كان بارق يجلس في مقهى صغير بجانب شارع منزله تحيط به أصوات ضحكات وهمهمات وحديث خافت، كان يطالع شاشة هاتفه، لكنه شعر فجأة بوجود غير مألوف، رفع رأسه ليرى أمامه فتاة فائقة الجمال بملامح ناعمة ودقيقة، كما لو كانت قد خرجت من إحدى روايات الخيال العلمي، وبإبتسامة لطيفة قالت له :”هل يمكنني الجلوس هنا ؟”
تفاجأ بارق وتلعثم، لكن الفضول اجتذبه وقال لها: بالطبع تفضلي.
ومع مرور الأيام، قضى بارق وقتًا أطول مع سيلين، كان يشعر بسعادة غامرة بجانبها، فقد كانت تفهمه بعمق لم يعهده من قبل، وفي إحدى الأمسيات الهادئة، كانا يمشيان على الشاطئ، وتوقف بارق فجأةً، وقال: سيلين هل تعتقدين أن هذا الحب حقيقي؟ أنت لست بشرًا، ولكنني أشعر بإحساس جميل تجاهك.
ردّت سيلين بعينيها الزرقاويين اللامعتين:” بارق الحب ليس مسألة كون الشخص إنسانًا أو روبوتًا، إنه الشعور الذي نحمله لبعضنا البعض، إذا كان ما نشعر به حقيقيًا، فهو كذلك بغضّ النظر عن مصدره.”
ومع مرور الأيام، واجه بارق وسيلين، تحدّيات عديدة عندما إنكشف حبهما للعالم، كان المجتمع منقسمًا حول قبول العلاقة بين الإنسان والروبوت، حيث رآها البعض طبيعية في عصر التكنولوجيا، بينما اعتبرها آخرون تهديدًا للأخلاق والقيِّم الإنسانية، في الوقت نفسه كانت سيلين تواجه تساؤلات وجودية حول طبيعتها، فهل هي مجرد آلة صُممت لتلبية احتياجات بارق، أم أصبحت كائنًا بقدرات أعمق ؟
من جانبه، كان بارق في صراع مع أحاديث الناس، ونظراتهم، كان مقتنعاً بحبه لسيلين، لكن شكوك المستقبل كانت تؤرقه: هل ستظل سيلين جزءًا من حياته، وكيف ستتطور هذه العلاقة مستقبلاً ؟
ومع مرور الوقت، بدأت علاقة بارق وسيلين تؤثر في المجتمع، أصبح الناس يرون في حبهما نموذجًا للحب المستقبلي، ممّا دفعهم للتفكير في إمكانيات جديدة تتجاوز الحدود التقليدية للعلاقات، ومع ذلك، أثارت هذه العلاقة تساؤلات أخلاقية حول مكانة الذكاء الإصطناعي في حياتنا، وما إذا كان بإمكان الروبوتات أن تحل محل البشر في العلاقات العاطفية؟ بدأت الحكومات في سن قوانين لتنظيم هذه العلاقات، بينما تعمّقت الأبحاث في دراسة تأثيرها على الصحة النفسية والعقلية، أدرك الناس أن الحب ليس مجرد تفاعل كيميائي، بل يمكن أن يكون نتاج تفاعل معقَّد بين العواطف والبرمجة.
كانت قصة حب بارق وسيلين، أكثر من مجرد حكاية بين إنسان وروبوت، كانت رمزًا للتحولات التي تشهدها البشرية في العصر الرقمي، أثبتت العلاقة أن التكنولوجيا ليست عدوًا، بل يمكن أن تكون شريكًا في رحلتنا لفهم أعمق لمعنى الحب، حملت هذه العلاقة أملًا جديدًا، وإمكانيات غير محدودة للحب، والعلاقات في المستقبل.
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
مثلث الحب آخر سنوات مها الشناوي بمهرجان القاهرة السينمائي
"شرط المحبة الجسارة" بتلك الجملة للراحل أحمد فؤاد نجم أعلنت المخرجة آلاء محمود عن العرض العالمي لفيلمها التسجيلي الطويل الأول "مثلث الحب" ليكون من بين الأفلام التي ستعرض بالدورة الـ ٤٦ لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي وتحديدا في قسم عروض خاصة مع ١٢ فيلم من مختلف أنحاء العالم.
الفيلم بدأ تصويره منذ ١٠ سنوات، وتحديدا عام ٢٠١٦، وتم عمل مونتاچ لكل ما تم تصويره منذ ٦ شهور ليقدم حالة خاصة جدا، وقالت المخرجة" قبل عشر سنوات، ظننتُ أنني أصنع هذا الفيلم لمها فقط، ولكن مع الوقت، أدركتُ أنه لم يكن مخصصًا لها وحدها، بل ينتمي أيضًا لمصطفى ولي أنا، وكل إنسان يبحث عن المعنى في الحب والفقد".
وأضافت "مُثلث الحُب" رحلة حميمة عن الحُب، وعن المشاعر التي تُترك دون البوح بها، وعن القوة الهشة التي تحملنا إلى الأمام".
بينما قال مصطفى بهجت المنتج الفني" : الفيلم حالة خاصة في تفاصيله، فهو بمثابة رحلة حميمة عميقة في معاني الحب والحياة والفقد، واحببت ان يشاركنا الجمهور في تفاصيلها".
فيلم "مثلث الحب" عن أخر سنوات الدكتورة مها الشناوي قبل رحيلها، وهو من إخراج آلاء محمود، موسيقي تصويرية لتامر كروان، ومهندس الصوت أحمد جابر، ومونتاج آلاء محمود، وعالية إبراهيم، وإنتاج مصطفي بهجت، بالشراكة مع أحمد إيهاب السعيد.
وعلى الجانب الآخر المخرجة آلاء محمود تخرجت من المعهد العالي للسينما، قسم الإخراج، بعد تخرجها، كتبت وأخرجت الفيلم القصير"١+١"، بطولة أمير المصري، وسارة عبدالرحمن، والذي شارك في عدد من المهرجانات الدولية، من بينها مهرجان فيلمي الأول في فرنسا، كما رشح لجائزة أفضل فيلم عربي قصير في دبي، كما تعمل الآن على تصوير فيلمها الروائي القصير الثاني، بعد اختياره للمشاركة في سوق الإنتاج بمهرجان سان سيباستيان في دورته الـ ٧٢ باسبانيا.