تفضح حرب الإبادة اليومية المستمرة منذ قرابة العام تقريباً فى غزة، الوجه الحقيقى للولايات المتحدة الأمريكية، وتنزع ورقة التوت عن عورتها وعارها. إن مشاركة ومباركة أمريكا فى المجزرة، يضعنا أمام أسئلة كثيرة أبسطها: بأى وجه تتواصل الولايات المتحدة مع العرب، وبأى وجه تدخل كمفاوض أو داعم لعملية وقف إطلاق النار فى غزة، وكيف تجلس على مائدة المفاوضات من أجل السلام وهى التى تسلم إسرائيل السلاح الذى تقتل به الأبرياء، وكيف تطالب بالسلام بينما حاملات طائراتها تقف فى البحر المتوسط قبالة شواطئ غزة لحماية قَتَلة الأطفال؟
لقد شاركت أمريكا فى استشهاد وإصابة أكثر من 100 ألف إنسان أعزل، كل ما اقترفوه أنهم يعيشون فى جزء من وطنهم المحتل، ويريدون أن ينعموا بالحرية بعد أكثر من ٧٠ عاماً من الذل على أيدى عصابات الصهاينة.
إن أمريكا التى تتحدث عن حقوق الإنسان، والحيوان، وتطالب بالحرية وتندد بالقمع فى رسائلها لكل شعوب الأرض، هى نفسها التى تمنح الضوء الاخضر لإراقة دماء الأبرياء، بل وتمنحهم الأسلحة والمال.
لقد أصبحت أمريكا صاحبة مائة وجه، ولم يعد لها أى مصداقية بين شعوب العالم الحر، بل إن شرائح واسعة من الشعب الأمريكى نفسه تنظر حالياً لمن يحكمها نظرة سخط، وشعور غاضب، أما الشعوب العربية فقد تأكد لها أن أمريكا هى السلاح الذى تستخدمه إسرائيل لتحقيق أغراضها فى الدمار والقتل والتوسع الاستيطانى بشكل مفضوح.
ورغم أن أمريكا تشارك فى المفاوضات لإيقاف القتل والتجويع فى غزة، إلا أنها وافقت يوم 13 أغسطس الماضى، على صفقة بقيمة 20 مليار دولار لدعم العصابة الإسرائيلية بمقاتلات أمريكية من نوع إف-15 وغيرها من الأسلحة الفتاكة. ومن المؤسف أن توافق أمريكا على هذه الصفقة، وترسل فى نفس الوقت مندوبها للجلوس على مائدة المفاوضات لتقريب وجهات النظر بين حماس وإسرائيل، بل ربما يكون المفاوض أو الوسيط الذى يجلس على طاولة المفاوضات هو نفسه الذى يحمل معه لإسرائيل خطاب الموافقة على أسلحة دمار غزة.
إننا كعرب لن ننسى التاريخ الدموى لأمريكا قديماً وحديثاً، فهى التى منحت الضوء الأخضر للرئيس العراقى صدام حسين لاحتلال الكويت، وبعد أن احتلها، شاركت فى حرب تحرير الكويت، وهى نفسها أمريكا التى دخلت العراق بحجة وجود أسلحة دمار شامل، وبعد أن تم تدمير العراق، ألقت بصدام فى السجن، ثم أعدمته فى أول أيام عيد الأضحى، واكتشفنا فيما بعد أن العراق لم يكن يمتلك أى أسلحة محرمة دولياً، وأن ما حدث كذبة كبيرة صنعتها أمريكا لتدمير دولة كبيرة بحجم العراق، وتركتها تعانى الفقر والانقسام بين أبناء الوطن الواحد، وأمريكا نفسها هى التى أعطت الضوء الأخضر لقتل الرئيس الليبى معمر القذافى تحت ستار الثورة عليه من شعبه، وبعد قتل القذافى فى 2011 لم تذق ليبيا طعم الهدوء والسلام، والآن هى مقسمة بين حكومة فى الشرق وأخرى فى الغرب، وأصبحت ثروات ليبيا من البترول نهبا للقوى الغربية والمرتزقة، ما دفع كثيرين من أبناء الشعب الليبى للعيش خارجها بين مصر وتونس ودول العالم الأخرى.
إن أمريكا تمثل حالياً بالنسبة للعرب، الصديق الخائن، الذى يبتسم فى وجهك، وسرعان ما يطعنك به بمجرد أن تعطيه ظهرك. وما أكثر طعنات أمريكا فى ظهورنا طوال عقود عديدة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أمريكا أمجد مصطفى الزاد المتحدة الأمريكية الولايات المتحدة مع العرب غزة
إقرأ أيضاً:
ارتفاع صادرات النفط العراقي إلى أمريكا خلال الأسبوع الماضي
نوفمبر 24, 2024آخر تحديث: نوفمبر 24, 2024
المستقلة/- كشفت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، يوم الأحد، عن ارتفاع كبير في صادرات النفط العراقية إلى الولايات المتحدة خلال الأسبوع الماضي، مسجلة زيادة بمقدار 116 ألف برميل يوميًا مقارنة بالأسبوع السابق.
تفاصيل الصادرات العراقية
ووفقًا للبيانات الصادرة، بلغ متوسط صادرات النفط العراقي إلى أمريكا 237 ألف برميل يوميًا، مقارنة بـ121 ألف برميل يوميًا في الأسبوع الذي سبقه. تعكس هذه الزيادة تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين في مجال الطاقة، واستمرار العراق كأحد الموردين المهمين للنفط الخام إلى الولايات المتحدة.
الإيرادات النفطية الأمريكية
أوضحت الإدارة أن إجمالي واردات الولايات المتحدة من النفط الخام خلال الأسبوع الماضي ارتفع إلى 6.737 ملايين برميل يوميًا، بزيادة قدرها 1.034 مليون برميل عن الأسبوع السابق. جاءت معظم هذه الواردات من كندا بمعدل 3.862 ملايين برميل يوميًا، تليها المكسيك بمعدل 768 ألف برميل يوميًا، ثم البرازيل وكولومبيا.
موقع العراق بين الموردين
رغم ارتفاع صادرات العراق إلى أمريكا، إلا أن كندا ما زالت تحتل الصدارة كأكبر مصدر للنفط الخام إلى الولايات المتحدة، تليها المكسيك والبرازيل. وحل العراق في مرتبة متقدمة مقارنة بالسعودية التي بلغت صادراتها 220 ألف برميل يوميًا، وفنزويلا بـ211 ألف برميل يوميًا.
دلالات الارتفاع
يعكس هذا الارتفاع تحسنًا في أداء صادرات النفط العراقية رغم التحديات الاقتصادية والجيوسياسية. يشير إلى اعتماد السوق الأمريكي على مصادر متعددة، مع تعزيز العراق موقعه كأحد الشركاء المهمين في هذا المجال.