قرار أوكراني يهدد عبور الغاز الروسي إلى أوروبا
تاريخ النشر: 8th, September 2024 GMT
عبدالله أبوضيف (القاهرة)
أخبار ذات صلةمع اقتراب موعد انتهاء العقد المبرم بين موسكو وكييف لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا، لوَّح الرئيس فلاديمير بوتين، أمام أكثر من 6 آلاف شخص من 76 دولة خلال المنتدى الاقتصادي الشرقي، ببدائل أخرى لشحن الغاز، إذا لم تمدد الحكومة الأوكرانية العقد.
وعلى الرغم من الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة منذ نحو عامين ونصف العام، والعقوبات المفروضة على موسكو من قبل الاتحاد الأوروبي، إلا أن الغاز الروسي لا يزال يتدفق إلى بلدان التكتل.
وقال الرئيس بوتين إن بلاده تدرس خيارات أخرى إذا لم تمدد أوكرانيا اتفاق شحن الغاز الروسي إلى أوروبا، ومن بينها خط أنابيب الغاز «ترك ستريم» الممتد عبر تركيا.
وفي معرض حديثه عن اتفاق نقل الغاز الطبيعي مع أوكرانيا الذي ينتهي نهاية العام الجاري، قال بوتين إنه إذا لم تمدد أوكرانيا العقد فسوف تنخفض الشحنات إلى أوروبا، لكن هذا «قرارهم الخاص».
ولفت الرئيس الروسي إلى أن عدم تمديد كييف العقد مع شركة غازبروم لنقل الغاز الروسي إلى الأوروبيين عبر أوكرانيا بعد 31 ديسمبر، سيكبد بلاده «خسائر» مالية.
وفي أواخر أغسطس الماضي، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رسمياً أن كييف لن تمدد الاتفاقية الحالية والتي مدتها خمس سنوات مع روسيا بعد انقضائها في نهاية العام.
ورغم النزاع المستمر، سلمت روسيا عام 2023 ما يزيد قليلاً على 14 مليار متر مكعب من الغاز إلى أوروبا عبر الأراضي الأوكرانية. لكن هذا الرقم أقل بكثير من 40 مليار متر مكعب المنصوص عليها في العقد.
وأوضح أن روسيا يمكن أن تشحن إلى أوروبا عبر طرق مختلفة. وقال: «ستمر الشحنة عبر طرق أخرى، خاصة ترك ستريم، وقد يكون أيضاً جزئياً من خلال بلو ستريم، لكن هذا للاستهلاك المحلي».
وأشار إلى أن ألمانيا يمكنها الحصول على الغاز الطبيعي عبر أوكرانيا وتركيا، لكنها لا تستطيع الحصول عليه من الخط المار عبر بحر البلطيق (نورد ستريم).
وأضاف: «إذا كان الأوروبيون لا يريدون ذلك فلا داعي لشرائهم الغاز، سنزيد إمداداتنا تدريجياً إلى أجزاء أخرى من العالم»، موضحاً أن «الاقتصاد العالمي لا يمكنه تحمل غياب موارد الطاقة الروسية، هذا محال».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: أوكرانيا روسيا أوروبا الغاز موسكو المنتدى الاقتصادي فلاديمير بوتين الغاز الروسی إلى إلى أوروبا
إقرأ أيضاً:
هل تهمش واشنطن أوروبا في سلام أوكرانيا؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أثار إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن بدء محادثات سلام مباشرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا موجة من الذهول والقلق في العواصم الأوروبية.
وبينما تسعى واشنطن وموسكو إلى التوصل إلى تسوية، وجدت أوروبا نفسها مستبعدة من هذه المحادثات، ما أثار تساؤلات حول مدى تأثيرها في صياغة مستقبل الأمن والاستقرار في القارة.
قلق أوروبي من تهميش دور القارة
استقبل القادة الأوروبيون هذا الإعلان بمزيج من الغضب والقلق، معبرين عن استيائهم من استبعاد الاتحاد الأوروبي وكييف من المفاوضات.
في ألمانيا، عبر وزير الدفاع بوريس بيستوريوس عن أسفه لأن واشنطن قدمت تنازلات لروسيا حتى قبل بدء المفاوضات مع أوكرانيا، محذرًا من أنه سيكون من "السذاجة" الاعتقاد بأن تهديد موسكو سينتهي بمجرد توقيع اتفاق السلام.
من جانبها، وصفت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك الإعلان بأنه "مفاجئ"، مشيرة إلى أن أوروبا بحاجة إلى التحدث مع الولايات المتحدة لتوضيح أهمية التعاون الأمني عبر الأطلسي.
أما في بروكسل، فقد شددت مفوضة الأمن في الاتحاد الأوروبي، هينا فيركونين، على ضرورة أن تلعب أوروبا وأوكرانيا دورًا محوريًا في أي مفاوضات سلام، مؤكدة أن الولايات المتحدة حليف أساسي لكن لا يمكنها تقرير مستقبل الأمن الأوروبي بشكل منفرد.
في السياق ذاته، حذر المتحدث باسم المفوضية الأوروبية من أن روسيا "لا يجب أن تُكافأ على عدوانها"، مشيرًا إلى أن أي اتفاق سلام غير مستدام لن يؤدي إلا إلى مزيد من الحرب وعدم الاستقرار.
الناتو والمخاوف الأمنية الأوروبية
لم تكن الاستجابة الأوروبية مقتصرة على الاتحاد الأوروبي فقط، بل امتدت إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، حيث أكد الأمين العام للحلف، مارك روته، أن أوكرانيا يجب أن تكون جزءًا أساسيًا في جميع المحادثات المتعلقة بها، محذرًا من أن أي اتفاق يتم فرضه من الخارج قد لا يكون مستدامًا على المدى الطويل.
كما عبرت بريطانيا عن قلقها، حيث أكد وزير الدفاع جون هيلي أن موسكو لا تزال تشكل تهديدًا أوسع من مجرد أوكرانيا، مشددًا على أن أي مفاوضات يجب أن تضع كييف في مركزها.
في فرنسا، اعتبر وزير الدفاع سيباستيان ليكورنو أن أي محاولة لتحقيق "السلام من خلال الضعف" ستكون نهجًا خاطئًا، محذرًا من أن مثل هذا الاتفاق قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الأمنية بدلًا من تهدئتها. وفي دول البلطيق، وصف وزير الدفاع الليتواني دوفيلي شاكاليني التطورات الأخيرة بأنها "الأكثر ظلمة منذ الحرب العالمية الثانية"، معتبرًا أن غياب التعاون بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار العالمي.
التداعيات المحتملة لمستقبل أوروبا وأوكرانيا
مع تصاعد المخاوف من استبعاد أوروبا من المحادثات، أعربت عدة دول عن قلقها بشأن الدور الذي ستُجبر على لعبه بعد التوصل إلى اتفاق سلام. في بولندا، أكد رئيس الوزراء دونالد توسك أن تحقيق "سلام عادل" يتطلب تعاونًا وثيقًا بين أوكرانيا، أوروبا، والولايات المتحدة.
أما في هولندا، فقد شدد وزير الدفاع روبن بريكلمانز على ضرورة تقديم "ضمانات أمنية قوية" لضمان عدم اندلاع صراع جديد في المستقبل.
من جهتها، أكدت إسبانيا على ضرورة أن يكون لدى الأوروبيين "فهم مشترك لما يجري"، حيث شدد وزير الخارجية خوسيه مانويل ألباريس على أنه لا يمكن اتخاذ أي قرارات بشأن الأمن الأوروبي دون مشاركة أوروبا وأوكرانيا.
وفي إيطاليا، اعتبر وزير الخارجية أنطونيو تاجاني أن عودة الولايات المتحدة وروسيا إلى المحادثات أمر إيجابي، لكنه شدد على أن أي اتفاق يجب أن يكون قائمًا على أساس "سلام عادل ودائم"، وليس مجرد هدنة مؤقتة قد تؤدي إلى تصعيد مستقبلي.
بينما تتجه الولايات المتحدة وروسيا نحو التفاوض، تجد أوروبا نفسها في موقف حرج، حيث تخشى أن تتحمل العبء الأكبر لإعادة إعمار أوكرانيا وضمان استقرارها دون أن يكون لها أي تأثير على شروط الاتفاق.
ومع غموض موقف إدارة ترامب من التعاون مع الحلفاء التقليديين، يبقى السؤال المطروح: هل ستقبل أوروبا بدور الممول فقط، أم أنها ستتمكن من فرض نفسها على طاولة المفاوضات؟ في ظل هذه التطورات، يبدو أن القارة العجوز تواجه اختبارًا حقيقيًا لوحدتها وقدرتها على الدفاع عن مصالحها في عالم متغير.