تظاهرات حاشدة لليسار في فرنسا ضد ماكرون وتعيين بارنييه رئيسا للوزراء
تاريخ النشر: 7th, September 2024 GMT
تظاهر الآلاف من مناصري اليسار في فرنسا، السبت، ضد تعيين ميشال بارنييه من يمين الوسط رئيسا للوزراء، منددين بـ"استيلاء" الرئيس إيمانويل ماكرون على السلطة وعدم أخذه في الاعتبار نتائج الانتخابات التشريعية.
وشهدت مدن عدة احتجاجات حاشدة، أبرزها باريس، إضافة إلى نانت في الغرب ونيس ومرسيليا في الجنوب وستراسبورغ في الشرق.
ورفع المتظاهرون شعارات أبرزها "إنكار للديموقراطية"، و"الفرنسيون لم يصوّتوا لذلك"، و"ليستقل" ماكرون.
وسادت التظاهرات أجواء من السخط والاستياء والغضب جراء تكليف ماكرون بارنييه من حزب "الجمهوريون" بتشكيل الحكومة، بعدما استبعد تعيين لوسي كاستيه التي اقترحتها "الجبهة الشعبية الجديدة"، وهي التحالف اليساري الذي تصدّر نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة في يوليو.
ووضع تعيين بارنييه حدا لستين يوما من الترقب في أعقاب الانتخابات المبكرة التي لم تفرز غالبية صريحة، وأسفرت عن انقسام الجمعية الوطنية إلى ثلاث كتل هي اليسار، ويمين الوسط، واليمين المتطرف.
ونُظمت نحو 150 مسيرة في كل أنحاء فرنسا، وكانت مقررة حتى قبل تعيين بارنييه الخميس. وبحسب الشرطة، نزل 26 ألف شخص الى الشارع في باريس، في حين قال حزب "فرنسا الأبية" (يسار راديكالي) إن العدد بلغ 160 ألفا.
وكان الغضب سمة مشتركة بين المتظاهرين في مختلف مدن فرنسا.
وقالت سيندي روندينو، وهي مصورة تبلغ 40 عاما شاركت في تظاهرة في نانت مع شريكها أوبين غورو (42 عاما) وهو مزارع، "نشعر بأنه لا يتم الاستماع إلينا كناخبين". وأكدا أنهما "في حالة غضب شديد".
وخلال تظاهرة في مرسيليا (جنوب شرق) رُفعت أعلام حزب "فرنسا الأبية" وأعلام فلسطينية. وقدرت الشرطة عدد المشاركين فيها بـ3500 شخص بينما قدرهم المنظمون بـ 12 ألف شخص.
وقالت أوريلي مالفان (24 عاما) وهي طالبة "نشعر وكأننا تعرضنا للسرقة". وشهدت التظاهرات مشاركة واسعة للجيل الشاب.
وقال مانون بونيجول (21 عاما) الذي تظاهر في باريس "بالنسبة لماكرون، أعتقد أن نتيجة التصويت غير مهمة، كان يعرف مسبقا من يريد أن يعيّن في السلطة
(...) أعتقد أنه على أي حال، لن يكون للتصويت أي فائدة طالما ماكرون في السلطة".
وأكدت الرئاسة الفرنسية أن اختيار بارنييه (73 عاما)، كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي خلال مرحلة مغادرة المملكة المتحدة للتكتل القاري، أملته قدرته على "الجمع على أوسع نطاق ممكن" في مشهد سياسي مجزأ.
وقالت المتظاهرة ألكسندرا جيرمان (44 عاما) "هذه دكتاتورية. منذ فترة لا يتم الاستماع إلينا في الشوارع، وحاليا لم يعد يتم الاستماع إلينا في صناديق الاقتراع". وأضافت "الاحتجاج هو سبيلي الوحيد لكي أقول إنني لا أوافق، حتى لو كنت أعلم جيدا أنه لن يجدي نفعا".
وبدأ بارنييه، الجمعة، مشاورات لتشكيل حكومة يحقق من خلالها التوازنات اللازمة لتفادي السقوط عند أول مذكرة حجب ثقة في الجمعية الوطنية.
ومد رئيس الوزراء الجديد اليد لمختلف التشكيلات بتأكيده أهمية "الإصغاء كثيرا" و"احترام كل القوى السياسية" الممثلة في البرلمان ومن بينها حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف الذي تصدر نتائج الانتخابات الأوروبية في يونيو الماضي.
ولن يتمكن رئيس الوزراء الجديد من الاعتماد على اليسار، إذ أكد الأمين العام للحزب الاشتراكي أوليفييه فور أنه "لن تكون هناك أي شخصية من الحزب الاشتراكي في حكومته"، مؤكدا أن قوى اليسار ستقدّم اقتراحا بحجب الثقة وإدانة "إنكار الديموقراطية" في ما يتعلق بنتائج الانتخابات التشريعية.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
ديشامب يعلق على فرضية تدريب زيدان منتخب فرنسا
اعتبر مدرب منتخب فرنسا لكرة القدم ديدييه ديشامب الذي سيترك منصبه بعد كأس العالم 2026 أن النجم السابق زين الدين زيدان “مرشح طبيعي وجيد للغاية” لخلافته، وذلك في مقابلة مع صحيفة “ليكيب”.
قال ديشامب “زيزو مرشح جيد جدا، طبيعي، وأضيف أنه متوقّع، (لكن) لا أعرف ما إذا كان يرغب في ذلك”، مذكرا انه “قراره وقرار الرئيس” (الاتحاد) فيليب ديالو.
ومن المتوقع أن يتولى زيدان الإشراف على المنتخب الأزرق، بعد إعلان ديشان في يناير انتهاء مشواره عقب مونديال 2026 في مسيرة على مدى 14 عاما مع المنتخب.
بعد مسيرة رائعة كلاعب، أحرز زيدان (52 عاما) المدرب لقب دوري أبطال أوروبا ثلاث مرات بين 2016 و2018 على رأس فريقه السابق ريال مدريد الإسباني، وحظوظه وافرة لخلافة ديشامب الذي تألق أيضا كلاعب وسط إلى جانبه، وحمل شارة القائد خلال الظفر بمونديال 1998 وكأس أوروبا 2000.
بانتظار ذلك، تلعب فرنسا مع كرواتيا في 20 و23 مارس لمركز مؤهل إلى المربع الأخير في دوري الأمم الأوروبية في يونيو، قبل خوض تصفيات المونديال.
وأكد ديشامب في مقابلته أن المهاجم كيليان مبابي سيكون “بالتأكيد” ضمن التشكيلة، وذلك بعد غياب النجم المنتقل من باريس سان جرمان إلى ريال مدريد عن آخر تجمعين لفرنسا، عقب بداية مشواره المتذبذبة مع الفريق الملكي قبل أن يستعيد مستواه تدريجيا.
قال ديشامب (56 عاما) “سيكون هنا إذا لم يحدث له أي شيء. هو متعلق كثيرا بمنتخب فرنسا، حتى ولو أنه يمر في فترة معقدة على الصعيد الشخصي. استعاد مهارته وهذا ظاهر في مجريات اللعب وفي ذهنيته أيضا”.