إسرائيل تطبق سياسة الحرب الشاملة.. وتحاول تهجير الفلسطينيين
تاريخ النشر: 7th, September 2024 GMT
بدأت العملية العسكرية الإسرائيلية فى الضفة الغربية بصواريخ وقنابل موجهة استهدفت البنية التحتية لمدن جنين وطولكرم وطوباس، وفرضت حصاراً كاملاً عليها وأسقطت العديد من الشهداء، بمشاركة العديد من لواءات وكتائب وقوات جيش الاحتلال، بالتنسيق مع جهاز الأمن العام «الشاباك» ودعم من سلاح الجو.
العمليات العسكرية فى الضفة جاءت بعد أشهر من الاشتباكات المتواصلة بين قوات الاحتلال والفصائل الفلسطينية، حيث برر الاحتلال تلك العملية بأنها تستهدفهم فى مخيمات جنين وطولكرم بالضفة الغربية.
ودمر الاحتلال عدداً من المبانى والطرقات والبنية التحتية فى الساعات الأولى من العملية العسكرية فى الضفة، وفرض حصاراً مشدداً على مستشفيات الشمال، كما منع حركة المرضى والمصابين، وأعاق حركة سيارات الإسعاف التى تنقل المرضى، وصولاً لقطع شبكات الإنترنت والاتصالات، وهو أشبه بما حدث فى قطاع غزة خلال الأشهر الماضية.
كما قطع الطرق المؤدية لمستشفى ابن سينا، ووضع سواتر ترابية حوله لإغلاقه بشكل كامل، كما حاصر مستشفى خليل سليمان، وأخلى مستشفى جنين الحكومى، فى ممارسات وفظائع تكرر جرائم الحرب التى ارتكبتها فى غزة منذ عدوان السابع من أكتوبر.
ودمرت جرافات الاحتلال الشوارع الرئيسية والبنية التحتية فى مدينة جنين ومخيمها، وتنتقل من منطقة إلى أخرى، وقدَّرت بلدية جنين أن 80% من البنية التحتية والشوارع لحقت بها أضرار جسيمة جراء العدوان.
وأسفرت العملية العسكرية فى الضفة الغربية عن استشهاد 34 فلسطينياً، بينهم 19 فى جنين، و8 فى طولكرم، و4 فى طوباس، و3 فى الخليل، ما يرفع حصيلة الشهداء فى الضفة منذ السابع من أكتوبر الماضى إلى 685 فلسطينياً.
«صافى»: الاحتلال يتكبد خسائر فادحة.. وفتح جبهة جديدة يكلفه ثمناً غالياًوقال الدكتور ماهر صافى، المحلل السياسى الفلسطينى، إن إسرائيل بدأت فى سياسة الحرب الشاملة على فلسطين، وما يحدث فى الضفة الغربية وجنين هو تطبيق لما يحدث فى غزة، وتضغط على السكان وتحاول دفعهم إلى التهجير وتصفية أكبر عدد من قادة الفصائل الفلسطينية، كما تريد أيضاً تنفيذ مخططات نسمع عنها كثيراً من الوزراء الإسرائيليين والمتطرفين والعديد من قادتهم، وهو ما يكشف عن نيتهم فى توسيع رقعة الاستيطان ودفع الفلسطينيين إلى ترك منازلهم، وهى سياسة فاشلة وستفشل بها إسرئيل فى تمرير مخططها لتوسيع حرب الإبادة الجماعية.
وأضاف «صافى» أن الضفة الغربية تختلف طبيعتها وتركيبتها الديموجرافية عن قطاع غزة، لأن الأخيرة مغلقة بينما الضفة منطقة مفتوحة، وبالتالى تتعرض قوات الاحتلال الإسرائيلى لعمليات عسكرية وكمائن بشكل سهل للغاية، مشيراً إلى أن إسرائيل ترتكب خطأ جسيماً بالعمليات العسكرية والاجتياح الحالى لجنين والضفة وستدفع ثمنه، مؤكداً أنها تريد توسيع رقعة الحرب للقضاء على أكبر قدر ممكن من الفصائل الفلسطينية، ولكن المقاومة أعطت دلائل وإشارات واضحة بأنهم قادرون على تكبيدها خسائر فادحة.
وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن فتح جبهة جديدة فى الضفة سيؤدى إلى مرحلة استنزاف داخلى فى إسرائيل وسيهدد الأمن الداخلى، وسيحدث كساد فى الاقتصاد الإسرائيلى كما سيكون مواطنوها مهددين بشكل كبير، وستدفع ثمناً غالياً لتوسيع هذه الحملة.
«الرقب»: «نتنياهو» كان يخطط للهجوم على «الضفة» لتفكيك أى وجود عسكرى بهاالدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، قال إن الضفة الغربية كانت الهدف الأول لإسرائيل وليس غزة، ولكن الأخيرة هى التى فرضت الحرب، مضيفاً أنها كانت تصف مخيم جنين بـ«عش الدبابير» بسبب وجود عناصر الفصائل الفلسطينية به، كما خرج منه العديد من أفراد المقاومة، الذين قاموا بعمليات عسكرية فى قلب مدن إسرائيلية، وبالتالى كان الاحتلال يهدف منذ سنوات طويلة إلى الهجوم على الضفة وتفكيك أى وجود عسكرى بها.
وأشار «الرقب» إلى أنه فى كلمة سابقة لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، كان يحمل خارطة بها الضفة الغربية جزء من دولة الاحتلال، وهذا يؤكد أنه يخطط بشكل كامل لضمها إلى حدود دولته، مشيراً إلى اقتحام ومحاصرة المستشفيات، وهى محاكاة لما فعلته قوات الاحتلال فى غزة، مضيفاً أنه يحاكى تجربته ويحاصر المستشفيات ليتمكن من اعتقال من يريدون لأنه يعتقد أن بعض من يستهدفهم من الفصائل يذهبون إلى المستشفيات.
«أبوعطيوى»: بات من الواضح أن الكيان يريد القضاء على الإنسان والجغرافيا الفلسطينيةوقال ثائر أبوعطيوى، الكاتب الفلسطينى، إن العملية العسكرية جاءت بتحريض صريح ومعلن من قبَل الساسة والمسئولين الإسرائيليين مثل وزير الخارجية يسرائيل كاتس، ووزير المالية سموتريتش، ووزير الأمن الداخلى بن غفير، إضافة للمسئولين فى المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، كما تأتى ضمن حرب الإبادة الجماعية لكل ما هو فلسطينى، سواء بالضفة أو غزة أو القدس المحتلة، هذا فى ظل استمرار الحرب والعدوان المتواصل على القطاع.
وأضاف «أبوعطيوى» أن العملية لاجتياح مخيمات الضفة، وخصوصاً شمالها، تأتى بشكل مدروس ومتوازٍ فى إطار الحرب على غزة وليس بمعزل عنها، حيث بات من الواضح أن حكومة الاحتلال تريد القضاء على الإنسان والجغرافيا الفلسطينية وتقطيع أواصر المدن والمحافظات ومخيمات الضفة، ضمن مخطط للتهجير والطرد من أجل بناء المستوطنات والتوسع الاستيطانى فى الضفة.
وأبرز «أبوعطيوى» أيضاً تدمير إسرائيل للبنية التحتية فى غزة، قائلاً إنها تهدف إلى القضاء بشكل كامل على الحياة وكافة تفاصيلها، وخصوصاً فى القطاع، فى ظل استمرار نزوح وهجرة وتشريد أكثر من مليون ونصف المليون فلسطينى من مناطق سكنهم وعن منازلهم وتدمير معظمها بشكل كامل، مؤكداً أيضاً تعمُّد الاحتلال تدمير البنية التحتية للقضاء على كافة المعالم السكانية والعمرانية وجعل البنية التحتية كومة من الحجارة، ما يؤدى إلى دمار المنازل والمساكن والبيئة المجتمعية والصحية، والتدمير الاقتصادى، وهو ما سيؤدى إلى العديد من المشكلات والأزمات التى تؤثر على سلامة العيش وصحة الإنسان فى فلسطين بالمستقبل.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الانتهاكات الإسرائيلية محاولة تهجير الفلسطينيين الفصائل الفلسطینیة العملیة العسکریة البنیة التحتیة الضفة الغربیة العدید من بشکل کامل فى الضفة فى غزة
إقرأ أيضاً:
قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عدة بلدات في الضفة الغربية
قالت ولاء السلامين، مراسلة قناة «القاهرة الإخبارية» من رام الله، إن هناك شهيدا في منطقة الرشايدة ببيت لحم، وهو طفل صغير بسبب اللعب في مخلفات الألغام التي خلفتها التدريبات العسكرية الإسرائيلية في تلك المنطقة، وهذا هو الشهيد السادس الذي يرتقي بسبب مخلفات الألغام.
شهيد آخر من قرية فقوعةوأوضحت خلال رسالة على الهواء، عبر شاشة قناة «القاهرة الإخبارية»، أن منطقة الرشايدة تعتبر من أكبر المناطق التي يتدرب فيها جيش الاحتلال الإسرائيلي، وسط وجود المواطنين الفلسطينيين، مشيرة إلى أن هناك شهيد آخر من قرية فقوعة التي تتبع محافظة جنين، ارتقى برصاصة من قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، وإلى الآن لم تعرف حيثيات استشهاد هذا الشاب.
وأكدت المراسلة، أن «قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي مستمرة في اقتحام عدة بلدات بالضفة الغربية، وكان هناك هجوم للمستوطنين الإسرائيليين على قرية برقة شرق مدينة رام الله صباح اليوم والمناطق الشمالية لرام الله، شهدت أيضا اقتحامات من قوات الاحتلال الإسرائيلي».