باحث بالشأن الدولي: زيادة التواجد الأجنبي في ليبيا يقود البلاد لاندلاع اشتباكات
تاريخ النشر: 7th, September 2024 GMT
قال الباحث في الشئون الدولية، محمد صادق، إنه في ظل الانقسام السياسي والمؤسساتي الذي تمر به ليبيا منذ سقوط حكم الرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011، وغياب حكومة موحدة قادرة على تحقيق مطالب الشعب الليبي، تسعى الدول للسيطرة على أكبر قدر ممكن من الأراضي الليبية لتحقيق مصالحها والاستفادة من ثروات هذا البلد الغني بالذهب الأسود، ناهيك عن موقع ليبيا الجغرافي.
موقع ليبيا الاستراتيجي
وأضاف صادق، أن موقع ليبيا الاستراتيجي الذي تحول من نعمة إلى نقمة واليوم تعمل دول في المنطقة لتوسيع تواجدهم في البلاد على الرغم من مطالب الشعب الليبي والمجتمع الدولي لإنهاء التواجد الأجنبي في ليبيا والمضي نحو إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية حرة ونزيهة.
وتابع صادق، أن الحديث عن تواجد بعض الدول في غرب ليبيا عاد من جديد بعد زيارة رئيس الاستخبارات التركية، إبراهيم كالين ونائبه، جمال الدين تشاليك، ولقاءهم برئيس حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس، عبد الحميد الدبيبة، وبحسب ما تداولته وسائل الإعلام ناقش الطرفان العلاقات الثنائية بين البلدين والملفات ذات الاهتمام المشترك.
وأكد صادق، أنه بحسب المصادر، ناقش الطرفان إمكانية زيادة تواجد القوات التركية داخل الأراضي الليبية في ظل ما تشهده البلاد من تخبط سياسي وأمني والخلافات المتزايدة داخل المؤسسات السيادية وعلى رأسها مصرف ليبيا المركزي إلى جانب إغلاق حقول النفط الذي فرضته حكومة الاستقرار المُكلفة من البرلمان.
وتابع صادق، أن تركيا أكدت رغبتها في توسيع مناطق نفوذها عن طريق توسيع ميناء الخمس وتعزيز تواجد قواتها فيه الأمر الذي سيتطلب تحويل الميناء بصورة كاملة من ميناء شبه تجاري إلى قاعدة عسكرية بحرية تابعة للقوات التركية في القريب العاجل.
وأكد صادق، أن التجهيزات من أجل هذه الخطوة جاءت منذ وقت طويل وبالتحديد في شهر أغسطس العام الماضي، عندما وقعت حكومة الوحدة الوطنية مع القوات المسلحة التركية عقد استئجار ميناء الخمس البحري لمدة 99 سنة بما يمكنهم من نشر قوات بحرية وبرية لتأمين المياه الإقليمية.
وتطرق صادق، إلى أن هذه الخطوة قُبلت برفض واسع في منطقة الخمس، حيث شهدت المدينة وقتها احتجاجات غاضبة على قرار ضم ميناء المدينة التجاري وتحويله لقاعدة عسكرية تركية، حيث هدد المحتجون حينها بالتصعيد وإغلاق بوابة كعام وبوابة الشركة العسكرية ومحطة الكهرباء إذا ما لم تستجيب الحكومة لمطالبهم وتتراجع عن القرار وتُخرج جميع التشكيلات والمسلحة والقوات الأجنبية من المدينة.
أسعار النفط تتراجع وسط مخاوف بشأن توقف صادرات ليبياوشدد صادق، على أن تحويل ميناء الخمس التجاري إلى قاعدة عسكرية تركية أمر شديد الخطورة على جميع الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية، مؤكدا أن زيادة التواجد الأجنبي في البلاد بالتزامن مع ما تمر به مؤسسات الدولة من انقسام سيقود بما لا يدع مجالاً للشك لاندلاع اشتباكات مسلحة عنيفة بين الميليشيات غرب البلاد، فقد شهدت المنطقة الغربية على مدار الأعوام الماضية ازدياد الاشتباكات كلما جاء لأعب أجنبي إلى البلاد، فالميليشيات ترغب في أن يكون لها نصيباً من العتاد العسكري الذي يتبع ظهور هذه القوات.
وأشار صادق، إلى أنه من الناحية الاقتصادية فإن تحويل ميناء تجاري إلى عسكري في منطقة يعمل أغلب سكانها في الميناء باعتباره مصدر رزقهم الوحيد سيؤدي إلى زيادة نسبة البطالة وتدهور الوضع الاقتصادي في المنطقة، ولن تكون حكومة الوحدة الوطنية قادرة على توفير متطلبات السكان بسبب الخلافات الحالية داخل أروقة مصرف ليبيا المركزي.
شومان يفتتح الدورة الـ 24 لأئمة وواعظات ليبياولفت صادق، إلى أنه في حال تم الاتفاق بالفعل بين حكومة الوحدة وتركيا على توسيع ميناء الخمس وتحويله إلى قاعدة عسكرية فإن سكان المنطقة لن يتهاونوا مع مثل هذه القرارات وستندلع احتجاجات مشابهة لما حدث في العام الماضي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: موقع ليبيا الليبي الأراضي الليبية مطالب الشعب مصرف ليبيا المركزي منطقة الاقتصادية ميناء تجاري حکومة الوحدة میناء الخمس
إقرأ أيضاً:
زيادة الاستثمارات إلى 5 مليارات دولار.. رئيس وكالة التعاون الدولي الكورية يلتقي مدبولي
عقد رئيس وكالة التعاون الدولي الكورية وون سام تشانج والوفد المرافق له اجتماعًا اليوم الأربعاء مع رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي، بحضور كيم يونج هيون سفير جمهورية كوريا، و الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، وكيم جينيونج مديرة مكتب وكالة التعاون الدولي الكورية في مصر.
واستهل رئيس الوزراء اللقاء بالترحيب برئيس وكالة التعاون الدولي الكورية، على زيارته لمصر، معرباً عن تقديره، حيث تعد هذه الزيارة الرسمية الأولى لتشانج لمصر، وأول رئيس للوكالة يزور مصر خلال السنوات الأخيرة، وهو ما يعكس الرغبة في تعزيز العلاقات الثنائية على المستويين السياسي والاقتصادي.
بـ8 ملايين دولار.. مصر وكوريا توقعان اتفاقية لتعزيز التعليم الفني بجامعة بني سويف 25 مليون يورو.. الأوروبي لإعادة الإعمار يدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة في مصر "ايفاد" يصدر دليلا إرشاديا لمساعدة البلدان النامية على دمج استراتيجيات خفض الميثان الزراعيوأكد الدكتور مدبولي أن الشراكة بين مصر وكوريا تشكل نموذجاً للتعاون التنموي، يعزز قدرة البلدين على مواجهة التحديات المشتركة، مؤكداً أنها نموذج فريد للشراكات المثمرة من خلال تنفيذ العديد من المشروعات الرائدة في مصر، بما يتماشى مع أهداف الدولة المصرية التنموية لتحقيق التنمية المستدامة.
وهنأ رئيس الوزراء الحكومة الكورية على نجاح القمة كوريا – أفريقيا التي انعقدت خلال عام 2024، معرباً عن اهتمام مصر القوي بمزيد من التعاون مع جمهورية كوريا في كافة مجالات التنمية ذات الأولوية لمصر والدول الأفريقية.
وأشار إلى أن محفظة كويكا في مصر تتجاوز 100 مليون دولار مخصصة لدعم مشاريع التنمية بالتعاون مع وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي.
وأوضح رئيس الوزراء أيضًا أنه يتطلع إلى مزيد من التعاون مع كويكا من خلال زيادة عدد مشاريع التنمية المشتركة، بما يتماشى مع أولويات التنمية الشاملة في مصر.
من جانبه، نقل رئيس “كويكا” وون سام تشانج تحيات رئيس الوزراء الكوري هان دوك سوو.
وأشاد بالتجربة التنموية المصرية، مشيرًا إلى أن مصر تمكنت من التغلب على التحديات الاقتصادية التي واجهتها على مدار السنوات الماضية، فضلاً عن لعبها دورًا مهمًا في محيطها الإقليمي والقاري.
وأوضح تشانج أن الغرض من زيارته لمصر هو الاطلاع على ما وصلت اليه مشاريع كويكا، وإجراء المناقشات مع الحكومة المصرية في كيفية التعاون الوثيق في مختلف المجالات المتعلقة بالتعاون التنموي. بالإضافة إلى استكشاف فرص تطوير وتوسيع التعاون الثلاثي، حيث أن مصر دولة مانحة ذات إمكانات كبيرة تسمح للبلدين بالتعاون لتقديم المساعدة الفنية للدول الأفريقية.
وفي الوقت نفسه، قال إن مصر دولة شريكة ذات أولوية لكوريا، حيث بلغ إجمالي دعم كويكا لمصر حتى عام 2023 ما يقرب من 88.8 مليون دولار.
"في عام 2023، قدمت كويكا 7.6 مليون دولار لمصر وزادت هذا الدعم إلى 12.6 مليون دولار في عام 2024، وفي عام 2024، تنفذ كويكا 6 مشاريع في مصر طبقاً لخطة الوكالة"، وفقًا لرئيس كويكا.
كشف تشانج أن مشاريع كويكا في مصر تركز على ثلاث مجالات، وهي خلق فرص عمل شاملة ومستدامة للابتكار الرقمي، وتمكين الحوكمة الفعالة والشفافة من خلال التحول الرقمي، وتعزيز التكامل الاجتماعي الشامل من خلال تعزيز القدرات الاقتصادية والاجتماعية للنساء والفئات الضعيفة.
من ناحية أخرى، أوضح أن كوريا تركز الآن على زيادة حجم المساعدات الإنمائية الرسمية من 3 مليارات دولار في عام 2023 إلى 5 مليارات دولار لعام 2025. وجدير بالذكر انه في عام 2024، تجاوزت ميزانية الكويكا لأفريقيا ميزانيتها المخصصة لآسيا لأول مرة، مما يعكس التزامها المتزايد تجاه القارة.
وخلال اللقاء، أشادت الدكتورة رانيا المشاط بالدور المهم لوكالة التعاون الدولي الكورية، معربة عن تطلعها للموافقة النهائية على عدد من مشروعات التعاون المشترك لعام 2025.
كما أعربت الوزيرة عن تطلعها لاستكشاف آفاق جديدة للتعاون في مجال الطاقة الخضراء والتكنولوجيا المتقدمة وإصلاح التعليم وتطوير البنية التحتية الذكية، مضيفة: نأمل أن نعمل معًا بشكل وثيق لإنشاء خارطة طريق للتعاون طويل الأمد بما يتماشى مع رؤية مصر 2030 وتحقيق الاستفادة المرجوة من تجربة كوريا في التحول الرقمي والابتكار.
كما أشارت إلى إمكانية زيادة مشاركة القطاع الخاص الكوري في مصر، بهدف تنفيذ المشروعات في إطار الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وتعزيز التعاون الأفريقي على نطاق أوسع.
وعلى هامش اللقاء، وقع السيد كيم يونج هيون، اتفاقية مع معالي الوزيرة الدكتورة رانيا المشاط لتنفيذ مشروع "تعزيز القدرات التعليمية والتعاون بين الجامعة والصناعة بجامعة بني سويف التكنولوجية" بتكلفة إجمالية تبلغ 8 ملايين دولار.