابق البالغ 78 عاما (2017-2021) على رأسه قبعة حمراء مكتوب عليها "لنجعل أميركا عظيمة مجددا"، وهاجم هاريس في مجال الاقتصاد، خصوصا التضخم خلال ولاية بايدن. وهو موضوع يبقى وفقا لاستطلاعات الرأي حاسما بالنسبة للناخبين الأميركيين الذين يعتقدون أن أداء ترامب أفضل قليلا، رغم أن الزيادة في الأسعار ظلت مستقرة عند 2.5 في المئة على مدى عام حتى يوليو.
وقال ترامب "إنهم يدمرون حياتكم".
وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية قال الرئيس السابق إن "إسرائيل لن يكون لها وجود" إذا انتُخبت هاريس.
وأتت تعليقات ترامب بعد يومين من تصريحات مشابهة خلال اجتماع عبر الفيديو له مع يهود جمهوريين خلال تجمع لهم في مدينة لاس فيغاس، وفق ما نقلته صحيفة "بوليتيكو".
وقال ترامب في كلمة ألقاها أمام الائتلاف اليهودي الجمهوري يوم الخميس: "إذا فازوا (الديمقراطيون)، فإن إسرائيل ستزول. تذكروا هذا فقط. إذا فازوا، فإن إسرائيل ستزول.. يمكنكم أن تنسوا إسرائيل، هذا ما سيحدث. لذا يتعين عليهم (اليهود) الخروج في الخامس من نوفمبر والتصويت لترامب. وإذا لم يفعلوا ذلك، أعتقد أن الوضع سيكون سيئا للغاية".
من جانبها ردت حملة هاريس بالقول: "إن ترامب "أوضح أنه سيتحول ضد إسرائيل في لحظة إذا كان ذلك يناسب مصالحه الشخصية"، و"لقد فعل ذلك في الماضي".
كما أكدت هاريس، التي زوجها دوج إيمهوف يهودي، "التزامها الثابت بأمن إسرائيل"، وحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
نظم ترامب تجمعه الانتخابي غداة تحقيقه انتصارا قانونيا كبيرا، بعدما قررت محكمة في نيويورك أن ترجئ لما بعد الانتخابات المقررة في الخامس من نوفمبر، النطق بالعقوبة في قضية دفعه أموالا لنجمة الأفلام الإباحية السابقة ستورمي دانيالز خلال الحملة الرئاسية لعام 2016 مقابل صمتها عن إقامة علاقة جنسية مفترضة معه.
وانتهت المحاكمة التي عطلت إلى حد كبير حملة الملياردير الجمهوري في نهاية مايو بصدور إدانة بالإجماع من أعضاء هيئة المحلفين الاثني عشر، ما جعل ترامب أول رئيس سابق للولايات المتحدة يدان أمام القضاء الجنائي.
لكن القرار الذي أصدره القاضي خوان ميرشان الجمعة يعني أن الناخبين الأميركيين لن يعرفوا، عندما يضعون الأوراق في صندوق الاقتراع، العقوبة التي سينالها رئيسهم المستقبلي المحتمل.
وتلقى ترامب الجمعة دعما من نقابة شرطية نافذة، واستغل هذا التأييد لشن مزيد من الهجمات على بايدن وهاريس بشأن موضوعي الأمن والهجرة.
من جهتها، ترتكز حملة هاريس الانتخابية على سجلها وتجربتها بصفتها مدعية عامة سابقة لولاية كاليفورنيا، في مواجهة الرجل الذي يصفه الديمقراطيون بأنه "مجرم مدان".
وتستعد نائبة رئيس الولايات المتحدة التي أعطى دخولها المتأخر في الحملة الانتخابية زخما للديمقراطيين، لمناظرتها مع ترامب من بيتسبرغ في ولاية بنسلفانيا التي فاز بها الجمهوري بفارق طفيف عام 2016، قبل أن يفوز بها بايدن بفارق ضئيل أيضا في 2020.
وينظر إلى المناظرة على أنها فرصة لهاريس للحصول على الأفضلية على ترامب أمام عشرات ملايين المشاهدين الأميركيين، لكن الجمهور ينتظر أيضا أن تعلن المرشحة الديموقراطية عن إجراءات ملموسة، بعد تعرضها لانتقادات بسبب عدم تقديم تفاصيل عن مقترحاتها.
وسعت هاريس إلى توجيه رسالة وحدة في بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا، بعد أن تلقت دعما من الجمهوري، ديك تشيني، نائب الرئيس الأسبق، جورج دبليو بوش (2001-2009). واعتبر تشيني أن ترامب هو "أكبر تهديد" للديموقراطية في التاريخ الأميركي.
وقالت هاريس: "لقد سئم الناس الانقسام ومحاولات تقسيم الأميركيين.. حان وقت طي صفحة الانقسام. حان وقت توحيد بلدنا" مضيفة "أنا جاهزة".
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل ومحادثات إيران النووية.. غياب عن الطاولة وحضور في الكواليس
القدس المحتلة- تتابع إسرائيل بقلق بالغ المحادثات النووية الجارية بين إيران والولايات المتحدة، والتي عُقدت مؤخرًا في العاصمة الإيطالية روما داخل سفارة سلطنة عمان، وسط مؤشرات على تحقيق تقدم ملموس في مسار التفاوض بين الجانبين.
هذا التقدّم، الذي يُنظر إليه في تل أبيب بقدر من الارتياب، أعاد إلى الواجهة النقاش حول الخيارات الإسرائيلية في مواجهة ما تعتبره "تهديدا إستراتيجيا وجوديا"، وفق تقديرات محللين عسكريين وباحثين في الشؤون الأمنية.
فعلى المستوى الإستراتيجي، لا تزال إسرائيل ترى أن تفكيك البرنامج النووي الإيراني، سواء عبر ضربة عسكرية شاملة أو من خلال مفاوضات تفضي إلى "إسقاط النظام الإيراني"، هو السبيل الأمثل لضمان أمنها القومي.
وتستند هذه الرؤية -بحسب التحليلات الإسرائيلية- إلى قناعة أن زوال النظام الإيراني وحده كفيل بإنهاء الطموحات النووية لطهران، على غرار ما حدث مع نظام معمر القذافي في ليبيا.
حالة ترقّب وحذر
ورغم أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض بلاده -في الوقت الراهن- دعم أي تحرك عسكري ضد المنشآت النووية الإيرانية، فإن مصادر إسرائيلية عليا تشير إلى أن خيار تنفيذ هجوم محدود لا يزال مطروحًا على الطاولة.
إعلانويرى محللون أن تسريب نوايا إسرائيل بشأن "هجوم محدود" على المنشآت النووية الإيرانية لم يكن اعتباطيا، بل جاء كرسالة ضغط موجهة إلى طهران في سياق المفاوضات الجارية، ومحاولة لتحصين مسار التفاوض من "تنازلات" محتملة قد تقدم عليها الإدارة الأميركية.
في ظل هذه الأجواء، تبقى إسرائيل في حالة ترقّب وحذر، تخشى أن يؤدي أي اتفاق نووي جديد إلى ترسيخ نفوذ النظام الإيراني بدلًا من إضعافه، بينما تواصل تلمّس خياراتها البديلة، بما في ذلك العمل العسكري، إذا ما رأت أن المفاوضات تسير في اتجاه لا يخدم مصالحها الأمنية.
خطة لإسقاط النظام
في قراءة تحليلية نشرها الخبير العسكري والأمني رون بن يشاي في صحيفة يديعوت أحرونوت، يكشف عن البُعد الحقيقي للخطة الإسرائيلية الرامية إلى مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية.
ووفقًا لبن يشاي، لا يقتصر الهدف من هذه الخطة على تدمير البنية التحتية النووية، بل يتعدّاها إلى محاولة إسقاط النظام الإيراني ذاته، باعتباره الضامن الأول لاستمرار المشروع النووي.
ويشير إلى وجود إجماع داخل المؤسسة السياسية والأمنية في إسرائيل على أن ضرب المنشآت النووية سيشكّل ضربة قاصمة للنظام الإيراني، وربما تؤدي في نهاية المطاف إلى انهياره. وقد عبّرت المؤسسة الأمنية عن هذه القناعة بوضوح، قائلة: "إذا لم نتحرك خلال الأشهر المقبلة، فقد نفقد فرصة إستراتيجية تزداد ندرتها يومًا بعد يوم".
خيبة أمل إسرائيليةلكن الفرصة التي كانت متاحة -بحسب التقديرات الإسرائيلية- في ظل حالة الضعف الاقتصادي والاجتماعي التي تمر بها إيران، تم تجميدها بقرار من ترامب.
ووفقًا لبن يشاي، فإن نتنياهو لم يخرج من اجتماعه مع ترامب بأي نتائج ملموسة، ولم يحصل على دعم واضح أو التزام أميركي بخطة الهجوم، رغم التقديرات الإسرائيلية التي كانت تراهن على تلك اللحظة المفصلية.
إعلانويضيف أن الموقف الأميركي الحالي يتسم بغياب خطة واضحة لإدارة المفاوضات النووية مع إيران، باستثناء الهدف المعلن المتمثل في منعها من امتلاك سلاح نووي، وهو موقف خيّب آمال حكومة نتنياهو التي كانت تتوقع إعلانا أميركيا صريحا بدعم خيار القضاء الكامل على البرنامج النووي الإيراني.
"الشيطان يكمن في التفاصيل"وفي تحليل نشرته صحيفة هآرتس تحت عنوان "التفاؤل في المحادثات النووية مع إيران لا يكفي للمضي قدمًا بالاتفاق، الشيطان يكمن في التفاصيل"، أشار محلل الشؤون العربية والشرق أوسطية تسفي برئيل إلى التعقيدات التي بدأت تلوح في أفق المفاوضات النووية، لا سيما بعد الجولة الثانية من المحادثات في روما.
ويرى برئيل أن الأجواء الإيجابية التي رافقت الجولة الأولى، واستُكملت بزخم إعلامي حول "تقدم مفيد" و"محادثات مثمرة"، بدأت تتراجع مع دخول المفاوضات مرحلتها الفنية الأكثر تعقيدًا.
ويقول: "في هذه المرحلة، يكمن الشيطان"، إذ إن التحوّل من مناقشة الإطار العام إلى الخوض في التفاصيل الفنية الدقيقة يشكل العقبة الكبرى أمام تحقيق تفاهمات سياسية بين إدارة ترامب والقيادة الإيرانية ممثلة بالمرشد الأعلى علي خامنئي.
كما يشير إلى أن طابع المحادثات الثنائي والمنعزل -بين طهران وواشنطن- زاد من قلق الأطراف الأخرى، حيث لم تُشرَك الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي الأصلي، كما لم تُدعَ روسيا أو الصين، أما إسرائيل فتم تغييبها بالكامل حتى كمراقب.
هذا التهميش دفع تل أبيب إلى إيفاد كل من رئيس جهاز "الموساد" ديفيد برنيع، والوزير رون ديرمر إلى روما، للقاء رئيس الوفد الأميركي ستيف ويتكوف، في اجتماع شبه سري بهدف عرض المطالب الإسرائيلية ومحاولة التأثير على مجريات التفاوض.
"نمر جائع" تحت القيودوفي تقدير موقف صادر عن معهد "إمباكت" للإستراتيجيات الإسرائيلية أعدّه مدير المعهد حاييم آسا، ورُفع لموقع "زمان يسرائيل"، تُطرح رؤية متشائمة لمستقبل العلاقة بين إسرائيل وإيران، تقوم على احتمال تصاعد التوتر نحو مستوى توازن "الرعب النووي".
إعلانويقول آسا إن الحديث السائد حاليًا في الأوساط الأمنية الإسرائيلية يدور حول نية شن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية، وهي نية جرى إحباطها من قبل ترامب. ويرى أن الرسالة الأميركية غير المباشرة لطهران قد تكون: "لقد أوقفنا الإسرائيليين عن مهاجمتكم، وعليكم أن تقدّروا ذلك وتواصلوا المفاوضات معنا".
ويضيف أن السؤال ليس ما إذا كانت واشنطن قد منعت الهجوم الإسرائيلي فعليًا أم لا، بل الأهم أن هناك محاولة أميركية واضحة للتأثير على إيران من داخل مجريات المفاوضات الثنائية.
ويصف آسا إسرائيل بأنها "نمر عسكري جائع"، يمتلك قدرات هجومية عالية جوا وبرا، لكنه يفتقر إلى التأثير الإستراتيجي الحقيقي، ويُنظر إليه في سياق المفاوضات كقوة عسكرية فقط، تخضع حاليا لقيود أميركية صارمة، من غير المرجح أن تُرفع في المستقبل القريب.