وول ستريت جورنال: الإمارات أرسلت بأسلحة إلى الدعم السريع بدلا من المساعدات إلى السودانيين
تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT
كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية في تقرير لها أن دولة الإمارات العربية المتحدة تقدم دعمًا عسكريًا لقوات الدعم السريع، التي تقاتل الجيش السوداني، وسط قلق أميركي من هذا الدعم.
وقالت الصحيفة إن طائرة شحن إماراتية هبطت في مطار أوغندي بداية يونيو/حزيران الماضي تأكد أنها كانت تحمل أسلحة وذخيرة، في الوقت الذي كانت تُظهر فيه وثائق رسمية أن الطائرة تحمل مساعدات إنسانية إماراتية إلى اللاجئين السودانيين.
ونقلت الصحيفة الأميركية عن مسؤولين أوغنديين قولهم، إن الطائرة الإماراتية سُمح لها بعد ذلك بمواصلة رحلتها إلى مطار أم جرس شرق تشاد، وأكّدوا أنهم تلقّوا بعد ذلك أوامر من رؤسائهم بالتوقّف عن تفتيش الرحلات القادمة من الإمارات العربية المتحدة، وجرى تحذيرهم من التقاط أي صورة لتلك الطائرات.
وقالت الصحيفة الأميركية إن الهيئات الأممية وجمعيات حقوق الإنسان اتّهمت قوات الدعم السريع -التي يقودها محمد حمدان دقلو الشهير باسم حميدتي- بارتكاب انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، بما في ذلك قتل المدنيين.
موقف الإماراتوتابعت أن حكومة الإمارات أكّدت -ردًّا عن أسئلتها- أنها تؤيّد حلًا سلميًا للصراع في السودان، وتسعى لتقديم كل أشكال الدعم للتخفيف من المعاناة الإنسانية التي تعيشها البلاد، ومن بينها تقديم المساعدات الطبية والغذائية، وبناء مستشفى ميدانيًا في دولة تشاد المجاورة.
كما نقلت "وول ستريت جورنال" عن متحدث باسم قوات الدعم السريع قوله إنهم لا يحصلون على أسلحة أو أي إمدادات عسكرية من الإمارات، نافيًا أن يكون مسلحو التنظيم قد ارتكبوا أي انتهاكات حقوقية.
وحسب الصحيفة، فإن دولة الإمارات تراهن على دعم قوات حميدتي لحماية مصالحها في السودان والاستفادة من موقعه الإستراتيجي على البحر الأحمر ونهر النيل، والوصول إلى احتياطات الذهب السودانية الهائلة. علمًا أن من أهم مصالح الإمارات بالسودان مساحات شاسعة من الأراضي الفلاحية، وحصة في ميناء مخطّط له على البحر الأحمر بكلفة 6 مليارات دولار.
فاغنروأوضحت الصحيفة الأميركية أن مراقبي الأمم المتحدة سبق واتّهموا الإمارات بإرسال أسلحة إلى قوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، وبينها مسيّرات وقنابل موجهة بالليزر وعربات مدرّعة.
وأضافت أن القاسم المشترك بين حفتر وحميدتي أنهما عمِلا مع قوات فاغنر الروسية، ما مكّنها من الوصول إلى حقول نفط ليبيا، وكذلك مناجم الذهب في السودان.
ونقلت عن مسؤولين أميركيين قولهم إن نقل شحنات الأسلحة الإماراتية لقوات الدعم السريع يزيد من حدة الاحتكاك بين الإمارات والولايات المتحدة، التي تحاول التوسّط لإنهاء الحرب.
قلق أميركي
ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم الخارجية الأميركية قوله "سنكون قلقين بشأن التقارير التي تتحدّث عن أي دعم خارجي لأي من طرفي النزاع"، مضيفًا بأن واشنطن تواصل التنسيق مع الإمارات وعدد من الشركاء الآخرين، للضغط لأجل وقف الأعمال العدائية في السودان، وضمان وصول المساعدات الإنسانية للمتضررين.
وأكّدت الصحيفة أن مصادر أميركية مطّلعة كشفت أن واشنطن على علم بشحنات الأسلحة الإماراتية إلى قوات الدعم السريع، وسبق وأبلغت أبو ظبي بمخاوفها.
هبوط الطائرة الإماراتية في تشاد أثار -حسب وول ستريت جورنال- تساؤلات حول ولاءات الحكومة التشادية، حيث تعدّ كلٌّ من واشنطن وباريس الرئيس محمد ديبي حليفًا ضد التوسع الروسي في المنطقة.
وقد حذّر الأميركيون -في وقت سابق- الرئيس ديبي من أن زعيم مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين، عمِل مع مسلحين تشاديين لزعزعة استقرار البلاد.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع وول ستریت جورنال فی السودان
إقرأ أيضاً:
الدعم السريع ترتكب مجزرة أودت بحياة 31 شخصا وتدمر طائرات بمطار الخرطوم
أكدت وزارة الخارجية السودانية أن قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي" نفذت مجـزرة أدت إلى مقتل 31 مدنيا جنوب أم درمان واصفة الفعل الجرمية الإرهابية، بينما جرى تدمير العديد من الطائرات في مطار الخرطوم بعد قصف من الجماعة ذاتها.
وطالبت الخرطوم المجتمع الدولي بتصنيف قوات الدعم السريع كجماعة إرهابية، واتهام الدول الداعمة لها برعاية الإرهاب، محذرة من استمرار تغذية الصراعات في المنطقة.
قالت شبكة أطباء السودان، إن قوات الدعم السريع قتلت 31 شخصا بينهم أطفال، في حي صالحة جنوبي مدينة أم درمان غربي العاصمة الخرطوم، موضحة أن ذلك أكبر جريمة قتل جماعي موثقة تشهدها منطقة صالحة بتهمة الانتماء للجيش.
???? الخارجية السودانية تتهم في بيان لها قوات الدعم السريع بتنفيذ مجـزرة أدت إلى مقتــل 31 مدنيا جنوب أم درمان الأحد، واصفة الفعل بالجــريمة الإرهــابية.
▪ وطالبت الخرطوم المجتمع الدولي بتصنيفها جماعة إرهــابية واتهام الدول الداعمة لها برعاية الإرهـ ـاب محذرة من استمرار تغذية… pic.twitter.com/PCIW9eBMRm — عربي21 (@Arabi21News) April 29, 2025
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات لعناصر يرتدون زي "الدعم السريع" وهم يطلقون الرصاص على مجموعة من الأشخاص في الشارع العام بحي صالحة جنوبي أم درمان.
وأعربت الشبكة عن أسفها لعمليات القتل الجماعي ضد المدنيين العزل بمناطق سيطرة "الدعم السريع"، الأمر الذي قالت إنه "يهدد آلاف المدنيين العزل بحي صالحة".
وجاء في البيان: "تعتبر الشبكة ما تم تنفيذه من تصفية جماعية جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية".
وطالبت الشبكة المجتمع الدولي "بالتحرك العاجل لإنقاذ من تبقى من المدنيين وفتح مسارات آمنة تضمن خروجهم من حي صالحة الذي يضم آلاف المدنيين العزل، والضغط على قادة الدعم السريع لوقف الجرائم والانتهاكات ضد المدنيين (الواقعين) تحت سيطرتها وحفظ أرواحهم".
وغرب السودان، قُتل أكثر من 20 مدنيا وجُرح 40 آخرون في الأيام الثلاثة الأخيرة في قصف للدعم السريع أيضا على مخيم للنازحين تضربه المجاعة في غرب السودان، وفق ما أعلن مسعفون الاثنين.
وفق بيان لغرفة طوارئ معسكر أبوشوك، قصفت قوات الدعم السريع مخيم أبوشوك للنازحين قرب الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور بالمدفعية والرصاص الطائش، وهو الذي يأوي عشرات آلاف الفارين والنازحين.
ومن ناحية أخرى، أظهرت مقاطع مصورة تحطم طائرات مدنية سودانية واحتراقها في مطار الخرطوم بعد قصف لقوات الدعم السريع للمطار.
تحطم طائرات مدنية سودانية واحتراقها في مطار الخرطوم بعد قصــف ميـليشيا الدعم السريع للمطار pic.twitter.com/FyKMO2oST7 — عربي21 (@Arabi21News) April 29, 2025
ومنذ أسابيع تشهد مناطق متفرقة في أم درمان اشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث تدافع الأخيرة عن آخر مناطق سيطرتها في ولاية الخرطوم.
وبوتيرة متسارعة، بدأت تتناقص مؤخرا مساحات سيطرة "الدعم السريع" في ولايات السودان لصالح الجيش، وتسارعت انتصارات الأخير في الخرطوم بما شمل السيطرة على القصر الرئاسي، ومقار الوزارات بمحيطه، والمطار، ومقار أمنية وعسكرية.
وفي الولايات الـ17 الأخرى، لم تعد الدعم السريع تسيطر سوى على أجزاء من ولايتي شمال كردفان وغرب كردفان وجيوب في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، بجانب 4 من ولايات إقليم دارفور (غرب).
ويخوض الجيش السوداني و"الدعم السريع" منذ منتصف نيسان/ أبريل 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.