بوابة الوفد:
2024-09-16@17:04:27 GMT

أمريكا.. الصديق الخائن

تاريخ النشر: 7th, September 2024 GMT

تفضح حرب الإبادة اليومية المستمرة منذ قرابة العام تقريباً فى غزة، الوجه الحقيقى للولايات المتحدة الأمريكية، وتنزع ورقة التوت عن عورتها وعارها. إن مشاركة ومباركة أمريكا فى المجزرة، يضعنا أمام أسئلة كثيرة أبسطها: بأى وجه تتواصل الولايات المتحدة مع العرب، وبأى وجه تدخل كمفاوض أو داعم لعملية وقف إطلاق النار فى غزة، وكيف تجلس على مائدة المفاوضات من أجل السلام وهى التى تسلم إسرائيل السلاح الذى تقتل به الأبرياء، وكيف تطالب بالسلام بينما حاملات طائراتها تقف فى البحر المتوسط قبالة شواطئ غزة لحماية قَتَلة الأطفال؟

لقد شاركت أمريكا فى استشهاد وإصابة أكثر من 100 ألف إنسان أعزل، كل ما اقترفوه أنهم يعيشون فى جزء من وطنهم المحتل، ويريدون أن ينعموا بالحرية بعد أكثر من ٧٠ عاماً من الذل على أيدى عصابات الصهاينة.

إن أمريكا التى تتحدث عن حقوق الإنسان، والحيوان، وتطالب بالحرية وتندد بالقمع فى رسائلها لكل شعوب الأرض، هى نفسها التى تمنح الضوء الاخضر لإراقة دماء الأبرياء، بل وتمنحهم الأسلحة والمال.

لقد أصبحت أمريكا صاحبة مائة وجه، ولم يعد لها أى مصداقية بين شعوب العالم الحر، بل إن شرائح واسعة من الشعب الأمريكى نفسه تنظر حالياً لمن يحكمها نظرة سخط، وشعور غاضب، أما الشعوب العربية فقد تأكد لها أن أمريكا هى السلاح الذى تستخدمه إسرائيل لتحقيق أغراضها فى الدمار والقتل والتوسع الاستيطانى بشكل مفضوح. 

ورغم أن أمريكا تشارك فى المفاوضات لإيقاف القتل والتجويع فى غزة، إلا أنها وافقت يوم 13 أغسطس الماضى، على صفقة بقيمة 20 مليار دولار لدعم العصابة الإسرائيلية بمقاتلات أمريكية من نوع إف-15 وغيرها من الأسلحة الفتاكة. ومن المؤسف أن توافق أمريكا على هذه الصفقة، وترسل فى نفس الوقت مندوبها للجلوس على مائدة المفاوضات لتقريب وجهات النظر بين حماس وإسرائيل، بل ربما يكون المفاوض أو الوسيط الذى يجلس على طاولة المفاوضات هو نفسه الذى يحمل معه لإسرائيل خطاب الموافقة على أسلحة دمار غزة.

إننا كعرب لن ننسى التاريخ الدموى لأمريكا قديماً وحديثاً، فهى التى منحت الضوء الأخضر للرئيس العراقى صدام حسين لاحتلال الكويت، وبعد أن احتلها، شاركت فى حرب تحرير الكويت، وهى نفسها أمريكا التى دخلت العراق بحجة وجود أسلحة دمار شامل، وبعد أن تم تدمير العراق، ألقت بصدام فى السجن، ثم أعدمته فى أول أيام عيد الأضحى، واكتشفنا فيما بعد أن العراق لم يكن يمتلك أى أسلحة محرمة دولياً، وأن ما حدث كذبة كبيرة صنعتها أمريكا لتدمير دولة كبيرة بحجم العراق، وتركتها تعانى الفقر والانقسام بين أبناء الوطن الواحد، وأمريكا نفسها هى التى أعطت الضوء الأخضر لقتل الرئيس الليبى معمر القذافى تحت ستار الثورة عليه من شعبه، وبعد قتل القذافى فى 2011 لم تذق ليبيا طعم الهدوء والسلام، والآن هى مقسمة بين حكومة فى الشرق وأخرى فى الغرب، وأصبحت ثروات ليبيا من البترول نهبا للقوى الغربية والمرتزقة، ما دفع كثيرين من أبناء الشعب الليبى للعيش خارجها بين مصر وتونس ودول العالم الأخرى. 

إن أمريكا تمثل حالياً بالنسبة للعرب، الصديق الخائن، الذى يبتسم فى وجهك، وسرعان ما يطعنك به بمجرد أن تعطيه ظهرك. وما أكثر طعنات أمريكا فى ظهورنا طوال عقود عديدة. 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أمريكا أمجد مصطفى الزاد المتحدة الأمريكية الولايات المتحدة مع العرب غزة

إقرأ أيضاً:

النائبة فيبى فوزى تكتب: مفهوم المواطنة.. «مشاهد وتجليات»

يصل الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة ليلة عيد الميلاد، لتقديم التهنئة لقداسة البابا تواضروس الثانى وجموع الأقباط المحتفلين بالعيد، فتسود أجواء من البهجة والسعادة غير المسبوقة، وتعلو أصوات الزغاريد معبرة عن حالة عارمة من الفرح والترحيب، وسط هتافات مؤيدة للرئيس.

فى مشهد مختلف، وفى حدث لم يشهده مجلس الدولة منذ إنشائه عام 1946، تؤدى 98 قاضية ممن التحقن بالمجلس اليمين القانونية أمام رئيس مجلس الدولة إيذاناً بانضمام المرأة المصرية لأول مرة إلى جانب زملائها من القضاة، لينهض الجميع بالمسئوليات الملقاة على عاتقهم.

على صعيد آخر، ينص أول دستور مصرى صادر عقب ثورة الثلاثين من يونيو، بشكل صريح، وللمرة الأولى على اشتراط تمثيل ذوى الاحتياجات الخاصة فى أول مجلس للنواب يتم تشكيله وانتخابه بعد العمل بأحكام الدستور، ليتبنى قضايا هذه الفئة الغالية وينقل الاهتمام بها إلى آفاق جديدة، وتتواصل المبادرات الرئاسية لدعم وتمكين ذوى الهمم إلى أن يأتى عام 2018 ليعلن الرئيس السيسى أنه عام خاص بذوى الاحتياجات الخاصة.

أما عن الشباب فحدث ولا حرج، إذ تطول قائمة المشاركة التى حظى بها شباب وفتيات مصر فى المواقع التشريعية والتنفيذية كافة، بما لم يحدث على مدار عشرات السنوات السابقة، ولا يسمح المجال بذكر تفاصيل أرقام مشاركة الشباب فى البرلمان وفى مواقع نواب المحافظين، والإدارة المحلية وغيرها من المواقع بمختلف أنحاء المحروسة.

آثرت أن أبدأ مقالى بهذه المشاهد التى تمثل نموذجاً للكثير وما لا يحصى مما جاءت به الجمهورية الجديدة برئاسة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى من مفهوم واسع وجامع للمواطنة، حيث يحرص الرئيس على تعزيز روح المواطنة وإعادة ترسيخ الهوية الوطنية التى تمثل الروح الحقيقية للمصريين. فمنذ توليه المسئولية كان هدف الرئيس هو منح الإنسان المصرى كل حقوقه السياسية والاقتصادية والاجتماعية، باعتباره مواطناً كامل الأهلية وباعتباره الثروة الحقيقية لهذا البلد، وقد راهن سيادته دائماً على الإنسان المصرى، وتجلى ذلك بوضوح من خلال العديد من الاستراتيجيات الوطنية، التى تستهدف تمكين المرأة والشباب وتنمية الوعى، والتى من بينها وربما يكون أبرزها بالنسبة لما نحن بصدده، تلك الاستراتيجية الخاصة بحقوق الإنسان. راهن الرئيس على ضروره تكامل مفهوم المواطنة بحيث لا يتعلق فقط بالحقوق السياسية والمدنية، وهو المفهوم الضيق الذى تحاول أن تفرضه العديد من المؤسسات الدولية، وإنما بشكل واسع يستوعب كل أبعاد الإنسان ويبلور عمق رؤية الجمهورية الجديدة للمواطنة، بحيث تتحول إلى برنامج وطنى متكامل يهتم بكل فئات المصريين دون تمييز بسبب الجنس أو العقيدة أو الانتماء المناطقى، وقد حرصت الجمهورية الجديدة على ترجمة ذلك فى خطط التنمية التى استهدفت العديد من المشكلات التى كانت تنتقص بشكل لافت من مفهوم المواطنة، لعل من أبرزها على سبيل المثال مشكلة العشوائيات، التى كانت بمثابة طعنة غائرة فى المفهوم الحقيقى للمواطنة، إذ تجرد ساكنوها من حقوقهم الوطنية كمصريين ينتمون لبلد حضارته تتخطى الآلاف السبعة من الأعوام، فكان اقتحام الجمهورية الجديدة لهذه المشكلة والقضاء عليها من أبرز المنجزات التى من وجهة نظرى تجسد مفهوماً واسعاً وشاملاً للمواطنة.

فى هذا الإطار يأتى أيضاً القضاء على فيروس «سى»، الآفة التى أهلكت أكباد المصريين لعشرات السنوات، وكانت مصر الدولة الأولى فى نسبة الإصابة، الأمر الذى كان يمثل وصمة واضحة، وانتقاصاً من حقوق الإنسان المصرى فى مستوى لائق من الصحة. المواطنة إذن وفق مفهوم الجمهورية الجديدة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، هى تعبير عن المساواة فى كافة الحقوق والواجبات بين جميع أبناء الشعب المصرى أياً كانت انتماءاتهم الفئوية أو الجغرافية أو الطبقية، وأياً كانت عقيدتهم وانتماؤهم الدينى. ما أود التأكيد عليه فى هذا الشأن هو أن الرئيس السيسى هو أكثر الزعماء المصريين فى التاريخ المصرى الحديث تحقيقاً لقيم المواطنة بكل ما تحمله من دلالات وما تستدعيه من برامج وخطط وآليات يجب تنفيذها لوضع المفهوم موضع التطبيق، حتى بتنا نرى كافة الفئات والعناصر المكونة للمجتمع المصرى مشاركة بقوة وفاعلية فى كل ما يجرى من جهود للتنمية والتطوير فى ربوع مصر.

ولا يسعنى أن أتحدث عن المواطنة فى الجمهورية الجديدة دون ذكر أحد أبرز تجلياتها، وأعنى به الحوار الوطنى، فقد جاءت دعوة الرئيس للحوار الوطنى باعتبارها خطوة فى مشهد يبرهن على مدى ما وصلت إليه الدولة المصرية من استقرار ورسوخ، تماماً مثلما كرست لفكرة الإعلان عن توجهات الجمهورية الجديدة، فكانت مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى بالدعوة لحوار وطنى شامل، إيذاناً بالانطلاق إلى مرحلة أكثر تطوراً من العمل السياسى والاقتصادى والاجتماعى، يبلور مفهوم المواطنة وأهمية مشاركة الجميع فى صنع القرار. ويلفت النظر بشدة فى هذه المبادرة الملهمة تأكيد الرئيس على إقامة حوار سياسى مع كل القوى بدون استثناء ولا تمييز، وتشديده على إعداد تقرير واف حول مخرجات الحوار وهو ما حدث بالفعل، وتمت ترجمته إلى قرارات وتشريعات لعل آخرها ما يتعلق بتعديل إجراءات الحبس الاحتياطى، الأمر الذى يشى بعمق ما تحمله المرحلة من الانفتاح على مختلف القوى السياسية، وتكريس مفهوم المواطنة الذى يشمل الجميع، إذ تستمد الجمهورية الجديدة ثباتها وقوة مواقفها من وجود زعامة رشيدة يلتف حولها شعب يعى جيداً ما يدور حوله ومن يتربص به، وهو عازم على مساندة قيادته ودعمها فى سعيها الحثيث لتأمين مصر أرضاً وشعباً ومصالح. وللمتابع أن يرصد كيف تحولت حالة الحوار التى تحرص عليها الجمهورية الجديدة إلى مكسب كبير للجميع.

يتكامل مع مفهوم المواطنة الذى أولته الجمهورية الجديدة جل اهتمامها، هذا المشروع الوطنى العملاق الذى يقوده الرئيس السيسى، والذى يُعنى بالأساس بتمكين الفئات المهمشة على مختلف الأصعدة، بما يعزز قدرتها على الحصول على حقوقها كافة ربما لأول مرة فى التاريخ. وقد يصعب الحديث بالشمول الواجب عن ملامح وأوجه التنمية الاقتصادية والصناعية والزراعية والخدمية التى تم تنفيذها خلال السنوات العشر الماضية، والتى استهدفت فئات لم يلتفت إليها أحد من قبل -مع ملاحظة أنها بدأت والبلاد على شفير الانهيار- فكان الأبرز فى المشروع الوطنى التنموى الشامل هو اهتمامه بالعنصر البشرى، إذ وضع فى مقدمة أولوياته الإنسان المصرى من كل الفئات والطبقات، حتى ليُمكن القول بكل ثقة إن ما تم من تنمية بشرية كان شعاره الأساسى هو العدالة فى التوزيع الجغرافى والعمرى والفئوى، لتغطى مظلة اهتمام الدولة جميع مواطنيها لأول مرة فى تاريخ مشروعات التنمية المصرية، وليس مشروع حياة كريمة سوى أحد التجليات المبهرة لهذا المشروع. واليوم ونحن نتطلع لمرحلة جديدة من عمر مصر، نؤكد أن الوطن ينتظر المزيد، ويثق فى أن السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى يمتلك من الرؤية ومن الجسارة والقدرة على العبور إلى آفاق هى بمثابة الحلم الذى يراود المصريين، ما يجعلنا مطمئنين إلى المستقبل بقيادته، فالجميع يقف صفاً واحداً خلف قيادته المخلصة الرشيدة، متطلعين إلى ما يجرى من تطوير وتحديث فى ربوع مصر كافة ليتغير وجه الحياة على هذه الأرض، التى طالما كانت مهد الحضارة الإنسانية

مقالات مشابهة

  • سينما المؤلف التى غابت
  • كوارث عمر أفندى!
  • الكفيفة التى أبصرت بعيون القلب
  • أشرف غريب يكتب: أعظم ما في تجربة سيد درويش
  • خالد ميري يكتب: أرض الألغام.. واحة للأحلام
  • فى ظل المناخ الصحى للرئيس: الوفد ونقابة المحامين حصن الحقوق والحريات
  • على هامش المناظرة
  • توافق المشاعر العربية
  • الليلة.. افتتاح معرض الفنان علي حبيش بجاليري ضي الزمالك
  • النائبة فيبى فوزى تكتب: مفهوم المواطنة.. «مشاهد وتجليات»