يمن مونيتور:
2024-11-27@05:11:53 GMT

إيران وأميركا وحرب غزة

تاريخ النشر: 8th, September 2024 GMT

إيران وأميركا وحرب غزة

ليس من المألوف أن يسارع مجلس الشورى الإيراني إلى الموافقة على جميع أعضاء الحكومة الجديدة لرئيس الجمهورية الجديد، ولا شيء أصعب من مرور حكومة يعينها رئيس إصلاحي أو معتدل في برلمان يسيطر عليه غلاة المحافظين الأصوليين. لكن “المعجزة” حدثت مع حكومة الرئيس الإصلاحي مسعود بزشكيان، وتلك ليست صدفة، فلا شيء يحدث هناك إلا بقرار أو إشارة من بيت المرشد الأعلى علي خامنئي، ولا أحد يجهل أن مجلس صيانة الدستور الذي رفض ترشح شخصيات معتدلة وإصلاحية وازنة وحتى شخصية محافظة قوية مثل لاريجاني، كان يمكن ألا يمر بزشكيان في غرباله، وسر السماح له ثم نجاحه في منافسة مع المتشدد سعيد جليلي المقرب من خامنئي هو حاجة إيران إلى “فسحة” في فضاء شديد التوتر.

فالمرشد الأعلى اعترف بأن الوضع الاقتصادي هو “نقطة الضعف الرئيسة”، ولا انفراجة اقتصادية من دون رفع العقوبات الأميركية عن طهران، ولا رفع عقوبات من دون العودة للاتفاق النووي الذي خرجت منه أميركا خلال رئاسة دونالد ترمب، ولا عودة إذا رجع ترمب إلى البيت الأبيض في انتخابات الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، ولا عودة حتى مع إدارة الرئيس جو بايدن من دون الحاجة إلى “تحديث” نقاط في الاتفاق ومعالجة نقاط استجدت من خارجه، كما يقول مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رفاييل غروسي. فما العمل؟.

خامنئي الذي استشاره بزشكيان في كل أعضاء الحكومة، لا فقط في المرشحين لوزارات الدفاع والخارجية والاستخبارات والقضاء بحسب العادة، أعطى إشارات معبرة خلال استقباله للحكومة. قال “لا قيود وعوائق أمام التعامل مع العدو عند اللزوم حين يكون ذلك مفيداً، من دون الثقة به”، وأوحى أن الملف النووي على الطاولة، وكان بين الحاضرين محمد جواد ظريف نائب رئيس الجمهورية ووزير الخارجية السابق في عهد الرئيس حسن روحاني الذي قاد المفاوضات على الاتفاق النووي قبل أعوام والذي استقال احتجاجاً على تشكيل حكومة لا تمثل ناخبي بزشكيان، ثم عاد عن الاستقالة، وهو أيضاً الذي احتج في حديث مسجل للأرشيف على ممارسات “الحرس الثوري” في جعل “الدبلوماسية” في خدمة “الميدان” بدلاً من أن يكون الميدان في خدمة الدبلوماسية.

ولم يتأخر وزير الخارجية الجديد عباس عراقجي، وكان معاوناً لظريف خلال المفاوضات، في تحديد سياسة الحكومة بأنها “إدارة الصراع” مع الولايات المتحدة ضمن “اتفاق الطرفين على مصالحهما”، وبكلام آخر فإن إيران جاهزة للتفاوض، لكن السؤال هو هل أميركا جاهزة؟.

خلال ولاية الرئيس جو بايدن كانت واشنطن جاهزة، لكن طهران لم تكُن كذلك عملياً. والوقت اليوم ضاغط على مسافة أسابيع من الانتخابات الرئاسية الأميركية، فلا بايدن قادر على عقد صفقة لا أحد يعرف تأثيرها في التصويت، ولا ترمب في وارد الاتفاق الذي خرج منه إذا عاد للبيت الأبيض، ولا كامالا هاريس نائبة بايدن على عجلة من أمرها لأنها في حاجة إلى تركيب إدارة وترتيب سياسات على مدى أشهر بعد نجاحها المفترض، فضلاً عن أن طهران تراهن على صفقة أوسع من الاتفاق النووي، بعدما كانت في الماضي تصر على حصر التفاوض بالموضوع النووي، والسبب هو الرهان على مرحلة ما بعد حرب غزة.

فإيران التي تقود “محور المقاومة” وتدير حرب “الإسناد” لحركة “حماس” في حرب غزة عبر “وحدة الساحات” تتحدث عن متغيرات جيوسياسية واستراتيجية في المنطقة بعد حرب غزة وبسببها، وهي تتصور أن دورها في الحرب ولو بالوكالة يقدم لها فرصة تفاوض “نداً بندّ” مع أميركا على مستقبل “غرب آسيا” ودور طهران الإقليمي والتسليم بـ”شرعية” دولية له.

ولكن ذلك ليس مضموناً، فإعادة تشكيل الشرق الأوسط تحتاج إلى حرب شاملة أوسع بكثير من حرب غزة، ودور إيران في الحرب الأخيرة على أهميته لا يعطيها وحدانية الدور الإقليمي باعتراف أميركي، على افتراض أن روسيا ليست ضد تكبير الدور الإيراني والدور التركي والدور الإسرائيلي، وأيضاً على افتراض أن الدور العربي غائب والدور الصيني يكتفي بمشروع “الحزام والطريق”.

صحيح أن “محور المقاومة هو أهم مكون لقوة إيران”، كما قال عباس عراقجي، لكن الصحيح أيضاً أن هذه القوة قائمة على فصائل أيديولوجية مسلحة في اليمن والعراق وسوريا ولبنان جرى تأسيسها على حساب الشرعية العربية لبلدانها، وهي تتبادل القصف مع إسرائيل وتوحي أن ورقة القضية الفلسطينية صارت في يد طهران وحدها، غير أن ذلك مجرد هدف على الطريق إلى الدفاع عن النظام الإيراني والعمل للمشروع الإقليمي الفارسي.

الكل يعرف أن إيران تعمل بدهاء على المدى الطويل، فلا هي تريد الصدام العسكري مع أميركا التي تسميها “الشيطان الأكبر”، كما تؤكد بعد الحشد العسكري الأميركي في المنطقة خلال حرب غزة ودور “محور المقاومة”، ولا هي تجهل أن تحرير فلسطين من البحر إلى النهر يعني صداماً مع أميركا وأوروبا وخلافاً مع روسيا والصين، بصرف النظر عن الإفادة من رفع شعار التحرير. لكن العامل الإيراني في الصراع مع إسرائيل له وجه سلبي إلى جانب الوجه الإيجابي، استخدامه من قبل المتطرفين في الحكومة والكنيست كعذر إضافي لرفض “حل الدولتين” بحجة أن أية دولة فلسطينية ستصبح قاعدة لإيران.

والمفارقة أن طموح إيران إلى دور كبير في المنطقة يرافقه هاجس القلق من محاولات لإسقاط النظام، وما يبحث عنه خصوم النظام هو نقطة الضعف، وهل هي في القلب أم في الأطراف، في طهران أم في الأذرع الميليشياوية التي هي “أهم مكوّن لقوة الجمهورية”؟، واللعبة طويلة بمقدار ما هي خطرة.

*نشر أولاً في “اندبندنت عربية

يمن مونيتور8 سبتمبر، 2024 شاركها فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام إقصاء منتخبنا للناشئين من التأهل لنصف نهائي بطولة اتحاد غرب آسيا دوري الأمم الأوروبية.. ثنائية إنجلترا ضد إيرلندا وألمانيا تدك شباك المجر وهولندا تقسو على البوسنة مقالات ذات صلة دوري الأمم الأوروبية.. ثنائية إنجلترا ضد إيرلندا وألمانيا تدك شباك المجر وهولندا تقسو على البوسنة 8 سبتمبر، 2024 إقصاء منتخبنا للناشئين من التأهل لنصف نهائي بطولة اتحاد غرب آسيا 8 سبتمبر، 2024 الحوثيون يعلنون إسقاط طائرة “مسيّرة” أمريكية 8 سبتمبر، 2024 التمكين السياسي للشباب 8 سبتمبر، 2024 اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

التعليق *

الاسم *

البريد الإلكتروني *

الموقع الإلكتروني

احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.

Δ

شاهد أيضاً إغلاق آراء ومواقف عبدالوهاب قطران.. الزنزانة 23 6 سبتمبر، 2024 الأخبار الرئيسية دوري الأمم الأوروبية.. ثنائية إنجلترا ضد إيرلندا وألمانيا تدك شباك المجر وهولندا تقسو على البوسنة 8 سبتمبر، 2024 إيران وأميركا وحرب غزة 8 سبتمبر، 2024 إقصاء منتخبنا للناشئين من التأهل لنصف نهائي بطولة اتحاد غرب آسيا 8 سبتمبر، 2024 الحوثيون يعلنون إسقاط طائرة “مسيّرة” أمريكية 8 سبتمبر، 2024 التمكين السياسي للشباب 8 سبتمبر، 2024 الأكثر مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 اخترنا لك عبدالوهاب قطران.. الزنزانة 23 6 سبتمبر، 2024 هدى رؤوف.. إيران ودعم الدور الحوثي في البحر الأحمر 6 سبتمبر، 2024 سمير العركي.. ما بعد التعاون التركي المصري في الصومال 6 سبتمبر، 2024 مروان الغفوري.. المتاهة الأوروبية 4 سبتمبر، 2024 جمال أنعم.. احتشد أنت في مأرب 4 سبتمبر، 2024 الطقس صنعاء سماء صافية 21 ℃ 27º - 19º 28% 3.03 كيلومتر/ساعة 27℃ الأحد 27℃ الأثنين 27℃ الثلاثاء 27℃ الأربعاء 27℃ الخميس تصفح إيضاً دوري الأمم الأوروبية.. ثنائية إنجلترا ضد إيرلندا وألمانيا تدك شباك المجر وهولندا تقسو على البوسنة 8 سبتمبر، 2024 إيران وأميركا وحرب غزة 8 سبتمبر، 2024 الأقسام أخبار محلية 27٬785 غير مصنف 24٬179 الأخبار الرئيسية 14٬476 اخترنا لكم 6٬972 عربي ودولي 6٬782 غزة 6 رياضة 2٬299 كأس العالم 2022 72 اقتصاد 2٬219 كتابات خاصة 2٬057 منوعات 1٬973 مجتمع 1٬827 تراجم وتحليلات 1٬743 ترجمة خاصة 33 تحليل 10 تقارير 1٬582 آراء ومواقف 1٬501 صحافة 1٬475 ميديا 1٬376 حقوق وحريات 1٬299 فكر وثقافة 884 تفاعل 811 فنون 473 الأرصاد 293 بورتريه 63 صورة وخبر 35 كاريكاتير 32 حصري 21 الرئيسية أخبار تقارير تراجم وتحليلات حقوق وحريات آراء ومواقف مجتمع صحافة كتابات خاصة وسائط من نحن تواصل معنا فن منوعات تفاعل English © حقوق النشر 2024، جميع الحقوق محفوظة   |   يمن مونيتورفيسبوكتويترملخص الموقع RSS فيسبوك تويتر واتساب تيلقرام زر الذهاب إلى الأعلى إغلاق فيسبوكتويترملخص الموقع RSS البحث عن: أكثر المقالات مشاهدة واللاتي تخافون نشوزهن 14 مارس، 2018 التحالف يقول إن نهاية الحوثيين في اليمن باتت وشيكة 26 يوليو، 2019 الحكومة اليمنية تبدي استعدادها بتوفير المشتقات النفطية لمناطق سيطرة الحوثيين وبأسعار أقل 12 أكتوبر، 2019 (تحقيق حصري) كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ 29 أغسطس، 2021 مجموعة العشرين تتعهّد توفير “الغذاء الكافي” في مواجهة كورونا 22 أبريل، 2020 أكثر المقالات تعليقاً 1 ديسمبر، 2022 “طيران اليمنية” تعلن أسعارها الجديدة بعد تخفيض قيمة التذاكر 30 ديسمبر، 2023 انفراد- مدمرة صواريخ هندية تظهر قبالة مناطق الحوثيين 21 فبراير، 2024 صور الأقمار الصناعية تكشف بقعة كبيرة من الزيت من سفينة استهدفها الحوثيون 4 سبتمبر، 2022 مؤسسة قطرية تطلق مشروعاً في اليمن لدعم أكثر من 41 ألف شاب وفتاه اقتصاديا 4 يوليو، 2024 دراسة حديثة تحلل خمس وثائق أصدرها الحوثيون تعيد إحياء الإمامة وتغيّر الهوية اليمنية 26 فبراير، 2024 معهد أمريكي يقدم “حلا مناسباً” لإنهاء هجمات البحر الأحمر مع فشل الولايات المتحدة في وقف الحوثيين أخر التعليقات محمد عبدالله هزاع

يا هلا و سهلا ب رئيسنا الشرعي ان شاء الله تعود هذه الزيارة ب...

.

نرحو ايصال هذا الخبر...... أمين عام اللجنة الوطنية للطاقة ال...

issam

عندما كانت الدول العربية تصارع الإستعمار كان هذا الأخير يمرر...

عبدالجبارعلي عمر بالطيف

أريد تفسير للمقطع من اغنيه شل صوتك وأحكم المغنى ماذا يقصد ون...

مروان عباس محمد فارع

المنتخب اليمني ............. لماذا لم يكن زي منتخب اليمن الف...

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: دوری الأمم الأوروبیة غرب آسیا فی الیمن حرب غزة من دون

إقرأ أيضاً:

21 مليار دولار تحويلات المصريين بالخارج خلال 9 أشهر

شهدت تحويلات المصريين العاملين بالخارج قفزات متتالية خلال الفترة التي أعقبت الإجراءات الإصلاحية في مارس 2024 حيث تضاعفت خلال شهر سبتمبر 2024 لتسجل نحو 2.7 مليار دولار (مقابل نحو 1.3 مليار دولار خلال شهر سبتمبر 2023).

كما شهدت التحويلات خلال الربع الأول من السنة المالية 2024/2025 (الفترة يوليو/سبتمبر 2024) ارتفاعاً بمعدل 84.4% لتسجل نحو 8.3 مليار دولار (مقابل نحو 4.5 مليار دولار).

لتشهد بذلك الشهور التسع الأولى من العام الحالي 2024 (الفترة يناير/سبتمبر 2024) ارتفاعاً بمعدل 42.6% لتصل إلى نحو 20.8 مليار دولار (مقابل نحو 14.6 مليار دولار).

   

مقالات مشابهة

  • ليندركينغ يؤكد في الرياض ومسقط على خطوات لمواجهة الحوثيين
  • 100 بالمئة.. المركزي المصري يعلن أرقام تحويلات الخارج
  • 21 مليار دولار تحويلات المصريين بالخارج خلال 9 أشهر
  • تقرير: روسيا تجند "الحوثيين" في حربها ضد أوكرانيا
  • الحكومة تطالب بتصنيف الحوثيين ”منظمة إرهابية عالمية” بسبب انتهاكاتهم
  • ارتفاع الصادرات غير البترولية بنسبة 22.8 % في سبتمبر
  • رصد طائرات مسيرة مجهولة فوق 3 قواعد جوية مشتركة لبريطانيا وأميركا
  • شتاء قاسٍ وحرب مستمرة.. معاناة الفلسطينيين بين الجوع والقصف
  • “الإحصاء”: ارتفاع الصادرات غير البترولية بنسبة 22.8 % في سبتمبر 2024
  • قفزة كبيرة في الصادرات السعودية غير البترولية بنسبة 22.8% في سبتمبر 2024