أقيم ضمن محور "رد الجميل" الذي يقام ضمن فعاليات مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في دورته الحادية والثلاثين (دورة د. علاء عبد العزيز) برئاسة الدكتور سامح مهران، ندوة "المخرج البحريني الكبير عبدالله السعداوي" وشارك فيها: يوسف الحمدان من (البحرين)، خالد الرويعي من (البحرين)، أحمد خميس، ويدير الجلسة د.

محمد زعيمة.

د. محمد زعيمة: له أساليب متعددة في التجريب المسرحي

وفي البداية قال الدكتور محمد زعيمة أستاذ النقد والدراما بالمعهد العالي للنقد الفني، إن المخرج البحريني عبدالله السعداوي كان صاحب أساليب إخراجية متعددة، وكانت له أساليب في التجريب والبحث عن فضاءات مختلفة، مشيرا إلى أن الراحل حصل على جائزة الإخراج في المهرجان التجريبي، في دوراته الأولى، في وقت كانت الفرق الأوروبية تسيطر على الجوائز، له فلسفته الخاصة وفكرته المختلفة عن الفن، حيث كان يرى أن الفن جنون، ويقول إن الفن ليس مجنونا بطبيعة الحال لكنه يكون لديه شطحات فكرية يمكن وصفها رمزيا بالجنون، لافتا إلى أن "السعداوي" كان أمينا في ذكر المصادر والنصوص التي يأخذ منها معالجات أعماله المسرحية، المسرح كان عشقه الأوحد الذي كان يرى أنه لابد أن يستمر.

أحمد خميس: صاحب مشروع إبداعي ضخم

من جانبه قال الناقد أحمد خميس، أتذكر علاقتي بفرقة الصواري المسرحية مشيرا إلى أنه تابع الفرقة لسنوات طويلة تابع خلالها عروضهم المغايرة التي كانت تأتي للمهرجان التجريبي في القاهرة بالتناوب مع فرقة أوال" المسرحية"، وتابع: "والحق أقول لكم إن ما شد انتباهي للفرقة وعروضها ما سمعته عن عرض "الكمامة" الذي تناولته أقلام النقاد في مصر والذي حصد من خلاله المخرج الكبير "عبد الله السعداوي" جائزة أفضل مخرج في المهرجان، لم أشاهد العرض للأسف ولكن تعجبت في البداية من نتيجة لجنة التحكيم وتساءلت كيف لعرض عربي خليجي أن يفوز في مهرجان قائم على الأفكار والأطروحات الجديدة الطليعية في عالم المسرح، وكيف يقفز مخرج لم يترب في بيئة مختبرية لينتزع الجائزة ممن تربوا فنيًا على خلق ما يناسب المتغير الاجتماعي والسياسي والثقافي".

وأشار "خميس" أن المخرج البحريني عبدالله السعداوي، كان صادقا فيما يقدمه، هو مشروع كبير ومشروع ضخم، امتدت تجاربه إلى عدة دول خليجية بجانب البحرين، وكذلك تجربته مع المخرج الكبير عبد الرحمن عرنوس، موضحا أن "السعداوي" لم يتزوج لكنه تزوج المسرح وكان له الكثير من التلاميذ والأبناء في المسرح.

خالد الرويعي: كان صادقا فيما يقدمه وانعكس على تلاميذه

بينما قال المخرج البحريني خالد الرويعي، إن كل لحظاته الخاصة مرتبطة بعبدالله السعداوي على كافة المستويات، وذلك يصعب الكتابة عنه، وأشعر بأن جزء منه مفقود وغائب بعد رحيل عبدالله السعداوي، ولافت إلى أن "السعداوي" كان مخلصا وصادقا فيما يقدمه، وقد انعكس علينا ذلك نحن تلامذة الأستاذ عبد الله السعداوي منذ انطلاق مشوارنا المسرحي معه، وقد شعرت بذلك مع مجموعة من الأصدقاء الذين تتلمذوا على يد السعداوي، للأستاذ عبد الله في إسهامه في تشكيل وعينا بطريقة مختلفة، وامتلكنا وجهة نظر خاصة باتجاه العالم باتجاه الفن طريقتنا في التفكير، ويمكن أن أكون محظوظا أنني الوحيد من بين أصدقائي الذي صرتُ مخرجا مسرحيا واستمريت.. لذلك أجد أن ما أعطاني الأستاذ عبد الله في هذا المجال لم يعطيني إياه غيره، وقد يرجع ذلك إلى عشرتنا للسعداوي ولكمية المعرفة التي نقلها إلينا.

يوسف الحمدان: امتلك رؤية فلسفية وكانت له رؤية جديدة لفضاءات المسرح

فيما قال الكاتب البحريني يوسف الحمدان، إن عبدالله السعداوي امتلك رؤية فلسفية وكانت له رؤية جديدة لفضاءات المسرح في البحرين، عرض في البيوت والاسواق كان مهتماً بالاداء الصوتي والجسدي، عاكس لغة التلقى واختار لغة جديدة بين المتلقي والفضاء المسرحي، وأوضح أن السعداوي يذهب في تجاربه المسرحية كما في قراءاته ومستدلاته الفكرية والفلسفية إلى مسرح بلا حدود، تتزاوج وتشتبك فيه الأزمنة والأمكنة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي علاء عبد العزيز الدكتور سامح مهران عبدالله السعداوي أحمد خميس عبد الله إلى أن

إقرأ أيضاً:

سينما المؤلف التى غابت

يبدو كتاب أمير العمرى « عالم سينما المؤلف» كتابًا مؤسسًا فى سد خانات فارغة فى الكُتب المعنية بصناعة السينما فى بلادنا. والكتاب صدر عن دار «بتانة» للنشر بغلاف ساحر، ومؤلفه ناقد فنى مخضرم يستحق الالتفات والانتباه.

وما أحوجنا لمثل هذه الكتابات فى وقت تشهد فيه السينما المصرية تراجعا لافتا، غابت فيه ألوان وصنوف كُنا نفتخر بالتميز فيها.

ويبدو الكاتب متأثرا بدراسته المبكرة للطب، إذ تستهويه الكتابة التشريحية فنجده يشمل بتحليلاته ونقده كافة أعمال المخرجين الذين يكتب عنهم، وكأنه يفتح بمشرط دقيق، جسد وعقل كل منهم متغلغلا إلى ذاته، مستقرءا مشاعره.

وهو عندما يفعل ذلك يفعله بلغة آسرة وعرض جذاب وسلس، وعندما يطلق حكما أو يرى رأيا فإنه يتكئ على تحليل منطقى مقنع، حتى لأولئك الذين لم يدرسوا السينما ولم يعملوا فيها.

يؤرخ الكتاب لسينما المؤلف بمقال المخرج ألكسندر أستروك فى مجلة «الشاشة الفرنسية» مارس 1948 الذى حمل عنوان «مولد سينما طليعية جديدةـ الكاميرا قلم»، ليطرح فكرة تحول السينما إلى لغة، وتحول الكاميرا إلى قلم، وهو ما يجعل المخرج هو الفنان الأول للعمل السينمائى، وليس مجرد منفذا لأفكار وهواجس الكاتب. وهذا ما التقطه الناقد أندريه بازان بعد ذلك وعبر عنه قائلا « إن الفيلم يجب أن ينسب إلى مخرجه مادام المخرج يتحكم فى مكونات الصورة والصوت، ولابد للمخرج أن يكون مؤلفا مثله مثل الأديب سواء اشترك فى كتابة السيناريو أم لم يشترك».

ببساطة، فإن ذلك يعنى أن العمل السينمائى الحقيقى هو الذى يطرح أفكار ورؤى وهواجس المخرج وليس مؤلف القصة، وهو الطرح الذى رحب به نقاد وسينمائيون حول العالم لتلمع أسماء مخرجين تلائمهم فكرة المخرج المؤلف مثل هيتشكوك، أورسون ويلز، نيكولاس راى.

وفى 1968 أصدر اندريه ساريس كتابا عن السينما الأمريكية اختار فيه 14 مخرجا اعتبرهم الأهم وهم الذين يعبرون عن الاتجاه الجديد كان من بينهم شارلى شابلن، جون فورد، فريتز لانج، وغيرهم. وفيما بعد انطلقت الموجة الجديدة إلى بريطانيا، ألمانيا، السويد، إيطاليا، وأسبانيا، ثم إلى كافة أنحاء العالم.

ويشير العمرى إلى أن الفكرة واجهت بعض التحديات، خاصة عندما اعترض الفيلسوف الفرنسى رولان بارت(01915ـ1980) على عدم الفصل بين النص والمؤلف. لقد كان الرجل يرى أن النص منفصل عن المؤلف لتظهر بذلك فكرة موت المؤلف كإحدى أفكار ما بعد الحداثة، ما يعنى انكار دور المؤلف والغاء حضوره فى طيات العمل الفنى. وبالطبع انتقلت سينما المؤلف إلى العالم العربى خلال الستينيات، وتأثر بها جيل العمالقة أمثال هنرى بركات، يوسف شاهين، وتوفيق صالح، لكنها حضرت بقوة فى الجيل الثالث للمخرجين مثل سعيد مرزوق، على بدرخان، وأشرف فهمى، ثم الجيل التالى عند عاطف الطيب، رأفت الميهى، يسرى نصر الله، وداوود عبدالسيد. كما تأثرت مدرسة الاخراج فى المغرب العربى تأثرا بالغا بتلك المدرسة.

ويختار لنا مؤلف الكتاب 35 نموذجا لمخرجين عالميين عبروا بقوة عن سينما المؤلف، ورغم أن ميلاد التوجه كان فى فرنسا، إلا أن استعراض النماذج تكشف أن تأثير الحركة خارج فرنسا كان أكبر.

ونطالع فى تجارب هؤلاء المخرجين، كيف هم متمردون على الواقع، مشتبكون مع التقليدية، فذلك المخرج السويدى إيخمار برجمان المولود سنة 1918، يحاول الاستغراق فى البحث فى ذاته وكأنها معادل للذات الإنسانية كلها، فنجده فى فيلم «الختم السابع» يناقش قضية الموت بعمق شديد من خلال فارس يلعب الشطرنج مع الموت. وهذا المخرج الدنماركى لارس فون ترييريعترض على ما تقوم به إسرائيل من انتهاكات، ولا يجد حرجا فى تشبيهها بهتلر، ما يؤكد تكوينه الإنسانى الفذ الرافض للظلم العصرى وهو ذات ما يطرحه فيلمه «المنزل الذى بناه جاك» 2018.

وذلك المخرج الإيطالى فرانشيسكو روزى الحائز على جائزة ماتييه الكبرى، يقف متحديا المافيا الحاكمة للسياسة وفاضحا فساد النظام الرأسمالى فى فيلم «جثث متألقة» فى الوقت الذى نجد آراءه الشخصية منحازة إلى قضايا الإنسان وآلامه، فيقف إلى جوار الشعب الجزائرى فى ثورته للإستقلال.

وتبقى السينما لُغة مشتركة للجمال فى العالم، ولا يجب التهاون فى تعلمها أو تجاهلها.

والله أعلم

 

[email protected]

 

مقالات مشابهة

  • سعر الدينار البحريني والعملات العربية اليوم الاثنين 16-9-2024 في البنك المركزي المصري
  • شباب العراق يلاقي نظيره البحريني وديا في تايلند يوم غد
  •  لبدء التشغيل التجريبي.. محافظ الوادي الجديد يتفقّد "العاصمة الإدارية" الجديدة
  • سينما المؤلف التى غابت
  • بالتزامن مع بدء الدراسة..بدء التشغيل التجريبي للطفطف بمدينة دكرنس في الدقهلية
  • "ورد " و "ميت بالصدفة" للمخرج أسامة القزاز يشاركان بمهرجان رأس البر للفن والإبداع
  • هنا التجريبي.. محمد فاضل يوثق فيلم للدورة الـ 31
  • شهادات وذكريات.. يرويها مصطفى بكري: قصتي مع خالد عبد الناصر وتنظيم الثورة
  • قبل الدراسة.. ضبط مطبعة غير مرخصة بالقاهرة بداخلها كتب
  • 26 ألف مشارك بمهرجان إيبارشية نجع حمادي شمال قنا