مخاوف من الإحجام عن الزواج في إيران.. وخامنئي يتدخل شخصيا
تاريخ النشر: 8th, September 2024 GMT
تواصل مؤسسة الزواج في إيران التراجع ما يثير قلق قادة النظام الإيراني بشأن انخفاض الالتزام الديني، واندثار التقاليد ما يؤدي في نهاية المطاف إلى خطر انخفاض عدد السكان، حسب وسائل إعلام غربية.
وتنقل صحيفة “فايننشال تايمز” أن العديد من الإيرانيين الأصغر سنا في المناطق الحضرية يعتقدون أنهم سيفقدون حريتهم بسبب الزواج.
ودعا المرشد الأعلى علي خامنئي، في أول اجتماع له مع أعضاء الحكومة الجدد في أواخر الشهر الماضي، شخصيا وزير الصحة إلى اتباع سياسات من شأنها تشجيع الإنجاب والنمو السكاني.
وتقدم الحكومة قروضا منخفضة الفائدة للمتزوجين لتشجيع الزواج والإنجاب، وزادت المبالغ المعروضة في السنوات الأخيرة، كما يقدم كل من الجيش الإيراني والحرس الثوري الدعم المالي للأزواج المصابين بالعقم الذين يسعون للحصول على العلاج. لكن على مدى العقد الماضي، انخفض العدد السنوي للزيجات في إيران من حوالي 800 ألف إلى 480 ألف، وفقا لمنظمة التسجيل المدني في إيران.
ويعكس جزء كبير من الانخفاض تغير التركيبة السكانية في البلاد، و”انخفض عدد النساء غير المتزوجات تحت سن 50 إلى حوالي 5 ملايين من 8 ملايين قبل عقد من الزمان”، وفق ما قالت شهلا كاظمي بور ، أستاذة الديموغرافيا في جامعة طهران، للصحيفة.
وأضافت “نسبة ثابتة من النساء غير المتزوجات، حوالي 10 في المئة، يتزوجن كل عام.” ولكن في الوقت نفسه، ارتفع متوسط سن الزواج في طهران من 25 إلى 27 للنساء ومن 29 إلى 30 للرجال.
ولا يشعر العديد من الشباب الإيرانيين بأنهم مجبرون على الزواج لأسباب دينية أو ثقافية كما كانوا يفعلون في الماضي.
وقالت كاظمي إن 5 في المئة من النساء الإيرانيات فوق سن 40 عاما يعتبرن الآن من غير المرجح أن يتزوجن على الإطلاق، ارتفاعا من 2 في المئة فقط في ثمانينيات القرن العشرين.
وأوضحت أنه بعد ثورة 1979، ذهبت المزيد من النساء إلى الجامعات وحدت مؤهلاتهن من خيارات الزواج “لأنهن لن يتزوجن بعد الآن من رجال يحملون شهادات أو وظائف أقل”.
وقال تقي آزاد أرماكي، أستاذ علم الاجتماع في جامعة طهران، إن تربية الأسرة “لم تعد ذات قيمة وشعبية كما كانت من قبل” و “ليست حتى أولوية ثانية وثالثة لكثير من الناس”.
ويتابع للصحيفة “هناك شعور بالفردية الراديكالية والمتمحورة حول الذات” بين الشباب والشابات الذين يعطون الأولوية لتحقيق الذات”.
وقال كيانوش خشايار، وهو طبيب يبلغ من العمر 27 عاما، إن وسائل التواصل الاجتماعي تمجد أيضا حياة العزوبية “من خلال إظهار كيف يعيش غير المتزوجين حياة خالية من الهموم وناجحة”.
ومع وجود الاقتصاد الإيراني في وضعية صعبة بسبب ارتفاع التضخم وضعف العملة والعقوبات الدولية، فإن تكلفة تكوين أسرة، بما في ذلك البذخ المرتبط بحفل زفاف فارسي نموذجي، يمكن أن تكون بمثابة عائق إضافي.
وأدخلت الحكومة الإيرانية برامج منع الحمل في تسعينيات القرن العشرين للسيطرة على النمو السكاني الجامح بعد طفرة المواليد. لكنها تشعر بالقلق الآن إزاء تحديات شيخوخة المجتمع والانكماش المتوقع لعدد السكان، الذي يبلغ الآن ما يقرب من 90 مليون نسمة.
وقال محمد رضا نقدي، وهو ضابط رفيع المستوى في الحرس الثوري، في يونيو إن “العدو” يخطط “لمنع النمو السكاني في إيران بسبب المخاطر التي يشكلها على القوى العظمى”.
وألقت فرزانة كاسب عهدي، أستاذة الدراسات الإسلامية، باللوم على التنشئة الدينية غير السليمة والنظرة الغربية السائدة للعالم في تغيير المواقف تجاه الزواج.
وانخفض معدل الخصوبة في إيران من 2.09 لكل امرأة في عام 2017 إلى 1.7 في عام 2024، مما يشير إلى أن عدد السكان سيبلغ ذروته في غضون عقدين ثم يبدأ في الانخفاض.
لكن العديد من الشباب الإيرانيين مدفوعون بالتغيرات الاجتماعية أكثر من السياسات الحكومية، وقد تحبط مواقفهم الجهود الرسمية لتشجيع الزواج والإنجاب.
الحرة
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: فی إیران
إقرأ أيضاً:
جدل إعلاني .. الإعلانات بين المنافسة والتشهير: أزمة جديدة بين «بلبن» والعبد والمجلس الأعلى يتدخل
في عالم يتسارع فيه التنافس بين الشركات لكسب ثقة المستهلكين، تُعد الإعلانات سلاحًا ذا حدين؛ فمن ناحية تبرز الجودة والابتكار، ومن ناحية أخرى قد تتحول إلى أداة للنيل من المنافسين. هذا ما حدث مؤخرًا بين شركتي "بلبن" للمنتجات الغذائية والحلويات و"العبد"، حيث أثار إعلان مثير للجدل موجة من الخلاف، مما استدعى تدخل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام للحفاظ على التوازن وحماية السوق والمستهلكين على حد سواء.
قرار حاسمأصدرت لجنة الشكاوى بالمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، برئاسة عصام الأمير، قرارًا فوريًا بمنع عرض إعلان شركة "بلبن" مؤقتًا، وذلك بسبب مشاهد تضمّنت إساءة واضحة لشركة "العبد"، المنافسة لها في سوق الحلويات. جاء هذا القرار بعد رصد الإعلان من قِبَل الإدارة العامة للرصد بالمجلس، إذ أثار موجة من الجدل بين الجمهور والمتابعين. ويهدف القرار إلى حماية معايير الإعلانات، وضمان عدم تحولها إلى أداة للتشهير أو الإضرار بالمنافسين.
استدعاء وتحقيقلم يقتصر الأمر على منع الإعلان، فقد استدعت اللجنة الممثل القانوني لشركة "بلبن"، إلى جانب مسؤولي شركة الدعاية المسؤولة عن تنفيذ الإعلان، لجلسة استماع عاجلة. وأوضح الممثل القانوني خلال الجلسة أن الإعلان لم يُعرض على القنوات الفضائية، بل اقتصر على وسائل التواصل الاجتماعي. وفي خطوة تعكس تحمّل الشركة لمسؤوليتها، أبدى استعدادها لتعديل الإعلان بما يتوافق مع الضوابط التي يفرضها المجلس، مؤكدًا التزامها بعدم الإساءة للمنافسين.
تصحيح المسارلم تمضِ فترة طويلة حتى تواصل الممثل القانوني لشركة "بلبن" مجددًا مع لجنة الشكاوى، معلنًا أن الإعلان قد تم تعديله بالفعل ليتماشى مع المعايير والأكواد الإعلامية المعتمدة. هذه الخطوة تعكس رغبة الشركة في تصحيح المسار واستعادة التوازن في علاقتها بالسوق والمنافسين، مما يُبرز أهمية الاستجابة السريعة للنقد لضمان ثقة المستهلكين.
الاحترام يصنع الفارقفي عالم الأعمال، المنافسة ليست مجرد سباق نحو الصدارة، بل اختبار لمبادئ الأخلاق والاحترام المتبادل. حادثة إعلان "بلبن" تُذكرنا بأن النجاح الحقيقي لا يتحقق على حساب الآخرين، بل من خلال الجودة والابتكار. تدخل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام يُبرز دوره كحارس للتوازن، ويُوجه رسالة واضحة إلى الشركات بضرورة التفكير مرتين قبل تجاوز الخطوط الحمراء. ففي النهاية، الشركة التي تحترم منافسيها لا تكسب السوق فقط، بل تكسب قلوب المستهلكين أيضًا.