حنان الأم تجاه أبنائها أمر فطري، يدفعها لتقديم كل ما تملك وما في مقدرتها لرؤيتهم سعداء وفي أفضل حال، وعلى الرغم من أهمية تقديم مشاعر الحنان والحب بشكل كافي لدعم الطفل وإشباعه ومنحه الثقة والأمان الكافيين، فإن الإفراط في هذه المشاعر أو وضعها في غير محلها يعود على الطفل بنتيجة عكسية فيما بعد.

التدليل الزائد للأطفال

أوضح الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، أن منح الطفل الحب والرعاية أمر ضروري، بل وتدليله بالقدر الكافي يمثل أهمية كبيرة، لا سيما بالنسبة للفتيات، ولكن التدليل الزائد يضر الأطفال أنفسهم، مؤكدًا أن الأمهات يحتجن أحيانًا إلى السيطرة على مشاعرهن بشكل جيد وعدم الانسياق وراء رغبات الطفل.

أضرار الحنان المفرط على الأطفال

وأضاف «هندي»، خلال حديثه لـ«الوطن»، أن الإفراط في تقديم الحنان للطفل وتلبية كل طلباته دون حدود يعود على الطفل بتأثيرات سلبية كثيرة، لا سيما مع تقدمه في السن، ومنها صعوبة التعامل مع الإحباط؛ إذ أن الأطفال المدللين يجدون صعوبة في التعامل مع المواقف التي لا تسير كما يريدون، ما يؤدي إلى إصابتهم بنوبات غضب وانهيارات عصبية، كما يتسبب الحنان المفرط في انعدام الشعور بالمسؤولية؛ فقد ينشأ لدى الطفل شعور بأنه محور الكون وأن عليه فقط أن يطلب ليحصل، ما يؤدي إلى صعوبة في تحمل المسؤولية واتخاذ القرارات.

من التأثيرات السلبية الأخرى للحنان المفرط هي صعوبة تكوين العلاقات؛ فالأطفال المدللون قد يجدون صعوبة في تكوين علاقات صحية مع أقرانهم؛ إذ يعتادون على أن يكونوا محور الاهتمام دائمًا، إلى جانب انخفاض الثقة بالنفس، فعلى الرغم من أن الدلال قد يعطي الطفل شعورًا مؤقتًا بالثقة، فإنه في الحقيقة قد يؤدي إلى انخفاض الثقة بالنفس على المدى الطويل؛ إذ يعتمد الطفل على الآخرين في تلبية احتياجاته، حسب تأكيد «هندي»، الذي أضاف أن الحنان المفرط يخلف أيضًا صعوبة في التكيف مع الحياة؛ فقد يجد الطفل المدلل صعوبة في التكيف مع متطلبات الحياة الواقعية؛ إذ قد يواجه مواقف لا يستطيع فيها الحصول على كل ما يريد.

حماية الطفل من الدلال المفرط

ولتجنب كل هذه التأثيرات السلبية وحماية الطفل وفي الوقت ذاته تقديم الحب والحنان الكافيين له، نصح استشاري الصحة النفسية باتباع النصائح التالية في أثناء التعامل مع الطفل:

وضع حدود واضحة للطفل وتعليمه احترامها. تشجيع الطفل على الاعتماد على نفسه وتلبية احتياجاته بنفسه قدر الإمكان. تعليم الطفل تحمل مسؤولية أفعاله ونتائجها. توفير بيئة آمنة للطفل للتعبير عن مشاعره، سواء كانت إيجابية أو سلبية. تقديم الحب والدعم؛ إذ لا يعني وضع الحدود أن نمنع الطفل من الشعور بالحب والدعم، بل يجب التوفيق بين الحزم والحنان.

الحب الحقيقي يجعل الطفل قويا ومستقلا

وأكد «هندي» في نهاية حديثه، أن الحب الحقيقي هو الذي يجعل الطفل قويًا ومستقلًا، ولا يكمن في تلبية جميع رغباته، بل في مساعدته على النمو والتطور ليصبح شخصًا مستقلًا وسعيدًا.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: تربية الأطفال حماية الطفل دعم الأطفال صعوبة فی

إقرأ أيضاً:

مستشفى مصر للطيران تشارك في فعاليات الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية

من منطلق حرص مستشفى مصر للطيران على مواكبة أهم المبادرات الصحية المحلية والعالمية ، و تأكيدًا على أهمية الرضاعة الطبيعية لصحة الأم والطفل حيث يحتاج كلاهما للحصول على أفضل رعاية ممكنة في رحلتهما معاً في أول عامين من عمر الطفل ؛ شاركت مستشفى مصر للطيران هذا العام في فعاليات الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية بالتعاون مع المعهد القومي للتغذية.

الداخلية تنظم احتفالية لنزلاء مراكز الإصلاح والتأهيل بمناسبة ذكرى المولد النبوي


وفى هذا الإطار قامت المستشفى بتنظيم محاضرتين تثقيفيتين أقيمت إحداهما بقاعة المحاضرات الرئيسية  بالمستشفى يوم الأربعاء الموافق ٢٠٢٤/٩/٤ والأخرى يوم خاص بالأمهات يوم الأحد ٢٠٢٤/٩/٨ بالمبنى الإدارى لمصر للطيران.
ـ حضر اليوم العلمى كوكبة من أساتذة المعهد القومي للتغذية وتم على مدار اليومين مناقشة بعض المواضيع الهامة لكل من أطباء الأطفال وأطباء النساء و التوليد  و كل من له تعامل مع الأم و الطفل في مرحلة الحمل و الولادة و ما بعدها كما تضمن مناقشة أهمية دور استشاري الرضاعة الطبيعية.

ـ  قام الأطباء بالحديث عن  أساسيات  الرضاعه الطبيعية حيث تطرقنا إلى الحديث عن الخرافات و الحقائق التى تواجه كل أم في رحلتها و يعاني منها المجتمع في محاولة فصل الحقائق عن الخرافات في محاولة لدعم الرضاعة الطبيعية و توضيح فوائدها لكل من الطفل و الأم و المجتمع.

ترأست الندوة أ.د.جيهان فؤاد أحمد 
استشارى الرضاعة الطبيعية وعميد معهد التغذية سابقاً ورئيس مجلس أمناء المؤسسة المصرية لصحة الطفل كما شاركت فيها كلاً من :
*د. هبه مصطفى رجب 
أخصائى الأطفال وحديثى الولادة 
استشاري الرضاعة طبيعية

*د. أسماء صادق
استشاري طب الرضاعة الطبيعية 
مدير كورس إنعاش حديثى الولادة ـ مجلس الإنعاش الأوروبى والمصرى .
دبلوم تقييم سلوك حديثي الولادة

*د. سيلفيا أنور إدوار
استشارى اطفال وحديثى الولادة 
استشارى دولى الرضاعة الطبيعية

*د. شاهنده أحمد عادل
استشارى طب الأطفال وعضو الكلية الملكية لطب الأطفال
استشارى دولى الرضاعة الطبيعية

*د.سحر عزت حسني
استشاري دولي الرضاعة الطبيعية
أخصائي الأطفال و حديثي الولادة

ـ كانت المحاضرات مميزة للغاية ومبنية على أحدث التوصيات العالمية وذلك من أجل جعل رحلة الرضاعة الطبيعية ممتعة لكل من الأم والطفل .

مقالات مشابهة

  • دراسة: ضوء النهار يساهم في الإصابة بالسمنة لدى الأطفال
  • إزاي تحمي طفلك من هوس التصوير؟.. يمكن أن يصاب بأمراض نفسية
  • لماذا الأطفال حديثي الولادة ليس لديهم مناعة؟
  • خبيرة تغذية: يفضل تناول الأطفال للزبادي تعويضا عن كوب اللبن صباحا
  • قبل بدء الدراسة.. كيف تساعدين طفلك على تكوين صداقات مفيدة؟
  • مستشفى مصر للطيران تشارك في فعاليات الأسبوع العالمي للرضاعة الطبيعية
  • اليونسيف .. %19 من أطفال الأردن يعيشون في فقر غذائي شديد
  • نصائح لضبط مواعيد نوم الأطفال قبل بدء العام الدراسي
  • كيف تجعل بداية الدراسة ممتعة لطفلك؟.. تجنب هذه الأخطاء الشائعة
  • 4 نصائح لتعليم الطفل التعامل مع أصحابه في المدرسة