قال الباحث في الشئون الدولية، محمد صادق، إنه في ظل الانقسام السياسي والمؤسساتي الذي تمر به ليبيا منذ سقوط حكم الرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011، وغياب حكومة موحدة قادرة على تحقيق مطالب الشعب الليبي، تسعى الدول للسيطرة على أكبر قدر ممكن من الأراضي الليبية لتحقيق مصالحها والاستفادة من ثروات هذا البلد الغني بالذهب الأسود، ناهيك عن موقع ليبيا الجغرافي.

موقع ليبيا الاستراتيجي

وأضاف صادق، أن موقع ليبيا الاستراتيجي الذي تحول من نعمة إلى نقمة واليوم تعمل دول في المنطقة لتوسيع تواجدهم في البلاد على الرغم من مطالب الشعب الليبي والمجتمع الدولي لإنهاء التواجد الأجنبي في ليبيا والمضي نحو إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية حرة ونزيهة.

وتابع صادق، أن الحديث عن تواجد بعض الدول في غرب ليبيا عاد من جديد بعد زيارة رئيس الاستخبارات التركية، إبراهيم كالين ونائبه، جمال الدين تشاليك، ولقاءهم برئيس حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس، عبد الحميد الدبيبة، وبحسب ما تداولته وسائل الإعلام ناقش الطرفان العلاقات الثنائية بين البلدين والملفات ذات الاهتمام المشترك.

وأكد صادق، أنه بحسب المصادر، ناقش الطرفان إمكانية زيادة تواجد القوات التركية داخل الأراضي الليبية في ظل ما تشهده البلاد من تخبط سياسي وأمني والخلافات المتزايدة داخل المؤسسات السيادية وعلى رأسها مصرف ليبيا المركزي إلى جانب إغلاق حقول النفط الذي فرضته حكومة الاستقرار المُكلفة من البرلمان.

وتابع صادق، أن تركيا أكدت رغبتها في توسيع مناطق نفوذها عن طريق توسيع ميناء الخمس وتعزيز تواجد قواتها فيه الأمر الذي سيتطلب تحويل الميناء بصورة كاملة من ميناء شبه تجاري إلى قاعدة عسكرية بحرية تابعة للقوات التركية في القريب العاجل.

وأكد صادق، أن التجهيزات من أجل هذه الخطوة جاءت منذ وقت طويل وبالتحديد في شهر أغسطس العام الماضي، عندما وقعت حكومة الوحدة الوطنية مع القوات المسلحة التركية عقد استئجار ميناء الخمس البحري لمدة 99 سنة بما يمكنهم من نشر قوات بحرية وبرية لتأمين المياه الإقليمية.

وتطرق صادق، إلى أن هذه الخطوة قُبلت برفض واسع في منطقة الخمس، حيث شهدت المدينة وقتها احتجاجات غاضبة على قرار ضم ميناء المدينة التجاري وتحويله لقاعدة عسكرية تركية، حيث هدد المحتجون حينها بالتصعيد وإغلاق بوابة كعام وبوابة الشركة العسكرية ومحطة الكهرباء إذا ما لم تستجيب الحكومة لمطالبهم وتتراجع عن القرار وتُخرج جميع التشكيلات والمسلحة والقوات الأجنبية من المدينة.

أسعار النفط تتراجع وسط مخاوف بشأن توقف صادرات ليبيا

وشدد صادق، على أن تحويل ميناء الخمس التجاري إلى قاعدة عسكرية تركية أمر شديد الخطورة على جميع الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية، مؤكدا أن زيادة التواجد الأجنبي في البلاد بالتزامن مع ما تمر به مؤسسات الدولة من انقسام سيقود بما لا يدع مجالاً للشك لاندلاع اشتباكات مسلحة عنيفة بين الميليشيات غرب البلاد، فقد شهدت المنطقة الغربية على مدار الأعوام الماضية ازدياد الاشتباكات كلما جاء لأعب أجنبي إلى البلاد، فالميليشيات ترغب في أن يكون لها نصيباً من العتاد العسكري الذي يتبع ظهور هذه القوات.

وأشار صادق، إلى أنه من الناحية الاقتصادية فإن تحويل ميناء تجاري إلى عسكري في منطقة يعمل أغلب سكانها في الميناء باعتباره مصدر رزقهم الوحيد سيؤدي إلى زيادة نسبة البطالة وتدهور الوضع الاقتصادي في المنطقة، ولن تكون حكومة الوحدة الوطنية قادرة على توفير متطلبات السكان بسبب الخلافات الحالية داخل أروقة مصرف ليبيا المركزي.

شومان يفتتح الدورة الـ 24 لأئمة وواعظات ليبيا

ولفت صادق، إلى أنه في حال تم الاتفاق بالفعل بين حكومة الوحدة وتركيا على توسيع ميناء الخمس وتحويله إلى قاعدة عسكرية فإن سكان المنطقة لن يتهاونوا مع مثل هذه القرارات وستندلع احتجاجات مشابهة لما حدث في العام الماضي.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: موقع ليبيا الليبي الأراضي الليبية مطالب الشعب مصرف ليبيا المركزي منطقة الاقتصادية ميناء تجاري حکومة الوحدة میناء الخمس

إقرأ أيضاً:

النقل الدولي واللوجستيات تتوقع 8 % زيادة في أسعار النقل البري بعد رفع أسعار الوقود ‏

استعرضت شعبة خدمات النقل الدولي بالغرفة التجارية بالإسكندرية التأثيرات المتوقعة لهذه ‏الزيادة على قطاع نقل البضائع البري، حيث يأتي هذا  في أعقاب قرار لجنة التسعير التلقائي ‏للوقود بزيادة أسعار البنزين والسولار اعتبارًا من يوم الجمعة الموافق 11 أبريل ولمدة ثلاثة ‏أشهر.‏

وأوضحت الشعبة في بيان لها أن الزيادة الجديدة في سعر السولار، الوقود الرئيسي لشاحنات ‏نقل البضائع، والتي ارتفعت من 13.5 جنيهًا إلى 15.5 جنيهًا للتر الواحد، تمثل زيادة تقدر ‏بنحو 14.8%. وعلى الرغم من أن هذه الزيادة تبدو طفيفة للوهلة الأولى، إلا أن تأثيرها ‏التراكمي على تكاليف تشغيل شركات النقل البري سيكون ملحوظًا.‏

وتوقع منصور البريك رئيس لجنة النقل البري بالشعبة، أن تشهد أسعار النقل البري للبضائع ‏زيادة تتراوح ما بين 8% إلى 9.5%، وذلك كنتيجة مباشرة لارتفاع تكلفة الوقود الذي يمثل ‏جزءًا كبيرًا من المصروفات التشغيلية لشركات النقل. وأشارت إلى أن هذه النسبة تمثل تقديرًا ‏واقعيًا يأخذ في الاعتبار هيكل التكاليف الحالي وظروف السوق.‏

في سياق متصل، رأت الشعبة أنه ليس من المتوقع حدوث تغيير كبير في معدلات التضخم ‏العامة أو أسعار العملات الحرة نتيجة لهذه الزيادة المحدودة في أسعار الوقود. كما أشارت إلى ‏أن فترة الصيف التي تشهد عادةً انخفاضًا نسبيًا في حجم الطلب على نقل بعض أنواع ‏البضائع، وهو ما قد يساهم في امتصاص جزء من التأثيرات السعرية.‏

رئيس الصين: لا نخاف ومعاداة العالم تؤدي للعزلة«المشاط» تبحث مع مدير صندوق «أوبك» التوسع في تمويل القطاع الخاص

واختتمت شعبة خدمات النقل الدولي بيانها بالتأكيد على أن الزيادة المتوقعة في أسعار النقل ‏البري، والتي تتراوح بين 8% و 9.5%، تعتبر زيادة عادلة ومنطقية في ظل الارتفاع في ‏تكلفة الوقود. ودعت الشركات العاملة في قطاع النقل إلى دراسة هيكل تكاليفها جيدًا وتحديد ‏الأسعار الجديدة بشكل يضمن استدامة أعمالها وعدم تحميل المستهلكين أعباء إضافية غير ‏مبررة. كما أكدت على أهمية الحوار والتنسيق بين شركات النقل والجهات المعنية لضمان ‏سلاسة حركة التجارة وتجنب أي اضطرابات قد تؤثر على الاقتصاد الوطني.‏

مقالات مشابهة

  • شبكة ليبيا للتجارة: متوقع زيادة أسعار السلع المستوردة 25% حال خفض قيمة الدينار
  • حكومة دارفور تناشد المجتمع الدولي بالتحرك لفك حصار الفاشر
  • باحث لبناني: اليمن يقود تحوّلًا استراتيجيًا في محور المقاومة ويكسر هيبة واشنطن وتل أبيب
  • السعودية تستعد لدفع ديون متأخرة على سوريا للبنك الدولي
  • السعودية تستعد لدفع ديون متأخرة على سوريا لصندوق النقد الدولي
  • الشعاب: حكومة واحدة هي مفتاح الحل في ليبيا
  • النقل الدولي واللوجستيات تتوقع 8 % زيادة في أسعار النقل البري بعد رفع أسعار الوقود ‏
  • عودة السوريين وتأثيرات الدعم الدولي.. هل يتحقق الاستقرار في البلاد؟
  • دريجة: التنمية المنتجة السبيل الوحيد لإنقاذ ليبيا من أزمتها
  • البدري: تيتيه تكرر أخطاء أسلافها والمجتمع الدولي لا يريد حلاً في ليبيا