هدف واضح للصين في أفريقيا.. وتحذيرات من فخ الديون
تاريخ النشر: 7th, September 2024 GMT
كان لدى الرئيس الصيني، شي جين بينغ، هدف واضح عندما استضاف ممثلين من أكثر من 50 دولة أفريقية لحضور قمة كبرى في بكين هذا الأسبوع وهو إقناع الأفارقة أن الصين الشريك الأول للقارة السمراء.
وتعهد الزعيم الصيني محاطا بعشرات القادة الأفارقة والأمين العام للأمم المتحدة في قاعة الشعب الكبرى برفع العلاقات بين الصين والقارة إلى درجة " مصير مشترك في جميع الظروف"، وهو وضع تحتفظ به بكين لأقوى حلفائها الدبلوماسيين، وفق ما نقلت شبكة "سي إن إن".
كما قدم مجموعة من الوعود للقارة، على أن يتم الوفاء بها على مدى السنوات الثلاث المقبلة، ومنها أكثر من 50 مليار دولار من الدعم المالي. وخلق مليون فرصة عمل، وعشرات الملايين من المساعدات الغذائية والعسكرية، وتعهد "بتعميق التعاون مع أفريقيا في الصناعة والزراعة والبنية التحتية والتجارة والاستثمار".
ونظم المنتدى في العاصمة الصينية هذا الأسبوع واستمر ثلاثة أيام وتشيد به بكين باعتباره أكبر تجمع دبلوماسي لها منذ سنوات.
ويأتي توجه شي للحكومات الأفريقية في الوقت الذي يبدو أن الصين تكبح جماح تمويلها الحر سابقا لتنمية أفريقيا، وسط تباطؤها الاقتصادي وانتقادات بأن إقراضها هناك ساعد في إثقال كاهل البلدان بديون لا يمكن تحملها.
والآن، تكثف قوى أخرى مثل الولايات المتحدة جهودها الخاصة لتعزيز العلاقات مع القارة الغنية بالموارد، حيث تسعى إلى مواجهة النفوذ السياسي للصين وتأمين الوصول إلى الموارد الحيوية الرئيسية لتعزيز انتقال الطاقة الخضراء.
وكان المنتدى الذي يعقد كل ثلاث سنوات حول التعاون الصيني-الأفريقي، والذي اختتم أعماله الجمعة، فرصة رئيسية لشي ومسؤوليه لإبداء التزامهم تجاه القارة، التي تزايدت أهمية دعمها لبكين في مواجهة احتكاكها المتزايد مع الغرب.
وبدا شي والمسؤولون الصينيون حريصين على إظهار أن الاستثمارات الصينية، بما في ذلك في البنية التحتية الأفريقية، لم تنته بعد، حتى مع ظهور البيانات أن الإقراض الصيني لتنمية أفريقيا والبنية التحتية الكبيرة قد انخفض بشكل كبير في السنوات الأخيرة.
وأعلن الزعيم الصيني عن التزامه بدعم 30 مشروعا لربط البنية التحتية عبر دول غير محددة وتشييد "شبكة من الروابط البرية والبحرية". وقال إن الصين ستطلق 30 مشروعا للطاقة النظيفة، ينظر إليها على أنها جزء من مسعى من بكين لجعل سوق إفريقيا وجهة لتقنياتها الخضراء مثل الألواح الشمسية والسيارات الكهربائية التي تواجه الآن رسوما جمركية في الولايات المتحدة وأوروبا.
ومع ذلك، يقول مراقبون إن مثل هذه المشاريع وتعهد الصين الإجمالي بتقديم حوالي 50 مليار دولار من الدعم المالي للقارة، لا تزال أقل مما قدمته في العقد السابق.
وعقد اجتماع هذا العام أيضا في ظل أزمة ديون في عدد من البلدان الأفريقية، التي عانت من الديون الخارجية الثقيلة، بما في ذلك القروض الصينية، في أعقاب جائحة فيروس كورونا، ما أثار تساؤلات حول دور الصين في تأجيج قضية الديون.
ويقول المحللون إن هناك "فخ الديون" الصيني، حيت عملت بكين عمدا على إقراض الدول من أجل كسب النفوذ على أصولها، حيث أقرضت لبناء الطرق السريعة وخطوط السكك الحديدية ومحطات الطاقة في جميع أنحاء أفريقيا في إطار مبادرة الحزام والطريق.
ورفض القادة الأفارقة هذه الفرضية أثناء وجودهم في بكين، فيما يقول مراقبون إن الصين قد لا تكون السبب الرئيسي لضائقة الديون الأفريقية في معظم الحالات، لكن تدفق قروضها زاد من عبء الديون.
وبينما دافعت بكين عن ممارساتها الإقراضية وجهودها لتسهيل سداد الديون، يشير المراقبون إلى أنها تحركت ببطء شديد أو كانت غير مرنة في الحالات التي يمكن أن تساعد بعض الدول المثقلة بالديون في تخفيفها.
ويخلص تقرير الشبكة إلى أن بكين ترى أن دعم القارة أمر حاسم لهدف شي المتمثل في وضع الصين كبطل للجنوب العالمي، وزعيم عالمي بديل للولايات المتحدة.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
إطلاق كتاب «الطب الصيني التقليدي»
دبي (الاتحاد) نظم مركز جمال بن حويرب للدراسات، مساء يوم الثلاثاء 11 مارس 2025، أمسية رمضانية لإطلاق كتاب «الطب الصيني التقليدي دليل مصور لطب الأعشاب» من تأليف البروفيسور تشونج تشن تشاو والدكتور هو بياو تشين، وتحدث خلالها جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، والدكتور علي وانج، الناشر والكاتب والمترجم الصيني المعروف، الذي أشرف على أعداد الكتاب بطبعته العربية. حضر الأمسية لفيف من الشخصيات الثقافية والعلمية والعامة، فضلاً عن نخبة من أبناء الجالية الصينية من إعلاميين ومثقفين. وقد رحب جمال بن حويرب بالحاضرين، وعرف بالمحاضر علي وانج الذي عمل صحفياً في مجلة المسلم الصيني، وعاش في المنطقة العربية فترة طويلة، حيث يتقن الإنجليزية والعربية، كما ألقى ابن حويرب الضوء على الكتاب الذي وضع له مقدمة، قال فيها: «أصبح الطب الصيني التقليدي بممارساته المختلفة جزءاً من منظومة الطب البديل على مستوى العالم، وقد أثبتت الدراسات العلمية الحديثة فعالية العديد من الأعشاب الصينية في علاج أمراض مثل السرطان والسكري وأمراض المناعة الذاتية وغيرها». وأضاف ابن حويرب أن هذا الكتاب يقدم للقارئ العربي نافذة على كنوز الطب الصيني التقليدي، مع تركيز خاص على الأعشاب الطبية واستخداماتها. ويحتوي الكتاب على فصول تفصيلية حول كيفية تحضير الأعشاب وخصائصها العلاجية، مع رسوم توضيحية تسهل على الممارسين فهم طرق التطبيق. واختتم جمال بن حويرب تقديمه للكتاب، قائلاً: «ترجمة هذا الكتاب ليست مجرد نقل معرفي، بل هي دعوة لتوسيع آفاق التفاعل العلمي والثقافي بين الحضارات، وتجديد النظر في الطب التقليدي كأداة فعالة لمواجهة التحديات الصحة المعاصرة». وبدوره تحدث المترجم الدكتور علي وانج عن ظروف نشر كتاب الطب التقليدي الصيني، حيث ساهم في إنجاحه نخبة من المترجمين والمدققين والاستشاريين، كما وجه الشكر والتقدير لكل من ساهم في إخراجه. وقال علي وانج: «كان لي الشرف بتكليفي من قبل البروفيسور تشونج تشن تشاو لتولي مهام ترجمة ونشر النسخة العربية لهذا الكتاب، والذي تم إدراجه ضمن مشاريع الإصلاح والتنمية الوطنية في مجال الصحافة والنشر، والبرنامج الوطني لنشر الكتب المهمة، خلال فترة الخطة الصينية الخمسية الثالثة عشرة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية». وأضاف وانج: «يعد هذا الكتاب كنزاً من خلاصة التجارب والخبرات التي جمعها الأجداد والخبراء في مجالي أعشاب الطبية الصينية، وممثلاً لجوهر الطب والدواء والثروة الحكمة الإنسانية». وانضمت الدكتورة تشانغ يوهوان، المدير العام لشركة الخليج بكين تونغ رن تانغ للطب الصيني التقليدي في دبي، إلى فعاليات الأمسية وقدمت الكثير من الإجابات ذات المحتوى الطبي، وخاصة فيما يتعلق بكيفية العلاج بالأدوية العشبية التي يعود الطب إليها مجدداً، بعدما أصبح تدريس الطب التقليدي منتشراً في كل مدارس الصين. يذكر أن كتاب «الطب الصيني التقليدي دليل مصور لطب الأعشاب» صدر حديثاً عن دار وانغ ده جون مطلع العام الجاري، ويتألف من 560 صفحة من القطع الكبير، تخللته مئات الصور لأعشاب ونباتات طبية مع شروحاتها، مع قائمة بالمصطلحات الطبية الصينية باللغتين العربية والإنجليزية، مما يجعل الكتاب مرجعاً للباحثين والمهتمين.
أخبار ذات صلة