عرمان: الحرب القادمة ستدور في مناطق مأهولة بالسكان والنازحين
تاريخ النشر: 7th, September 2024 GMT
عدم الوصول لوقف عدائيات إنساني مراقب يضع ملايين السودانيات والسودانيين، والأطفال والنساء في مناطق مأهولة بالسكان والنازحين فى وجه الموت والتشريد والدمار
التغيير: كمبالا
قال رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان – التيار الثوري، والقيادي بتنسيقية “تقدم” ياسر عرمان إن الحرب القادمة ستدور فى مناطق مأهولة بالسكان والنازحين، مثل “الفاشر، الأبيض، الدلنج، كوستى، سنار، المناقل، القضارف والخرطوم”، وتساءل فهل من طريق لوقفها؟
وأردف عرمان، على حسابه الرسمي بمنصة “فيسبوك”، بالقول إن عدم الوصول لوقف عدائيات إنساني مراقب يضع ملايين السودانيات والسودانيين، والأطفال والنساء في مناطق مأهولة بالسكان والنازحين فى وجه الموت والتشريد والدمار.
وأضاف أن هذه قضية يجب أن تكون فى مقدمة أجندة القوى المدنية فى الداخل والخارج وأن تقوم بتعبئة واسعة وطنيا وإقليميا ودوليا، وأن نضع هذه القضية فى أجندة مجلس الأمن والسلم الأفريقي ومجلس الأمن الدولى لإصدار قرارات تلزم طرفي الحرب بوقفها ووجوب حماية المدنيين قبل استئنافهم لعمليات فصل الجفاف القادم.
يذكر أن المواجهات العنيفة بين الجيش والدعم السريع تجددت خلال الأيام الماضية في ولاية الخرطوم، إذ اشتعلت المعارك في كل من مناطق حطاب والكدرو في الخرطوم بحري، وفي منطقة المدرعات العسكرية والقيادة العامة بالخرطوم، كما تواصل القصف العنيف على أحياء محلية كرري في أمدرمان.
ويأتي هذا التصعيد عقب فشل جولة المفاوضات التي دعت لها الولايات المتحدة في مدينة جنيف بدولة سويسرا، إذ رفض الجيش السوداني إرسال وفده للتفاوض، مشترطا تطبيق مخرجات منبر جدة التفاوضي.
وتوقع مراقبون عسكريون أن تشتد المعارك خلال الفترة المقبلة، لاسيما بعد انقضاء فصل الخريف والتحشيد الذي تشهده محاور القتال المختلفة في ولايات الخرطوم والجزيرة وشمال دارفور، لاسيما في مدينة الفاشر التي تعاني من حصار محكم من قبل قوات الدعم السريع، وتجددا مستمرا للمواجهات بين أطراف النزاع.
الوسومالحرب السودانية حرب المدن ياسر عرمان
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الحرب السودانية حرب المدن ياسر عرمان
إقرأ أيضاً:
تقديم: مذكرات الأستاذ أحمد عبدالرحمن محمد
الدكتور الخضر هارون
maqamaat@hotmail.com
• مذكرات الأستاذ أحمد عبدالرحمن محمد كتاب فريد لرجل متفرد فهو متلزم ومستقل في ذات الوقت. ملتزم بالخط العام للحركة الإسلامية بل هو أحد رموزها وقادتها منذ شبابه الباكر لكنه اختار الاستقلال برأيه فيما رأي أن الإجماع لم ينعقد عليه أو ما رأي أن مجاراته له لا تعفيه من تبعاته علي قواعد معتقداته في النصفة والسداد ومكارم الأخلاق من زواياها الدينية والدونية.
• وقد تيسر لي قراءة جل مذكرات السودانيين واسترعب انتباهي منها مذكرات الأستاذ القطب الاتحادي خضر حمد ومذكرات الأستاذ أحمد عبدالرحمن لما اشتملت عليه من الشمول الذي لم يغفل التطور الاجتماعي في سياق التاريخ الذي شملته الذكريات وظروفه وذلك يساهم في فهم السرد في سياقاته التاريخية والاجتماعية كما أنها خلت من التجريح وإطلاق التهم علي المخالفين في الرأي بل جري إنصافهم في حالات كثيرة. ويحمد للأستاذ أحمد ولعدد من السياسيين من التيارات الأخري من جيله سعيهم الدؤوب للتراضي الوطني علي القضايا الوطنية الجوهرية ورفعها فوق الاختلافات السياسية.
• جلست إليه علي مدي ساعتين في مقر إقامته في القاهرة في احدي ليالي أغسطس من هذا العام ٢٠٢٤ للميلاد في أنس جميل سرد خلاله بدقة محتويات هذا السفر النفيس الذي خطه يراعه ذكرني بجلسات لنا مع المرحوم احمد سليمان المحامي في طريقة السرد والاستطراد والدقة التي تكاد تلامس ساعات ودقائق ضابطات الوقت.
• الأستاذ أحمد من مواليد العام ١٩٣٣ في مدينة بربر بولاية نهر النيل ولعلها من أوائل البلدات التي غشيتها المدنية الحديثة والتعليم النظامي الحديث ويمكن ان يطلق عليها مصطلحها كوزموبوليتان حيث ضمت أعراقا ومهاجرين من مصر وتركيا والمغرب تصاهروا وكونوا نسيجاً واحدا عرف باكرا التعايش السلمي بين مكوناته. والده السيد عبدالرحمن محمد أحمد حسب الله غندور من فرع الغنادير في قبيلة العبابدة وهي قبيلة مشتركة بين السودان وصعيد مصر وعرفت الأسرة في بربر بجدته فكان يقال ( ود العبادية) وهي جدته لأبيه جاءت من قرية ( منيحة) قرب كوم أمبو في صعيد مصر.
• أما جده لأمه أي والد خاله الدكتور جوال عامر الصايم حاج موسي هو الشيخ محمد إبراهيم موسي من ركابية قرية موره في محلية مروي ، الحاج موساب ومنهم الأستاذ سيداحمد الحسين وزير الداخلية الأسبق والشيخ حاج ما جد حاج موسي وكيل وزارة الشؤون الدينية الأسبق. ولما كان به يعمل في سكك حديد السودان كثير التنقل بحسب طبيعة العمل لازم الأستاذ أحمد خاله الدكتور الصايم. تلقي أستاذ احمد تعليمه بدءا بالخلوة في بربر ومدني وأم درمان وأكمل تعليمه في جامعة الخرطوم ونال الماجستير في الادارة في هولندا .
• تزوج من عائلة الحاج محمد علي من الدويم ورزق بنتا هي الدكتورة الوزيرة عفاف وثلاثة أبناء هم البنا والمهندسان ياسر وإبراهيم.
• التحق الأستاذ أحمد بالحركة الإسلامية في عام ١٩٤٩ عندما كان طالبا بمدرسة أمدرمان الأهلية الثانوية والتي ذكر انها كانت قرب مساكن السادسة اسماعيل الأزهري والأميرالاي عبدالله بك خليل وعبدالخالق محجوب في بيت المال وكان ناظرها محمد عبدالقادر ( والد زين العابدين في مجلس قيادة ثورة مايو) ومن أساتذتها الأستاذ محمد حمزة الذي اصبح مديرا لها لاحقا والشاعر كرف. وقال أنها كانت تعج بالحراك السياسي الذي يقوده اليسار ويذكر من نشطاء الحزب الشيوعي الطلاب فيها معاوية سورج والشاعر صديق مدثر.
• قال إنه كان مبعوثا لخاله دكتور الصايم الذي كان قد سافر لمصر لأكمال تعليمه هناك وكان مناضلا شرسا ضد اليسار وكان يرسله للإسلاميين في السودان لتقوية شوكتهم وكان سببا لقيام تنظيم الاخوان المسلمين عبر اثنين من تلاميذه ، بابكر كرار النور ومحمد يوسف محمد درسا علي يديه في مدرسة مدني الأميرية الوسطي وكانا عند وصول الرسالة أليهما من القاهرة، طالبين في مدرسة حنتوب الثانوية حثهما علي تكوين الجمعية الوطنية السودانية التي أسسها هو في القاهرة معارضة لتجمع شيوعي للطلاب السودانيين في مصر لتكون قلعة لمقاومة المد الشيوعي بين الطلاب في السودان فلم يعيرا الأمر اهتماماً لكن عندما التحقا بكلية الخرطوم الجامعية، جامعة الخرطوم ،لاحقا وجدا سطوة وسيطرة لليسار علي الطلاب هناك فتذكرا رسالة الصايم تلك فكونا مع آخرين من الطلاب المحافظين الذين كانوا يؤدون الفرائض حركة التحرير الإسلامي . يقول الأستاذ محمد يوسف محمد لم تكن لنا صلة ولا معرفة البتة بالإخوان المسلمين في مصر ولكن الشيوعيين أطلقوا علينا اسم الاخوان لتنفير الطلاب في أعقاب حملة علي الاخوان هناك بعد مقتل بعض السياسيين في مصر ولما تم تبن الاسم لاحقاً لم ينتسب دكتور الصايم للجماعة بل أسس بذات الاسم الذي تبناه أولئك في البداية، حركة التحرير الإسلامي وأسند الأمانة العامة فيها لقريبه وقريبنا من جهة أخري المرحوم عبداللطيف أحمد عبدالمجيد بعد أن رفض ابن أخته الأستاذ أحمد تولي المنصب إذ كان قد انتسب لجماعة الاخوان.
• ومن طرائف ما ذكر أنه قرر الإلتحاق بالأحفاد لاكمال دراسته حيث أدي النشاط الطلابيّ لاغلاق الأهلية.وعندما التقي مديرها يوسف بدري سأله أين تدرس الآن فلما ذكر له الأهلية رفض قبوله قائلاً ( بشطارتك دي قفلت الأحفاد جاي تقفل الأحفاد؟!).
• ذكر طرفا من نشاطات الإسلاميين المبكرة لمواجهة المد الشيوعي في بربر وفي كسلا التي عمل فيها ضابطا إداريا.
• التحق بكلية الخرطوم الجامعية في ( ١٩٥٤- ١٩٥٨) وقد زامل في كلية الآداب طيفا من المشاهير فيما بعد : صلاح أحمد إبراهيم، محمد هاشم عوض ، محمد سعيد القدال والطيب السلاوي والسفير علي ياسين قيلي.
• وفي إشارة لروحه التوافقية ما ذكره من أن فكرة التمثيل النسبي في انتخابات اتحاد طلاب جامعة الخرطوم جاءت من الدكتور سعد الدين فوزي عميد كلية العلوم السياسية. قال ذهبت أليه ( مع صديقي الزعيم الطلابي قريب الله الأنصاري وهو من أميز قيادات الطلاب اليساريين في الجامعة. قال لنا إنكم تتحملون المسؤولية إذ كيف تتحكمون في مصير غالبية الطلاب وأنتم سواء كنتم من اليمين أو اليسار لا تمثلون أكثر من ١٠٪ من الطلاب. فحرام عليكم أن تعطلوا تطلعات وأشواق من يرغبون بالعمل والتعليم والتخصص وتفسدون المناخ باستدامة الصراعات، فأشفقوا علي السودان!) قال طرحنا الأمر علي الطلاب من اليمين واليسار. ذكر منهم دفع الله الحاج يوسف ومحد هاشم عوض وابراهيم أحمد الحاردلو وعمر مصطفي مكي وسعاد إبراهيم أحمد وعمر محمد سعيد وعلي ياسين قبلي. وفعلا بدأ العمل بنظام التمثيل النسبي منذ العام ١٩٥٧ وقد ساهم ذلك في استقرار الوسط الجامعي لأكثر من عقد ( وقد حزنت كثيرا لانتهاء العمل بالتمثيل النسبي في ظل قيادة الإسلاميين نتيجة لاستقواء اليسار الطلابي بالنظام المايوي حيث بارك اليسار انتهاك حرمة الجامعة بتشجيع ضباط مايو بدخول الدبابات تحت ترحيبهم وهتافهم ( حاسم ، حاسم، يا أبو القاسم.)!
• ذكر كذلك أن تنظيم الاخوان في جامعة الخرطوم ساند حكومة عبدالله خليل في قضية حلايب رفضا للتغول المصري عليها.
• وللرجل مواقف مستقلة عن التنظيم كتأييده لبناء السد العالي مقترحا بناءه في (ابو حمد )لتعم الفائدة البلدين.
• استعرض أستاذ أحمد وتفصيل دقيق ملابسات حل الحزب الشيوعي السوداني وقال (
• إن بعض العقلاء في الساحة السياسية وفي الوسط الحزبي وبعض الإسلاميين كانوا يخشون مغبة ذلك العمل وتأثيره علي مسار العمل الديمقراطي في السودانى لكن أصواتهم كانت ضعيفة.)
• وحدثني المرحوم الأستاذ عبدالرحيم حمدي كيف أن الدكتور الترابي لم يكن متحمسا في البداية لتضخيم حادثة لا تستغرب من طالب في تلك السن يمكن التعامل معها في اطار حجمها عندما نُقلت إليه كما استنكر تضخيم رد فعل الإيرانيين علي كتاب سلمان رشدي ( الآيات الشيطانية ) عند صدوره وتحديد جائزة مالية لمن يقتله خوفا من إشهاره بينما هو في حقيقته رواية ليست بشئ. ولعلي أعرض لمناسبة ذلك وسياقه في غير هذا الموضع.
• استعرض وبالتفصيل أحداث ضربة الجزيرة أباً وأن الاخوان لم يكونوا موضع ثقة تامة لدي الإمام الهادي المهدي رحمه الله ولم يكن يطلعهم علي كل شئ.
• وفي السياق كيف كان ممن التقوا الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله وكيف تحمس لمساعدتهم في أيام مايو الأولي في نسختها اليسارية. وجدير بالذكر ما كتبه المرحوم زين العابدين الركابي من خطاب باسم الامام الهادي المهدي للرئيس جمال عبدالناصر معاتبا له علي التخطيط لانقلاب نميري علي حكومته التي كان يرأسها المرحوم محمد أحمد محجوب. وكانت جريدة الحياة في بيروت قد نشرت خبره علي صفحتها الأولي وضمنه محمد أحمد محجوب كتابه ( الديمقراطية في الميزان.) ذكر أستاذ أحمد أن محجوب قد أطلعه عليه عندما زاره في بيته في لندن وأنه أي أستاذ أحمد لم يشر إلي حقيقة ذلك الخطاب المنحول!
• وفي تفاصيل قصة غزوة الجبهة الوطنية التي عرفت بالغزو الليبي عام ١٩٧٦ أشار أن القذافي وافق علي تدريب عناصر الاخوان المسلمين ضمن قوات الجبهة الوطنية : الأمة والاتحادي علي مضض وهو كاره كما أن قيادات الجبهة الوطنية المشرفة علي التريب كانت متوجسة منهم لذلك أسندوا إليهم مواقع ليست مهمة في الخرطوم هي المطار ودار الهاتف. ثم تناول سؤ التخطيط للعملية وشراء سيارات قديمة لنقل القوات تطل أكثرها في الصحراء كما أن محمد نور سعد قائد العملية لم يكن يستشير أحدا وكان يتحرك بمفرده.
• تقلد الأستاذ أحمد وزارة الشؤون الداخلية بعد المصالحة بعد أن نزعت أسنانها العسكرية والأمنية وأصبحت علي قرار وزارة الداخلية في أمريكا تعني بالحدائق العامة أضيفت إليها مصلحة المساحة والمطافئ والدفاع المدني وقرط كثيرا قائده اللواء محمد طه كذلك مصلحة السجون وواضح من خلال السرد أنه أبلي فيها البلاء الحسن.
• تفرد الرجل بمواقف مستقلة فقد كان يري التدرج في موضوع تحريم الخمر كما احتفظ بعلاقات وثيقة بشخصيات ناصبتها حكومة الإنقاذ الغداء الشديد في بعض المنعطفات. فقد أفرد فصلا عن فترة الإنقاذ بعنوان ( الإنقاذ في الميزان) تحدث عن انجازاتها واخفاقاتها وتمني لو أنه اعترض علي مسايرتها العراق في حرب الكويت وانتقد محاولة اغتيال حسن مبارك وقال انها عملية مدبرة بالكامل من قبل المخابرات المصرية وأكد أن دكتور الترابي لم يكن علي علم بها وقال إنه غضب وقال ( كيف يا أحمد تتصور مستقبل العلاقات مع مصر لو نجحت تلك المحاولة؟!).
• افتقدت الحديث عن تجربته في مجلس الصداقة الشعبية وعلمت لاحقا أنه استكمل هذا الجانب المهم من ذكرياته.
• وبعد ..هذا كتاب تحس بالصدق بين سطوره وتشعر بضرورة الحرص علي بقائه وحث الجميع علي قرائته لما اشتمل عليه من تاريخ جيل حافل بالعطاء ولأخذ العبر والدروس من تجربة صاحبه الثرة المتنوعة في أعلاء قيم التسامح وتغليب المصالح العليا للوطن علي الخلافات الأقل شأن من ذلك الهم.
• كتبه السفير الدكتور الخضر هارون
• واشنطن العاصمة نوفمبر ٢٠٢٤