حذر رئيس جهاز الاستخبارات البريطاني ريتشارد مور، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA، بيل بيرنز بشكل علني معا لأول مرة، خلال فعالية أُقيمت في لندن، السبت من أن النظام العالمي الدولي مهدد بطريقة لم نشهدها منذ الحرب الباردة.

في أول مقال مشترك يكتبه زعماء أجهزة الاستخبارات البريطانية والأمريكية في تاريخهما المشترك الممتد 77 عامًا، حذرالرئيسين، من أن البلدين يواجهان الآن "مجموعة غير مسبوقة من التهديدات".

في مقال مشترك في صحيفة فاينانشال تايمز، تأمل زعماء الاستخبارات عقودًا من التعاون على مدار حربين عالميتين وفي حربهما ضد الإرهاب، محذرين: "إن تحديات الماضي تتسارع في الحاضر، وتتفاقم بسبب التغير التكنولوجي".

وكتبوا أيضًا: "لا شك أن النظام العالمي الدولي،  النظام المتوازن الذي أدى إلى السلام والاستقرار النسبي وحقق مستويات معيشية مرتفعة وفرص وازدهار،  يتعرض للتهديد بطريقة لم نشهدها منذ الحرب الباردة"،

بالنسبة لكلا الوكالتين، "يشكل صعود الصين التحدي الاستخباراتي والجيوسياسي الرئيسي في القرن الحادي والعشرين، وقد أعدنا تنظيم خدماتنا لتعكس هذه الأولوية"،

وإلي روسيا….

وانتقد زعماء الاستخبارات "الحملة المتهورة للتخريب في جميع أنحاء أوروبا التي تشنها المخابرات الروسية، واستخدامها الساخر للتكنولوجيا لنشر الأكاذيب والمعلومات المضللة المصممة لدق إسفين بيننا".

وفي حديثه يوم السبت في لندن في ظهور مشترك غير مسبوق إلى جانب السير ريتشارد، حذر السيد بيرنز من العلاقة الدفاعية المتنامية و"المقلقة" بين روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية.

وفي أعقاب تقارير نشرتها شبكة سي إن إن وصحيفة وول ستريت جورنال تفيد بأن طهران تحدت تهديدات مجموعة الدول السبع بفرض المزيد من العقوبات من خلال تزويد موسكو بمئات الصواريخ الباليستية قصيرة المدى، حذر بيرنز من أن مثل هذه الخطوة من شأنها أن تشكل "تصعيدا دراماتيكيا" في العلاقات بين إيران وروسيا.

أرسلت كوريا الشمالية ذخيرة وصواريخ إلى روسيا لاستخدامها ضد أوكرانيا، في حين تزود إيران موسكو بطائرات دون طيار هجومية. 

وقال بيرنز إن وكالة الاستخبارات المركزية لم تر بعد أدلة على إرسال الصين أسلحة إلى روسيا، "لكننا نرى الكثير من الأشياء التي تقل عن ذلك".

وفي حين تحث أوكرانيا حاليا حلفائها الغربيين على السماح لكييف باستخدام أسلحتهم لضرب أهداف داخل روسيا، قال بيرنز إن الغرب يجب أن "ينتبه" إلى خطر التصعيد ولكن لا "يرهب بشكل غير ضروري" من التهديدات الروسية.

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية النظام العالمي مهدد الصين روسيا

إقرأ أيضاً:

روسيا من دنا عذابها الي اخت بلادي!

من أخطر سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي تغبيش الوعي حول اهم المعلومات والحقائق، بصنع الانحيازيات وتوجيه الآراء حيث الانقسامات بحسب التوافق السياسي، اذ بات يعتمد انتشار المعلومة للأعلى والأجهر صوتاً والأكثر انتاجاً بغض النظر عن صحة المعلومات، دقتها، او سطحيتها.. ولقد صنعت هذه الحرب اللعينة سوق معلوماتي اختلف عن بقية أسواق الميديا في خطورته بتوجيه دفة المعارك على الأرض من جهلاء بالحرب والسياسة، والحس الإنساني السليم، في وقوفهم مع استمرار الحرب، التي ساقت أهلهم وارحامهم الي حتفهم، وساهمت من ثم في تشريدهم وذلهم في معارك ليس لها من الكرامة غير اسمها الذي اختاره لها الاخوان المسلمون!
ومن أبرز نماذج انتفاع الحركة الإسلامية في هذا السوق الزخم ما تناقلته تلك الوسائط من شعور بالغبطة والنشوة باستخدام روسيا لحق الفيتو واسقاط اجماع 14 دولة عضو في مجلس الامن على وقف الحرب.. والغريبة أن الاقتراح الذي تم رفضه يشمل فيما يشمل قرارات إدانة وتجريم لقوات الدعم السريع لما ارتكبته في الجزيرة ودارفور، حيث انتهكت حرمات البيوت، والاعراض، وقتلت، ونهبت، واغتصبت النساء، وأذلت الشيوخ والمسنين من النساء والرجال.. ولذلك كان استخدام روسيا لحق نقض القرار عملا محبطاً لدعاة السلام وحقن الدماء.
وبالطبع امتطي البرهان موجة البطولات المضللة متوهماً ان له دبلوماسية محترمة، وسيادة معترف بها قائلا (البارحة شهدنا الموقف الروسي الداعم لسيادتنا... فالسودان يعمل بشكل وثيق مع أصدقائه وأصدقاء شعبه، لمنع صدور القرار المعيب والخادش للسيادة السودانية) فكأنما روسيا استخدمت حق الفيتو (العزيز الاستخدام) من اجل الكيزان! وهي تعلم انهم حكام كرتونيون من بقايا دولة (إعادة صياغة الانسان السوداني) التي كانت تمثل فيها روسيا رمز الشيطان مصدر حربهم (يا حبذا الجنات واقترابها** أمريكا وروسيا قد دنا عذابها** على ان لاقيتها ضرابها) وبالطبع ليس هي بالسذاجة التي تجعلها تقف في وجه أمريكا وأوروبا، مستعطفه رضا حكومة بورتسودان المتصدعة.
روسيا التي كايدت مشروع التصويت على قرارات مجلس الامن من اجل وقف حرب السودان، تهمهما في المقام الاول حربها مع أوكرانيا، وقرارات بايدن والديموقراطيين في البيت الأبيض، والسماح لأوكرانيا باختراق الأراضي الروسية بصواريخ مدمرة طويلة المدي، وهو الشي الذي سوف يعقّد مشهد العلاقة بين ترامب وبوتين في أثناء دورة حكم الجمهوريين المقبلة.
ومن سخرية القدر وخفة عقل الفلول، تصوراتهم ان روسيا هي خارج حلبة صراع موارد السودان، كما انها تجهل ان الجنرال البرهان لا يحكم فيما يملك، بل هو عاجز عن استرداد قيادة الجيش من سطوة الحركة الإسلامية، وحماية المواطنين واسترداد الأراضي المحتلة من قبل صنيعته مليشيا الدعم السريع.. واما عطايا حكومة الحركة الإسلامية لروسيا فهي لم تتوقف منذ ان قام الاسلاموي البشير بمقابلة بوتين في عام 2017 وصرح (انه يحتاج لحماية من الاعمال العدوانية للولايات المتحدة ضد السودان) مقابل (امتيازات التعدين وبناء قاعدة بحرية علي البحر الأحمر في بورتسودان بوابة البلاد للتجارة).. انتهي - الجزيرة - تحت عنوان (مغامرة فاغنر لماذا تتورط روسيا في صراع السودان) 2023/8/5
كما ان روسيا لا تحتاج ان تتخذ قراراتها مراعاة لقائد مليشيات الدعم السريع حميدتي وال دقلو أصحاب "جبل عامر"، أكبر مناجم الذهب في السودان وافريقيا، اذ أن كليهما يبيعان لروسيا الذهب طواعية، من اجل شراء السلاح، لإبادة وتقتيل الشعب الأعزل. اما ترهات الجنرال في (نحن نعرف كل من وقف مع الشعب السوداني، وسنقدر هذا الأمر، وسيستند التعاون والتحالف مع دول الإقليم ودول العالم على مخرجات ومحصلات هذه الحرب)! فهي وعود ليست للإعمار والنهوض بالدولة، كما لن تعود للشعب المشرد اللاجئ بنفع، بعد ان فقد أبناءه وهُجّر من ارضه، وهو المحروم طوال ثلاث عقود من حكم الحركة الإسلامية من خيرات أرضه، التي تقدمها الحكومة رشاوي وضرائب لتلك الدول حتى تضمن استمرار بقائها في السلطة، وتحمي مصلحة افراد التنظيم، وتشتري بها ذمم جنرالات الجيش الفاسدين، واليوم تشتري بتلك الموارد السلاح لاستباحة دماء المواطنين، يقتلهم الجنجويد ارضاً، وتقصفهم قوات الجيش جواً.
فإن كانت تلك الآلات الإعلامية الفرحة باستمرار الحرب، يطرب زامرها حكومة الامر الواقع، فعلى وطن اسمه السودان السلام.. فقد أسفر صراع المطامع الدولية عن فصيح نواياه حول حرب السودان، ولا رادع له غير ان يجتمع السودانيين حول وقف الحرب.. كما ان التعويل علي وحدة الصف السوداني للجنرال المستلب الإرادة البرهان تعني الامتثال لشروط الحركة الإسلامية، التي تستجلب عضويتها للاستوزار في بورتسودان، وهو يعلن (.. يجب أن تنتهي الحرب، وبعدها نجلس في حوار سوداني - سوداني، ليقرر السودانيون كيفية إدارة بلادهم، فإذا قرروا إبعادنا لا نمانع، وسنعيد لهم أمانتهم وبلدهم نظيفاً من هؤلاء المتمردين الخونة، سيكون هذا الأمر قريباً).. كالعادة وعود الجنرال الانقلابي بالتخلي عن السلطة، وإنهاء الحرب (بالتوافق السلمي او بالانتصار)، حبر على ورق، وتفتقد الى النية الصادقة، حيث لم ينجح في الوفاء بأيهما رغم تكرارهما منذ رئاسته لمجلس السيادة المحلول او كقائد للجيش. ولن يكون هنالك حوار سوداني برعاية حكومة الحرب، وجميع الذين ينادون بوقف الحرب مدانون بتهم العمالة والخيانة الوطنية. كما اثبتت الأيام فشل الدعم السريع في ادارة مناطقه وتأمين المواطنين، ولم يفعل سوي تهجيرهم خارجها.

 

tina.terwis@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • حقبة الحرب الباردة انتهت.. والليبرالية والديمقراطية باقيتان
  • بريطانيون يتدافعون لشراء مخابئ نووية من الحرب الباردة بأسعار قياسية
  • هل يؤثر التصعيد بين روسيا وأوكرانيا على سعر الذهب العالمي؟
  • منظمة هيومن أبيل البريطانية تطلق أكبر مبادرة في زمن الحرب بأم درمان
  • باسيل: استقلال لبنان مهدد لان إسرائيل تحاول احتلال الأرض
  • روسيا من دنا عذابها إلى أخت بلادي!
  • روسيا تشنّ هجوماً صاروخياً غير مسبوق على أوكرانيا
  • روسيا من دنا عذابها الي اخت بلادي!
  • لأول مرة.. أوكرانيا تطلق صواريخ ستورم شادو البريطانية على روسيا
  • أوكرانيا تطلق صواريخ "ستورم شادو" البريطانية على روسيا لأول مرة