سرايا - ذكرت شبكة "سي إن إن" الأميركية، نقلا عن مسؤولين أميركيين، أن العقبات الكبيرة التي تواجه مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة أثارت شكوكا داخل البيت الأبيض حول إمكانية إنهاء الحرب قبل انتهاء ولاية الرئيس جو بايدن.
وأوضح مسؤول أميركي رفيع المستوى أنه من غير الواضح إذا ما كان استخدام النفوذ الأميركي على إسرائيل، مثل حجب الأسلحة، سيؤثر على حكومة تضم شخصيات يمينية متطرفة، مثل وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش.



كما نقلت "سي إن إن" عن مصدر ديمقراطي بارز أن بايدن أصبح "مهووسا" بقضية الرهائن ووقف إطلاق النار بغزة في الآونة الأخيرة.
من جانبه، أعرب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو عن تشاؤمه إزاء قرب التوصل إلى اتفاق، وأكد ضرورة بقاء قواته في جنوب غرب غزة على الرغم من الضغوط الدولية للانسحاب.
يأتي ذلك في وقت يشهد فيه كيان الاحتلال احتجاجات واسعة على حكومة نتنياهو لإخفاقها في تأمين الإفراج عن المحتجزين في غزة، بمن فيهم الأميركيون.
وأبدى بايدن اهتماما شخصيا بالقضية، إذ أجرى اتصالات مع قادة مصر وقطر بهدف تحقيق تقدم في المفاوضات إلا أنه بعد مقتل الرهائن الستة في غزة، الذين أُعلن عن العثور على جثثهم الأسبوع الماضي واتهمت واشنطن وتل أبيب حماس بالمسؤولية عنه رغم نفيها القاطع، تفاقمت الشكوك الأميركية في ما تعتبره واشنطن "استعداد حماس للانخراط بجدية في المحادثات".
ورغم جهود بايدن لدفع المفاوضات، فإن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران زاد من تعقيد المشهد وأثار تساؤلات عن مستقبل المفاوضات.
إلى ذلك دعا الرئيس السابق لجهاز الأمن العام في كيان الاحتلال الإسرائيلي (الشاباك) ناداف أرغمان إلى وقف القتال في قطاع غزة الآن وإنهاء الحرب، قائلا إن إسرائيل ليست مؤهلة لحروب طويلة.
وأضاف أرغمان في تصريحات نقلتها القناة الـ12 العبرية أنه كان ينبغي أن تنتهي هذه الحرب منذ وقت طويل، مشددا على أن "أرواح المختطفين أهم من أي شيء، وتجب إعادتهم رغم الثمن المؤلم الذي سندفعه في الصفقة".
ووجه أرغمان انتقاده لنتنياهو، قائلا إن ما يدفعه الآن هو استمرار حكمه والحفاظ على ائتلافه، وليس أمن إسرائيل.-(وكالات)


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

إقرأ أيضاً:

لماذا لا تنسحب مصر وقطر من الوساطة بين إسرائيل وحماس

بدأ هذا السؤال يتردد في دوائر عربية عديدة، وزادت أهميته مع تسريب معلومات بأن مصر وقطر قد تصدران بياناً مشتركاً تعلنان فيه عدم الرضاء عن النتيجة التي وصلت إليها وساطتهما، والولايات المتحدة، بين إسرائيل وحركة حماس، ومن ثم الاتجاه نحو عدم مواصلتها. لكن لم يصدر شيء حتى الآن، ولا يزال الحديث مستمراً عن مفاوضات ومحادثات واتصالات تتم من أجل إنجاز صفقة الأسرى بين الجانبين، والتي من المتوقع أن تفضي إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة.
بعد تشاؤم ساد الفترة الماضية بسبب تصلب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو في مواقفه، عُقد لقاء في الدوحة جمع بين رئيس الوزراء القطري، وزير الخارجية، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، وقيادات في حركة حماس، بما أعاد الأمل في المفاوضات مرة أخرى، وأن دفنها لن يتم قريباً، كما توقعت بعض الجهات التي رأت أنها لم تعد مجدية، ومن المهم أن تواصل مصر وقطر دوريهما بالتعاون والتنسيق مع الولايات المتحدة.
غاية ما يتمناه نتانياهو أن يصل الوسطاء إلى نقطة الصفر التي يعلنون فيها عدم القدرة على الاستمرار ليتحلل من بعض الالتزامات الخارجية، ويتنصل من المسؤولية السياسية والأمنية والأخلاقية التي ألقاها عليه أهالي الأسرى والمحتجزين.
يصعب أن تنسحب مصر وقطر من الوساطة، لأن هذا معناه إقرار بالأمر الواقع الذي يريد نتانياهو فرضه، وحدوث فراغ سياسي يستفيد منه الرجل عسكرياً في تنفيذ ما تبقى من مخططاته في غزة والضفة الغربية، ومنحه صكاً يخول له المضي قدما في ترتيب أوضاع الفلسطينيين بالطريقة التي يطمح إليها.

ربما لن تتمكن الوساطة من ردع قوات الاحتلال أو إحداث تحول ملموس في توجهاتها، غير أن وجودها يشير إلى أن هناك عملية سياسية قد تفضي إلى ضغط من قبل المجتمع الدولي على نتانياهو، فغياب الوساطة وعدم وجود مفاوضات لا يعني أن هناك إمكانية لتغيير الأوضاع وأن بديلا سياسيا آخر يمكن أن يمارس دورا أفضل.
ولم تعد الآلة العسكرية لدى المقاومة قادرة على تغيير المعادلة التي وصلت إليها إسرائيل بعد ما يقرب من عام من الحرب، شهد فيه قطاع غزة دماراً كبيراً، وأجهد الجناح المسلح لحماس، كتائب عزالدين القسام، وأيّ اعتراف بفشل الوساطة لن يستفيد منه الفلسطينيون، بل على العكس سيمنح قوات الاحتلال حرية أكبر في العمل العسكري، لأن الأصوات الداخلية من جانب المعارضة والمؤسسة العسكرية واحتجاجات أهالي الأسرى لا تمثل ضغطاً حقيقياً على نتانياهو، وأثبتت بعض استطلاعات الرأي التي أعلن عن نتائجها أخيرا تفوّقه على كل منافسيه، وزيادة فرص حزب الليكود في الحصول على عدد أكبر من المقاعد في الكنسيت إذا جرت الانتخابات في الوقت الراهن.
ينزع انسحاب مصر وقطر، أو كليهما، أي غطاء سياسي لحركة حماس، فالوساطة التي تقوم بها الدولتان لا يغيب عنها الدفاع عن حقوق أهالي غزة وتخفيف معاناتهم، ومحاولة تصويب مسار القضية الفلسطينية، استفادة من الزخم الدولي الذي حصلت عليه، فقد يكون وقف إطلاق النار الهدف المعلن للوساطة، غير أن غايتها أكبر من ذلك، لأن الملفات التي يتم التباحث حولها متشعبة وتتجاوز مسألة وقف الحرب الحالية، ما يجعل نتنياهو يُمعن في مراوغاته ومناوراته، وتفشيل أيّ منجز يمكن أن تحرزه الوساطة السياسية لاحقا.
كما أن القاهرة والدوحة تعلمان النوايا السيئة التي تضمرها الحكومة الإسرائيلية الحالية تجاه القضية الفلسطينية، وأيّ انسحاب من الوساطة لن يضف جديداً، ربما يخصم منهما سياسيا، فقد قبلتا المهمة وتعرفان حجم الصعوبات التي تكتنفها، ودخلتا في خضمها ولدى كليهما من الخبرة في معرفة إسرائيل وحماس ما يدفعهما لتوقع الوصول إلى النقطة القاتمة، التي تكاد تكون الأمور فيها دخلت مربع الانسداد، والتفكير في الانسحاب يقود إلى عدم الاعتداد بأي دور يمكن أن يقوما به مستقبلاً، لأن انتهاء الوساطة لن يمنع الحرب من الاستمرار أو يوقف الدمار الحاصل في غزة.
قد تستطيع مصر وقطر الضغط على حماس أو التفاهم معها لتقديم تنازلات معينة، وهو ما كشفه اجتماع الدوحة الأخير، لكن المشكلة في الوسيط الثالث وهو الولايات المتحدة التي لم تمارس ضغطاً كبيراً على إسرائيل أو تتفاهم معها للحصول على نتيجة مماثلة، وعلى الرغم من المناوشات بين الإدارة الأمريكية وحكومة إسرائيل، إلا أن الأولى غير مستعدة لإجبار الثانية على تليين موقفها، ما يمثل أزمة حقيقية في المفاوضات، حيث يستغل نتانياهو أجواء الانتخابات الأمريكية للتملّص من الضغوط السياسية، ويستفيد من المساحة الرمادية السائدة في الولايات المتحدة قبل أسابيع قليلة من إجراء انتخابات، يتمنى أن يفوز فيها مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب.

نجحت حيل نتانياهو في وضع الوسطاء الثلاثة في موقف حرج، لا هم قادرون على الضغط، أو الانسحاب، وأصبح الموقف معلقا، وهي حالة مريحة جدا لرئيس الحكومة الإسرائيلية، إذ يستطيع من خلالها الإيحاء بأنه مستمر في المفاوضات، ويستكمل في الوقت نفسه ما تبقى من أهداف عسكرية في غزة، وإن ذهب إلى الشمال واشتبك على نطاق واسع مع حزب الله اللبناني ستكون الجبهة الجنوبية شبه مؤمّنة عسكرياً وسياسياً، حيث فقدت المقاومة جزءاً كبيراً من قوتها المسلحة، وما تبقى من قوات محدودة في غزة يستطيع التأمين، ولا تستطيع دول الوساطة ممارسة ضغوط عليه أو تمثل إزعاجاً يحرجه للتفكير في ألاعيب تنقذه من اقتراب المفاوضات لإحراز تقدم.
هناك فارق سرعات في الطريقة التي يدير بها نتانياهو الحرب مع حماس، وفي الطريقة التي يديرها بها المفاوضات مع الوسطاء، لأنه قبض مبكراً على زمام المبادرة، وترك الآخرين يقومون بردود فعل على تصرّفاته ومحاولة ملاحقته، حتى أن الجميع لم يستطع مجاراته في السباق، وهي سياسة يعتمد عليها الرجل في إدارة المشهد الداخلي المعقد، وتمكّن بموجبها من الحفاظ على تأييد اليمين المتطرف، وأربك حسابات القوى المعارضة له للدرجة التي لم يعد إحجامها عنه أو إقبالها عليه يؤثر في تصوراته السياسية والعسكرية.
أدت التوجهات المختلطة، الكوكتيل، التي يتبناها نتناياهو داخلياً وخارجياً إلى إرباك خصومه وأصدقائه معاً، ونزع عنهما كل ما يمكن أن يمثل ضغطا أو إقناعا، وجعل الوسطاء الثلاثاء يقفون في منتصف الطريق، حرمهم من شرف تحقيق إنجاز يفضي إلى وقف الحرب والتفكير في الترتيبات التالية عليها، ومن شرف الانسحاب من الوساطة بما يقود إلى وضع الكرة في ملعبه وتحميله مسؤولية الإخفاقات المستمرة للمفاوضات، وما سينجم عنها من اتهامات وانتقادات داخل إسرائيل.

مقالات مشابهة

  • "حماس" تشيد بالهجوم الحوثيين على إسرائيل وتعتبره "رد طبيعي على العدوان وحق أصيل للمقاومة"
  • حماس: إسرائيل لن تنعم بالأمن ما لم يتوقف العدوان على قطاع غزة
  • حماس: الاحتلال لن يحظى بالأمن ما لم يتوقف عدوانه على الشعب الفلسطيني
  • حماس: آلاف الصواريخ ستعترض إسرائيل لو توسعت الحرب في جبهات جديدة
  • هذا ما جنته إسرائيل اقتصاديًا بعد سنة من العدوان على غزة
  • هذا ما جنته "إسرائيل" اقتصاديًا بعد سنة من العدوان على غزة
  • لماذا لا تنسحب مصر وقطر من الوساطة بين إسرائيل وحماس
  • محللون: إسرائيل لا يمكنها دخول حرب مع حزب الله اللبناني دون مشاركة أميركية
  • ‏أمين عام حلف الناتو: إنهاء الحرب في أوكرانيا لن يتحقق إلا على طاولة المفاوضات
  • مساع دبلوماسية أميركية ولقاء في أنقرة يبحث مسار صفقة التبادل