شرفت بالعمل بجريدة الوفد منذ خمسة وعشرين عامًا وتحديدًا عام 1999، حينها كنت ما زلت خريجًا غضًّا فى قسم اللغة العربية بكلية آداب عين شمس لم يعرك الحياة العملية بعد.
استقبلنى آنذاك الأستاذ فريد عبدالمنعم، رئيس قسم التصحيح -رحمه الله- قائلًا لي: «هدّيك اختبار لازم تجتازه وكفاءتك هيه اللى هتشغلك، بس عايزك تعرف إن كل اللى درسته كوم واللى هتتعلمه هنا حاجة تانية»، وللحق فقد كان قسم التصحيح بالوفد «مدرسة» بكل ما تحمله الكلمة من معنى، إذ يزخر بالعديد من قامات التدقيق اللغوى ما جعل «الوفد» أكثر الجرائد دقةً على الإطلاق، ولعل أبرز هؤلاء جميعًا، «عم نوح» -رحمه الله- ببشاشة وجهه وعلمه الوافر، فما كنت تسأله عن أى مسألة لغوية إلا ويفيض فى شرحها، ولا يبخل عليك بأى مجهود لتعليمك وكذلك أستاذ فريد، الذى كان بمثابة والد لنا جميعًا ليس على المستوى المهنى فحسب، بل كل ما يتصل بالحياة، فقد كان ذا شخصية فريدة نال اسمه منها نصيبًا، ناهيك بالزملاء الذين كنا كما نقول وقتها «الواحد منهم يشيل جورنال لوحده» لما يتمتعون به من كفاءة كبيرة مثل الأساتذة: خالد العنانى -رحمه الله- وأشرف عبدالهادى وعلى سليمان وناصر غازى وضياء الواثق بالله، ثم توالى الأفذاذ محمود أبوالعباس وحازم سعد وأيمن عبداللطيف وعبدالحميد الصياد وعلى جابر وسمية عبدالمنعم وأميرة أحمد وغيرهم الكثيرون ممن غدوا علامات مضيئة فى سماء التحرير اللغوى بالصحافة المصرية.
والتدقيق اللغوى ركن أساسى من أركان التحرير الصحفى، إذ يمثل مرحلة مهمة يمر بها النص الصحفى حيث يتم مراجعته والاطمئنان إلى سلامته من الأخطاء اللغوية والمطبعية وكذلك ما ورد به من المعلومات الخاطئة التى قد ترد سهوًا من الزملاء المحررين؛ لذا كان يكرر لنا شيوخ الصحافة دائمًا إن قسم التصحيح بالجريدة بمثابة «مطبخ الجورنال».
واعترافًا بأهمية هذا القسم ودوره الحيوى، شرف أعضاؤه بالجرائد المصرية كافة بالانضمام إلى الكيان الأكبر الذى يظلل جميع صحفيى مصر ألا وهو «نقابة الصحفيين»؛ لذا فقد جاء مؤخرًا قرار نقابة الصحفيين بالموافقة على إنشاء «رابطة المراجعين الصحفيين» والسماح بإجراء انتخاباتها، تتويجًا لجهد جميع الزملاء المحررين المراجعين، حيث مثل إنشاء هذه الرابطة مطلبًا مُلحًا يتم من خلاله مناقشة مشاكلهم المشتركة وأفضل السبل لتطوير أسلوب العمل بما يتوافق مع التقنيات والبرمجة الحديثة بما يخدم الصحافة المصرية ككل انبثاقًا من الكيان الأكبر -نقابة الصحفيين- المدافع عن حقوق الصحفيين كافة والذى يمثل منبر الدفاع الأول عنهم ودرعهم الواقية ضد مَن يحاول النيل من حقوقهم.
** شكر خاص لوزارة الداخلية
أتوجه بالشكر لرجال الداخلية الشرفاء، وذلك للاستجابة الفائقة لما نشرته بالمقال السابق وضبط الجناة فى واقعة السرقة المذكورة بشارع الحبيبى بشبرا الخيمة فى وقت قياسى، حيث لم يدخر رجال شرطة قسم ثانى شبرا الخيمة جهدًا بقيادة اللواء محمد السيد، مدير المباحث، والمقدم مصطفى دياب، رئيس المباحث، والرائد أحمد الشامى والرائد محمود النجار معاونى المباحث لبث الطمأنينة والأمن فى المنطقة والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه ترويع المواطنين الآمنين.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: خارج السرب فريد عبدالمنعم
إقرأ أيضاً:
وفاة شقيقة الشيخ صالح كامل
توفيت اليوم شقيقة الشيخ صالح كامل، السيدة مريم عبدالله كامل، وزوجة وزير الإعلام السعودي الأسبق والمفكر الكبير الدكتور محمد عبده يماني.
صلاة الجنازة علي شقيقة الشيخ صالح كاملوسيتم صلاة الجنازة عليها فجر غد السبت في المسجد الحرام، وسيوارى جثمانها الثرى في مقبرة المعلاة بمكة المكرمة.
من هي شقيقة الشيخ صالح كامل؟والفقيدة زوجة وزير الإعلام السابق الدكتور محمد عبده يماني (رحمه الله)، وشقيقة الشيخ صالح كامل (رحمه الله)، وعمة رئيس مجلس إدارة صحيفة «عكاظ» الشيخ عبدالله صالح كامل، ومحيي الدين كامل.
عزاء شقيقة الشيخ صالح كاملويتقبل العزاء ابتداء من غد (السبت) في منزل شقيقها الشيخ صالح كامل بحي الشاطئ شارع الأمير فيصل بن فهد بجدة.
نبذة عن الشيخ صالح كامليذكر أن الشيخ الدكتور عمر عبدالله كامل، من مواليد عام 1952 بمكة المكرمة، وله العديد من المؤلفات الهامة فى فروع العقيدة الإسلامية وأصول الفقه، وأثرى المكتبة العربية بعشرات الكتب والمراجع العلمية فى شتى العلوم الإسلامية والاقتصادية والإنسانية.
وكان الشيخ صالح كامل له العديد من الكتب منها "التحذير من المجازفة فى التكفير"، "شرح أركان الإيمان من عقيدة العوام"، "تيسير علم العقيدة"، "التصوف بين الإفراط والتفريط"، "آداب الحوار"، "قواعد الاختلاف"، "إحكام الأحكام"، "الذخائر المحمدية"، "طريق المساكين إلى مرضاة رب العالمين"، "معين الألباب فى شرح الكتاب"، "السوق العربية المشتركة".
وايضا "اتفاقية الجات وحتمية المواجهة"، "العولمة وتأثيرها على العمل المصرفى الإسلامى"، "مبادئ التطرف الهدامة"، "ما لا ينبغى للمثقف جهله"، "الدفاع عن الصحيحين"، كما شارك وحاضر الفقيد فى عشرات الندوات والمؤتمرات المحلية والدولية، وله العديد من المقالات الصحفية فى مختلف فروع الفكر والثقافة والعلوم العربية.