مصانع الصلب المحلية تتأرجح بين تباطؤ المبيعات وارتفاع تكلفة الإنتاج
تاريخ النشر: 7th, September 2024 GMT
كانت السفن التى تجوب البحار والمحيطات عندما تتعرض لأخطار ترسل رسائل تطلب فيها النجده والإستغاثه وهى من كلمة واحده وهى كلمة "SOS " وهي إختصار لكلمة save our selves , أو Save our souls ، والمتأمل لأوضاع شركات الصلب المحلية في هذه الأشهر العجاف يدرك وجه الشبه بينهم وبين السفن ومن عليها حينما تطلق صيحات التحذير على أمل من يلبى ندائهم .
إذا تحدثت مع اى مسئول فى اى مصنع من مصانع الصلب فى مصر سواء ، المصانع المتكاملة ، أو شبه المتكاملة ، أو مصانع الدرفله ستجد شكوى موحده من الجميع وهى ان هناك بطء شديد فى المبيعات تصل إلى حد الركود ، وقد يقول لك صاحب مصنع بلغته العامية البسيطه " مفيش بضاعه " !
هذا البطء الشديد فى المبيعات قد يدفع المصانع إلى خفض كميات الإنتاج لخفض التكلفه وترشيد النفقات قدر الإمكان ، وبالتالى عدم تحمل خسائر كبيرة ..
فى أوقات سابقه كنت تستطيع ان ترى الأضاد - الشىء وعكسه - تجتمع فى وقت واحد فى مصانع الصلب المصرية .. كان بمقدورك ان تراها خلال أحد الشهور وهى ترفع الأسعار و تنتج وتكسب ، وترى نفس المصانع فى الشهر التالى وهى تخفض أسعارها، وتقلل من حجم إنتاجها و مبيعاتها وبالتالى تتراجع ارباحها ، أحيانا تجدها تمر بأوقات إنتعاشه كبيرة فى الإنتاج والمبيعات والأرباح ، وأحايين أخرى تجدها تعانى الإنكماش والبطء والخسائر ، ولكن منذ بداية العام الحالى ومصانع الصلب المحلية لا تشهد سوى حاله واحده لا تتغير وهى التباطؤ الشديد فى المبيعات ، وتراجع معدلات الإنتاج وبالتالى تراجع المبيعات والأرباح والدليل على ذلك أن هذا التباطؤ قد أجبر كل المصانع دون إستثناء وللشهر السابع على التوالى على تثبيت أسعارها ، بل أضطرت بعض مصانع الدرفله إلى النزول بأسعارها بنحو 500 جنيها وبعضها بنحو ألف جنيها فى الطن حتى تجد سوقا لما تنتجه مع التأكيد على أن الخسائر فى مثل هذه الأ ضاع تكون أكبر بكثير فى المصانع المتكامله وشبه المتكامله لأنها تتحمل تكاليف باهظه ومرعبه عكس مصانع الدرفله !
دفع التباطؤ فى الإنتاج والمبيعات المصانع الكبيره إلى تثبيت أسعارها مضطره للشهر السابع على التوالى كما ذكرنا حيث لاتزال اسعار مجموعة العز ، وبشاى كما هى دون تغيير وهو " 40الفا و700 جنيها " للطن ، وفى السويس 40 الفاً وخمسمائة جنيها ، وفى المراكبى 40 الفاً وخمسمائة جنيها ، وفى حديد المصريين 38الفاً و550 جنيها ، وابقى أيضا أيمن العشرى ، وجمال الجارحى على سعريهما دون زياده وهو 38 ألفا وأربعمائة جنيها للطن ، وثبات الأسعار بهذا الشكل للشهر السابع على التوالى له عدة دلا لات نذكر منها.
اولا :
أن كل المصانع دون إستثناء تعانى من تراجع كبير فى المبيعات
ثانيا:
أن سياسة التسعير لكل المنتجات سواء حديد تسليح ، أو لفائف اسلاك ، أو مسطحات تخضع لعوامل التكلفه المتغيرة
ثالثا :
أن المصانع تكاد تبيع منتجاتها بهامش ربح منخفض جدا
رابعا :
أن بعض المصانع الكبيره قد تُدفع دفعاً لإجراء وتطبيق معادلة سعرية غير عادله وهى ان تضطر مجبره الى بيع منتج وليكن المسطحات - مثلا - بسعر يقل عن سعر حديد التسليح ، وقد تضطر مصانع كبيره أيضا إلى النزول بأسعار التصدير سواء فى حديد التسليح ، أو لفائف الأسلاك أو حتى المسطحات حتى تستطيع أن تجد لها مكانا فى أسواق التصدير تستطيع من خلاله تدبير نقد أجنبى تستطيع من خلاله شراء إحتياجاتها من مستلزمات الإنتاج التى يتم إستيرادها من الخارج
خامساً :
أن المصانع ثبتت أسعارها خلال الأسبوع الأول من شهر سبتمبر رغم أن اسعار حديد التسليح زادت فى بعض الأسواق العربية الأخرى مثل السوق الإماراتى حيث رفعت حديد الإمارات والتى تسمى حاليا " إمستيل" سعر الطن بواقع 20 دولار مره واحده مقارنةً بأسعار شهر أغسطس الماضى ليصبح سعر الطن فى حديد الإمارات 666 دولاراً مع الأخذ فى الإعتبار أن ضريبة القيمه عندهم لا تتعدى 5% ، بينما ضريبة القيمه المضافه فى مصر تصل إلى 14% ، وتكاليف الإنتاج هناك لا تقارن بتكاليف الإنتاج فى مصر ويكفى الفارق الرهيب فى سعر الغاز ، و الفارق أيضا فى سعر العمله ففى مصر " الدولار = 49جنيها مصريا ، أما الدولار ، فى الإمارات = ثلاثة دراهم وسبعة وستون فلساً !
**
إرتفاع أسعار الخامات عالمياوإذا نظرنا إلى اسعار الخامات بالبورصات العالمية مع أول أسبوع من سبتمبر الحالى سنجد أن هناك إرتفاع فى سعر الخرده يصل إلى 6 دولارات فى الطن ، وهو ما دفع الأتراك إلى زيادة أسعار حديد التسليح إلى أكثر 600 دولار للطن بدلا من 570 ، و580 دولار للطن خلال الأسبوع الأخير من أغسطس الماضى .
كما زادت تركيا من اسعار لفائف الأسلاك بواقع 5 دولارات فى الطن حيث وصل سعر الطن إلى 590 دولار بعد أن كان 585 دولار مع ملاحظة أسعار الشحن الضخمه !
ورغم الإنخفاضات فى اسعار خام الحديد ، والبليت الا أنها إنخفضت طفيفه غير مؤثره بشكل كبير على متوسطات الأسعار للمنتجات النهائية ، وإن كان هناك إنخفاضا ملحوظا فى اسعار المسطحات المدرفله على الساخن حيث يتراوح السعر العالمى بين 460 ، و470 دولار للطن وهو ما قد يدفع مجموعة العز المصرية إلى تحريك أسعارها وفقا لعوامل التكلفه لديها
**
المرونه السعرية
التقلبات الشديده التى يشهدها السوق الصلب المحلى ، وثبات الأسعار للشهر السابع على التوالى يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن قطاع الصلب فى مصر هو القطاع الوحيد الذى يتبع سياسة المرونه السعرية دون باقى القطاعات الصناعية الأخرى ، وتقوم المصانع بحساب اسعار منتجاتها وفقا لعوامل التكلفه ، ولا تخضع عملية التسعير مطلقاً للمزاج والأهواء ، ولكن السؤال الأهم الآن ، هل كل المصانع قادرة فى الوقت الراهن على الصمود والإستمرار فى الإنتاج فى ظل هذه المتغيرات والتقلبات الشديده محليا وعالمياً ؟ اعتقد ان البقاء والإستمرار سيكون للأكثر ذكاءً وحنكه فى الإدارة ، وصاحب المقدره القائقة على التسويق والتصدير لأسواق متنوعه فى بلدان مختلفة مع العلم أن هذه المواصفات لا توافر إلا فى المصانع الضخمه والكيانات الكبيرة وهى معروفه مقدما وسلفا، وهى العز ، السويس ، بشاى ، المراكبى ، أما بقية المصانع المصرية فأعتقد أنها ستظل لفتره طويلة غارقة فى نوم عميق مكتفية بأرباح السوق المحلى وقت الإنتعاش والرواج ، وهذه المصانع تكاد تكون كلاعب كرة القدم المصاب بالرباط الصليبى، أو وتر أكيليس ويحتاج إلى جراحه عاجله للتعافى والشفاء !
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: البورصات المنتجات السوق المحلي الرباط على التوالى فى مصر
إقرأ أيضاً:
إمبابي: 345 جنيها ارتفاعا في أسعار الذهب منذ بداية العام
ارتفعت أسعار الذهب بالأسواق المحلية 2.1% خلال تعاملات الأسبوع المنتهي مساء أمس السبت، في حين ارتفعت الأوقية بالبورصة العالمية بنسبة 0.7% خلال تعاملات الأسبوع المنتهي مساء الجمعة الماضية، مدعومة بعدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي، وفقًا لتقرير منصة «آي صاغة».
قال المهندس، سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت، إن أسعار الذهب بالأسواق المحلية ارتفعت بنحو 85 جنيهًا خلال تعاملات الأسبوع الماضي، حيث افتتح سعر جرام الذهب عيار 21 التعاملات عند مستوى 4000 جنيه، ولامس مستوى 4155 جنيهًا، واختتم التعاملات عند مستوى 4085 جنيهًا، في حين ارتفعت أسعار الذهب بالبورصة العالمية، بقيمة 21 دولارًا، حيث افتتحت التعاملات عند مستوى 2861 دولارًا، ولامست مستوى 2940 دولارًا كأعلى مستوى تاريخي لها في 15 فبراير الجاري، واختتمت تعاملات الأسبوع عند مستوى 2882 دولارًا.
أسعار الذهب اليوم
وأضاف، إمبابي، أن جرام الذهب عيار 24 سجل 4669 جنيهًا، وجرام الذهب عيار 18 سجل 3501 جنيه، فيمَا سجل جرام الذهب عيار 14 نحو 2724 جنيهًا، وسجل الجنيه الذهب نحو 32680 جنيهًا.
ووفقًا للتقرير اليومي لمنصة «آي صاغة»، فقد تراجعت أسعار الذهب بالأسواق المحلية بنحو 5 جنيهات خلال تعاملات أمس السبت، حيث افتتح سعر جرام الذهب عيار 21 التعاملات عند مستوى 4090 جنيهًا، واختتم التعاملات عند مستوى 4085 جنيهًا، وذلك تزامنًا مع العطلة الأسبوعية للبورصة العالمية.
وكشفت بيانات «آي صاغة»، إن أسعار الذهب بالأسواق المحلية ارتفعت بنحو 345 جنيهًا منذ بداية العام الجاري، حيث افتتح سعر جرام الذهب عيار 21 تعاملات العام عند مستوى 3740 جنيهًا، واختتمت التعاملات مساء أمس السبت عند 4085 جنيهًا، في حين ارتفعت الأوقية بنحو 258 دولارًا، حيث افتتحت الأوقية التعاملات عند 2624 دولارًا، ولامست مستوى 2940 دولارًا كأعلى مستوى لها على الإطلاق يوم الجمعة 15 فبراير، واختتمت التعاملات عند 2882 دولارًا.
وأوضح إمبابي، أن أسعار الذهب بالبورصة العالمية واصلت مكاسبها للأسبوع السابع على التوالي، لتلامس الأوقية أعلى مستوياتها على الإطلاق مع ختام تعاملات الأسبوع، حيث أثارت خطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لفرض تعريفات جمركية متبادلة على كل دولة تفرض ضرائب على الواردات الأمريكية مخاوف من اندلاع حرب تجارية عالمية.
وأضاف إمبابي، أن الذهب بدأ الأسبوع بالتداول عند 2861 دولارًا، ثم ارتفع إلى 2880 دولارًا للأوقية، وسجل 2905 دولارًا عند افتتاح سوق أمريكا الشمالية صباح يوم الاثنين، وختام تعاملات الإثنين، سجل الذهب قمة جديد عند 2940 دولارًا للأوقية.
وقدم مستوى 2900 دولار دعمًا قويًا طوال الأسبوع، إذ ارتفعت أسعار الذهب وانخفضت ردًا على البيانات الاقتصادية اليومية والتصريحات المحركة للسوق.
وتابع أن أسعار الذهب استقرت نسبيُا فوق متى 2900 دولار، ومع شهادة رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أمام الكونجرٍ، انخفضت أسعار الذهب مرة أخرى إلى 2884 دولارًا للأوقية، ولكنه استعادة عافيته مرة أخرى واختتم تعاملات الثلاثاء بالقرب من 2900 دولار للأوقية.
وأشار إلى أن أسعار الذهب بدأت تعاملات الأربعاء تداول عند 2871 دولارًا للأوقية، وهو أدنى مستوى له منذ الافتتاح الأسبوعي، ولكن إصدار بيانات التضخم لأسعار المستهلك، دفعت الذهب إلى الارتفاع مرة أخرى إلى 2890 دولارًا، وخلال شهادة باول أمام لجنة الخدمات المالية بمجلس النواب يوم الأربعاء، ارتفع إلى 2908 دولارًا للأوقية.
وأضاف، ومع صدور بيانات التضخم في مؤشر أسعار المنتجين التي جاءت أعلى من المتوقع يوم الخميس، تراجعت الأسعار، ومع ختام التعاملات ارتفعت الذهب مرة أخرى إلى مستوى 2940 دولاراً للأوقية، وهي أعلى قمة للذهب حتى الآن.
ولفت إلى أن أسعار الذهب شهدت موجة من التراجع خلال تعاملات الجمعة، لتهبط الأوقية دون مستوى 2900 دولار، على الرغم من ضعف الدولار وعائدات سندات الخزانة الأمريكية، بفعل انخفاض مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة.
وأوضح أن مؤشر أسعار المستهلك ومؤشر أسعار المنتجين يشيران إلى أن التضخم مستمر في الارتفاع، ومن ثم تعزز هذه البئئة من قوة الذهب كتحوط ضد عدم اليقين والتضخم.
وفي سياق متصل، تترقب الأسواق محاضر اجتماع السياسة النقدية الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي وبدء بناء المساكن وتصاريح البناء في الولايات المتحدة يوم الأربعاء، وإصدار طلبات البطالة الأسبوعية الأمريكية صباح يوم الخميس، ومؤشر مديري المشتريات الفوري من ستاندرد آند بورز ومبيعات المساكن القائمة في الولايات المتحدة يوم الجمعة.