إعلان كبير يشق سماء المعمورة عن أحد المنتجعات يتصدره نجم أجنبى سينمائى بارز فأى غرابة فى هذا ولكن كل من يدقق فى ملامحه يدرك أنه تم تغيير ملامح الشخص عن طريق الفوتوشوب فلا أصبح سلفستر ولا أمسى ستالونى وليظهر هو أصغر سنأً بكثير عما هو عليه الآن (ولا أظنه يعرف ذلك) ويبقى السؤال مطروحًا ماذا لو تم ذلك حقيقيًا وتم ازالة أثار الزمان عن الانسان (والتى هى طبيعية) فى الوجه والرقبة والبطن وجزء كبير من الجوانب؟ فماذا بقى من الانسان؟
والذى نقسم عليه أيضًا أن العين لا تخطئ الملامح وبسرعة تدرك الفرق بين «الملعوب» وبين من لم يتم التلاعب به فلا هذا سيلفستر البطل الذى نعرفه ولا غيره وهنا نقول أن الملامح تناسب كل جسد وتناسب كل سن وبروز آثار السن ما هى الا دلالة على آثار أخرى قد حدثت داخل الجسد أيضًا أما الوجه والكفين فهما مرآة لذلك فقط.
وتغيّر لون الشعر من الأسود إلى الأبيض هو أيضًا مسار طبيعى يسير عليه الجسد تدرجيًا بفطرة الله التى فطر الناس عليها وبطبيعة الحال قد يُسأل عن «الحيوان» كثيف الشعر لماذا لا يحدث له ذلك فنجيب عليه أن الشعر فى الانسان «إضافة» و«زينة» للرأس والحواجب والرموش وليس سترًا للعورة وعلى الإنسان دائمًا أن يبحث عن ستر العورة بنفسه أما الحيوان فالشعر يستر فيه الجسد من تقلبات الحرارة ويستر العورة أيضًا والاجابة الطبية الوحيدة لهذا السؤال التى نعرفها ونستطيع أن نقولها إن الانسان خلق هكذا ويعيش لذاك فقط دون «اضافات» والعجب العجاب أن يتصور من يفعل هذا أن ذلك يعطيه قدَراً لم يسق لك من قبل أو يعطيك ما لم يعطك القدر من قبل وحاشا لله أن يظن الانسان ذلك حتى فى قصص الأنبياء قص علينا من نبأ سليمان عليه السلام ما قيل فيه أنه خرق للعادة فسليمان عليه السلام يكلّم الهدهد ويستمع إلى النملة «حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ» وقد اختص الله سبحانه وتعالى بذلك سليمان دون غيره من الأنبياء وإن كانت القدرة واحدة ومطلقة فلماذا جُعلت فى نبى دون غيره وزمان واحد لا يأتى بعده؟
والقضية الثانية وهى تشبه الأولى فهى هذه اللاعبة الجزائرية أمل خليف والذى لا نستطيع أن نترك الألعاب الأولمبية 2024 دون الحديث عنها وانى لأعلم قيمة اللاعب البطل وقيمة الميدالية الأولمبية ومدى العناء الذى يلاقيه اللاعب العربى عامة والمصرى خاصة حتى يصل إلى بطولة فى ظل فساد مستشرى فى كافة الاتحادات والذى يعنينا هنا التنمر الواضح على العرب عامة اذا كانوا سيصلون إلى المراكز المتقدمة فى أى مكان وليس فى الرياضة فقط فنجد أناسًا من جلدتنا ومن غير جلدتنا يتربصون بهم فى «الرايحة والجاية» ويكيليون لهم أى اتهامات حتى إنهم عندما لم يجدوا فى أمل أى عيب ادّعوا عليها زورًا ما لا تحب أى فتاة أن يقال عنها وهنا تأتى علامة الاستفهام واضحة وجلية!! ألا تستطيع لجنة أولمبية تعمل ليل نهار بكل ما تملك من الأجهزة الحديثة أن تصدر بيانًا نهائيًا فى هذا وهى تستطيع أن تأتى بالماضى الطبى لكل لاعب وخلاياه وشعره ودمه وتحلل فيه كل «هبّة ودبة» بما تملك من سلطات ولا يستطيع أى لاعب أن يرفض التحاليل والا يستبعد تلقائيًا فيظهر تقرير شامل عن كل شئ لا يقبل الطعن أليس ذلك فى كتابهم ودورياتهم؟ وبطبيعة الحال رياضة الملاكمة للنساء تتطلب لاعبات بصفات خاصة كما فى رياضات أخرى أولمبية وأليست أمل خليف فى هيئتها تشبه اللاعبات الأخريات مثل لاعبة التنس الألمانية «شتيفى جراف» بنت السبعة عشر عامًا وقتها والتى اكتسحت لاعبات أخريات محترفات «لجسدها القوى» فاحتفى بها العالم وصفقوا لها جميعًا أما اللاعبات العربيات فلا تجوز عليهن حتى الرحمة.
تحية إلى بطلة الجزائر وتحية إلى المرأة العربية عامة وتحية إلى البنيان والعقل القوى فى الرجال والنساء والذى نحتاج اليهما فى الرياضة وفى غير الرياضة.
ويقول العارفون بالتمييز انه لا فى النور بصيص وهو سلوك خسيس من البلاليص تميز فيه من هو للشر جليس وباع بالثمن الرخيص فلا محيص لا محيص.
استشارى القلب–معهد القلب
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د طارق الخولي معهد القلب داخل الجسد
إقرأ أيضاً:
خصوصية جبل الطور وتجلي الله تعالى عليه لسيدنا موسى.. تعرف عليها
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (لماذا تجلى الله على جبل الطور وكلَّم عليه سيدنا موسى عليه السلام دون بقية البقاع المباركة الأخرى؟
وقالت دار الإفتاء في إجابتها عن السؤال، إن اختصاص الله تعالى لأيِّ مخلوق من مخلوقاته بفضيلة أو ميزة، هو محضُ فضلٍ وتكرُّمٍ من الله تعالى، فهو سبحانه يفضل ما يشاء ويختار، واختصاص جبل الطور بالتجلي دون بقية البقاع الطاهرة من باب هذا التَّفضُّل والتكرم والتذكير بما وقع فيها من الآيات كما جعل له فضائل متعددة.
وأضاف أن جبل الطور من جبال الجنة، وهو حرز يحترز به عباد الله المؤمنين من فتنة يأجوج ومأجوج، وهو كذلك من البقاع التي حرَّمها الله على الدجال، وقد تواضع جبل الطور لله فرفعه واصطفاه، وهو الجبل الوحيد الذي وقع عليه تكليم الله لنبيه موسى عليه السلام.
وتابعت: جرت حكمة الله تعالى وإرادته أن يفاضل في خلقه بما يشاء وكيفما شاء، فمن البشر: فضَّلَ الأنبياءَ والرسل والأولياء على سائر خلقه، ومن البلاد: فضَّل مكةَ المكرمة والمدينة المنورة على سائر البلدان -على ما ورد فيه التفاضلُ بينهما-، ومِن الشهور: فضَّل شهرَ رمضان على ما عداه من الأشهر، وكذا الأشهر الحرم، ومِن الليالي فضَّلَ ليلةَ القدر على سائر الليالي، ومِن الأيام فضَّلَ يومَ عرفات على سائر الأيام، ومن الجبال: فضَّلَ جبلَ الطور بتجليه عليه، والكلُّ خلقُ الله سبحانه وتعالى، يفعل فيه ما يشاء ويحكم فيه بما يريد.
وقد خصَّ الله نبيه موسى عليه السلام بأنه كلمه تكليمًا، قال الإمام القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" (7/ 280، ط. دار الكتب المصرية): [قوله تعالى: ﴿إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي﴾(الأعراف~144) الاصطفاء: الاجتباء، أي فضَّلتُك، ولم يقل على الخَلْق؛ لأنَّ من هذا الاصطفاء أنه كلَّمه، وقد كلَّم الملائكة وأرسله وأرسل غيره، فالمراد ﴿عَلَى ٱلنَّاسِ﴾ المرسل إليهم] اهـ.
أما عن تخصيص الله سبحانه وتعالى جبل الطور بالتجلي عنده دون بقية البقاع المباركة، فكان تشريفًا لهذه البقعة وتكريمًا وتذكيرًا لما وقع فيها من الآيات.
قال الإمام القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" (17/ 58): [قوله تعالى: ﴿وَٱلطُّورِ﴾ [الطور:1] الطور اسم الجبل الذي كلَّمَ الله عليه موسى، أقسم الله به تشريفًا له وتكريمًا وتذكيرًا لما فيه من الآيات، وهو أحد جبال الجنة] اهـ.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أَرْبَعَةُ أَجْبَالٍ مِنْ أَجْبَالِ الْجَنَّةِ، وَأَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ، فَأَمَّا الْأَجْبَالُ: فَالطُّورُ، ولُبْنَانُ، وطورُ سَيْنَاءَ، وطورُ زَيْتًا، وَالْأَنْهَارُ مِنَ الْجَنَّةِ: الْفُرَاتُ، وَالنِّيلُ، وَسَيْحَانُ، وَجَيْحَانُ» أخرجه الطبراني في "معجمه الأوسط"، وابن شبة في "تاريخ المدينة"، وابن عساكر في "تاريخ دمشق".
ومما يُبيِّن فضل جبل الطور ما جاء في حديث الدجال الطويل، أنَّ هذا الجبل سيكون حرزًا لعباد الله المؤمنين من فتنة يأجوج ومأجوج، وذلك في قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «فَبيْنَما هو كَذلكَ إِذْ أَوْحَى اللَّهُ إلى عِيسَى: إنِّي قدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِي، لا يَدَانِ لأَحَدٍ بقِتَالِهِمْ، فَحَرِّزْ عِبَادِي إلى الطُّورِ، وَيَبْعَثُ اللَّهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ» رواه مسلم في "صحيحه".
وكما سيُمنع يأجوج ومأجوج من دخول الطور، كذلك ورد في الحديث الشريف أن الله تعالى حرمه على الدجال، فقد جاء في "المسند" للإمام أحمد، و"المصنف" للإمام ابن أبي شيبة، ونعيم بن حماد في "الفتن"، أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم قال عن الدجال: «لَا يَقْرَبُ أَرْبَعَةَ مَسَاجِدَ: مَسْجِدَ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدَ الرَّسُولِ، وَمَسْجِدَ الْمَقْدِسِ وَالطُّورِ».
وجاء في بعض الآثار أنَّ الجبل تواضع لله تعالى، واستسلم لقدرته، ورضِيَ بقضائه ومشيئته، فلما تواضع الجبل لله تعالى ناسب أن يتجلى الله تعالى لسيدنا موسى عليه السلام عليه، ويكلمه عنده دون بقية الجبال، فقد أخرج الإمام أحمد في "الزهد"، وأبو نُعيم في "الِحلية"، وعبد الرزاق الصنعاني في "التفسير"، وأبو الشيخ الأصفهاني في "العظمة" بإسنادٍ حسنٍ عن نوفٍ البكالي، قال: "أوحى الله إلى الجبال إني نازل على جبل منكم فشمخت الجبال كلها إلا جبل الطور فإنه تواضع وقال: أرضى بما قسم الله لي، قال: فكان الأمر عليه".
وأوضحت أن هذه الفضائل تضاف إلى الفضيلة الكبرى المذكورة في القرآن الكريم من تكليم سيدنا موسى عنده، كما جاء في قوله تعالى: ﴿وَكَلَّمَ ٱللَّهُ مُوسَىٰ تَكۡلِيمًا﴾ [النساء: 164]، وكما في قوله تعالى: ﴿فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا﴾ [الأعراف: 143]، وكما في قوله تعالى: ﴿وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا﴾ [مريم: 52].