جريدة الرؤية العمانية:
2024-09-16@16:47:53 GMT

إسرائيل والأطماع الكبرى

تاريخ النشر: 7th, September 2024 GMT

إسرائيل والأطماع الكبرى

 

د. محمد بن خلفان العاصمي

 

مُخطئ من يضمن أنَّ هذا الكيان الدخيل المحتل ابن سفاح الإمبريالية العالمية سوف يكتفي بإقامة دولته المزعومة على أرض فلسطين المحتلة، ومُخطئ أكثر من يعتقد أن هذا مجرد توقُّع أو ظن؛ فالحقيقة المُثبتة في قرارات مؤتمرات جبل صهيون وثَّقت كل هذه الأطماع بشكل كامل ودقيق وواضح، وربما الكثيرون مِنَّا لا يعلمون دلالات علم هذا الكيان الذي يمثل رمزًا لهذه الأطماع من خلال خطين تتوسطهما نجمة داود يرمزان لدولة تمتد من نهر النيل إلى نهر الفرات.

 

لقد أتقنت عناصر هذا الكيان حياكة المؤامرات والفتن داخل الدول وسيطرت على كثير منها حتى بات قرارها بيدهم حتى قبل قيام هذه الدولة في قلب فلسطين العربية، وربما يكون المثال الأقرب لنا هو الدولة العثمانية التي سقطت بسبب مؤامراتهم ونجحوا من البداية في إنزال السلطان عبدالحميد الثاني من العرش ثم قاموا بالقضاء على الدولة ككل ووضعت تحت الوصاية بعد أن قضت عليها الفتن والخلافات والثورات الداخلية في أحداث يعرفها الجميع، وكل ذلك بمساعدة الدول الاستعمارية التي تمكن منها اليهود مسبقًا.

هذا الكيان السرطاني الذي يتوحش في قلب العالم العربي وفي بقعة من أعز بقاع الأرض عند المسلمين والمسيحيين على حد سواء، هو مصدر الشرور في العالم، ومنبت الانحلال الأخلاقي والاجتماعي والسلوكي الذي يذهب بالعالم إلى حافة الانهيار، فهم من يصدرون كل ذلك للعالم، لقد بدأت البنوك الربوية على أيديهم، وانتشرت الخلاعة من خلالهم، عبر صالات القمار وأوكار الدعارة والجريمة المنظمة وغيرها؛ فهم يعلمون أن هذه الطريقة هي التي سوف تُمكِّنهم من الكسب والسيطرة على العالم.

لقد أغرقوا حكومات بأكملها في الديون وأصبحت مسلوبة الإرادة، وقاموا بإنشاء المنظمات التي تمكنهم من إحكام هذه السيطرة، تلك المنظمات التي في ظاهرها تقديم الدعم والخدمات والمساعدات الإنسانية ولكن في باطنها أهداف أخرى وأجنده لتمكين هذا الكيان من إحكام سيطرته على كل شيء في العالم، وقد يظن البعض أنها مبالغة ولكنها للأسف حقيقة أدركها العالم متأخرًا.

لن يكتفي هذا الكيان بأرض فلسطين المباركة التي ابتلعها قطعةً قطعةً منذ نكبة 1948 واستمر في التهام أجزائها طوال ما يقترب من 80 عامًا، ولا توجد لديهم أدنى مشكلة من الانتظار 100 عام أخرى أو أكثر لإكمال مخططهم، فهم غير مستعجلين في ذلك ويعملون بتأنٍ ودقة وسعة بال، فمثلًا تيودور هيرتزل الذي أطلق جذوة قيام ما يسمى بـ"دولة إسرائيل" على أرض فلسطين لم يشهد قيام هذا الكيان، وبالتالي لا يهمهم من يكون على قيد الحياة عندما يكتمل مشروعهم الكبير!

يجب علينا أن ندرك- كعرب ومسلمين- أن سقوط غزة هو البداية الحقيقية للمشروع، ومغفل من يعتقد أن "صفقة القرن" تُرضي طموح بني صهيون، وعندما تسقط غزة سوف نعض أصابع الندم، وحينها سوف نُدرك معنى الحكمة العربية التي تقول "أُكلت يوم أكل الثور الأبيض"، وعندها لن يكون لندمنا أي معنى، وسوف نكون جميعًا مجرد خِراف في حظيرة جزار ينتظر كل منا دوره دون حول ولا قوة، وحتى لا يقع ذلك علينا أن نفيق وأن نعود إلى رشدنا جميعًا.

إنَّ الفرقة التي تعيشها أمتنا العربية والإسلامية ما هي إلّا صنيعة هذا العدو الذي نجح إلى حد ما في إقناع البعض بأنه سوف يشاركهم الغنيمة إن مدُّوا له يد العون وأنه سوف يكرمهم بسخاء ويتعاونون معه في تحقيق أحلامه التوسعية متناسين أن هولاء لا دين ولا عهد لهم وأنهم خانوا رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل وان في التاريخ شواهد كثيرة على ذلك، وحتمًا سوف يكون مصيره مثل أخوانه عندما ينتهون منهم.

على أمتنا العربية والإسلامية أن تفيق من سباتها وأن تلحق نفسها قبل أن تنتهي وتختفي مثلما انتهت الأمم والحضارات السابقة التي مزقتها الفتن والصراعات والمؤامرات والخلافات الطائفية والحروب فأصبحت أثراً بعد عين، وعلينا أن نعرف من هو عدونا الحقيقي الذي يتربص بنا ويزرع الفرقة بيننا ويدق أسافين الشقاق في جسد الأمة التي أوهنها طول الذل والهوان فهل من صيحة توقظها وتدب الحياة فيها لتقوم وتواجه هذا العدو الغاصب وتجتثه من أرض فلسطين الطاهرة لتعود القدس ويافا وحيفا وعكا وكل مدن فلسطين عربية إسلامية حرة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

تعقيبًا على ما يحدث غزة.. وزيرة خارجية فلسطين: الشجب والإدانة غير كافي

أكدت الدكتورة فارسين شاهين، وزيرة الدولة لشؤون خارجية فلسطين، أن هناك دول ومنظمات تستطيع الضغط على دولة الاحتلال الإسرائيلي لوقف الحرب المستمرة على قطاع غزة منذ الـ7 من أكتوبر الماضي، معبرة عن أملها في أن ترى الجهات الفاعلة تضغط على إسرائيل.

وأشارت “شاهين”، خلال لقائها ببرنامج “عن قرب”، مع الإعلامية “أمل الحناوي”، المذاع على فضائية قناة “القاهرة الإخبارية”، إلى أن لم يحدث ذلك ستستمر هذه الحرب ولا يمكن أن يتخيل أحد إلى أين ستصل، مؤكدة أنه يجب أن يكون هناك ضغط من دول العالم بشكل جماعي على دولة الاحتلال، ولابد أن تخضع تلك الدولة إلى الشرعية، وأن تمتثل للقانون الدولي الذي يؤكد أن الأرض الفلسطينية تحتلها إسرائيل بشكل غير شرعي و قانوني.

وتابعت: "ينبغي أن تفكك هذه المنظومة، وعلى المجتمع الدولي أن يضطلع بهذه المسؤولية، لا يكفي حاليا الشجب والإدانة في ظل هذه المرحلة التي يعيشها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، لا سيما وأن قطاع غزة يعيش تحت وقع حرب إبادة، والضفة الغربية تواجه جنون من المستوطنين الإسرائيليين، فضلا عن الإجراءات الإسرائيلية التهويدية في القدس الشرقية. 

 

وأوضحت أن الأمر الآن يتطلب حشد عالمي ودولي من أجل إيقاف حرب الإبادة الذي يشنها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، متابعة: “الحكومة الفلسطينية خلال الفترة الحالية ومن خلال سفارتها وبعثاتها في الخارج تعمل على حشد دولي وعالمي داعم للقضية الفلسطينية”.

وأوضحت أن الحكومة الفلسطينية تم من خلال طريق محاولة التأثير على صناع القرار، من خلال الحديث مع البرلمانات والحكومات والمؤسسات الضاغطة والأفراد، ومؤسسات المجتمع الدولي حول العالم، لجعل هذه الضغط سياسة تنهجها الدول.

وأضافت أن دول العالم أجمع اتفقت على ضرورة وقف الحرب، ولكنها لا تتوقف منوهة، من جراء غياب الأليات الملزمة لكل الأطراف وعلى رأسهم إسرائيل التي تشن حرب الإبادة، مؤكدة أن الحرب لا تتوقف لأن إسرائيل لا تلتزم بالقانون الدولي، ولا تؤمن بالشرعية الدولية، ولا تعير اهتمام لأي جهة، مشددة على ضرورة لوجود ضغط وإلزام أكبر لإسرائيل، وإن لم يوجد ضغط عليها ستستمر إسرائيل في عدوانها.

مقالات مشابهة

  • إيران تفاجئ العالم وتكشف معلومات جديدة عن الصاروخ اليمني الذي استهدف “تل أبيب”
  • بعد طائرة “يافا”.. ما الذي حمله الصاروخ اليمني الى قلب الكيان؟
  • ترتيب بطولة العالم للسائقين للفورميلا وان بعد جائزة أذربيجان الكبرى
  • الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: الرد اليمني الباليستي في عمق الكيان الصهيوني تعزيز لمعادلة الردع
  • معلومات عن الصاروخ الذي أطلق من اليمن باتجاه إسرائيل
  • 10 علامات من السماء: المعجزات التي شهدها العالم يوم ميلاد النبي
  • تعقيبًا على ما يحدث غزة.. وزيرة خارجية فلسطين: الشجب والإدانة غير كافي
  • اجتماع برئاسة محافظ البيضاء يناقش آلية التحشيد للفعالية الكبرى بذكرى المولد النبوي
  • سفيرة فلسطين لدى كندا: إسرائيل تخالف كل مقومات تطبيق حل الدولتين
  • فيرستابن يفوز بالتجربة الأولى لسباق جائزة أذربيجان الكبرى ببطولة العالم للفورمولا1