جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-26@04:32:01 GMT

إسرائيل والأطماع الكبرى

تاريخ النشر: 7th, September 2024 GMT

إسرائيل والأطماع الكبرى

 

د. محمد بن خلفان العاصمي

 

مُخطئ من يضمن أنَّ هذا الكيان الدخيل المحتل ابن سفاح الإمبريالية العالمية سوف يكتفي بإقامة دولته المزعومة على أرض فلسطين المحتلة، ومُخطئ أكثر من يعتقد أن هذا مجرد توقُّع أو ظن؛ فالحقيقة المُثبتة في قرارات مؤتمرات جبل صهيون وثَّقت كل هذه الأطماع بشكل كامل ودقيق وواضح، وربما الكثيرون مِنَّا لا يعلمون دلالات علم هذا الكيان الذي يمثل رمزًا لهذه الأطماع من خلال خطين تتوسطهما نجمة داود يرمزان لدولة تمتد من نهر النيل إلى نهر الفرات.

 

لقد أتقنت عناصر هذا الكيان حياكة المؤامرات والفتن داخل الدول وسيطرت على كثير منها حتى بات قرارها بيدهم حتى قبل قيام هذه الدولة في قلب فلسطين العربية، وربما يكون المثال الأقرب لنا هو الدولة العثمانية التي سقطت بسبب مؤامراتهم ونجحوا من البداية في إنزال السلطان عبدالحميد الثاني من العرش ثم قاموا بالقضاء على الدولة ككل ووضعت تحت الوصاية بعد أن قضت عليها الفتن والخلافات والثورات الداخلية في أحداث يعرفها الجميع، وكل ذلك بمساعدة الدول الاستعمارية التي تمكن منها اليهود مسبقًا.

هذا الكيان السرطاني الذي يتوحش في قلب العالم العربي وفي بقعة من أعز بقاع الأرض عند المسلمين والمسيحيين على حد سواء، هو مصدر الشرور في العالم، ومنبت الانحلال الأخلاقي والاجتماعي والسلوكي الذي يذهب بالعالم إلى حافة الانهيار، فهم من يصدرون كل ذلك للعالم، لقد بدأت البنوك الربوية على أيديهم، وانتشرت الخلاعة من خلالهم، عبر صالات القمار وأوكار الدعارة والجريمة المنظمة وغيرها؛ فهم يعلمون أن هذه الطريقة هي التي سوف تُمكِّنهم من الكسب والسيطرة على العالم.

لقد أغرقوا حكومات بأكملها في الديون وأصبحت مسلوبة الإرادة، وقاموا بإنشاء المنظمات التي تمكنهم من إحكام هذه السيطرة، تلك المنظمات التي في ظاهرها تقديم الدعم والخدمات والمساعدات الإنسانية ولكن في باطنها أهداف أخرى وأجنده لتمكين هذا الكيان من إحكام سيطرته على كل شيء في العالم، وقد يظن البعض أنها مبالغة ولكنها للأسف حقيقة أدركها العالم متأخرًا.

لن يكتفي هذا الكيان بأرض فلسطين المباركة التي ابتلعها قطعةً قطعةً منذ نكبة 1948 واستمر في التهام أجزائها طوال ما يقترب من 80 عامًا، ولا توجد لديهم أدنى مشكلة من الانتظار 100 عام أخرى أو أكثر لإكمال مخططهم، فهم غير مستعجلين في ذلك ويعملون بتأنٍ ودقة وسعة بال، فمثلًا تيودور هيرتزل الذي أطلق جذوة قيام ما يسمى بـ"دولة إسرائيل" على أرض فلسطين لم يشهد قيام هذا الكيان، وبالتالي لا يهمهم من يكون على قيد الحياة عندما يكتمل مشروعهم الكبير!

يجب علينا أن ندرك- كعرب ومسلمين- أن سقوط غزة هو البداية الحقيقية للمشروع، ومغفل من يعتقد أن "صفقة القرن" تُرضي طموح بني صهيون، وعندما تسقط غزة سوف نعض أصابع الندم، وحينها سوف نُدرك معنى الحكمة العربية التي تقول "أُكلت يوم أكل الثور الأبيض"، وعندها لن يكون لندمنا أي معنى، وسوف نكون جميعًا مجرد خِراف في حظيرة جزار ينتظر كل منا دوره دون حول ولا قوة، وحتى لا يقع ذلك علينا أن نفيق وأن نعود إلى رشدنا جميعًا.

إنَّ الفرقة التي تعيشها أمتنا العربية والإسلامية ما هي إلّا صنيعة هذا العدو الذي نجح إلى حد ما في إقناع البعض بأنه سوف يشاركهم الغنيمة إن مدُّوا له يد العون وأنه سوف يكرمهم بسخاء ويتعاونون معه في تحقيق أحلامه التوسعية متناسين أن هولاء لا دين ولا عهد لهم وأنهم خانوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل وان في التاريخ شواهد كثيرة على ذلك، وحتمًا سوف يكون مصيره مثل أخوانه عندما ينتهون منهم.

على أمتنا العربية والإسلامية أن تفيق من سباتها وأن تلحق نفسها قبل أن تنتهي وتختفي مثلما انتهت الأمم والحضارات السابقة التي مزقتها الفتن والصراعات والمؤامرات والخلافات الطائفية والحروب فأصبحت أثراً بعد عين، وعلينا أن نعرف من هو عدونا الحقيقي الذي يتربص بنا ويزرع الفرقة بيننا ويدق أسافين الشقاق في جسد الأمة التي أوهنها طول الذل والهوان فهل من صيحة توقظها وتدب الحياة فيها لتقوم وتواجه هذا العدو الغاصب وتجتثه من أرض فلسطين الطاهرة لتعود القدس ويافا وحيفا وعكا وكل مدن فلسطين عربية إسلامية حرة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

إسطنبول: المدينة التي حملت أكثر من 135 اسمًا عبر التاريخ

إسطنبول، مدينةٌ عريقة تُعدّ عاصمة العالم. يعود تاريخها إلى 8500 سنة مضت، واستضافت خلال 2700 سنة من تاريخها المدوّن ثلاث حضارات كبرى. كما تُعتبر إسطنبول واحدة من أكثر مدن العالم التي حظيت بتعدد الأسماء. المؤرخ في تاريخ الفن سليمان فاروق خان غونجوأوغلو، الذي تناول تاريخ المدينة في كتابه “كتاب إسطنبول”، قدّم معلومات لافتة بهذا الخصوص.

لا مثيل لها في العالم
في حديثه لصحيفة “تركيا”،  الذي ترجمه موقع تركيا الان٬ قال غونجوأوغلو: “إسطنبول مدينة تُبهر الإنسان. ولهذا، امتلكت خصائص لم تُكتب لأي مدينة كبيرة أخرى. فعلى سبيل المثال، أُطلق على إسطنبول عبر التاريخ ما يقارب 135 اسمًا ولقبًا مختلفًا. ولا نعرف مدينة أخرى لها هذا العدد من الأسماء. من بين أشهر هذه الأسماء: “روما الثانية” (ألما روما)، “القسطنطينية”، “قُسطنطينيّة”، “بيزنطية”، “الآستانة”، “دار السعادة”، “الفاروق”، “دار الخلافة”، و”إسلامبول”. كما أن إسطنبول، بتاريخها وأسمائها، ليس لها مثيل في العالم.”

اقرأ أيضا

فعاليات في أنحاء تركيا احتفالًا بعيد السيادة الوطنية…

الأربعاء 23 أبريل 2025

كل أمة أطلقت اسمًا مختلفًا
أشار غونجوأوغلو إلى أن كل أمة أطلقت على المدينة اسمًا مختلفًا، وقال:
“أطلق اللاتين عليها اسم مقدونيا، والسريان أسموها يانكوفيتش أو ألكسندرا، واليهود دعوها فيزاندوفينا، والفرنجة قالوا عنها يافورية أو بوزانتيام أو قسطنطينية، والنمساويون (النمساويون الألمان) أطلقوا عليها قسطنطين بول، والروس سموها تكفورية، والهنغاريون فيزاندوفار، والهولنديون ستفانية، والبرتغاليون كوستين، والمغول أطلقوا عليها تشاقدوركان أو ساكاليا، والإيرانيون قالوا قيصر الأرض، والعرب سموها القسطنطينية الكبرى (إسطنبول الكبرى). ووفقًا للحديث النبوي الشريف، فإن اسم المدينة هو (قُسطنطينيّة).”

مقالات مشابهة

  • رئيسة منظمة أورو فلسطين الفرنسية: إسرائيل ترتكب جرائم إبادة جماعية في غزة
  • الجائزة الكبرى.. كيف نجحت مصر في استرداد سيناء من إسرائيل؟
  • حزنت جدا للمصيبة التي حلت بمتحف السودان القومي بسبب النهب الذي تعرض له بواسطة عصابات الدعم السريع
  • شاهد | صاروخ اليمن إلى شمال فلسطين يبدد المناطق الآمنة في الكيان
  • الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تدعو للمشاركة في يوم الغضب العالمي ومحاصرة السفارات الأمريكية
  • العالم المصري الذي ساهم في جعل المدفوعات عبر الإنترنت آمنة.. من هو؟
  • هذا هو البابا الفقير الذي تكرهه إسرائيل
  • هذه هي التنازلات الكبرى التي يطلبها ترامب وبوتين من أوكرانيا
  • إسطنبول: المدينة التي حملت أكثر من 135 اسمًا عبر التاريخ
  • ما هي حكاية يوم الأرض الذي يحتفل به العالم في 22 أبريل من كل عام؟