مسيرات التنين.. سلاح أوكراني لـ بث الرعب في صفوف الروس
تاريخ النشر: 7th, September 2024 GMT
بدأت أوكرانيا بالاستعانة بأسطول من الطائرات المسيرة التي تقذف النار، والمعروفة باسم "مُسيرات التنين"، في حربها ضد القوات الروسية، وفقا لتقرير نشرته شبكة "سي إن إن"، السبت.
وتظهر سلسلة من مقاطع الفيديو المنشورة وسائل التواصل الاجتماعي، بما في ذلك على حساب وزارة الدفاع الأوكرانية في تطبيق تلغرام، طائرات مُسيَّرة تحلق على ارتفاع منخفض وهي تسقط سيلا من النار، وهو عبارة عن معدن منصهر، على مواقع يسيطر عليها الروس وسط غابات كثيفة.
والمزيج يدعى الثيرمايت وهو عبارة عن مركب شديد الاشتعال يتكون من أكسيد الحديد وبودرة الألمنيوم يحترق بدرجات حرارة تصل إلى 2200 درجة مئوية.
ويمكن للثيرمايت أن يؤدي بسرعة لحرق الأشجار والنباتات التي توفر غطاء للقوات الروسية، وكذلك قتل أو إصابة الجنود الذي يحتمون هناك.
وجاءت تسمية "مسيرات التنين" على اعتبار أن سقوط الثيرمايت من تلك الطائرات يشبه النار الخارجة من فم حيوان التنين الأسطوري.
ونشر اللواء الميكانيكي الأوكراني الستين على وسائل التواصل الاجتماعي ما نصه أن هذه الطائرات "تشكل تهديدا حقيقياً للعدو، حيث تحرق مواقعه بدقة لا يمكن لأي سلاح آخر تحقيقها".
Ukrainian forces getting better at using Dragon's Breath FPV drones to drop incendiary mixture. pic.twitter.com/uVpN4BdlX7
— Clash Report (@clashreport) September 5, 2024
ويرى الخبير العسكري البريطاني نيكولاس دروموند إن هدف القوات الأوكرانية من استخدام مسيرات التنين هو بث الرعب النفسي في صفوف الجنود الروس".
وأوضح دروموند أن الهجمات باستخدام هذه الطائرات تشعل النار في مواقع جنود الروس وتخلق حالة من الذعر والانهيار. مثل هذه الأسلحة لا تؤدي فقط إلى إصابات جسدية، ولكنها تؤثر أيضا على الحالة النفسية للقوات المستهدفة، مما يجعلها أقل فعالية في القتال".
وجرى اكتشاف الثيرمايت في تسعينيات القرن التاسع عشر وكان يستخدم في الأصل في لحام خطوط السكك الحديدية.
ولكن سرعان ما أصبحت قوته العسكرية واضحة، حيث استخدمه الألمان خلال الحرب العالمية الأولى بإسقاطه من المناطيد كقنابل فوق بريطانيا.
وكذلك أستخدم من قبل قوات الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، لتعطيل المدافع التي يتم الاستيلاء عليها، عن طريق وضع الثيرمايت في فتحة المدفع وإذابة السلاح من الداخل.
The Ukrainian military began using the Dragon drone, which burns the area underneath with thermite ???????????? Thermite is a mixture of burning granules of iron oxide and aluminum. About 500 grams of thermite mixture can be placed under a standard FPV drone. The chemical reaction is… pic.twitter.com/3XIzc3LLHN
— Anastasia (@Nastushichek) September 5, 2024
وبحسب منظمة "العمل ضد العنف المسلح" البريطانية فقد استخدمت أوكرانيا سابقا مادة الثيرمايت التي تُسقط من الطائرات المُسيرة لتعطيل الدبابات الروسية بشكل دائم.
وقال تقرير للمنظمة إن الثيرمايت يُسقط "مباشرة عبر الفتحات، حيث تؤدي الحرارة الشديدة بسرعة إلى إشعال وتدمير كل ما بداخل الدبابة."
وأشار التقرير إلى أن "هذا الدقة، جنبا إلى جنب مع قدرة الطائرة المُسيرة على تجاوز الدفاعات التقليدية، تجعل قنابل الثيرمايت أداة فعالة للغاية في الحروب الحديثة."
ولا يُحظر استخدام الثيرمايت في العمليات العسكرية، لكن استخدامه ضد الأهداف المدنية محظور بسبب التأثيرات الرهيبة التي يمكن أن يُحدثها على جسم الإنسان.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
لماذا غضب نتنياهو من صفقة تبادل الأسرى التي وافقت عليها حماس؟
سلط تقرير نشره موقع "موندويس" الضوء على غضب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، بعد موافقة حركة حماس على مقترح أمريكي للإفراج عن الجندي الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأمريكية عيدان ألكسندر، وتسليم جثث أربعة إسرائيليين يحملون جنسية مزدوجة.
وقال التقرير الذي ترجمته "عربي21" إنّ "حماس ترى بهذه الخطوة وسيلة للتمهيد للمفاوضات حول المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، وتضع تل أبيب في موقف صعب برفضها الدخول في مفاوضات لإنهاء الحرب".
وذكر أن موافقة حماس الأخيرة نابعة عن مواقفها السابقة، والتي رفضت مقترحا للمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف بالإفراج عن نصف الأسرى الإسرائيليين المتبقين، وتحول المقترح إلى الإفراج عن خمسة أسرى فقط بينهم عيدان ألكسندر و4 جثث.
وتابع: "من المقرر أن تتحرك المفاوضات بشأن المرحلة الثانية وصولا إلى إنهاء الحرب بشكل دائم"، مضيفا أن "هذه التطورات وضعت إسرائيل في موقف حرج، نظرا لرفضها الدخول في المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، أو التفكير في إنهاء الحرب بشكل دائم".
ولفت إلى أن "محادثات وقف إطلاق النار دخلت مرحلة جديدة في وقت سابق من هذا الأسبوع مع عودة المفاوضين إلى الدوحة، لمناقشة إمكانية التوصل إلى هدنة طويلة الأمد بين إسرائيل وحماس، وقد مدد المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف إقامته في المنطقة حتى نهاية الأسبوع لدفع المفاوضات إلى الأمام، كما أرسلت إسرائيل فريقًا تفاوضيًا يضم منسق الحكومة الإسرائيلية لشؤون الرهائن ومسؤولًا في الاستخبارات الداخلية الإسرائيلية والمستشار السياسي لنتنياهو أوفير فالك".
ويأتي تجدد المفاوضات في ظل وقف إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، وقد أدى إغلاق جميع نقاط العبور إلى غزة ومنع إدخال المساعدات إلى القطاع إلى نقص في المواد الغذائية والوقود وإغلاق المخابز في القطاع، بالإضافة إلى ارتفاع كبير في أسعار المواد الأساسية للمعيشة.
وأشار التقرير إلى أن نتنياهو صرح في أوائل الشهر الحالي بأنه لن يكون هناك "غداء مجاني لغزة" طالما لم يتم إطلاق سراح أسرى إسرائيليين جدد، في خطوة تمثل انتهاكًا لشروط وقف إطلاق النار المتفق عليها، حيث لم يكن من المقرر إطلاق سراح أي أسرى جدد قبل بدء المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، وانسحاب إسرائيل من ممر فيلادلفيا على طول الحدود مع مصر.
ومن الاستراتيجيات الأخرى التي اتبعها نتنياهو وحلفاؤه في تخريب مفاوضات وقف إطلاق النار هي تهديداته باستئناف الهجوم الإسرائيلي على غزة، فقد صرح وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، بأن إسرائيل تستعد لهجوم متجدد وأشد قسوة، كما هدد نتنياهو نفسه حماس وسكان غزة خلال خطاب له في الكنيست الإسرائيلي بعواقب "لا تُحتمل" إذا لم يتم إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين.
وبحسب التقرير، جاء تعبير حماس عن استعدادها لتسليم أسير إسرائيلي وجثث أربعة آخرين مقابل التفاوض على المرحلة الثانية، ليضع حدًا لتكتيكات نتنياهو التخريبية.
وأوضح التقرير أن هذا التحول جاء إثر إجراء الولايات المتحدة محادثات مباشرة مع حماس دون وساطة، في خطوة تكسر ثلاثة عقود من العرف الأمريكي في رفض التفاوض مع المنظمات التي تعتبرها "إرهابية".
وذكر أنه "رغم محدودية صلاحيات الوفد الإسرائيلي الذي أُرسل إلى الدوحة، إلا أن استئناف المحادثات بعد أسبوع متوتر من التهديدات الإسرائيلية يظهر تغيرًا في الموقف الأمريكي الذي انتقل من اقتراح ترامب الاستفزازي بتطهير عرقي للفلسطينيين من غزة إلى مناقشة الشروط مباشرة مع حماس وتقديم مقترحات متتالية للانتقال إلى محادثات حول إنهاء الحرب".
وفي صلب هذا التغيير مسألة إعادة إعمار غزة ومقترح القمة العربية البديل؛ حيث عرض اجتماع وزراء الخارجية العرب في الدوحة يوم الأربعاء الماضي الخطة على ويتكوف، واتفقوا على مناقشتها في المحادثات الجارية كأساس لجهود إعادة إعمار القطاع.
وختم التقرير بقوله: "بينما يضع الفلسطينيون في غزة وعائلات الأسرى الإسرائيليين آمالهم في جولة المحادثات المتجددة في الدوحة، فإن احتمالات التوصل إلى اتفاق نهائي لا تزال بعيدة؛ فحكومة نتنياهو لا تُظهر أي علامة على استعدادها لإنهاء الحرب، وستحاول الآن إيجاد طريقة لتجنب المضي قدمًا في المفاوضات وإيجاد طريقة لإلقاء اللوم على حماس، كما فعلت مرات عديدة في الماضي".