أكد الدكتور جهاد الحرازين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أن جيش الاحتلال الإسرائيلى بدأ التخطيط للعمليات العسكرية التى يشنها حالياً فى مدن وبلدات الضفة الغربية، منذ فترة طويلة، وقال الكاتب والمحلل السياسى الفلسطينى فى حوار مع «الوطن»، إن العملية العسكرية الإسرائيلية فى الضفة الغربية الهدف منها هو ضرب كافة مقومات الدولة الفلسطينية، من خلال تدمير كافة منشآت البنية التحتية، بهدف القضاء على حل الدولتين.

كيف ترى العملية العسكرية الإسرائيلية الجارية حالياً فى مدن الضفة الغربية؟

- هذه العملية العسكرية، التى يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلى فى مناطق الضفة الغربية، تأتى فى سياق المخطط الذى أعدته حكومة الاحتلال، ألا وهو الهجوم على كل ما هو فلسطينى، وسبق أن حذرنا منه مسبقاً فى الكثير من المناسبات، وكشفنا أن الاحتلال الإسرائيلى يخطط لنقل المخطط بشكل موسع من غزة، لأن الهدف الأساسى هو مناطق الضفة الغربية والقدس، وهذا يأتى فى سياقات متعددة، من ضمنها الأيديولوجية والديموجرافية والسياسية، وقد عمل الاحتلال الإسرائيلى على دفع قواته للقيام بعمليات عسكرية متكاملة فى كافة مدن الضفة الغربية.

واستهدفت الاعتداءات المخيمات الفلسطينية، ولم تكتف بذلك، بل انتقلت إلى المدن، وأوقعت العديد من الشهداء والإصابات، كما قامت بتجريف البنية التحتية، فى محاولة لفرض أمر واقع جديد بمناطق الضفة الغربية، تمهيداً لحسم الصراع، خاصةً أن الحكومة المتطرفة، بقيادة بنيامين نتنياهو، تسعى إلى هذا الأمر، من خلال تقويض كل ما يتعلق بالسلطة الفلسطينية فى مناطق الضفة الغربية، والذهاب إلى عملية كبرى يهدف من خلالها إلى تقويض السلطة الفلسطينية، والقضاء على حل الدولتين، وكذلك التهجير القسرى للفلسطينيين، ودفع المواطنين إلى النزوح من مناطق الضفة الغربية.

جنين موقع مهم لحكومة الاحتلال لتأمين المدن والمستعمرات الشمالية.. والمقاومة حق مشروع فى المواثيق الدولية

فى تقديرك، لماذا اختار الاحتلال مدينة جنين؟ وما أهميتها؟

- جنين مدينة حدودية تقع فى المناطق الشمالية الملاصقة للمدن والمستعمرات الإسرائيلية، كما يمكن من خلالها الدخول بسهولة إلى المناطق الإسرائيلية، بالإضافة إلى أن عدداً كبيراً من القيادات الفلسطينية جاءوا من جنين، وكل ذلك يشكل خطراً على إسرائيل، كما تعد مدينة جنين حالة ثورية خاصة على مر التاريخ، لما لها من مكانة وقوة، كبدت الاحتلال خسائر عديدة فى الكثير من المناسبات والأوقات.

لذلك يركز الاحتلال عملياته العسكرية على مدينة جنين، فى محاولة لبعث رسالة إلى الجميع بأن من يحاول القيام بأى مقاومة سيكون مصيره القتل والتدمير، ويجب ألا ننسى ما حدث فى عام 2002 من حصار مخيم جنين، بعد أن أوقع خسائر كبرى فى الاحتلال الإسرائيلى.

لماذا تعمل إسرائيل دائماً على تدمير البنية التحتية فى جميع المناطق الفلسطينية؟

- تأتى عملية تدمير البنية التحتية فى مختلف المناطق الفلسطينية فى سياق مخطط يستهدف تنفيذ ما جاء به وزير المالية فى حكومة الاحتلال، بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن الداخلى، إيتمار بن غفير، وكذلك مزاعم نتنياهو، فيما يتعلق بضرورة التدمير الكامل لمقومات الدولة الفلسطينية، وإجبار الفلسطينيين على النزوح، من خلال تدمير جميع الشوارع.

وقطع شبكات المياه والكهرباء والاتصالات ومنع طواقم الإصلاح، سواءً على صعيد الاتصالات أو الكهرباء أو المياه، وأيضاً استهداف المستشفيات ومنع وصول المصابين إليها وتلقى العلاج، لذلك أعتقد أن الاحتلال عمل على الاستهداف الكامل للمخيمات والمدن للقضاء على فرص ومقومات الحياة فيها، وهذا يعبر عن العقلية الإسرائيلية التى هى بالأساس تستهدف كل ما هو فلسطينى.

هناك مخطط لـ«سموتريتش وبن غفير» لضم كل من الضفة والقدس إلى سيطرة الاحتلال بشكل كامل

ما الأهداف الإسرائيلية وراء العمليات العسكرية فى الضفة الغربية؟

- هناك مجموعة من الأهداف وراء العمليات العسكرية بالضفة الغربية، أبرزها الهدف الأيديولوجى المتمثل فى مناطق الضفة والقدس، أو ما يزعمون أنها «يهودا والسامرة»، وأنها مناطق تابعة لهم، والمنظور هنا عقائدى أو توراتى، يتم من خلاله التعامل مع قضية مناطق الضفة الغربية، ومن جهة أخرى فإن عمليات الضم، وهو مخطط سموتريتش وبن غفير، لضم كل من الضفة والقدس إلى سيطرة الاحتلال الإسرائيلى بشكل كامل، والوصول إلى حالة من النزاع السكانى، بدلاً من النزاع على الأرض، من خلال المزيد من الاستيطان فى المناطق الفلسطينية، وإيجاد منطقة عازلة لعدم التسلل والدخول إلى المناطق الإسرائيلية.

هل تعتقد أن بنيامين نتنياهو يخطط لاستهداف مقومات الدولة الفلسطينية؟

- أحد أهم أهداف العملية العسكرية فى الضفة الغربية هو تنفيذ ما أعلنه نتنياهو بشأن ضرب مقومات الدولة الفلسطينية، وذلك بتدمير كافة البنى التحتية، وتدمير مؤسسات الدولة الفلسطينية، والقضاء على حل الدولتين، وما يتعلق بمشروع إنهاء الاحتلال الإسرائيلى، وإقامة الدولة الفلسطينية، وهذا يتطلب أن يكون هناك تغييرات فى الواقع المعاش وفرض واقع جديد.

كيف يمكن الرد على ذرائع الاحتلال باقتحام مدن الضفة لملاحقة قادة الفصائل؟

- من حق الشعب الفلسطينى أن يقاوم الاحتلال، الذى يستهدف كل ما هو فلسطينى، لذلك أعتقد أن حق الشعب الفلسطينى أن يقاوم الاحتلال، وذلك موجود فى المواثيق الدولية، ويجب أن يواجه كل الإجراءات الإسرائيلية، وحتى لا يتكرر نموذج قطاع غزة فى مناطق الضفة الغربية.

«نتنياهو» ونهاية مسيرته السياسية

لا أعتقد أن نتنياهو يقترب من الانهيار السياسى، فهو لا يزال يمسك بأوراق الأمر فى الداخل الإسرائيلى، من خلال الائتلاف الحاكم، الذى يلبى له كل ما يريد، وبذلك لن ينقلب أحد عليه، نعلم أن هناك احتجاجات وإضرابات لكنها غير مؤثرة عليه أو على حكومته، وأعتقد أن هذه الحكومة المتطرفة مستمرة فى السلطة حتى نهاية ولايتها عام 2026.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الانتهاكات الإسرائيلية محاولة تهجير الفلسطينيين الاحتلال الإسرائیلى مناطق الضفة الغربیة الدولة الفلسطینیة العملیة العسکریة البنیة التحتیة من خلال

إقرأ أيضاً:

حكومة الاحتلال تصادق على خطة تقطع الضفة الغربية وتعمّق الاستيطان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أقرّت حكومة الاحتلال الإسرائيلية خطة لشق طرق جديدة في القدس المحتلة، ما أثار استياءً فلسطينياً واسعاً، إذ اعتُبرت خطوة تفصل الضفة الغربية إلى شطرين، شمالي وجنوبي.

وصادق المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) مساء السبت على الخطة التي تقدم بها وزير الدفاع يسرائيل كاتس، والتي تهدف إلى إنشاء شبكة طرق جديدة تربط المستوطنات وتوسعها، لا سيما حول مستوطنة "معاليه أدوميم".

ووفقاً لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، تشمل الخطة طريقين رئيسيين: الأول يربط بين قريتي العيزرية والزعيّم، مخصصاً لحركة المركبات الفلسطينية دون المرور داخل المستوطنة، بينما يتمثل الثاني في "الطريق البديل 80"، وهو طريق التفافي جديد شرق المستوطنة، يربط بين قرية العيزرية والمناطق المحيطة بخان الأحمر شرق القدس.

تهديد لحل الدولتين
يعد الفلسطينيون هذه الخطة تهديداً جوهرياً لحل الدولتين، إذ إنها تعزل المناطق الفلسطينية، وتفصل القدس عن محيطها الشرقي، مما يمهد لتحويلها إلى كتلة استيطانية ضخمة تشمل مستوطنة "معاليه أدوميم" ضمن مشروع E1 الاستيطاني.

وكان المشروع قد أُعدّ منذ سنوات، لكنه واجه معارضة من إدارات أميركية سابقة، نظراً لما يشكّله من تقويض للتواصل الجغرافي للأراضي الفلسطينية، إلا أن الحكومة الإسرائيلية تمضي حالياً بتنفيذه دون اعتراض أميركي.

وتبلغ التكلفة المخصصة للمشروع 335 مليون شيكل (91.1 مليون دولار) لتنفيذ الطريق بين العيزرية والزعيّم، بالإضافة إلى 10 ملايين شيكل (2.72 مليون دولار) لتخطيط الطريق البديل 80، بتمويل من صندوق "خارج الميزانية" ودعم من وزارة المواصلات الإسرائيلية، وفق "وفا".

إدانات فلسطينية ودولية
أدان رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، روحي فتوح، مصادقة "الكابينت" على الخطة، محذراً من تداعياتها الخطيرة على الوجود الفلسطيني في القدس، واعتبرها محاولة لفرض أمر واقع استيطاني بالقوة، في انتهاك واضح للقانون الدولي.

وأكد فتوح أن هذه السياسة الاستعمارية تهدف إلى تهويد القدس وعزلها عن محيطها الفلسطيني، ومنع التواصل الجغرافي بين مناطق الضفة الغربية، مشدداً على أن الفلسطينيين سيواصلون مقاومة هذه المخططات والدفاع عن حقوقهم المشروعة.

مقالات مشابهة

  • تصاعد النزوح في الضفة الغربية.. الأونروا تحذر من أزمة غير مسبوقة
  • القوات الإسرائيلية تواصل حملتها في طولكرم ومدن الضفة الغربية
  • حكومة الاحتلال تصادق على خطة تقطع الضفة الغربية وتعمّق الاستيطان
  • الاستيطان يلتهم الضفة الغربية بالتزامن مع تدمير المخيمات
  • الجيش الإسرائيلي يوسّع عملياته العسكرية في الضفة الغربية
  • الاحتلال الإسرائيلي يستولي على 52 ألف دونم في الضفة الغربية منذ 7 أكتوبر
  • أستاذ علوم سياسية: إسرائيل وكالة خاصة لتشجيع الفلسطينين على الهجرة
  • أستاذ علوم سياسية: إسرائيل تستأنف الحرب حتى النهاية ولن تتوقف
  • أستاذ علوم سياسية: إسرائيل ستواصل الحرب حتى النهاية ولن تتوقف
  • «أستاذ علوم سياسية»: الداخل الإسرائيلي متأزّم.. ونتنياهو يستمر في الحرب دفاعًا عن منصبه