أوكرانيا تقصف هدفا عسكريا وروسيا تعلن عن تقدم على الأرض
تاريخ النشر: 7th, September 2024 GMT
أعلنت أجهزة الأمن الأوكرانية، اليوم السبت، أنها ضربت مستودعًا روسيًّا للذخيرة في منطقة حدودية، فيما أكدت القوات الروسية تحقيق تقدم آخر في ساحة المعركة.
وبالتوازي مع ذلك، أعلن سلاح الجو الأوكراني، اليوم السبت، أنه أحبط هجوما جويا روسيًّا "ضخما" استهدف العاصمة كييف.
وأكد أنه تمكن من إسقاط 58 من أصل 67 طائرة مسيّرة أطلقتها روسيا خلال الليل، وأن الوحدات الدفاعية تصدت للطائرات في 11 منطقة متفرقة في أنحاء البلاد.
ورغم التأكيدات الأوكرانية بإحباط الهجوم الروسي، أكدت وكالات أنباء أنه سمع دوي انفجارات في العاصمة كييف بعد الساعة الثالثة صباحا، وأشارت إلى سقوط حطام طائرة مسيّرة تم التصدي لها قرب البرلمان الأوكراني في وسط المدينة.
وأعلن حاكم منطقة دونيتسك الأوكرانية، فاديم فيلاشكين اليوم السبت، عن مقتل 3 أشخاص وإصابة 3 آخرين جراء قصف مدفعي روسي على بلدة كوستيانتينيفكا في شرق أوكرانيا، حيث تتقدم القوات الروسية هناك.
كما أعلن الجيش الروسي سيطرته على بلدة كالينوف الواقعة على بُعد حوالي 25 كيلومترا من بوكروفسك، وهي مركز لوجستي مهم تستهدفه منذ عدة أسابيع القوات الروسية التي تقترب منها.
وبالمقابل، اندلع حريق ضخم في منطقة فورونيج الروسية، الواقعة جنوب غرب روسيا، نتيجة هجوم بمسيّرة أوكرانية، مما دفع المسؤولين إلى إجلاء السكان المحليين الذين يعيشون بالقرب من الحريق.
وكتب الحاكم ألكسندر غوسيف على تليغرام أن أنظمة الدفاع الجوي الروسية "رصدت مسيّرة وقامت باعتراضها" في الصباح الباكر.
وأضاف أن "أحدا لم يصب بأذى" لكن سقوط المسيّرة أدى إلى نشوب حريق "امتد إلى أجسام تحتوي مواد متفجرة ما أدى إلى انفجارها"، دون أن يكشف أي تفاصيل حول طبيعة هذه الأجسام أو المنشأة المستهدفة.
من جانبها، قالت كييف إن هذه الهجمات تُنفذ ردا على القصف الروسي المستمر على أراضيها، وتستهدف بشكل رئيسي الأهداف العسكرية والصناعية.
وتعرضت فورونيج، المتاخمة لمنطقة لوغانسك الأوكرانية، لهجمات متكررة بالطائرات المسيّرة الأوكرانية التي تستهدف مستودعات الوقود ومخازن الذخيرة منذ بداية الحرب الروسية في فبراير/شباط 2022.
زيلينسكي يبحث التسليح في أوروبادبلوماسيا، التقى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني السبت في تشيرنوبيو بشمال إيطاليا، وفق ما ذكرت الحكومة الإيطالية، حيث أكدت ميلوني دعمها القوي لكييف.
وقبلها التقى زيلينسكي في رحلته القصيرة المستشار الألماني أولاف شولتس، كما طالب بمنح بلاده "المزيد من الأسلحة" خلال اجتماع لحلفاء بلاده في قاعدة رامشتاين الأميركية في غرب ألمانيا.
ومن جانبها، أعلنت الولايات المتحدة عن تقديم حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 250 مليون دولار.
وتشمل الحزمة صواريخ دفاع جوي، ومنظومات صاروخية، وذخائر مدفعية، وأسلحة مضادة للدبابات، ومركبات مشاة قتالية من طراز برادلي، ومدرعات.
من جانب آخر، قال رئيسا المخابرات الأميركية والبريطانية في مقال رأي اليوم السبت إن "مواصلة مسار" دعم أوكرانيا خلال حربها مع روسيا أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى وتعهدا بتعزيز تعاونهما هناك وفي مواجهة تحديات أخرى.
ونشر مقال مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز ورئيس جهاز المخابرات البريطاني ريتشارد مور في صحيفة فايننشال تايمز، وهو الأول على الإطلاق الذي يشترك في كتابته رئيسان للوكالتين.
وكتبا فيه أن "الشراكة تكمن في صميم العلاقة الخاصة بين بلدينا"، مشيرين إلى أن الجهازين احتفلا منذ عامين بمرور 75 عاما على إقامة هذه الشراكة. وأنهما سيواصلان مساعدة نظيرتهما الأوكرانية.
وقالا إن جهازي المخابرات في البلدين "يقفان معا في وجه الحرب العدوانية التي يشنها (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين على أوكرانيا".
وأضافا أن "مواصلة المسار (فيما يتعلق بأوكرانيا) أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى، وأن بوتين لن ينجح في تقويض سيادة أوكرانيا واستقلالها".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الیوم السبت
إقرأ أيضاً:
وقف الحرب الأوكرانية فرصة لإعادة ترتيب العلاقات الأمريكية الروسية
في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى وقف النار بين روسيا وأوكرانيا، بدأت موسكو وواشنطن مناقشات حول العلاقات الاقتصادية في المستقبل. ولطالما كانت العقوبات الاقتصادية من أقوى أدوات السياسة الخارجية الأمريكية طيلة عقود.
عقوبات اليوم هي أكثر دقة، وتستهدف أفراداً بعينهم ومؤسسات
وكتب أليكس ليتل في مجلة ذا ناشيونال إنترست الأمريكية، أن القيود على الوصول إلى الشبكات المالية العالمية والتقنيات المتقدمة، والأسواق المربحة، أدت إلى عقوبات اقتصادية فعّالة على الدول المستهدفة. كما استخدمت هذه الإجراءات ضد شخصيات، ما أدى إلى تعطيل الأنشطة المهنية، بينما أضعفت العقوبات المفروضة على الشركات أو الحكومات، قدرتها التنافسية.
وعدلت الولايات المتحدة استخدامها للعقوبات مع مرور الزمن. وعقوبات اليوم هي أكثر دقة، وتستهدف أسماء بعينها ومؤسسات، بينما تقلل الضرر على اقتصادات أمريكا والحلفاء، بحيث تعزل العوامل السيئة، وتتجنب التسبب في أزمات انسانية غير مقصودة.
The U.S. placed 16,000 sanctions on Russia to isolate its economy.
It fueled war in Ukraine to isolate Russia politically and militarily.
Yet Putin is now more embraced than ever by the Global South.
The BRICS Summit is proof. Not even the Western media can deny it anymore. pic.twitter.com/hY8bfiEzUb
ومع ذلك، ورغم تعقيداتها، فإن العقوبات تخفق أحياناً في تحقيق غرضها الرئيسي، فرض تغييرات في السياسات الخارجية للدول المُستهدفة، والسبب واضح، فالسياسة الخارجية لا تعمل في فراغ، وهي تعكس أساساً الطموحات والإيديولوجيات والمصالح وديناميات السياسة الداخلية، لزعماء الدول. وتُفرض العقوبات عادة على دول مستبدة، يكون هدفها الأساسي الحفاظ على النظام السياسي. وعندما تستهدف أمة بالعقوبات، فإن الولايات المتحدة تضع نفسها عدواً وجودياً لتلك الأمة، ما يقوي هيكلية السلطة التي ترمي إلى إضعافها وإرغامها على الدخول في مواجهة.
سردية قويةوعندما تفرض واشنطن عقوبات، فإنها تسلّم هذه الأنظمة سردية قوية مفادها أن الدولة المُستهدفة، المُهددة من قوة أجنبية معادية، يجب أن تتكاتف حول قيادتها. في حالة روسيا، أتاحت العقوبات لنظام الرئيس فلاديمير بوتين التهرب من المسؤولية عن إخفاقاته السياسية والاقتصادية وسوء إدارته، بدل أن تكون شكلاً من أشكال الإكراه. وهذا لا يسهم إلا في تعزيز التماسك الداخلي، وإطالة أمد النظام، وتقليل احتمال أي إصلاح ذي معنى.
وإذا ثبّت أن العقوبات غير فعّالة في عكس مسار الحرب أو انضاج تغيير ديموقراطي، فما الذي يجب أن يكملها أو يحل محلها؟ إن الجواب معقد ويختلف باختلاف الطيف الجيوسياسي. وفي حالة روسيا، فإن العقوبات الغربية لم تغير سياستها الخارجية. وفي واقع الأمر، فإن الولايات المتحدة تتحول في مقاربتها لموسكو.
US expands sanctions against Russia
The new measures target companies in countries such as China in a bid to 'discourage' trade with Moscowhttps://t.co/04MCiKwNR3 pic.twitter.com/6XGWnf1xPG
إن روسيا المثالية، من منظور الولايات المتحدة، دولة مستقرة وديموقراطية وبناءة، تعيش في سلام مع جيرانها، وتحافظ على توازن القوى في أوراسيا، خاصةً مع الصين. وبصفتها "عامل توازن"، يمكن لروسيا نظرياً مواجهة طموحات الصين المتنامية، والمساعدة في معالجة التحديات الاقتصادية والديموغرافية التي تواجه أوروبا، وإعادة توجيه نفسها نحو التنمية الاقتصادية بدل الانخراط في المواجهة الجيوسياسية. لم تقترب عزلة روسيا الاقتصادية والمالية والسياسية من تحقيق هذه الأهداف، رغم أنها بعيدة المنال. بل عززت المصالح الراسخة والمجمع العسكري الصناعي، الذي يستفيد من الصراع الدائر.
المصالح الأمريكيةوبعد أن تنتهي الحرب في أوكرانيا، فإن رفع العقوبات وتعزيز التنمية الاقتصادية في روسيا، من شأنهما خدمة المصالح الأمريكية على نحوٍ أفضل، مع الإجراءات العقابية الحالية. وبطبيعة الحال، لن ترحب كل الأطراف الموجودة في روسيا بمثل هذا التحول. إذ أن العقوبات أفضت إلى بروز "اقتصاد ظل".
إن بعض المنتفعين مثل ميخائيل شيلكوف، الذي يملك غالبية الأسهم في شركة "فسمبو-أفيسما" الرائدة في إنتاج التيتانيوم، وطاهر غارييف، الذي يسهل صادرات النفط الروسي، انتفعا إلى حد كبير من اقتصاد الحرب، الذي فكك بفاعلية أي رمز للرأسمالية المنافسة.
إن احتمال وضع حد للحرب في أوكرانيا، يوفر فرصة جديدة لإعادة انتاج العلاقات الروسية الأمريكية. إن مساراً جديداً يمنح الأولوية للانخراط الاقتصادي على حساب سياسة الإكراه، من شأنه تمهيد الطريق لروسيا مستقرة وقادرة على التعاون مع الغرب.
إن مثل هذه السياسة لن تكون خالية من المخاطر، لأن التغيير لن يحصل فوراً. ورغم ذلك، فإن التاريخ أثبت أن الأمم القوية لا تتجاوب مع محاولات الإذلال، وأن الانخراط المستدام يبنى على الاحترام المتبادل بدل فرض الطاعة. ويبدو أن ترامب راغب في تعديل السياسة الأمريكية. ويمكن أن يجد أن الشراكة الاقتصادية مع موسكو، مفيدة للشركات الأمريكية، ولجعل أوروبا أكثر سلمية.