الذهب في السودان.. ارتفاع بالعائدات وتهريب لنصف الإنتاج
تاريخ النشر: 7th, September 2024 GMT
الخرطوم- ارتفعت صادرات السودان من الذهب خلال الفترة السابقة رغم الحرب المستمرة منذ نحو 17 شهرا، بعد توجه رؤوس أموال وطنية نحو التعدين التقليدي إثر توقف الاستثمارات وتراجع النشاط الاقتصادي والتجاري، كما دفع تدمير المصانع وتوقف سوق العقارات أصحاب الحرف نحو مواقع إنتاج الذهب التي ترافقها عشرات المهن الأخرى.
وينتشر قطاع التعدين الأهلي أو التقليدي للذهب في معظم أنحاء السودان، حيث يتمركز في 14 ولاية من بين 18 ولاية في البلاد، ويعمل فيه أكثر من مليوني شخص ينتجون حوالي 80% من كمية الذهب المنتجة هناك، حسب شركة الموارد المعدنية التابعة لوزارة المعادن.
ويعمل غالبية المعدنيين بأجر في استخراج حجارة تحمل بضع غرامات من الذهب يتم طحنها واستخراج الذهب منها، عبر "طواحين". ويتم إخراج الحجارة من آبار تعطي مؤشرات عبر أجهزة الكشف عن المعادن عن وجود المعدن النفيس.
ويرى خبراء أن التعدين التقليدي مصدر للتلوث حيث يستخدم الزئبق العضوي أو السائل بغرض استخلاص الذهب من الصخور، ويتم فرزه باليد ويسخن على شعلة أو على فرن حتى يتبخر الزئبق ويعزل الذهب.
تهريب نصف الإنتاجوقال محمد طاهر عمر المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية (الذراع الرقابية لوزارة المعادن) إن عائدات صادر الذهب كانت المصدر الرئيسي لموارد البلاد من العملات الأجنبية بعد انفصال جنوب السودان في عام 2011 الذي ذهبت معه نحو ثلثي عائدات النفط التي كانت تشكل 90% من موارد العملة الصعبة.
وفي حديث للجزيرة نت، أوضح عمر أن مواقع التعدين التقليدي لإنتاج الذهب تقلصت من 14 إلى 6 ولايات وتراجعت أسواق بيع الذهب من 72 إلى 52 سوقا بعد اندلاع الحرب في منتصف أبريل/نيسان 2023، كما توقف الشركات الكبيرة التي لديها مناطق امتياز وغالبيتها أجنبية.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن أكتوبر/تشرين الأول الماضي كان بداية التعافي من صدمة الحرب، وعودة 6 شركات أجنبية كبيرة، كما دخل للتعدين التقليدي رجال أعمال توقف نشاطهم التجاري، وتوجهت العمالة التي فقدت مصادر رزقها نحو مواقع الذهب إما للتعدين التقليدي أو المهن الأخرى في أسواق المعدن الأصفر.
وكشف عمر أن إنتاج الذهب عبر التعدين التقليدي خلال الفترة منذ بداية العام الحالي وحتى أغسطس/آب الماضي بلغ 29.2 طنا بعائد 1.86 مليار دولار، ويتوقع أن يصل الإنتاج بنهاية العام إلى 60 طنا مع دخول شركات الامتياز التي استأنفت نشاطها، في حين لم يتجاوز الإنتاج في العام الماضي 6.4 أطنان بسبب الحرب والأوضاع الأمنية.
ويرى المسؤول الحكومي أن عائدات صادر الذهب يمكن أن تحقق 7 مليارات دولار في السنة، لكن نحو 50% من إنتاج الذهب يهرب إلى خارج البلاد عبر الحدود، لأن المنتجين يريدون بيعه بسعر البورصة العالمية بجانب حاجتهم للنقد الأجنبي.
ويضيف عمر أن الحكومة بدأت في خطوات لإنشاء بورصة للذهب، كما يجري تركيب مصفاتين للمعدن النفيس في عطبرة شمال البلاد، بجانب إجراءات لاستجلاب مصفاة ثالثة سيتم تركيبها في بورتسودان الساحلية شرق البلاد.
ونفى المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية أن يكون هناك تلوث باختلاط مخلفات التعدين التي تحتوي على مواد كيميائية ضارة بالصحة مع مياه الأمطار والسيول في شمال البلاد.
وأكد أن فريقا من إدارة المخاطر بشركته زار مناطق التعدين التقليدي وتحقق من عدم وجود أي مشاكل بيئية حيث تفرض الشركة عقوبات مشددة بشأن أي مخالفات تؤدي إلى الإضرار بالبيئة.
الحل في التعدين المنظممن جانبه، يرى الخبير الاقتصادي محمد الناير أن ثروات باطن الأرض ثروات قومية ملك للدولة مثل البترول والذهب، لكن التعدين التقليدي عن الذهب يحوله إلى ثروة للأفراد الذين يدفعون للحكومة رسوما فقط.
ويشدد على التحول التدريجي من التعدين التقليدي إلى المنظم عبر الشركات المقتدرة وتطبيق قسمة الإنتاج بين الدولة والمستثمرين في القطاع كما حدث في قطاع النفط.
ويقول الخبير للجزيرة نت إن وقف الإنتاج التقليدي بصورة مفاجئة سيؤدي لتشريد مليوني عامل، وسيتأثر بذلك نحو 10 ملايين شخص من أسرهم، لذلك يتطلب التحول نحو تعدين منظم إلى تشجيع المنتجين الذين تحسنت أوضاعهم المالية لامتلاك آليات ومعدات متوسطة وصغيرة وتوقيع اتفاقيات لقسمة الإنتاج من أجل تعظيم فائدة الدولة.
ويدعو الخبير الاقتصادي إلى إنشاء بورصة للذهب، في حين انتقد تأخر الخطوة رغم وجود مشروع وخطة واضحة منذ عام 2015، وقال إن هذه الخطوة ستحد من تهريب إنتاج الذهب الذي يقدر سنويا بنحو 100 طن، وبناء احتياطي من المعدن النفيس لدى البنك المركزي.
ويعتقد محمد الناير أن السيطرة على الإنتاج يتم عبر سياسات، وليس إجراءات إدارية وأمنية فقط.
وحسب المتحدث، فإن استخدام مواد كيميائية مثل "السيانيد" و"الزئبق" في التعدين التقليدي لفرز الذهب عن الصخور له مخاطر بيئية وصحية، ويصعب مراقبة استخدام تلك المواد الضارة في التعدين التقليدي، وقال "ينبغي أن تشجع السلطات استخدام بدائل غير ضارة صارت متوفرة في الأسواق الخارجية".
أضرار صحيةويقول الاستشاري في علم السموم محمد السماني إن قطاعا مقدرا من العاملين في التعدين التقليدي عن الذهب يعانون من مشاكل صحية ناتجة عن تسرب مواد سامة إلى أجسادهم خلال عملية تبخر "الزئبق" لفرز الذهب من الصخور، لأن المعدنين يستنشقونه، مما يؤدي إلى فشل وظائف الرئة.
ويقول الاستشاري للجزيرة نت إن "الزئبق" الذي يتم امتصاصه يؤدي إلى مشاكل في الجهاز العصبي، مشيرا إلى أن هناك قضايا صحية أخرى منها الفشل الكلوي الذي يحدث في حال تراكم "الزئبق".
ويشير إلى أن استخدام الزئبق يتم بطريقة عشوائية وبلا معايير علمية، في ظل غياب طرق صحيحة للتخلص منه.
وشهدت مناطق عدة في وقت سابق احتجاجات في مجتمعات محيطة بمناطق التعدين التقليدي بسبب تأثيره على الصحة، وتراكم أكوام النفايات السامة قرب المناطق الزراعية ومصادر المياه والمناطق السكنية.
ولا قانون مفعلا سوى مرسوم أصدرته حكومة الفترة الانتقالية في عام 2019، يحظر استخدام "الزئبق" و"السيانيد"، ولم يرتق إلى قانون بسبب غياب التشريعات، كما أن السودان لم يلتزم باتفاقيات دولية في هذا الشأن على الرغم من توقيعه على اتفاقية "ميناماتا" التي تمنع التعامل بالزئبق ونفاياته، والتي دخلت حيز التنفيذ عالميا في أغسطس/آب 2017، لكن لم يتم إقرار الاتفاقية رسميا من جانب الحكومة السودانية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات إنتاج الذهب فی التعدین الذهب من
إقرأ أيضاً:
رغم ارتفاع الأسعار.. إقبال كبير على أسواق الذهب والمجوهرات في الباحة
تشهد أسواق الذهب والمجوهرات في منطقة الباحة في هذه الأيام ومع اقتراب حلول عيد الفطر المبارك، إقبالًا من المتسوقين والمتسوقات وحركة نشطة في عمليات الشراء، على الرغم من استمرار أسعار الذهب في الارتفاع.
ويحرص البعض على شراء الذهب بهدف التزين به ولبسه في أيام عيد الفطر السعيد، نظرًا إلى كثرة اللقاءات والمناسبات العائلية والعامة، وإقامة حفلات الزواج وغيرها.
أخبار متعلقة وزير الداخلية يرأس الاجتماع السنوي لأصحاب السمو أمراء المناطقمستمر طوال العام.. التعليم تكشف عن القواعد التنظيمية لبرنامج "فرص"إضافة إلى تقديمه كهدايا أو ادخاره للاستثمار المستقبلي.38 محلًا ومعرضًاويُعد سوق الذهب والمجوهرات في سوق البلد بمدينة الباحة من أكبر أسواق الذهب في المنطقة، ويضم أكثر من 38 محلًا ومعرضًا لبيع المصوغات الذهبية والفضية، وأسهم موقعه في وسط المنطقة والمحافظات التابعة لها في نشاط الحركة التجارية ودعم أسواق الذهب والمجوهرات.
وأوضح أحد المتسوقين في سوق الذهب أحمد علي الزهراني، أن الحُلي والزينة من الذهب والمجوهرات من المقتنيات المحببة في النفس لما تتميز به من إظهار الرونق والبهاء لمرتاديها.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } أسواق الذهب والمجوهرات بالباحة تشهد إقبالًا من المتسوقين مع قرب عيد الفطر - واس
وأضاف: مع اقتراب عيد الفطر المُبارك يحرص عدد من المواطنين والمقيمين بالمنطقة على زيارة محال الصاغة والمجوهرات لشراء أنواع الحُلِي، لاقتنائها أو تقديمها كهدايا للأمهات والزوجات اللاتي يحرصن على التزين به طيلة أيام عيد الفطر.
إضافة إلى التزين به في المناسبات الوطنية، والأعراس، والأسرية، والاجتماعية.المقتنيات المحببة إلى النفسوأوضحت ليلي الغامدي أن الحُلي والزينة من الذهب والمجوهرات من المقتنيات المحببة إلى النفس لما تتميز به من إظهار الرونق والبهاء لمرتاديها خصوصًا أيام عيد الفطر.
بدورها أشارت المتسوقة عبير الشهراني، إلى أن النساء يُقبِلن خلال شهر رمضان الكريم على شراء الذهب والمجوهرات، خصوصًا المصوغات الذهبية التي تحمل تصاميم وطنية تعكس الحب والانتماء لهذا الوطن المعطاء، إضافة إلى التصاميم العصرية الملائمة للاستخدام في مختلف المناسبات.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } أسواق الذهب والمجوهرات بالباحة تشهد إقبالًا من المتسوقين مع قرب عيد الفطر - واس
وأكد محمد الغامدي صاحب محل في أسواق الذهب، أنهم اعتادوا هذا الإقبال في هذا الوقت من كل عام، ويُعد من أفضل المواسم التي تكثر فيها عمليات البيع والشراء مقارنة بالأيام العادية من السنة، مفيدًا بأن تجارة الذهب والمجوهرات تختلف من فترة إلى أخرى وتنشط بشكل كبير خلال شهر رمضان الكريم ومواسم الأعراس.جولات ميدانية تفتيشية دوريةوتجري الفرق الرقابية بفرع وزارة التجارة بالمنطقة جولات ميدانية تفتيشية دورية على 27 منفذ بيع الذهب والمعادن الثمينة في جميع أسواق الذهب، للتأكد من نظامية أعمالها وامتثالها لنظام المعادن الثمينة والأحجار الكريمة، ونظام مكافحة الغش التجاري، وتحديث قاعدة بيانات محال الذهب، وعدم وجود مخالفات في منافذ البيع.
وتعمل أمانة منطقة الباحة على رقابة محلات الذهب، ويقع تحت اختصاصها وإصدار وتجديد الرخص وتطبيق اشتراطات الرخصة التجارية.