مهرجان الموالد والمدائح النبوية في ساحل الحديدة.. لوحة إيمانية للربيع المحمدي
تاريخ النشر: 8th, September 2024 GMT
تقرير/ جميل القشم
يتنفس ساحل البحر الأحمر تراتيل محمدية تملأ أرجائه وتصيغ أركانه وتصنع تفاصيله بمدائح نبوية تهتف بها قلوب العاشقين ابتهاجا بقدوم الربيع المحمدي.
ابتهالات بديعة ومؤثرة في مدح النبي، تتفرد في معاني العشق، تجسيدا عمليا لأصالة أمة يمنية تترجم اعتزازها بقائد عظيم بالعديد من الموشحات والأناشيد وفنون الشعر، على مسرح الهواء الطلق الذي يتلألأ بملامح الحب والوفاء لنبي الأمة.
وفي حلته البهية، يتألق مهرجان الموالد والمدائح النبوية الذي انطلق مساء أمس في ساحل البحر الأحمر، فرحا بمن أضاء الكون ببهائه، ليصدح بترانيم أكبر وأشهر فرق الإنشاد وقصائد الشعراء، ابتهاجا بقدوم ذكرى مولد خير البرية ورسول الانسانية.
وفي أولى أمسيات المهرجان الذي يستمر حتى العاشر من ربيع الأول، اكتظ ساحل مدينة الحديدة على واجهة شاطئ البحر الأحمر بحشد كبير من القيادات والنخب الثقافية وأكاديميين ومواطنين، في مشهد جسد الروح الايمانية وعمق مشاعر المحبة وتعظيم مقام النبي والفرح باحياء هذه المناسبة.
تمايلت قلوب وأجساد الجموع الغفيرة مع ترانيم المنشدين وفقرات المهرجان بما تحمله نفوسهم من محبة واجلال وتعظيم وارتباط روحي ووجداني برسول الله، وفرحاً وابتهاجاً وتعظيماً بمولده عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
وعملاً بقوله تعالى “قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون “ عبر الحاضرون عن إعجابهم بالمهرجان، وفقراته المعبرة، التي ازدانت أولى فعالياته بفضاء فسيح ومتنوع من جمال وروعة المديح والأناشيد الزاخرة التي انبثقت من معانيها تجليات النور المحمدي.
وأوضح وكيل أول المحافظة أحمد مهدي البشري، خلال مشاركته في تدشين مهرحان الموالد والمدائح النبوية، أن المهرجان يأتي ضمن فعاليات الاحتفاء بالمناسبة بما يجسد التفاعل الإيجابي لأبناء الحديدة.
ونوه بمستوى الحفاوة التي تتسم بها مديريات محافظة الحديدة، وتشهد هذا العام، استعداداً مكثفا في المشاركة لتنظيم الفعاليات والندوات الدينية والمهرجانات والأمسيات المخصصة لإحياء هذه المناسبة الدينية الجليلة.
وأشار البشري، الى أن الزخم الاحتفالي الذي يعم أرجاء المحافظة على مستوى الحارات وقطاعات العمل والسواحل، يعكس أحد ملامح الهوية الدينية التي يتسم بها أبناء الشعب اليمني ودليل على قوة ارتباطهم وحبهم وتمسكهم بالرسول الكريم.
وأشاد بجهود المنظمين للمهرجان ومدى الحرص على تقديم نموذج متفرد لإحياء المناسبة بما يعكس الإصرار على إحياء ذكرى مولد المصطفى، لإيصال رسائل للعالم بأصالة الشعب اليمني وتمسكه بالنبي واستمرار مناصرته.
وعبر الوكيل البشري، عن الفخر والاعتزاز بما تعكسه الأنشطة الاحتفالية بهذه المناسبة العظيمة من هوية راسخة جامعة لحب أعظم قائد في تاريخ البشرية، أنقذ الأمة من عبادة الأصنام إلى عبادة الله ونعمة الاسلام.
كما أشاد بتفاعل المنشدين والشعراء المشاركين في احياء أمسيات المهرجان الذي يعبر عن الارتباط الوثيق والهوية الإيمانية الأصيلة التي خص بها الرسول الكريم أهل اليمن عن غيرهم، حينما قال “الإيمان يمان والحكمة يمانية”.
ووصف وكيل أول محافظة الحديدة مظاهر الاحتفالات التي تشهدها المحافظة بذكرى مولد الرسول الكريم، بلوحة صمود لترسيخ معاني العزة والبأس وإظهار البهجة والفرح والتوقير وتجديد الولاء له صلى الله عليه وآله سلم والتمسك بهديه.
من جانبهم اعتبر القائمون على المهرجان الذي تنظمه مؤسستا سام للبث الاذاعي والتلفزيوني والإمام زيد بن علي الثقافية، الحضور اللافت لأمسيات مهرجان الموالد والمدائح، أحد صور إحياء ذكرى مولد رسول الله لترسيخ معاني الاحتفال بها.
وأشاروا، إلى ما تمثله هذه المناسبة من مصدر قلق بالنسبة الاعداء والتيارات المتأسلمة، لافتين إلى أن المنزعجين من الاحتفال بالمولد النبوي هم امتداد الاباطرة الذين اهتزت عروشهم وتزلزلت ممالكهم وانطفأت نيرانهم يوم مولده صلوات الله عليه وآله.
واعتبروا مظاهر احتفال اليمنيين بمولد رسول الأمة، أيقونة صمود إيمانية، مفادها أن اليمنيين هم أهل الإيمان والمدد وعنوان العزة والبأس، والانتصار للعقيدة وللرسول الأكرم والاعتزاز بإحياء يوم مولده.
وذكر القائمون، أن المهرجان الذي يشارك فيه أبرز المنشدين والشعراء من عدة محافظات يتم بث فعالياته على الهواء عبر أثير إذاعة ” سام إف أم” وقنوات فضائية، إجلالاً وتعظيما للرسول الكريم وتأكيداً على المكانة التي يحتلها في القلوب كقدوة وقائد ومعلم، وتجديداً للعهد والولاء للنبي الخاتم.
وتمثل المظاهر الاحتفالية التي تشهدها محافظة الحديدة وساحل البحر الأحمر، لوحة ايمانية لإظهار الفرحة بذكرى مولد المصطفى، يرافقها أوبريتات وأناشيد من الموروث التهامي تتميز بخصوصية فريدة في الاحتفال بأهم وأعظم مناسبة دينية.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: المهرجان الذی البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
روساتوم تختتم مهرجان العلوم الثاني في مصر
نظّمت روساتوم، المهرجان الثاني للعلوم في مصر في الفترة من 8 إلى 12 ديسمبر 2024 في كل من القاهرة والعلمين والإسكندرية بهدف زيادة الوعي بالتكنولوجيا النووية، وتعزيز الشغف بالعلوم بين الشباب، وإظهار الإمكانيات التحويلية للعلوم والتكنولوجيا النووية.
جذب المهرجان مشاركة أكثر من 2800 طالب وطالبة من المدارس والجامعات من مختلف المؤسسات التعليمية. وتضمنت الفعاليات أنشطة في حرم الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري في القاهرة والعلمين، وكذلك في جامعة عين شمس. بالإضافة إلى ذلك، شارك طلاب من مدارس مصر للغات، ومدرسة إنسباير في الجيزة، والمدارس الأوروبية في الإسكندرية في أنشطة مصممة بعناية لجعل العلوم اكثر تفاعلا والهاما لطلبة المدارس.
تضمن المهرجان سلسلة من الفعاليات جذبت مشاركة أكثر من 2800 طالب من المدارس والجامعات في كل من القاهرة والعلمين، والإسكندرية.
كما شارك خبراء من هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء (NPPA) وهيئة الطاقة الذرية المصرية (EAEA) في الفعاليات، حيث قدموا رؤى حول تاريخ الطاقة النووية في مصر وتطور مشروع محطة الضبعة للطاقة النووية، بما في ذلك جدولها الزمني وأهميتها الاقتصادية والاجتماعية. وقدمت هذه الجلسات منظورًا شاملاً عن المبادرات الذرية في مصر ودورها المحوري في تعزيز الاقتصاد الوطني.
وعن نجاح مهرجان العلوم في مصر، صرّح مراد أصلانوف، مدير مكتب روساتوم في مصر: "يمثل مهرجان العلوم أكثر من مجرد حدث عابر؛ إنه منصة استراتيجية تهدف إلى إلهام وتمكين جيل المستقبل من المبتكرين. في كل لقاء مع الشباب، نلمس شغفهم العميق ورغبتهم في استكشاف آفاق العلوم المتقدمة. هؤلاء الطلاب، الذين يتمتعون بالفضول والطموح، لن يكونوا فقط شهودًا على إنشاء محطة الضبعة للطاقة النووية، بل سيصبحون أيضًا عناصر أساسية في تشكيل مستقبل العلوم والتكنولوجيا في مصر. من خلال فعاليات مثل مهرجان العلوم، نسعى إلى تقريب أحلامهم من الواقع عبر تزويدهم بالمعرفة والمهارات اللازمة للمساهمة في التقدم العلمي محليًا والتنافس على المستوى العالمي."
قدّم المهرجان، الذي استمر لمدة أسبوع، أنشطة مصممة خصيصًا لجميع الفئات العمرية. ففي الجامعات تم تقديم عدد منالفعاليات لاستكشاف اتجاهات الطاقة النووية العالمية، والتقنيات منخفضة الكربون، والابتكارات العلمية المرتبطة، بينما قدمت الندوات المهنية فرصًا للمنح الدراسية في روسيا والمهن المتاحة في مجال الطاقة النووية النظيفة.
كجزء من الفعاليات، نظّمت روساتوم عروضًا لفيلم “Nuclear Now” للمخرج أوليفر ستون، الذي يستعرض مسار الطاقة النووية ويشرح فوائدها في مواجهة التحديات البيئية العالمية ويفند المفاهيم الخاطئة عن الصناعة النووية الحديثة. أما بالنسبة للجمهور الأصغر سنًا، فقد اشتملت أنشطة المدارس على تجارب عملية ومحاضرات تفاعلية لجعل العلوم سهلة الفهم بشكل مثير وتفاعلي أثار اهتمام المشاركين الشباب بمجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM).
من جهته، صرّح الدكتور ألكسندر ناخابوف، نائب رئيس قسم الفيزياء النووية والهندسة بمعهد أوبنينسك للطاقة النووية: "يمثل مهرجان العلوم منصة فريدة لرأب الفجوة بين المعرفة النظرية والتطبيق العملي، مما يلهم الطلاب لاستكشاف الإمكانات التحويلية للفيزياء والهندسة النووية. كان التفاعل مع طلاب الجامعات والمدارس في مصر تجربة استثنائية، حيث عكس شغفهم وفضولهم الدور المحوري للتعليم في صياغة مستقبل الطاقة المستدامة وتعزيز الابتكار التكنولوجي."
من جانبها، أشارت البروفيسورة فاليريا ف. بودكو، رئيسة مركز القبول الدولي في الجامعة الوطنية للأبحاث النووية (MEPhI)، إلى الاهتمام القوي والتفاعل الذي أبداه الطلاب خلال جلساتها، مؤكدةً على دور المهرجان في توجيه العقول الشابة نحو الفرص التعليمية والمهنية في العلوم النووية. وأعربت بودكو عن ثقتها في أن هؤلاء الطلبة الموهوبين لديهم القدرة على أن يصبحوا مساهمين رئيسيين في التقدم العلمي والتكنولوجي في مصر.
من جانبهم، أعرب الطلاب والمتطوعون عن حماسهم تجاه المهرجان. وقال عبد الرحمن محمد سعد، طالب في الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري: "ألهمتني الجلسات أن أرى العلوم النووية ليس فقط كمجال دراسة بل كوسيلة لحل التحديات العالمية." ومن جهتها، قالت مروة إبراهيم، مدرس مساعد بجامعة النيل: "إن رؤية الحماس في عيون الطلاب تجعل كل الجهد المبذول مستحقا. إنه أمر رائع أن أكون جزءًا من شيء يمكنه تشكيل مستقبل هؤلاء الشباب."
يُعد أسبوع مهرجان العلوم جزءًا من مبادرة روساتوم العالمية لتعزيز التعليم والابتكار، التي تم تنفيذها بنجاح في دول تطور صناعات نووية، مثل الهند، وبنغلاديش، وأوزبكستان، وبيلاروسيا.
تعتبر محطة الضبعة للطاقة النووية أول محطة نووية في مصر، وتقع في مدينة الضبعة بمحافظة مطروح على ساحل البحر المتوسط، على بُعد حوالي 300 كيلومتر شمال غرب القاهرة. ستتألف المحطة من أربع وحدات طاقة بقدرة 1200 ميغاوات لكل منها، ومجهزة بمفاعلات روسية التصميم من طراز VVER-1200. ويعد هذا التصميم تطورًا للجيل الثالث + الذي يلبي جميع متطلبات الأمان الدولية.
تعمل روسيا بنشاط على تطوير التعاون مع جميع الدول المهتمة، وتستمر في تنفيذ مشاريع دولية كبرى. وتشارك روساتوم وفروعها بشكل نشط في هذا العمل.